| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 4:34 am | |
| أين عصر الصبا مالي وما للرشا الأغيد | خلت من الحب ومنه يدي | نأى، فما في قربه مطمع | لا تصل الكفّ إلى الفرقد | قطّعت باليأس حيوط المنى | وقلت للسلوان _ لا تبعد | وصرت لا يطربني منشد | ولا أنا أصبو إلى منشد | أسير في الرّوضة عند الضحى | حيران كالمدلج في فدفد | أمامي الماء ولا أرتوي ، | وحولي النور ولا أهتدي | يا ليت شعري، أين عهد الصّبا | وأين أحلام الفتى الأمرد | ولّى وولّت كخيال الكرى | يلوح في الذّهن ولم يوجد | فيا قلوب الكاشحين اكني | ويا عيون الحاسدين ارقدي | ويا شياها تتقي صولتي | قلّمت أظفاري فاستأسدي | يا سائلي عن أمس كيف انقضى | دعه وسلني، يا أخي ، عن غد | أروح للنفس وأهنا لها | أن تحسب الماضي لم يولد |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 4:40 am | |
| أنا و النجم مثلي هذا النجم في سهده | و مثله المحبوب في بعده | يختال في عرض السّما تائها | كأنّما يختال في برده | إن شئت فهو الملك في عرشه | أو شئت فهو الطفل في مهده | يرمقني شذرا كأنّي به | يحسبني أطمع في مجده | يسعى و لا يسعى إلى غاية | كمن يرى الغاية في جدّه | كأنّما يبحث عن ضائع | لا يستطيع الصبر من بعده | طال سراه و هو في حيرة | كأنّه المحزون في وجده | في جنح ليل حالك فاحم | كأنّ حظي قدّ من جلده | لا يحسد الأعمى به مبصرا | كلاهما قد ضلّ عن قصده | ساورني الهمّ و ساورته | ما أعجز الإنسان عن ردّه ! | ما أعجب الدهر و أطواره | في عين من يمعن في نقده ؟ | جرّبته دهرا فما راقني | من هزله شيء و لا جدّه | أكبر منه أنّني زاهد | ما زهد الزاهد في زهده | أكبر منّي ذا و أكبرت أن | يطمع ، أن أطمع في رفده | و عدّني أعجوبة في الورى | مذ رحت لا أعجب من حقده | يا ربّ خلّ كان دوني نهى | عجبت من نحسي و من سعده | و عائش يخطر فوق الثرى | أفضل منه الميت في لحده | أصبح يجبني الورد من شوكه | و بتّ أجني الشوك من ورده | أكذب إن صدّقته بعدما | عرفت منه الكذب في وعده | لا أشتكي الضرّ إذا مسّني | منه ، و لا أطرب من رغده | أعلم أن البؤس مستنفذ | و الرّغد ما لا بدّ من فقده | إذا الليالي قرّبت نازحا | و كنت مشتاقا إلى شهده | أملّك عنه النفس في قربه | خوفا من الوحشة في صدّه | و إن أر الحزن على فائت | أضرّ بي الحزن و لم يجده |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 4:42 am | |
| سقوط بورت ارثور من أسود تسربلت بالحديد | و من الجنّ في رواء الجنود | ينشدون الوغى و ما ينشد | الحسناء غير المتيّم المعمود | كلّ قرم درع من الصبر | و درع مسرودة من حديد | تحته أجرد أشدّ حنينا | و اشنياقا ألى الوغى من نجيد | سابح عنده العسير يسير | و القصيّ القصيّ غير بعيد | و صبا للنجوم من قد علاه | أصبح الجوّ تحته كالصعيد | تحسب الأرض قد جرت يجرى | و تراه كأنّه في ركود | إنّما يركب الجواد جواد | و يصون الذمار غير بليد | و خميس يحكي النجوم انتظاما | عجبا من كواكب في بيد | أوقع الرّعب في قلوب الضواري | فاستكانت كأنّها في قيود | أصبحت تهجر المياه و كانت | لا ترى الماء غير ماء الوريد | خافقات أعلامه ، أرأيتم | كقلوب العشّاق عند الصدود | قاده ذلك الغضنفر ( نوجي ) | و يناط الحسام بالصنديد | رجل دونه الرجال مقاما | مشبه في الأنام بيت القصيد | كلّ سيف في غير قيضة نوجي | فهو عند السيوف غير سعيد | يا يراعي سل ( بورت أرثور ) عنه | إنّ تلك الحصون خير شهود | معقل أصبحت جحافل هيتو | حوله كالعقود حول الجيد | هجموا هجمة الضراغم لمّا | حسبوها فريسة للأسود | و تعالى الضجيج للأفق حتى | كاد ذاك الضجيج بالأفق يودي | و توالى هجومهم و المنايا | ضاحكات ، فيا لها من صيود | كم جريح مضرّج بدماه | و قتيل على الثرى ممدود | و أسير إلى أسير يساقون | تباعا إلى الشقاء العتيد | أسطرهم مدافع الروس نارا | أصبحوا بعدها بغير جلود | دامت الحرب أشهرا كلّما قيل | خبت نارها ذكت من جديد | و المنايا تحوم السرايا | حومة العاشقين حول الغيد | حيث حظّ المقدام مثل سواه | و كحظّ الكبير حظّ الوليد | صبر الروس صبر أيوب للبلوى | على ذلك العدوّ العنيد | غير أنّ االأيّام ( وستوسل ) | يمني أجفانه بالهجود | فتولاهم القنوط من النصر | فردّوا أسيافهم للغمود | كان هذا للصّفر عيدا و عند | الروس ضربا من الليالي السود | قلعة صانها الزمان فلولا | كيد نوجي لبشرّت بالخلود |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 4:48 am | |
| الموده ما لهند و كلّ حسناء هند | كلّ يوم تبدو بزيّ جديد | تلبس الثوب يومها و هي تطريه ، | و تطريه عندها كلّ خوذ | فإذا جاء غيره أنكرته | فرأينا الحميد غير الحميد | أولعت نفسها بكل طرف | ليتها أولعت ببعض التليد | أصبحت تعشق المشدّ و لم أبصر | طليقا متيّما بالقيود | رحمة بالخصور أيّتها الغيد | و رفقا رفقا بتلك القدود | ما جنته الزنود حتى ينال العري | منها ، يا عاريات الزنود ؟ | لهف نفسي على المعاصم تغدو | غرض الحرّ عرضة للجليد | علام الأذيال أمست طوالا | كليالي الصدود أو كالبنود ؟ | لو تكون الذيول أعمار قوم | لضمنّا لهم نوال الخلود | قصرت همّها الحسان على اللهو | و يا ليت لهوها بالمفيد | ساء حال الأزواج في عصرنا هذا ، | و ساءت أحوال كلّ وليد | كلّ زوج شاك ، و كلّ صغير | دامع الطرف كاره للوجود | يظلم الدهر حين يعزو إليه | البؤس ، و البؤس كلّ أم كنود | لا رعى الله زوجة تنفق الأموال | و العمر في اقتناء البرود | ليس في اللهو و البطالة فخر | إنّما الفخر كلّ عرس كدود |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 4:50 am | |
| روعة العيد
يا شاعر هذي روعة العيد فاستجد الوحي و اهتف بالأناشيد هذا النعيم الذي قد كنت تنشده لا تله عنه بشيء غير موجود محاسن الصضيف في سهل و في جبل و نشوة الصيف حتى في الجلاميد و لست تبصر وجها غير مؤتلق و لست تسمع إلّا صوت غرّيد قم حدّث الناس عن لبنان كيف نجا من الطغاة العتاه البيض و السود و كيف هشّت دمشق بعد محنتها و استرجعت كلّ مسلوب و مفقود * فاليوم لا أجنبي يستبدّ بنا و يستخفّ بنا استخفاف عربيد يا أرز صفق ، و يا أبناءه ابتهجوا ، قد أصبح السرب في أمن من السيّد * ما بلبل كان مسجونا فأطلقه سحّانه ، بعد تعذيب و تنكيذ فراح يطوي الفضاء الرحب منطلقا إلى الربى و السواقي و الأماليد إلى المروج يصلّي في مسارحها ، إلى الكروم يغني للعناقيد منّي بأسعد نفسا قد نزلت على قومي الصناديد أبناء الصناديد سماء لبنان بشر في ملامحهم و فجره في ثغور الخرّد الغيد إن تسكنوا الطود صار الطود قبلتنا أو تهبطوا البيد لم نعشق سوى البيد (هيوز) وقد كان قبلا ((موشّح)) .. شكوت إليه انقلاب الأمور | |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 4:53 am | |
