الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: بديعة   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 7:27 pm

هُزِّي بنصفِكِ واتركي نصفالا تحذَري لقَوامكِ القصفا
فبحَسْبِ قدِّكِ أنْ تُسنِّدَههذي القلوبُ ، وإنْ شكتْ ضَعفا
أُعجبتُ منكِ بكلِّ جارحةٍوخصَصتُ منكِ جفونَك الوَطفا
عشررنَ طرفاً لو نُجمِّعهاما قُسِّمتْ تقسيمَكِ الطرفا
تُرضينَ مُقترباً ومُبتعِداًوتُخادعِينَ الصفَّ فالصفّا
أبديعةٌ ولأنتِ مُقبِلةًتستجمعينَ اللُّطفَ والظَّرفا
ولأنتِ إنْ أدبرتِ مُبديةٌللعينِ أحسنَ ما ترى خَلْفا
هُزِّي لهم رِدفاً إذا رغِبواودعي لنا ما جاورَ الرِّدفا
ملءُ العيونِ هما وخيرُهماما يملأُ العينينِ والكفّا
وكلاهما حسنٌ وخيرُهماما خفَّ محمِلُه وما شفّا
هذا يرفُّ فلا نُحِسُّ بهِويهزُّنا هذا إذا رَفّا
وتصوّري أنْ قد أتتْ فُرَصٌتقضي بخطفِ كليهما خطفا
فبدفَّتَيهِ ذاكَ يُبهضنافي حينَ ذاكَ لرقةٍ يخفى
ونَكِلُّ عن هذا فنَطْرَحُهُونُحِلُّ هذا الجيبَ والرفا
ونزورُه صبحاً فنلثِمُهُونَضُمُّهُ ونَشَمُّهُ ألفا
ونَبُلُّهُ بدمِ القلوبِ ، وإنْعزَّتْ ، ونُنعِشُهُ إذا جفا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 7:37 pm

سامراء...