| مصرع القمر لوعة في الضلوع مثل جهنّم | تركت هذه الضلوع رمادا | بتّ مرمى للدهر بي يتعلّم | كيف يصمي القلوب و الأكبادا | كيف ينجو فؤاده أو يسلم | من تمادى به الأسى فتمادي | أنا لولا الشعور لم أتألّم | ليت هذا الفؤاد كان جمادا | كيف لا أبكي و في العين دموع | كيف لا أشكو و في القلب صدوع | قلّ في الناس من صبر مختار | **** | لحظة ، ثمّ صار ضحكي و جيبا | و نشيجا ، و النوم صار سهادا | ربّ لمّا خلقت هذي الخطوبا | لم لم تخلق الحشا فولاذا | كلّما قلت قد وجدت حبيبا | طلع الموت بيننا يتهادى | صرت في هذه الحياه غريبا | ليت سهدي الطويل كان رقادا | فتجلّد أيّها القلب الجزوع | أو تدفّق كلّما شاء الولوع | عندما أو دما هدر أو نارا | **** | كان بين الكرى و بيني صلح | فأراد القضاء أن نتعادى | لم أكد أخلع السّواد و أصحو | من ذهولي حتّى لبست السوادا | في فؤادي ، لو يعلم الناس ، جرح | لا يلاشي حتّى يلاشي الفؤدا | يا خليلي ، هيهات ينفع نصح | بعدما ضيّع الحزين الرشادا | أنت لا تستطيع إحياء الصريع | و أنا ، حمل الأسى لا أستطيع | ذا الذي صيّر الكدر إكدارا | **** | يا ضريحا على ضفاف الوادي | جاد من أجلك الغمام البلادا | فيك أودعت ، منذ ست ، فؤادي | و برغمي أطلت عنك البعادا | غير أنّي ، و إن عدتني العوادي | ما عدتني بالرّوح أن أرتادا | أنبتت حولك الزهور الغوادي | و اللّيالي أنبتن حولي القتادا | و ذبول الغصن في فصل الربيع | لو رآه شجر الروض المريع | جمد الماء في الشجر محتارا | **** | كيف لا يتّقي الكرى أجفاني | و جفوني قد استحلن صعادا | و دموعي بلونها الأرجواني | منهل ليس يعجب الورّادا | و الذي في الضلوع من نيران | صار ثوبا و مقعدا ووسادا | كيف يقوي على الشدائد عان | أكل السقم جسمه أو كادا | فإذا ما غشى الطرف النجيع | فتذكّر أنّه القلب الصديع | كظّه الحزن فانفجر انفجارا | **** | طائر كان في الربى يتغنّى | أصبح اليوم يحمل الأصفادا | غصن كان و الصبا يتثنّى | هصرته يد الردى فانآدا | نال مني الزمان ما يتمنّى | و أبى أن أنال منه مرادا | و تجنّى ما شاء أن يتجنّى | و استبدّت صروفه استبدادا | حطّم السيف و ما أبقى الدروع | و تداعى دونه السور المنيع | و أراني من العبر أطوارا | **** | ما لهذي النجوم تأبى الشروقا | أتخاف الكوكب الأرصادا | فرط البين عقدها المنسوقا | أم لما بي البياض سوادا | أم فقدن كما فقدت شقيقا | فلبسن الدجى عليه حدادا | ما لعيني لا تبصر العيّوفا | و لقد كان ساطعا و قّادا | سافرا يختال في هذا الرفيع | هل أتاه نبأ الخطب الفظيع | أم رأى مصرع القمر فتوارى | **** | سدّد الدهر قوسه ورماني | لم تحد مهجتي و لا السّهم حادا | هكذا أسكتت صروف الزمان | بلبلا كان نوحه إنشادا | فهو اليوم في يد السّجّان | يشتهي كل ساعة أن يصادا | فاحسبوني أدرجت في الأكفان | إن أنفتم أن تحسبوا القول بادا | ليس في هذي و لا تلك الربوع | ما يسلّي النفس عن ذاك الضّجيج | قبره ، جادك المطر مدرارا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 4:57 am | |
| أيّها الراعي شهور العام أجمملها " ربيع " | و أبغضها إلى الدنيا " جمادى " | و خير المال ما أمسى زكاة | و خير الناس من نفع العبادا | بربّك قل لنا و خلاك ذمّ | أعيسى كان يذّخر العتادا ؟ | تنبّه أيّها الراعي تنبّه | فمن حفظ الورى حفظ العبادا | خرافك بين أشداق الضواري | و مثلك من حمى ووقى النقادا | تبدّل أمنهم رعبا و خوفا | و صارت نار أكثرهم رمادا | لقد أكل الجراد الأرض حتى | تمنّوا أنّهم صاروا جرادا | فمالك لا تجود لهم بشيء | وقد رقّ العدوّ لهم وجادا ؟ | و مالك لا تجيب لهم نداء | كأنّ سواك ، لا أنت ، المنادى ؟ | ... | وربّت ساهر في " بعلبك " | يشاطر جفنه النجم السّهادا | يزيد الليل كربته اشتدادا | وفرط الهمّ ليلته سوادا | إذا مال النعاس بأخدعيه | ثنى الذعر الكرى عنه وذادا | به الداءان من سغب وخوف | فما ذاق الطعام و لا الرقادا | تطوف به أصيبيه صغار | كأنّ وجوههم طليت جسادا | جياع كلّما صاحوا و ناحوا | توهّم أنّ بعض الأرض مادا | إذا ما استصرخوه وضاق ذرعا | نبا عنهم و ما جهل المرادا | و لكن لم يدع بؤس اللّيالي | طريفا في يديه و لا تلادا | و لو ترك الزّمان له فؤادا | لما تركت له البلوى فؤادا | ... | أتفترش الحرير و ترتديه | و يفترش الجنادل و القتادا | و يطلب من نبات الأرض قوتا | و تأبى غير لحم الطير زادا | و تهجع هانئا جذلا قريرا | و قد هجر الكرى وجفا الوسادا | عجيب أن تكون كذا ضنينا | و لم تبصر بنا إلّا جوادا | أما تخشى ذي لسان : | أمات الناس كي يحيي الجمادا | ... | لذاتك همّهم نفع البرايا | و همّك أن تكيد و أن تكادا | نزلت بنا فأنزلناك سهلا | وزدناك النضار المستفادا | فكان حزاؤنا أن قمت فينا | لاتعلّمنا القطيعة و البعادا | فلمّا ثار ثائر حرّ | رجعت اليوم تمتدح الحيادا | أتدفع بالغويّ إلى التمادي | و تعجب بعد ذلك إن تمادى ؟ | سكتّ فقام في الأذهان شكّ | و قلت فأصبح الشّكّ اعتقادا | تجهّمت القريض ففاض عتبا | و إن أحرجته فاض انتقادا | و لولا أن أثرت الخلف فينا | وددنا لو محضناك الودادا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:04 am | |
| كل من عليها فان ( بعث بها الى صديقه السيد فهمي يعزيه و قد فجع بموت والدته و كريمته و شقيقته في اسبوع واحد ) | ------------------ | فديناك ، لو أنّ الردى قبل الفدى ، | بكلّ نفيس بالنفاس يفتدى | أبى الموت إلاّ ن ينالك سهمه | و ألا يرى شمل مبدّدا | فأقدم لا يبغي سواك و كلّما | درى أنّه عظيما تشدّدا | دهاك الردى لكن على حين فجأة | فتبّت يداه غادر صرح النّدى | دهاك و لم يشفق عل الصبيّة الألى | تركتهم يبكون مثنى و موحدا | فقدت و أوجدت الأسى في قلوبنا | أسى كاد لولا الدمع أن يتوقّدا | بكيناك حتى كاد يبكي لنا الصفا | و حتى بكت ممّا بكينا له العدى | و ما كاد يرقى الدمع حتى جرى به | غد عندما ، يا ليتنا لم نر غدا ! | قضت طفلة تحكي الملاك طهارة | و ألحقها الموت الزؤام بمن عدا | لقد ظعنت تبغي لقاك كأنّما | ضربت لها قبل التفرّق موعدا | كأنّ لها نذرا أرادت قضاءه | كأنّك أنت الصوت جاوبه الصدى | مشت في طريق قد مشى فيه بعدها | فتاك الذي أعددت منه المهنّدا | فتى طاب أخلاقا و طاب محادا | و طاب فؤادا مثلما طاب محتدا | فتى كان مثل الغصن في عنفوانه | فللّه ذاك الغصن كيف تاوّدا | تعوّد أن يلقاك في كلّ بكرة | فكان قبيح ترك ما قد تعوّدا | فجعنا به كالبدر عند تمامه | و لم نر بدرا قبله الأرض وسّدا | فلم يبق طرف لم يسل دمعه دما | و لم يبق قلب في الملا ما تصعّدا | كوارث لو نابت جبالا شواهقا | لخرّت لها تلك الشواهق سجّدا | و لو أنّها في جلمد صار سائلا | و لو أنّها في سائل صار جلمدا | ( أفهمي ) إنّ الصبر أليق بالفتى | و لا سيما من كان مثلك ( سيّدا ) | فكن قدوة للصابرين فإنّما | بمثلك في دفع الملمّات يقتدى | لعمرك ما الأحزان تنفع ربّها | فيجمل بالمحزون أن يتجلّدا | فما وجد الإنسان إلا ليفقدا | و ما فقد الإنسان إلا ليوجدا | و ما أحد تنجو من الموت نفسه | و لو أنّه فوق السماكين أصعدا | فلا يحزن الباكي و لا تشمت العدا | فكل امريء ، يا صاح ، غايته الردى |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:06 am | |
| في فراش المرض مرضت فأرواح الصّحاب كئيبة | بها ما بنفسي ، ليت نفسي لها فدى | ترفّ حيالي كلّما أغمض الكرى | جفوني جماعات و مثنى و موحدا | تراءى فآنا كالبدور سوافرا | و آونة مثل الجمان منضّدا | و طورا أراها حائرات كأنّها | فراقد قد ضيّعن في الأرض فرقدا | و طورا أراها جازعات كأنّما | تخاف مع الظلماء أن تتبدّدا | أحنّ إليها رائحات و عوّدا | سلام عليها رئحات و عوّدا | تهشّ إليها مقبلات جوارحي | كما طرب السّاري رأى النور فاهتدى | و ألقي إليها السّمع ما طال همسها | كذلك يسترعي الأذان الموحّدا | و يغلب نفسي الحزن رحيلها | كما تحزن الأزهار زايلها الندى | كرهت زوال اللّيل خوف زوالها | و عوّدت طرفي النوم حتى تعوّدا | و لو أنّها في الصحو تطرق مضجعي | حميت الكرى جفني و عشت مسهّدا | و لو لم تكن تعتاد منّي مثلما | خيالاتها همّت بأن تتقيّدا | فيا ليتني طيف أروح و أغتدي | و يا ليتها تستطيع أن تتقيّدا | نحلت إلى أن أنكر صورتي | و أخشى لفرط السقم أن أتنهّدا | مبيتي على الوثير ليانه | و أحسبني فوق الأسنّة و المدى | كأنّ خيوط المهد صارت عقاربا | كأن وسادي قد تحوّل جلمدا | لقد توشك الحمّى ، إذ جدّ جدّها | تقوّم من أضلاعي المتأوّدا | تصوّر لي الخيال حقيقة | و أحسب شخصا واحدا متعدّدا | لقد ضعضعتني ، و هي سر ، و لم يكن | يضعضعني صرف الزمان إذا عدا | إذا ما أنا أسندت رأسي إلى يدي | رمتني منها بالّذي يوهن اليدا | تغلغل في جسمي النحيل أوارها | فلو لم أقدّ الثوب عنه توقّدا | رأيت الذي لم يبصر الناس نائما | و طفت الدنى شرقا و غربا موسّدا | يقول النطاسي لو تبلّدت ساعة | تبلّدت لو أنّي أطيق التبلّدا | تهامس حولي العائدون ورجّموا | و عنّف بعض الجاهلين و فنّدا | فما ساءني شماتة معشر | رجوت بهم عند الشدائد مسعدا | أسأت إليهم ، بل أساؤوا فإنّني | ظننتهم شراوي خلقا و محتدا | أحبّ الضّنى قوم لأنّي ذقته | و أحببته كما يحبّ و يحسدا | وودّ أناس لو يعاجلني الردى | كأنّي أرجو فيهم أن أخلّدا | و ما ضمنوا أن لا يموتوا و إنّما | يودّ زوال الشمس من كان أرمدا | إذا اللّيل أعياه مساجله الضحى | تمنّى لو أنّ الصبح أصبح أسودا | على أنّني والداء يأكل مهجتي | أرى العار ، كلّ العار ، أن أحسد العدى | فإنّ الذي بالجسم لا بدّ زائل | و لكنّ ما بالطبع ينفك سرمدا | لئن أجلب الغوغاء حولي و أفحشوا | فكم شتموا موسى و عيسى و أحمدا | و لا عجب أن يبغض الحرّ جاهل | متى عشق البوم الهزار المغرّدا ؟ | و إنّي في كبت العداة و كيدهم | كمن يسلك الدرب القصير المعبّدا | و لكنّني أعفو و للغيظ سورة | أعلّم أعدائي المروءة و الندى | ألا ربّ غرّ خامر الشك نفسه | فلمّا رآني أبصر البحر مزبدا | فأصبح يخشاني و قد بتّ ساكتا | كما كان يخشاني وقد كنت منشدا | و يرهب إسمي أن يطيف بسمعه | كما تتّقي الدرداء حرفا مشدّدا | و من نال منه السيف و هو مجرّد | تهيّب أن يرنو إلى السيف مغمّدا | أحبّ الأبي الحر لا ودّ عنده | و أقلى الذليل النفس مهما تودّدا | و بين ضلوعي قلّب ما تمرّدت | عليه بنات الدهر إلاّ تمرّدا | و لو أنّ من أهوى أطال دلاله | تركت لمن يهواها اللّهو و الدّدا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:08 am | |
| لم أجد أحدا ... قالت سكتّ و ما سكتّ سدى | أعيا الكلام عليك أم نفدا ؟ | إنّا عرفنا فيك ذا كرم | ما إن عرفنا فيك مقتصدا | فاطلق يراعك ينطلق خببا | واحلل لسانك يحلل العقدا | ما قيمة الإنسان معتقدا | إن لم يقل للناس ما اعتقدا ؟ | و الجيش تحت البند محتشدا | إن لم يكن للحرب محتشدا ؟ | و النور مستترا ؟ فقلت لها | كفّي الملامة و اقصري الفندا | ماذا يفيد الصوت مرتفعا | إن لم يكن للصوت ثمّ صدى ؟ | و النور منبثقا و منتشرا | إن لم يكن للناس فيه هدى ؟ | إنّ الحوادث في تتابعها | أبدلني من ضلّتي رشدا | ما خانني فكري و لا قلمي | لكن رأيت الشعر قد كسدا ... | *** | كان الشّباب ، و كان لي أمل | كالبحر عمقا ، كالزمان مدى | و صحابه مثل الرّياض شذى | و صواحب كورودها عددا | لكنّني لمّا مددت يدي | و أدرت طرفي لم أجد أحدا !.. | *** | ذهب الصّبي و مضى الهوى معه | أصبابه و الشيب قد وفدا ؟ | فاليوم إن أبصرت غانية | أغضي كأنّ بمقلتي رمدا | و إذا تدار الكأس أصرفها | عنّي ، و كنت ألوم من زهدا | و إذا سمعت هتاف شادية | أمسكت عنها السمع و الكبدا | كفّنت أحلامي و قلت لها | نامي ! فإنّ الحبّ قد رقدا | وقع الخطوب عليّ أخرسني | و كذا العواصف تسكت الغردا | عمرو صديق كان يحلف لي | إن نحت ناح و إن شدوت شدا | و إذا مشيت إلى المنون مشى | و إذا قعدت لحاجة قعدا | صدّقته ، فجعلته عضدي | و أقمت من نفسي له عضدا | لكنّني لمّا مددت يدي | و أدرت طرفي لم أجد أحدا !.. | *** | هند ، و أحسبني إذا ذكرت | أطأ الأفاعي ، أو أجسّ مدى | كانت إلها ، كنت أعبده | و أجلّه ، و الحسن كم عبدا | كم زرتها و الحيّ منبته | و تركتها و الحيّ قد هجدا | و لكم و قفت على الغدير بها | و الريح تنسج فوقه زردا | و الأرض ترقص تحتنا طربا | و الشهب ترقص فوقنا حسدا | و لكم جلسنا في الرياض معا | لا طارئا نخشى و لا رصدا | و اللّيل فوق الأرض منسدل | و الغيم فوق البدر قد جمدا | قد كاشفتني الحبّ مقتربا | و شكت إليّ الشوق مبتعدا | لكنّني لمّا مددت يدي | و أدرت طرفي لم أجد أحدا ! .. | *** | قومي ، و قد أطربتهم زمنا | ساقوا إليّ الحزن و الكمدا | هم عاهدوني إن مددت يدي | ليمدّ كلّ فتى إليّ يدا | قالوا غدا تهمي سحائبنا | فرجعت أدراجي أقول غدا | و ظننت أنّي مدرك أربي | إن غار تحت الأرض أو صعدا | فذهبت أمشي في الثرى مرحا | ما بين جلّاسي و منفردا | تيه المجاهد نال بغيته | أو تيه مسكين إذا سعدا | لكنّني لمّا مددت يدي | و أدرت طرفي لم أجد أحدا ! ... | *** | هم هدّدوني حين صحت بهم | صيحاتي الشّعواء منتقدا | و رأيت في أحداقهم شررا | و رأيت في أشداقهم زبدا | و سمعت صائحهم يقول لهم | أن أقتلوه حيثما وجدا | فرجعت أحسبهم برابرة | في مهمة و أظنّني ولدا | مرّت ليال ما لها عدد | و أنا حزين باهت كمدا | أرتاع إن أبصرت واحدهم | ذعر الشويهة أبصرت أسدا | و إذا رقدت رقدت مضطربا | و إذا صحوت صحوت مرتعدا | لكنّني لمّا مددت يدي | و أدرت طرفي لم أجد أحدا ! ... | *** | لا تذكروهم لي ، و إن سألوا | لا تذكروني عندهم أبدا | لا يملأ السربال واحدهم | و له وعود تملأ البلدا | يا ليتني ضيّعت معرفتي | من قبل أعرف منهم أحدا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:10 am | |