ودَّعتُ شرخَ صِبايَ قبلَ رحيلِهِونَصَلتُ منه ولاتَ حَينَ نُصولِهِ
وَنفَضتُ كفّيَ من شبابٍ مُخلِفٍإيراقهُ للعين مِثلُ ذبوله
وأرى الصِّبا عَجِلاً يَمُرُّ وإننيساعدتُ عاجلَهُ على تعجيله
سَعُدَ الفتى متقّبلاً مِن دهرهمقسومَه بقبيحهِ وجميله
وأظُنّني قد كنتُ أرْوَحَ خاطراًبالخطبِ لو لم أُعنَ في تأويله
لكن شُغِفْتُ بأن أُقابلَ بينهأبداً وبين خِلافه ومثيله
وَشَغَلتُ بالي والمصيبَةُ أننيأجني فراغَ العُمرِ مِن مشغوله !
يأسٌ تجاوزَ حَدَّه حتى لقدأمسيتُ أخشى الشرَّ قبلَ حُلوله
وبَلُدْتُ حتى لا ألَذُّ بمُفْرحٍحَّذَرَ انتكاستهِ وخوفَ عُدوله!
إيهٍ أحبَّايَ الذينَ ترعرعواما بين أوضاحِ الصِّبا وحُجوله
إني وإنْ غَلبَ السلُّو صَبابتيواعتضتُ عن نجم الهوى بأُفوله
لتَشوقُني ذكراكُمُ ويهُزُّنيطَربٌ إلى قالِ الشباب وقِيِله
أحبابَنا بين الفُرات تمتَّعوابالعيش بين مياهه ونخيله
وتذكَّروا كَلفَ امرئٍ متشوّقٍمنزوفِ صبرٍ بالفراق ، قتيله
حرّانَ ، مدفونِ الميولِ ، وعنَدكمإطفاءُ غُلَّتِه وبعثُ ميوله
حَييْتُ " سامَرّا " تحيَّةَ مُعجَبٍبروُاءِ مُتَّسِعِ الفِناء ظَليله
بَلدٌ تساوَى الحسنُ فيه ، فليلُهُكنهاره ، وضَّحاؤه كأصيله
ساجي الرياحِ كأنما حلَفَ الصَّباأن لا يمُرَّ عليه غيرُ عليله
طَلْقُ الضواحي كاد يُربي مُقفِرٌمنه بنُزهتهِ على مأهوله
وكفاكَ من بلدٍ جَمالاً أنَّهحَدِبٌ على إنعاش قلبِ نزيله
عَجَبي بزَهْوِ صُخوره وجبالهعَجَبي بمنحَدرَاته وسُهوله
بالماءِ منساباً على حَصبائهبالشَّمسِ طالعةً وراء تُلوله
بالشاطئِ الأدنى وبَسطةِ رملِهِبالشاطئِ الأعلى وبَردِ مَقيله
بجماله ، والبدرُ يَملؤه سناًبجلالهِ رهنَ الدُّجى وسُدوله
بالنهر فيَّاضَ الجوانبِ يزدهيبالمُطْربَينِ : خريرهِ وصليله
ذي جانبْينِ ، فجانب مُتطامِنٌيقسو النسيمُ عليه في تقبيله
بإزاءِ آخَرَ جائشٍ متلاطمٍيَرغو إذا ما انصبَّ نحوَ مَسيله
فصلتهما " الجُزُرُ " اللِّطافُ نواتئاًكلٌّ تحفَّزَ ماثلاً لعديله
وجرتْ على الماءِ القوارِبُ عُورضتبالجري فهي كراسفٍ بكبوله
فإذا التَوت لمسيلهِ فكأنَّماتبغي الوصولَ إليه قبلَ وصوله
وإذا نظرتَ رأيتَ ثَمَّةَ قارَباًتَمتازُه بالضوء مِن قِنديله
أو صوتِ مِجدافٍ يُبينُ بوقعهفوقَ الحصى عن شجوه وعويله
سادَ السكونُ على العوالم كُلَّهاوتَجلبب الوادي رِداءَ خموله
وتنبَّهتْ بين الصخورِ حَمامةٌتُصغي لصوت مُطارِحٍ بهديله
وأشاعَ شجواً في الضفاف ورقَّةًإيقاظُ نُوتيًّ بها لزميله
ولقد رأيتُ فُويقَ دجلةَ مَنظراًالَشِعرُ لا يقوى على تحليله
شَفَقاً على الماءِ استفاضَ شُعاعُهذَهَباً على شُطآنه وحُقوله
حتى إذا حكَم المغيبُ بدا لهشفقٌ يُحيطُ البدرَ حين مُثوله
فتحالفَ الشفقانِ ، هذا فائرٌصُعُداً وهذا ذائبٌ بنزوله