| الرزء الأليم ( رثى بها فقيد اللغة و الأدب المرحوم الشيخ ابراهيم اليازجي ) | - - - - | عدمت قلبي لم يعدم الجلدا | و نال نفسي الردى إن لم تذب كمدا | آها و لو نفعت آه أخا شجن | لم يبتع غيرها عند الأسى عضدا | آها و لو لم يكن خطب ألمّ بنا | ما سطّرتها يدي في كاغد أبدا | ألمرء مجتهد و الموت مجتهد | أن ليس يترك فوق الأرض مجتهدا | ساوى الرضيع به شاب مفرقه | و العبد سيّده و الثعلب الأسدا | قد غادر الفضل بالأحزان منفردا | من كان بالفضل دون الناس منفردا | مات ( البيان ) بموت ( اليازجّي ) فمن | لم يبك هذا بكى هذا الذي فقدا | و الله ما ولدت حواء أطهر من | هذا الفقيد فؤادا لا ولن تلدا | أين ( الضياء ) الذي زان البلاد كما | يزين البدر في جنح الدّجى الجلدا ؟ | أين اليراع الذي قد كان يطربنا | صريره في أديم الطرس منتقدا ؟ | و أين أين سجاياه التي حسدت | يبكي الشقيق أخا والوالد الولدا | أقسمت ما اهتز فوق الطرس لي قلم | إلاّ جعلت له دمعي البتيت مددا | و لا تخذت أخا في الدهر يؤنسني | بعد الجليل سوى الحزن الذي وجدا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:13 am | |
| الغد لنا تبدّل قلبي من ضلالته رشدا | فلا أرب فيه لهند و لا سعدى | و لم تخب نار الوجد فيه و لا انطوت | و لكن هيامي صار بالأنفع الأجدى | و ما الزهد في شيء سوى حبّ غيره | أشدّ الورى نسكا أشدهم وجدا | أحبّ سواي العيش لهوا وراحة | و انكرته لهوا فأحببته كدّا | و ما دام في الدنيا سمو ورفعه | فما أنا من يرضى و يقنع بالأردا | ... | هو الموت أن نحيا شياها وديعه | و قد صار كلّ الناس من حولنا أسدا | و أن نكتفي بالأرض نسرح فوقها | و قد ملكوا من فوقنا البرق و الرعدا | و أن ينشروا في كلّ أفق بنودهم | و أن لا نرى فوق السّماك لنا بندا | ... | تأملت ماضينا المجيد الذي انقضى | فزلزل نفسي أنّه انهار و انهدا | و كيف امّحت تلك الحضارات كلّها | و صارت بلاد أنبتتها لها لحدا | و صرنا على الدنيا عيالا و طالما | تعلّم منا أهلها البذل و الرفدا | و نحن الألى كان الحرير برودهم | على حين كان الناس ملبسهم جلدا | ... | إذا الأمس لم يرجع فإنّ لنا غدا | نضيء به الدنيا و نملأها حمدا | و تلبسنا في الليل آفاقه سنا | و تنشرنا في الفجر أنسامه ندّا | فإنّ نفوس العرب كالشهب ، تنطوي | و تخفى ، و لكن ليس تبلى و لا تصدا | و مثل اللآلي لا يخيس جمالها | و إن هي لم ترصف و لم تنتظم عقدا | إذا اختلفت رأيا فما اختلفت هوى ، | أو افترقت سعيا فما افترقت قصدا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:14 am | |
| العيون السود ليت الذي خلق العيون السودا | خلق القلوب الخافقات حديد | لولا نواعسها و لولا سحرها | ما ودّ مالك قلبه لو صيدا | عوّذ فؤادك من نبال لحاظها | أو مت كما شاء الغرام شهيدا | إن أنت أبصرت الجمال و لم تهم | كنت امرءا خشن الطباع ، بليدا | و إذا طلبت مع الصبابة لذّة | فلقد طلبت الضائع الموجودا | يا ويح قلبي إنّه في جانبي | و أظنّه نائي المزار بعيدا | مستوفز شوقا إلى أحبابه | المرء يكره أن يعيش وحيدا | برأ الإله له الضلوع وقاية | و أرته شقوته الضلوع قيودا | فإذ هفا برق المنى و هفا له | هاجت دفائنه عليه رعودا | جشّمته صبرا فلمّا لم يطق | جشّمته التصويب و التصعيدا | لو أستطيع وقيته بطش الهوى | و لو استطاع سلا الهوى محمودا | هي نظرة عرضت فصارت في الحشا | نارا و صار لها الفؤاد وقودا | و الحبّ صوت ، فهو أنّه نائح | طورا و آونة يكون نشيدا | يهب البواغم صدّاحة | فإذا تجنّى أسكت الغرّيدا | ما لي أكلّف مهجتي كتم الأسى | إن طال عهد الجرح صار صديدا | و يلذّ نفسي أن تكون شقيّة | و يلذّ قلبي أن يكون عميدا | إن كنت تدري ما الغرام فداوني | أو لا فخلّ العذل و التفنيدا | ... | يا هند قد أفنى المطال تصبّري | و فنيت حتّى ما أخاف مزيدا | ما هذه البيض التي أبصرتها | في لمّتي إلاّ اللّيالي السودا | ما شبت من كبر و لكنّ الذي | حمّلت نفسي حمّلته الفودا | هذا الذي أبلى الشباب وردّه | خلقا وجعّد جبهتي تجعيدا | علمت عيني أن تسحّ دموعها | بالبخل علمت البخيل الجودا | و منعت قلبي أن يقرّ قراره | و لقد يكون على الخطوب جليدا | دلّهتني و حميت جفني غمضه | لا يستطاع مع الهموم هجودا | لا تعجبي أنّ الكواكب سهّد | فأنا الذي علّنتها التسهيدا | أسمعتها وصف الصبابه فانثنت | و كأنّما وطيء الحفاة صرودا | متعثّرات بالظلام كأنّما | حال الظلام أساودا و أسودا | و أنّها عرفت مكانك في الثرى | صارت زواهرها عليك عقودا | أنت التي تنسى الحوائج أهلها | و أخا البيان بيانه المعهودا | ما شمت حسنك إلاّ راعني | فوددت لو رزق الجمال خلودا | و إذا ذكرتك هزّ ذكرك أضلعي | شوقا كما هزّ انسيم بنودا | فحسبت سقط الطلّ ذوب محاجري | لو كان دمع العاشقين نضيدا | و ظننت خافقة الغصون أضالعا | و ثمارهن القانيات كبودا | و أرى خيالك كلّ طرفة ناظر | و من العجائب أن أراه جديدا | و إذا سمعت حكاية من عاشق | عرضا حسبتني الفتى المقصودا | مستيقظ و يظنّ أنّي نائم | يا هند ، قد صار الذهول جمودا | و لقد يكون لي السلوّ عن الهوى | لكنّما خلق المحبّ ودودا |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:16 am | |
| الطين نسي الطين ساعة أنه طين | حقير فصال تيها و عربد | و كسى الخزّ جسمه فتباهى ، | و حوى المال كيسه فتمرّد | يا أخي لا تمل بوجهك عنّي ، | ما أنا فحمة و لا أنت فرقد | أنت لم تصنع الحرير | الذي تلبس و اللؤلؤ الذي تتقلّد | أنت لا تأكل النضار إذا | جعت و لا تشرب الجمان المنضّد | أنت في البردة الموشّاة مثلي | في كسائي الرديم تشقى و تسعد | لك في عالم النهار أماني ، | وروءى و الظلام فوقك ممتد | و لقلبي كما لقلبك أحلا | م حسان فإنّه غير جلمد | ... | أأماني كلّها من تراب | و أمانيك كلّها من عسجد ؟ | و أمانيّ كلّها للتلاشي | و أمانيك للخلود المؤكّد !؟ | لا . فهذي و تلك تأتي و تمضي | كذويها . و أيّ شيء يؤبد ؟ | أيّها المزدهي . إذا مسّك السقم | ألا تشتكي ؟ ألا تتنهد ؟ | و إذا راعك الحبيب بهجر | ودعتك الذكرى ألا تتوحّد ؟ | أنت مثلي يبش وجهك للنعمى | و في حالة المصيبة يكمد | أدموعي خلّ و دمعك شهد ؟ | و بكائي ذلّ و نوحك سؤدد ؟ | وابتسامتي السراب لا ريّ فيه ؟ | و ابتسامتك اللآلي الخرّد ؟ | فلك واحد يظلّ كلينا | حار طرفي به و طرفك أرمد | قمر واحد يطلّ علينا | و على الكوخ و البناء الموطّد | إن يكن مشرقا لعينيك إنّي | لا أراه من كوّة الكوخ أسود | ألنجوم الني تراها أراها | حين تخفي و عندما تتوقّد | لست أدنى على غناك إليها | و أنا مع خصاصتي لست أبعد | ... | أنت مثلي من الثرى و إليه | فلماذا ، يا صاحبي ، التيه و الصّد | كنت طفلا إذ كنت طفلا و تغدو | حين أغدو شيخا كبيرا أدرد | لست أدري من أين جئت ، و لا ما | كنت ، أو ما أكون ، يا صاح ، في غد | أفتدري ؟ إذن فخبّر و إلاّ | فلماذا تظنّ أنّك أوحد ؟ | ... | ألك القصر دونه الحرس الشا | كي و من حوله الجدار المشيّد | فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا | فوقه ، و الضباب أن يتلبّد | وانظر النور كيف يدخل لا | يطلب أذنا ، فما له ليس يطرد ؟ | مرقد واحد نصيبك منه | أفتدري كم فيك للذرّ مرقد ؟ | ذدتني عنه ، و العواصف تعدو | في طلابي ، و الجوّ أقتم أربد | بينما الكلب واجد فيه مأوى | و طعاما ، و الهرّ كالكلب يرفد | فسمعت الحياة تضحك منّي | أترجى ، و منك تأبى و تجحد | ... | ألك الروضة الجميلة فيها | الماء و الطير و الأزاهر و النّد ؟ | فازجر الريح أن تهزّ و تلوي | شجر الروض – إنّه يتأوّد | و الجم الماء في الغدير و مره | لا يصفق إلاّ و أنت بمشهد | إنّ طير الأراك ليس يبالي | أنت أصغيت أم أنا إن غرّد | و الأزاهير ليس تسخر من فقري ، | و لا فيك للغنى تتودّد | ... | ألك النهر ؟ إنّه للنسيم | الرطب درب و للعصافير مورد | و هو للشهب تستحمّ به | في الصيف ليلا كأنّها تتبرّد | تدعيه فهل بأمرك يجري | في عروق الأشجار أو يتجعّد ؟ | كان من قبل أن تجيء ؛ و تمضي | و هو باق في الأرض للجزر و المد | ... | ألك الحقل ؟ هذه النحل تجي | الشهد من زهرة و لا تتردّد | و أرى للنمال ملكا كبيرا | قد بنته بالكدح فيه و بالكد | أنت في شرعها دخيل على الحقل | و لصّ جنى عليها فأفسد | لو ملكت الحقول في الأرض طرّا | لم تكن من فراشة الحقل أسعد | أجميل ؟ ما أنت أبهى من الور | دة ذات الشذى و لا أنت أجود | أم عزيز ؟ و للبعوضة من خدّيك قوت | و في يديك المهند | أم غنيّ ؟ هيهات تختال لولا | دودة القز بالحباء المبجد | أم قويّ ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك | و الليل عن جفونك يرتد | وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك | و مر تلبث النضارة في الخد | أعليم ؟ فما الخيال الذي يطرق ليلا ؟ | في أيّ دنيا يولد ؟ | ما الحياة التي تبين و تخفى ؟ | ما الزمان الذي يذمّ و يحمد ؟ | أيّها الطين لست أنقى و أسمى | من تراب تدوس أو تتوسّد | سدت أو لم تسد فما أنت إلاّ | حيوان مسيّر مستعبد | إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ ، | و ثوبا حبكته سوف ينقد | لايكن للخصام قلبك مأوى | إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد | أنا أولى بالحب منك و أحرى | من كساء يبلى و مال ينفد |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:17 am | |
| موميات (عرج صاحب الديوان في احدى سفراته على فندق فخم ، فلم ير إلا عجائز ، فقال : ) | _ _ _ | لمن يضوع العبير ؟ | لمن تغنّي الطيور ؟ | لمن تصفّ القناني ؟ | لمن تصبّ الخمور ؟ | و لا جمال أنيق | و لا شباب نضير | بل موميات عليها | أطالس و حرير | راحت تقعقع حولي | فكاد عقلي يطير | ولاذ قلبي بصدري | كأنّه عصفور | لاحت له في الأعالي | بواشق و صقور | و قال : ضويقت فاهرب ! | قلت : الفرار عسير | ما لي جناح و لا لي | سيّارة أو بعير | صبرا ، فهذا بلاء | مقدّر مسطور | و رحت أسأل ربّي | و هو اللطيف الخبير | أين الحسان الصبايا | إن كان هذا النشور ؟ | ليت الحضور غياب | و الغائبين حضور | بل ليت كلّ نسيج | براقع و ستور | فقد أضرّ و آذى | عينيّ هذا السفور | *** | هذي العصور الخوالي | تطوف بي و تدور | من كلّ شمطاء ولّى | شبابها و الغرور | كأنّما الفم منها | مقطّب مزرور | كيس على غير شيء | من الحلى مصرور | مأنّما هو جرح | مرّت عليه شهور | يا طالب الشهد أقصر | لم يبق إلا القفير | كأنّما الوجه منها | قد عضّه الزمهرير | كالبدر حين تراه | يعينك " الناظور " | تبدو لعينيك فيه | برازخ و بحور | و أنجد ووهاد | لكنّه مهجور ! | مثل المسنّ و لكن | لا ماء فيه يمور | ما للبعوضة فيه | قوت بل التضوير | و لا يؤثّر فيه | ناب و لا أظفور | و لليدين ارتعاش | و للعظام صرير | أما العيون فغارت | و لا تزال تغور | مغاور ، بل صحارى ، | بل أكهف ، بل قبور | و الخصر ؟ عفوا و صفحا ! | كانت لهنّ خصور ! | *** | هنّ السعالى و لكن | سعالهنّ كثير | حديتهنّ انتفاض | و ضحكهنّ هرير | و مشيتهنّ ارتباك | و تارة تقدير | يغضبن إن مال ظلّ | و إن ضدا شحرور | و إن تهادت غصون | و إن تسارى عبير | و إن تمايل عشب | و إن تماوج نور | فكلّ شيء قبيح | و كلّ شيء حقير | و كيف يفرح قلب | رجاؤه مدحور ؟ | ما للرماد لهيب | ما للجليد خرير | *** | من حولهنّ الأقاحي | و الورد و المنثور | وهنّ مكتئبات | كأنّهنّ صخور | لا يبتسمن لشيء | أما لهنّ ثغور ؟ | بلى ، لهنّ ثغور | و إنّما لا شعور | كأنّما الحسن في الأر | ض كلّه تزوير | *** | في فندق أنا أم في | جهنّم محشور ؟ | و هل أنا فيه ضيف | لساعة أم أسير | يا ليتني لم أزره | و ليته مهجور | فليس يهنأ فيه | إلاّ الأصمّ الضرير |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:19 am | |
| شكوى نسيت عهدي ، فلمّا جئتها | زعمت أنّي تناسيت العهود | وادّعت أنّي خليّ زاهد | أنا لو كنت كذا كنت سعيد | رغبت في الصدى عنّي بعدما | بتّ لا يحزنني مثل الصدود | مثلما أنكر ثغري خدّها | أنكرت فاتنتي تلك الوعود | يا شهودي عندما كنّا معا | ذكّوها ...أين أنتم يا شهود ؟ | سكت البدر الذي راقبنا | وذوت في الروض هاتيك الورود | و مشيت ريخ الصبا حائرة | في المغاني حيرة الصبّ العميد | يا هواها قل متى تتركني | قال أو تصفرّ هاتيك الخدود | أنا لا أدعو عليها بالضنى | أتّقي أن يشمت القالي الحسود .... |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:19 am | |