ثُمَّ استوى فِضّيُّ نُورٍ عابثٍبالمائِجَيْنِ : مِياههِ ورموله
فاذا الشواطئُ والمساحبُ والرُّبىوالشطُّ والوادي وكلُّ فُضوله
قمراءُ ، راقصةُ الأشعَّةِ ، جُلّلتبخفيِّ سِرٍّ رائعٍ مجهوله
والجوُّ أفرطَ في الصفاءِ فلو جرىنَفَسٌ عليه لَبانَ في مصقوله
هذي الحياةُ لِمِثلها يحنو الفتىحِرصاً وإشفاقاً على مأموله
وإذا أسِفتُ لمؤسِفٍ فلأنَّهخِصْبُ الثَّرى يُشجيكَ فرطُ مُحوله
قد كانَ في خَفْضِ النَّعيم فبالغتْكفُّ الليالي السودِ في تحويله
بَدَتِ القصورُ الغامراتُ حزينةًمن كلّ منهوبِ الفِناءِ ذليله
كالجيشِ مهزومَ الكتائبِ فلَّهظَفَرٌ ورَقَّ عدوَه لفلوله
" العاشقُ " المهجورُ قُوّضَ رُكنُهُكالعاشق الآسي لفقدِ خليله
" والجعفريُّ " ولم يقصِّررسمُهُالباقي برغُم الدَّهر عن تمثيله
بادي الشحوبِ تَكادُ تقرأ لوعةًلنعيمه المسلوبِ فوقَ طلوله
وكأنَّما هو لم يجِدْ عن " جعفرٍ "بدلآ يُسَرُّ به ولاً عن جِيله
فُضَّتْ مَجالسُهُ به وخلَوْنَ مِنشعر " الوليدِ بها ومن ترتيله
إن الفحُولَ السالفينَ تعهَّدواعصرَ القريضِ وأُعجبوا بفحوله
يتفاخرونَ بشاعرٍ فكأنَّماتحصيلُ معنى الحُكْمِ في تحصيله !
فجزَوْهُمُ حُلوَ الكلامِ وطرَّزواإكليلَ ربِّ المُلْك مِن إكليله
كانوا إذا راموا السكوتَ تذكَّروافَضلَ المليكِ الجمَّ في تنويله
من صائنٍ للنفس غيرِ مُذيلهاشُحُاً ومُعطي المالِ غيرِ مُديله
وإذا شَدَوا فكما تغنَّى طائرٌأثرُ النعيمِ يَبينُ في تهليله
ولقد شجتني عَبرةٌ رَقراقةٌحَيرانةٌ في العين عند دُخوله
إني سألتُ الدهرَ عن تخطيطهِعن سَطحه، عن عَرضه ، عن طُوله
فأجابني : هذي الخريبةُ صدرُهوالبلقعُ الخالي مَجرُّ ذيوله
وَسَلِ الرياحَ السافياتِ فانَّهاأدرى بكلِّ فروعه وأصوله
وتعلَّمَنْ أنَّ الزمانَ إذا انتحىشُهُبَ السَّما كانت مداسَ خُيوله
مدَّت بنو العبَّاس كفَّ مُطاوِلٍفمشى الزمانُ لهم بكفِّ مَغوله
واجتاحَ صادقَ مُلكهِمْ لما طَغوابدعيِّ مُلكٍ كاذبٍ مَنحوله
وكذا السياسةُ في التقاضي عندَهتسليمُ فاضلهِ الى مفضوله
خُلِّدْتِ سامراءُ ، لم أوصِلْكِ مِنفَضْلٍ حَشَدتِ عليَّ غيرَ قليله
يا فرحةَ القلبِ الذي لم تتركيأثراً لِلاعجِ همّه ودخيله
وافاكِ مُلتهِبَ الغليلِ وراح عنمغناكِ يَحمَدُ منكِ بردَ غليله
أنعشتِهِ ونَفَيْتِ عنه هواجساًضايقْنَه ، وأثرتِ من تخييله
وصدقته أملاً رآكِ لِمثلهأهلاً فكنتِ ، وزدتِ في تأميله
هذا الجميلُ الغضُّ سوف يردُّهشِعري إليكِ مُضاعفاً بجميله
ولقد غَلوتُ فكمْ يقلبي خاطرٌعَجزتْ مَعاني الشعر عن تمثيله
وَلطيفِ معنىً فيك ضاقَ بليدُهابذكِّيهِ ، ودقيقُها بجَليله
ولعلَّ منقولَ الكلامِ محوَّلٌفي عالَمٍ آتٍ إلى مَعقوله
فهُناكَ يتَّسِع التخلّصُ لامرِئٍمن مُجمَل المعنى إلى تفصيله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 7:46 pm