| إلى صديق يا من قربت من الفؤاد | و أنت عن عيني بعيد | شوقي إليك أشدّ من | شوق السليم إلى الهجود | أهوى لقاءك مثلما | يهوى أخو الظمإ الورود | و تصدّني عنك النوى | و أصدّ عن هذا الصدود | وردت نميقتك التي | جمعت من الدرّ النضيد | فكأنّ لفظك لؤلؤ | و كأنّما القرطاس جيد | أشكو إليك و لا يلام | إذا شكى العاني القيود | دهرا بليدا ما ينيل | وداده إلاّ بليد | و معاشرا ما فيهم | إن جئتهم غير الوعود | متفرّجين و ما التفرنج | عندهم غير الجحود | لا يعرفون من الشجاعة | غير ما عرف القرود | سيّان قالوا بالرضى | عنّي أو السخط الشديد | من ليس يصّدق في الوعود | فليس يصدّق في الوعيد | نفر إذا عدّ الرجال | عددتهم طيّ اللحود | تأبى السماح طباعهم | ما كلّ ذي مال يجود | أسخاهم بنضاره | أقسى من الحجر الصلود | جعد البنان بعرضه | يفدي اللجين من الوفود | و يخاف من أضيافه | خوف الصغير من اليهود | تعس امريء لا يستفيد | من الرجال و لا يفيد | و أرى عديم النفع ان | وجوده ضرر الوجود |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:20 am | |
| 1914 طوي العام كما يطوي الرقيم | و هوى في لجّة الماضي البعيد | * | لم يكن ... بل كان لكن ذهبا | وانقضى حتّى كأن لم يكن | لو درى حين أتى المنقلبا | لتمنّى أنّه لم يبن | أيّ نجم شارق ما غربا | أي قلب خافق لم يسكن | جاهل من حسب الآتي يدوم | أحمق من حسب الماضي يعود | * | ما لنا يأخذ منّا الطرب | كلّما عام تلاشى واضمحل | أفرحنا أنّنا نقترب | من غد ؟ إنّ غدا فيه الأجل | عجب هذا و منه أعجب | إنّنا نفنى و لا يفنى الأمل | فكأنّا ما سمعنا بالحتوم | أو كأنّا قد نعمنا بالوجود | * | يا رعاه الله من عام خلا | فلقد كان سلاما و أمان | صافح الجحفل فيه الجحفلا | واستراح السيف فيه و السنان | ما انجلى حتى رأى النقع انجلى | و خبت نار الوغى في " البلقان " | لست أنسى نهضة الشعب النؤوم | إنّ فيها عبرة للمستفيد | * | و التقى البحران فيه بعدما | مرّت الأجيال لا يلتقيان | أصبح السّدّ الذي بينهما | ترعة يزخر فيها الأزرقان | فلتندم " آميركا ) ما التطما | ما لهذا الفتح في التاريخ ثان | و لتعيش رايتها ذات النجوم | أجمل الرايات أولى بالخلود ! | * | واعتلى الناس به متن الهواء | فهم حول الدراري يمرحون | يمخر المنضاد فيهم في الفضاء | مثلما يمخر في البحر السفين | معجزات ما أتاها الأنبياء | لا ولم يطمح إليها الأقدمون | سخّر العلم لهم حتّى الغيوم | فهم ، مثلهم ، فوق الصعيد | * | حلّق الغربيّ فوق السموات | و لبثنا نندب الرسم المحيل | فاذا ما قال أهل المكرمات | ما وجدنا ، و أبيكم ، ما نقول | لو فقهنا مثلهم معنى الحياة | ما أضعناها بكاء في الطلول | ألفت أنفسنا الضيم المقيم | مثلما يستعذب الظبي الهبيد ! . | * | أدركت غايتها كلّ الشعوب | نهض الصيني و ما زلنا نيام | عبثت فينا الرزايا و الخطوب | مثلما يعبث بالحرّ اللّئام | صودر الكاتب منّا و الخطيب | منعت ألسننا حتّى الكلام | نحن في الغفلة أصحاب الرقيم | نحن في الذّلّة إخوان اليهود | * | ليت أنّا حين مات الشّمم | لحقت أرواحنا بالغابرين | ما تمرّدنا على من ظلموا | لا ولم نفكك وثاقا عن سجين | ليس يمحو عارنا إلاّ الدّم | فالى كم نذرف الدمع السخين ؟ | قام فينا ألف جبّار غشوم | غير أنّا لم يمت منّا شهيد | * | يا لقومي بلغ السيل الزبى | واستطال البغي و استشرى الفساد | فاجعلوا أقلامكم بيض الظبى | و استعيروا من دم الباغي المداد | كتب السيف ...اقرأوا ما كتبا | لا ينال المجد إلاّ بالجهاد | أي رجال الشرق أبناء القروم | لا تناموا .آفة الماء الركود!!! |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:21 am | |
| الخطب الفادح ( رثى بها المغفور له الامام الحكيم الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية ) | - - - | هيهات بعدك ما يفيد تصبّر | و لئن أفاد فأيّ قلب يصبر ؟ | إنّ البكاء من الرجال مذمّم | إلاّ عليك فتركه لا يشكر | لو كان لي قلب لقلت له ارعوي | إنّي بلا قلب فإنّي أزجر | لا زمت قبرك و البكاء ملازمي | و اللّيل داج و الكواكب سهّر | أبكي عليك بأدمع هطّالة | و لقد يقل لك النجيع الأحمر | ووددت من شجوي عليك و حسرتي | لو أن لحدك في فؤادي يحفر | إنّي لأعجب كيف يعلوك و حسرتي | لو ان لحدك في فؤادي يحفر | أمسيت مستترا به لكنّما | آثار جودك فوقه لا تستر | مرض الندى لمّا مرضت و كاد أن | يقضي من اليأس الملمّ المعسر | يرجوط أنّك جابر كسره | فإذا فقدت فكسره لا يجبر | و علت على تلك الوجوه سحابة | كدراء لا تصفو و لا تستمطر | كم حاولوا كتم الأسى لكنّه | قد كان يخترق الجسوم فيظهر | حامت حواليك الجموع كأنّما | تبغي وقاء الشرق مما يحذر | و الكلّ يسأل كيف حال إمامنا | ماذا رأى حكمائنا ، ما أخبروا ؟ | و الداء يقوى ثم يضعف تارة | فكأنّه يبلو القلوب و يسبر | أوردته عذبا فأوردك الردى | تبّت يداه فذنبه لا يغفر | هيهات ما يثني المنيّة جحفل | عمّن تؤم و لا يفيد العسكر | رصد الردى أرواحنا حتى لقد | كدنا نعزّي المرء قبل يصور | نهوى الحياة كأنّما هي نعمة | و سوى الفواجع حبّها لا يثمر | و نظنّ ضحك الدهر فاتحة الرضى | و الدهر يهزأ بالأنام و يسخر | أفقيد أرض النيل أقسم لو درى | بالخطب أوشك ماؤه يتهسّر | و ضعوك في بطن التراب و ما عهد | ت البحر قلبك في الصفائح يذخر | ورأوا جلالك في الضريح فكلّهم | يهوى و يرجو لو مكانك يقبر | لم تخل من أسف عليك حشاشة | أبدا فيخلو من دموع محجر | آبو و ما آب العزاء إليهم | و الحزن ينظم و المدامع ينشر | و الكلّ كيف يكون حال بلادهم | من بعد ما مات الإمام يفكّر | لم يبلنا هذا الزمان بفقده | لو كان ممّن بالرزية يشعر |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:22 am | |
| التينة الحمقاء و تينة غضة الأفنان باسقة | قالت لأترابها و الصيف يحتضر | " بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني | عندي الجمال و غيري عنده النظر " | " لأحبسنّ على نفسي عوارفها | فلا يبين لها في غيرها أثر " | " كم ذا أكلّف نفسي فوق طاقتها | و ليس لي بل لغيري الفيء و الثمر " | " لذي الجناح و ذي الأظفار بي وطر | و ليس في العيش لي فيما أرى وطر " | " إنّي مفصلة ظلّي على جسدي | فلا يكون به طول و لا قصر " | و لست مثمرة إلا على ثقة | إن ليس يطرقني طير و لا بشر " | .... | عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه | فازّينت واكتست بالسندس الشجر | و ظلّت التينة الحمقاء عارية | كأنّها وتد في الأرض أو حجر | و لم يطق صاحب البستان رؤيتها ، | فاجتثّها ، فهوت في النار تستعر | من ليس يسخو بما تسخو الحياة به | فإنّه أحمق بالحرص ينتحر |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:23 am | |