الشاعرية بين البؤس والنعيم ..



جَهِلْتُ ، أحظُّ المرءِ بالسعي يُقْتَنَىأم الحظُّ سرٌّ حَجَّبتْهُ المقادرُ
وهل مثلَما قالوا جدودٌ نواهضٌتقوم بأهليها وأخرى عواثر
فمن عجب أن يُمْنَحَ الرزقَ وادعٌويُمْنَعَهُ ثَبْتُ الجَنانِ مُغامر
تفكّرتُ في هذي الحياةَ فراعنىمن الناسِ وحشٌ في التزاحُمِ كاسر
ولا فرقَ إلاّ أنَّ هذا مراوغٌكثيرُ مُداجاهٍ وهذا مجاهر
وقد ظنَّ قومٌ أنَّ في الشِعر حاجةًإلى فاقةٍ تهتزُّ منها المشاعر
وأنَّ نَتاجَ الرفهِ أعْجَفُ خاملٌوأنَّ نَتاجَ البُؤسِ ريّانُ زاهر
كأنَّ شعوراً بالحياة وعيشةبها يشتهى طَعْمَ الحياةِ ضرائر
وما إن يُرى فكرٌ كهذا مُزَيَّفٌلدى أمّةٍ للفنِّ فيها مناصر
ولا أمةٌ تحيا حياةً رفيهةًيَجيشُ بها فيما يُصوّرُ شاعر
ولكنّهُ في أمّةٍ مستكينةٍطغى الذُّلُّ فيها فهو ناهٍ وآمر
وآنسها بؤسُ الأديبِ وأُعْجِبَتْبِشِعرٍ عليه مهجةٌ تتناثر
وللحزنِ هزّاتٌ وللأُنْسِ مِثْلُهايُخالِفُ بعضٌ بَعْضَها ويُناصر
ومثلُ قصيدٍ جسَّدَ الحزنَ رائعاًقصيدٌ بتجسيدِ المسراتِ زاخر
نُسَرُّ بشِعرٍ رقرق الدمعُ فوقَهإذا عَصَرَ الذهنَ المفكّرَ عاصر
وقد فاتنا أنّ الذي نستلذُّهُقلوبٌ رقاقٌ ذُوِّبَتْ ومرائر
وما أحوجَ القلبَ الذكيَّ لعيشةٍيَعِنُّ بها فِكْرٌ ويَسْبَحُ خاطر
ورُبَّ خصيبِ الذهنَ مَضَّتْ خَصاصةٌبه فهو مقتولُ المواهبِ خائر
وشتّانَ فنّانٌ على الفنِّ عاكفٌوآخرُ في دوّامِةِ العَيْشِ حائر
وقد يطرق البؤسُ النعيمَ اعتراضةكما مَرّ مجتازاً غريبٌ مسافر
ولكنّ بؤساً مُفْرِخاً حَطَّ ثِقْلَهُوألقى عصاه فهو موتٌ مخامر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 7:49 pm

وحي الرستمية ...



أكْبَرْتُ ميسورَ حالٍ أستشِفُّ بهاإذ لم يكن ما أُرجّيهِ بميسورِ
وقد رَضِيت بكِنٍّ أستكِنُّ بهناءٍ عن العالَمِ المنحطِّ مهجور
ورُحْتُ رغَم جحودٍ عامدٍ أشرٍللحظِّ أُرجِعُ حالي والمقادير
تعلةً لم يكنْ لي من تَخَيُّلِهابُدٌّ وكم خودِعَت نفسٌ بتبرير
ما زالتِ المدُنُ النكراءُ تُوحِشُنيحتى اتُّهِمْتُ بإحساسي وتفكيري
ذَمَمْتُ منها محيطاً لا يلائمنيصعْبَ التقاليدِ مذمومَ الأساطير
حتى نزلتُ على غنّاءَ وارفةٍبكل مرتجف الأطيافِ مسحور
أهدَى ليَ الريفُ من ألطاف جنّتِهعرائشاً أزعجتها وحشةُ الدور
طافت عليَّ فلم تنكِرْ مسامرتيولم أرُعْها بإيحاشٍ وتنفير
كأنني ، والمروجُ الخضرُ تنفَحُنيبالموحيات ، " ابنُ عمرانٍ " على الطور
تُلقي الهجيرَ بأنفاسي تُرقِّقُهلطفاً وتكسِرُ من عُنف الأعاصير
وتستبيك بحشدٍ من روائعهاموفٍ على كلِّ منظومٍ ومنثور
وحيٌ يَجِلّ عن الألفاظ ما نشرتطلائعُ الفجرِ فيها من تباشير
كم في الطبيعة من معنى يُضيّعُهعلى القراطيس نقصٌ في التعابير
هنا الطبيعة ناجتني معبِّرةًعن حسنها بأغاريد العصافير
وبالحفيف من الأشجار منطلقاًعَبْر النسيم وفي نفحِ الأزاهير
ومنزلي عُشُّ صيداحٍ أقيِمَ علىخضراءَ غارقةٍ في الظل والنور
هنا الخيالُ كصافي الجوِّ منطلقٌصافي المُلاءَةِ ضحّاكُ الأسارير
وقد تفجَّر يُنبوعُ الجمالِ بهاعن كل معنىً بديعِ القصدِ مأثور
حتى كأنّ عيونَ الشعر يُعوِزُهاوصفُ الدقائقِ من هذي التصاوير
فما تُلِمُّ بها إلاّ مقاربةًولا تحيطُ بها إلاّ بتقدير
وجدت ألْطَفَ ما كانت مخالطةًنقَّ الضفادع في لحن الشحارير
وقد بدا الحقلُ في أبهى مظاهرهبساطَ نورٍ على الأرجاء منشور
وأرسل البدرُ طيفاً من أشعّتِهكان الضمينَ بإنياس الدياجير
واستضحك الشط من لئلاء طلعتهكأنه قِطِعِاتٌ من قوارير
واسترقص القمرُ الروضَ الذي ضحكتثغورُه عن أقاحٍ فيه ممطور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 7:50 pm