| أيا نيل وقفت ضحى في شاطيء النيل وقفة | يضنّ بها إلاّ على النيل شاعره | تهلّل حتى يبدو ضميره | و عبّس حتى كاد يشكل ظاهره | فثمّ جلال يملأ النفس هيبة | و ثمّ جلال يملأ العين باهره | فطورا أجيل الطرف في صفحاته | و طورا أجيل الطرف فيما يجاوره | و ألحظ شمس الأفق و هي مطله | تساير فيها ظلّها إذ تسايره | فأحسبها فيه تساهمني | و تحسبني فيها الغرام أشاطره | إذا هي ألقت في حواشيه نورها | رأى التبر يجري في حواشيه ناظره | أطالت به لاتحديق حتى كأنّما | تحاول منه أن تبين سرائره | فيا لهما إلفين باتا بعزل | يخامرها من حبّه ما يخامره | يروح النسيم الرّطب في جنباته | يداعبه طورا و طورا يحاوره | و تقبض من مبسوطه نفحاته | كما قبض الثوب المطرّز ناشره | فيصدف عنه و هو مقطب | كأنّ عدوّا بالنسيم يحاذرة | كأنّي به تدانت سطوره | أوائله قد شكّلت و أواخره | إذا ما جلا للناظرين رموزه | تجلّى لهم ماضي الزمان و حاضره | أيا نيل نبئني أحاديث من مضوا | لعلّ شفاء النفس ما أنت ذاكره | حيالك صبّ بالخطوب مهدّد | جوانحه رهن الهموم و خاطره | أطاع شجونا لو أطاع فؤاده | عليها لفاضت بالنجيع محاجره | يحثّ إليّ الدهر كلّ رزيئة | على عجل حتى كأنّي واتره | و ما أنا بالعبد الذي يرهب العصا | و لكنّني حرّ تروع بوادره | أيا نيل فامنحني على الحقّ قوّة | فما سوّد الضرغام إلاّ أظافره | و هبني بأسا يسكن الدهر عنده | فقد طالما جاشت عليّ مناخره | إذا لم تكن عون الشجيّ على الأسى | فخاذله فيه سواء و ناصره | قني البأس وامنع شعبك الضّعف يتّقي | و ينصفه من حسّاده من يناكره | هو الدهر من ضدّين ذلّ و عزّة | فمن ذلّ شاكيه و من عزّ شاكره | و للقادر الماضي العزيمة حلوة | و للعاجز الواهي الشكيمة حازره | و ما للناس إلا القادرون على العلى | و ليست صنوف الطير إلاّ كواسر | ألم تره منذ استلينت قناته | تمشّت | فأرهق حتى ما يبين كلامه | و قيّد حتى ليس تسري خواطره | و لو ملكوا الأقدار استغفر الذي | له الملك يؤتيه الذي هو آثره | لما تركوا شمس النهار يزوره | سناها ، و لا زهر النجوم تسامره | يريدون أن يبقى و يذهب مجده | و كيف بقاء الشعب بادت مآثره ؟ | فغورست في مصر يسدّد سهمه | إليه و قنّاص الوحوش يضافره | يلجّون في إعناته فإذا شكا | يصيحون أنّ الشعب قد ثار ثائره | لقد هزأوا لما تنّبه بعضه | فلم ذعروا لما تنبّه سائره ؟ | يقولون جان لا يحلّ فكاكه | و لو أنصفوه حمل الإثم أسره | عجبت لقوم ينكرون شعوره | و هاتا مجاليه و تلك مظاهره | ألم يك في يوم القناة ثباته | دليلا على أن ليس توهى مرائره ؟ | يعزّ على المصريّ أن يحمل الأذى | و حاضره يأبى الهوان و غابره | لئن تك للتاريخ و الله زينة | فما زينة التاريخ إلاّ مفاخره | رعى الله من أبنائه من يذود عن | حماه ، و من أضيافه من يظاهره | هم بعثوا فيّ الحياة جديده | فشدت أواخيه و عزّت أواصره | و هم أسمعوا الأيّام صوتا كأنّما | هو الرعد تدوي في السماء زماجره | و هم أطلقوا أقلامهم حين أصبحت | مكبلة أقلامه و محابره | كذلك إن يعدم أخو الظلم ناصرا | فلن يعدم المظلوم حرا يناصره |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:23 am | |
| فلنعش لا تسل أين الهوى و الكوثر | سكت الشّادي وبحّ الوتر | فجأة ...وانقلب العرس إلى | مأتم ...ماذا جرى ؟ ...ما الخبر ؟ | ماجت الدّار بمن فيها ، كما | ماج نهر ثائر منكدر | كلّهم مستفسر صاحبه | كلّهم يؤذيه من يستفسر | همس الموت بهم همسته | إنّ همس الموت ريح صرصر | فإذا الحيرة في أحداقهم | كيفما مالوا و أنّى نظروا | علموا ...يا ليتهم ما علموا | أنّ دنيا من رؤى تحتضر ! | و الذي أطربهم عن قدرة | بات لا يقوى و لا يقتدر | يبس الضحك على أفواههم | فهو كالسخر و إن لم يسخروا | و إذا الآسي ...يد مخذوله | و محيّا ، اليأس فيه أصفر | شاع في الدّار الأسى حتّى شكت | أرضها و طأته و الجدر | فعلى الأضواء منه فتره | و على الألوان منه أثر | و القناني صور باهته | و الأغاني عالم مندثر | ألهنا أفلت من أيديهم | و الأماني .. ؟ .. إنّها تنتحر | ذبحت أفراح في لمحة | قوّة تجني و لا تعتذر | تقلع النّبت الذي تغرسه | و الشّذا فيه ، و فيه الثمر | إعبثي ما شئت يا دنيا بنا | و تحكّم ما تشاء يا قدر | إن نكن زهرا فما أمجدنا | أو نكن شوكا فهذا الخطر | فلنعش في الأرض زهرا و ليطل | أجل الشّوك الذي لا يزهر | ... | رحل الشاعر عن دار الأذى | و انقضت معه الليالي الغرر | كم حوته و حواها ملكا | دولة الروح التي لا تقهر | عاش لا ينكر إلاّ ذاته | إنّ حبّ الذات شيء منكر | شاعر ، أعجب معنى صاغه | للبرايا ... موته المبتكر | الجمال الحقّ ما يعبده | و الجمال الزّور ما لا يبصر | و الحديث الصفو ما ينشره | و الحديث السوء ما يختصر | إنّه كان " ملاكا " بشرا | فمضى عنّا الملاك البشر | و نفوس الخلق إمّا طينة | لا سنا فيها و إمّا جوهر | ... | يا رفيقي ! ما بلغت المنتهى | ليست الحدّ الأخير الحفر | فاعبر النهر إلى ذاك الحمى | حيث " جبران " العميد الأكبر | " و رشيد " نغمة شادية | " و نسيب" نغم مستبشر | " و جميلب " فكرة هائمة | " و أمين " أمل مخضوضر | قل لهم إنّا غدونا بعدهم | لا حديث طيّب ، لا سمر | كسماء ليس فيها أنجم | أو كروض ليس فيه زهر | كلّنا منتظر ساعته | و المصير الحقّ ما ننتظر |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الخميس يناير 14, 2010 5:24 am | |
| مجاهد قالوا قضى " موسى " فقلت قد انطوى | علم و أغمد صارم بتّار | فتوشّت صور المنى و تناثرت | كالزّهر بدّد شملها الإعصار | و كأنّما وتر الردى كلّ امريء | لمّا تولّى ذلك الجبّار | جزعت لمصرعه البلاد كأنّما | قد غاب عنها جحفل جرّار | و بكت " فلسطين " به قيدومها | إنّ الرزايا بالكبار كبار | لمّا نعوه نعوا إلينا سيّدا | شرفت خلائقه و طاب نجار | ... | لبس الصّبا و نضاه غير مدنّس | كالنجم لم تعلق به الأوضار | و مشى المشيب برأسه فإذا به | كالحقل فيه الزهر و الأثمار | و تطاولت أعوامه ، فإذا به | كالطود فيه صلابة ووقار | ترتدّ عنه العاصفات كليلة | ويزلّ عنه العارض المدرارا | أوذي فلم يجزع ، وضيم فلم يهن | إنّ الكريم على الأذى صبّار | صقلت مكافحة الشدائد نفسه | و الروض تجلو حسنة الأمطار | فله من الشيخ الأصالة ، و الفتى | إقدامه ، إذ للفتى أوطار | يتهيّب الفجّار صدق يقينه | و برأيه يسترشد الأحرار | ما زال يزأر دون ذيّاك الحمى | كاللّيث ريع فما له استقرار | و يجشّم النفس المخاطر هادئا | كيلا تلمّ بقومه الأخطار | حتى استقرّ به الردى في حفرة | و خلا ، لغير جواده ، المضمار | فاعجب لمن ملأ المسامح ذكره | تطويه في عرض الثرى أشبار ! | ... | أيّار مذكور بحسن صنيعه | ولئن تولّى وانقضى أيّار | فاخدم بلادك مثل " موسى كاظم " | تسبغ عليك ثناءها الأمصار | إنّ السنين كقليلها | إن لم تزن صفحاتها الآثار | فاصرف عنانك في الشباب إلى العلى | برد الشبيبة