عبادة الشر !..



دعِ النُبلَ للعاجز القُعْدَدِوما اسطعتَ من مَغنمٍ فازْدَدِ
ولا تُخْدَعَنَّ بقولِ الضِعافِمن الناس أنّك عَفُّ اليد
وأنك في العيش لا تقتفيخطا الأدنياءِ ولا تقتدي
سفاسفُ تضحك من أمرهاصرامةُ ذي القوةِ الأيّد
فلا تغد طوعاً لأمثالهامتى ما تُغرَّرْ بها تَنْقَد
ولا تَبْقَ وحدَكَ في حِطّةومهما يكن سلّمٌ فاصعد
فانك لو كنت محضَ الاباءومحضَ الشهامة والسُّودَد
وأصْدَقُ في القول من هُدْهُدٍوأخشنُ في الحق من جلمد
وأعطيتَ في الخلق طُهرَ الغماموفي الفضل منزلةَ الفرقد
شريفاً تشير إليك الأكفُّوتُنْعَتُ بالعَلَمِ المُفْرَد
لما زاد حظُّك من عِيشةعلى حظّ ذي العاهةِ المُقْعَد
إليكَ النصيحةَ من مُصْطَلٍبنار التجارب مُستَحْصِد
ستطلُبُها عند عضّ الخطوبعليك بأنيابها الحرّد
رِدِ العيشَ مزدحمَ الضِفَّتَيْنِمن الغِشّ ملتحمَ المورد
ملياً بذي قوة يَسْتقيوذي عِفّةٍ مستضامٍ صدي
وجُلْ فيه أروغَ من ثعلبٍوأشجعَ من ضيغمٍ مُلْبِد
وكن رجلَ الساعةِ المجتبَىمن اليوم ما يرتجى في غد
وإلا فإنّك من منكدمن العيش تمشي إلى أنكد
ذليلاً متى تمضِ لا يُبتأسْعليك وإن تبقَ لا تُنْشَد
وأنت إذا لم تماش الظروفَعلى كل نقص حريبٍ ردي
إذا ما مخضتَ نفوسَ الرجالِمن الأقربين إلى الأبعد
وأوقفتَ نفسك للمدعينسموّ المقاصدِ بالمرصد
تيقنتَ أن الذي يدّعونمن المجد للآن لم يُولَد
هم الناسُ لا يفضُلون الوحوشَبغير التحيُّلِ للمقْصِد
فلا تأتِ ساحةَ هذي الذئابِتُنازِلُها بفمٍ أدرد
وخذ مخلباً لك من غَدْرَةٍوناباً من الكِذْبِ فاستأسد
ولا تتديَّنْ بغير الرّياءِوغَيْرَ النفاق فلا تعبُد
وصلِّ على سائرِ الموبقاتِصلاةَ المُحالِفِ للمسجد
وما اسطعت فاقطع يد المُعْتَدَيعليه وقبّلْ يدَ المُعتَدي
ومجّدْ وضيعاً بهذي الهِناتتحدّى مكانهَ ذي المَحتِد
ونفسَك في النفع لا تبلُهاوعَقْلَكَ في الخير لا تُجهِد
يغطّي على شَرَفِ المنتَمىويسحق من عزّة المَوْلِد
ويقضي على مُطْرِفِ المكرُماتويأتي على الحَسَب المُتلد
مهارشةَ الواغلِ المدّعيوتهويشةَ المُغْرِضِ المُفسِد
أقول لنفسي وقد عربدتْرجالٌ لغاياتها : عربدي
ولا تَحْسَبينيَ في مأزِقٍقليلَ الغَنا ضيِّقَ المَنْفْد
وهيهاتَ لا تدركين المنىبسيرِ أخي مَهَلٍ مُقْصِد
وإنكِ إن لم تواني الحياةَبنفس المخُاطِرِ تُستْعْبَدي
ولا بدّ أن تقحمي مقحماًوإلا فلا بد أن تُطْرَدي
فحِصّةُ مستحفزٍ مجرمٍلأشرفُ من حِصّةِ المجتدي
رأيت المغامر في موقفبه يفْتََدي نفسَهُ المفتدي
تناوَلُهُ الألْسُنُ المُقْذِعاتويعصِفُ بالشتم منه الندى
وحيداً كذي جَرَبٍ مزدَرىًيروح هضيماً كما يغتدي
ولم يَطُلِ العهدُ حتى انجلتكوارثُ ما هنّ بالسرمد
فكان الأميرَ وكان الزعيمَوكان مثالَ الفتى السّيد
وكان المبَّجلَ عند المغيبوكان المقَدَّمَ في المشهد
يَلَذُّ لكلِ فمٍ ذكْرُهُمتى يجْرِ في مَحْفِلٍ يُحْمَد
وكان وأمثالُه عبرةًعلى ضوئها يهتدي المهتدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 7:54 pm