كالجمال معار | لا تقعدنّ عن الجهاد إلى غد | فلقد يجيء غد و أنت غبار | ماذا يفيدك أن يكون لك الثرى | و لغيرك الآصال و الأسحار | من ليس يفتح للنهار جفونه | هيهات يكحل مقلتيه نهار | ... | واحبب بلادك مثل " موسى كاظم " | حبّا به الإخلاص و الإيثار | تضفر لرأسك من أزاهرها الربى | تاجا ، و تهتف باسمك الأغوار | إيّاك ترمقها بمقلة تاجر | إن اتّجارك بالمواطن عار | ودع المنافق لا تثق بعهوده | وطن المنافق فضّة و نضار | مترجرج الأخلاق ، أصدق وعده | آل ، و خير هباته الأعذار | يدنو إليك بوجهه متودّدا | و فؤاده بك هازيء سخّار | هو حين يجري مع هواه خائن | و إذا سمت أخلاقه سمسار | كم معشر خلناهم أنصارنا | فإذا هم لعداتنا أنصار | رقد العدى فتحمّسوا ، حتى إذا | جدّ الوغى ركبوا العقاب و طاروا | شرّ لمن الخصم اللّدود على الفتى | ألصاحب المتذبذب الخوّار | وحذار أشراك السياسة إنّها | بنت أبوها الزئبق الفرّار | فيها من الرقطاء ناقع سمّها | و لها نيوب الذئب و الأظفار | ترد المناهل و هي ماء سائغ | و تعود عنها و المناهل نار | ألكذب و التمويه خير صفاتها | و شعارها أن لا يدوم شعار | لا تطلبنّ من السياسة رحمة | هي حيث طلّ دم و حلّ دمار | ألصيد غيرك إن سهرت ، فإن تنم | فالصيد أنت و لحمك المختار | يا قومنا !.. إنّ العدوّ ببابكم | بئس المغير على البلاد الجار | و له بأرضكم طماعة أشعب | و رواغه ، و لكيده استمرار | لا ترقدوا عنه فليس براقد | أفتهجعون و قد طمى التيّار ؟ | إنّ الطيور تذود عن أوكارها | أتكون أعقل منكم الأطيار ؟ | سيروا على آثار موسى و اعملوا | إن شئتم أن لا تضيع ديار | زوروا ثراه قوّة | منه فكم أحيا الهوى التذكار | قبر يفوح الطيب من جنباته | قبر الكريم خميلة معطار | فإذا تمرّ عليه يوما نسمة | أرجت كأنّ حجارة أزهار |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 3:51 am | |
| لم يهدم الموت الا هيكل الطين لم يبرح الروض فيه الماء و الزهر | و لم يزل في السماء الشمس و القمر | لكنها الآن في أذهاننا صور | شوهاء لا القلب يهواها و لا النظر | قد انطوى حسنها لمّا انطوى الشاعر | * | قل للمغنّي الذي قد غصّ بالنغم | إنّي نظيرك قد خان الكلام فمي | و مثل ما بك بي من شدّة الألم | أما العزاء فشيء زال كالحلم | كيف السبيل إلى خمر و لا عاصر ! | * | مضى الذي كان في البلوى يعزّينا | و كان يحيي ، إذا ماتت ، أمانينا | و يسكب السّحر أنغاما و يسقينا | مضى " نسيب " النبيّ المصطفى فينا | و صار جسما رميما في يد القابر | * | كم جاءنا في اللّيالي السود بالألق | و بالندى من حواشي القفر و العبق | و بالأغاني و ما من صادح لبق | و إنّما هو سحر الحبر و الورق | السحر باق و لكن قد مضى الساحر ! | * | كالشمس يسترها عند المسا الغسق | و نورها في رحاب الأرض منطلق | تذوي الورود و يبقى بعدها العبق | حتى لمن قطفوا منها و من سرقوا | كم عالم غابر في عالم حاضر | * | إن كان مات " نسيب " كالملايين | من العبيد الموالي و السلاطين | فالحيّ في هذه الدنيا إلى حين | لكن نسيب إلى كلّ الأحايين | و إن نأى و سما للعالم الطاهر | * | لسوف يرجع عطرا في الرياحين | أو نسمة تتهادى في البساتين | أو بسمة في ثغور الخرّد العين | فالموت ما هدّ إلاّ هيكل الطين | لا تحزنوا فنسيب غائب حاضر |
| |
|
| |
bassam65 عضو ماسي
عدد المساهمات : 3455 نقاط : 20326 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 العمر : 59 الموقع : سوريا
| موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الجمعة يناير 15, 2010 3:53 am | |
| أنا و أخت المهاة و القمر آه من الحبّ كلّه عبر | عندي منه الدموع و السهر | وويح صرعى الغرام إنّهم | موتى ، و ما كفّنوا و لا قبروا | يمشون في الأرض ليس يأخذهم | زهو و لا في خدودهم صعر | لو ولج الناس في سرائرهم | هانت ، و ربّي ، عليهم سقر | ما خفروا دمّة ، و لا نكثوا | عهدا ، و لا مالا و لا غدروا | قد حملوا الهون غير ما سأم | لولا الهوى للهوان ما صبروا | لم يبق منّي الضّنى سوى شبح | يكاد ، لولا الرجاء ، يندثر | أمسي و سادي مشابها كبدي | كلاهما النار فيه تستعر | أكل صبّ ، يا ليل ، مضجعة | مثلي فيه القتاد و الإبر | لعلّ طيفا من هند يطرقني | فعند هند عن شقوتي خبر | ما بال هند عليّ غاضبة | ما شاب فودي و ليس بي كبر | ما زلت غضّ الشباب لا وهن | يا هند في عزمتي و لا خور | لا درّ درّ الوشاة قد حلفوا | أن يفسدوا بيننا و قد قدروا | واها لأيّامنا ... أراجعة ؟ | فانّهن الحجول و الغرر | أيّام لا الدهر قابض يده | عنّي ، و لا هند قلبها حجر | *** | لم أنس ليلا سهرته معها | تحنو علينا الأفنان و الشجر | غفرت ذنب النّوى بزورتها | ذنب النوى باللقاء يغتفر | بتنا عن الراصدين يكتمنا | الأسودان : الظلام و الشعر | ثلاثة للسرور ما رقدوا | أنا و أخت المهاة و القمر | فما لهذي النجوم ساهية | ترنو إلينا كأنّها نذر ؟ ... | إن كان صبح الجبين روّعها | فإنّ ليل الشعور معتكر | أو انتظام العقود أغضبها | فإنّ درّ الكلام منتثر | و ما لتلك الغصون مطرقة | كأنّها للسلام تختصر | تبكي كأنّ الزمان أرهقها | عسرا ، و لكن دموعها الثمر | طورا على الأرض تنثني مرحا | و تارة في الفضاء تشتجر | فأجلفت هند عند رؤيتها | و قد تروع الجآذر الصور | هيفاء لو لم تلن معاطفها | عند التثنّي خشيت تنكسر | من اللّواتي – و لا شبيه لها – | يزينهنّ ادلال و الخفر | في كل عضو و كل جارحة | معنى جديد للحسن مبتكر | تبيت زهر النجوم طامعة | لو أنّها فوق نحرها درر | رخيمة الصوت إن شدت لفتت | لها الدّراري و أنصت السحر | أبثّها الوجد و هي لاهية | أذهلها الحبّ فهي تفتكر | يا هند كم ذا الأنام تعذلنا | و ما أثمنا و لا بنا وزر | فابتدرت هند و هي ضاحكة : | ماذا علينا و إن هم كثروا | فدتك نفسي لو أنّهم عقلوا | و استشعروا الحبّ مثلما عذروا | ما جحد الحبّ غير جاهله | أيجحد الشمس من له بصر ؟ | ذرهم و إن أجلبوا و إن صخبوا | و لا تلمهم فما هم بشر ! | سرنا الهويناء ما بنا تعب | و قد سكتنا و ما بنا حصر | لكنّ فرط الهيام أسكرنا | و قبلنا العاشقون كم سكروا | فقل لمن يكثر الظنون بنا | ما كان إلاّ الحديث و النظر | حتّى رأيت النجوم آفلة | و كاد قلب الظلام ينفطر | ودّعتها و الفؤاد مضطرب | أكفكف الدمع و هو ينهمر | وودّعتني و من محاجرها | فوق العقيق الجمان ينحدر | قد أضحك الدهر ما بكيت له | كأنّما البين عنده وطر | كانت ليالي ما بها كدر | و الآن أمست و كلّها كدر | إن نفد الدمع من تذكّها | فجادها بعد أدمعي المطر | عسى اللّيالي تدري جنايتها | على قتيل الهوى فتعتذر |
| |
|
| |
| الشاعر إيليا أبو ماضي | |
|