رابطة الآداب..



نَهَضْتُمْ بها جمعيةً يُرْتَجَى بهاهدى كَتْلةٍ فيما تُحاولُ خابطَهُ
عسى أن تُنيروا للشبابِ طريقَهمْوأنْ تُنْعِشوا روحاً من اليأس قانطه
إذا فَشِلَتْ كلُّ الروابطِ بيننافرابطةُ الآدابِ أمتنُ رابطه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:00 pm

إلى الباجة جي " في نكبته"!..



ءألا إنما تَبغي العُلى والمكارمُمن الله أن يَبْقى لهنَّ " مُزاحمُ "
فتى الدولةِ الغراءِ تَعْلَمُ أنَّهُعليها إذا نام الخليوّنَ قائم
وذو الحكْمِ مرهوباً على المُلكِ ساهرٌوفيما يصونُ الحكْمَ والمُلْكَ حازم
وذو الخُلُقِ الضّافي يَخالُ مرّفهاًوفي الصدر أمواجُ الأسى تتلاطم
يَبِيتُ على شوكِ القَتادَ وَينْطويعلى مَضَضِ حتى تُرَدَّ المظالم
عليمٌ بآدابِ السياسةِ تَنْجليلِفِطْنَتِهَ أسرارُها والطلاسم
ضمينٌ إذا ما الجوُّ غامَ بطاريءٍجليلٍ ؛ بأن تَنْزاحَ عنه الغمائم
على وجهِهِ سِيماءُ أصيدَ أشوسٍوفيه من النفس الطَّموحِ علائم
جَهيرٌ يرى الأقوامُ عندَ احتدامِهِإذا أغضبوهُ كيْفَ تدأى الضَراغم
وفي العنفِ فَهوّ الأبْلَقُ الفرد مَنْعَةًوفي اللِّينِ فهو المصحبُ المتفاهم
لقد مارس الأيامَ ذو خبرةٍ بهاذكيٌّ لحالاتِ الزمان ِ مُلائم
وما هو إن خيرٌ تحداهُ طائشٌولا هو إن خيرٌ تعدّاهُ نادم
ومرتقبٌ للشرِ والشرُّ غائبٌو مسْتَحْقِرٌ للشرّ والشرُّ قادم
على ثقةٍ أنَّ الحياةَ تَراوُحٌنسائمُها جوّالةٌ والسمائم
وماشٍ إلى قلبِ الحقودِ بِحيلةٍيُداوي بها حتى تُسَلَّ السّخائم
وقد عَلِمَ الأقوامُ أنَّ مُزاحماًمن الشعبِ مخدومٌ وللشّعبِ خادم
ولما اعتلى دَسْتَ الوزارة وُطّدَتْبهمتِهِ آساسُها والدعائم
عفيفُ يدٍ لا يَحْسَبُ الحُكمَ مَغْنّماولو شاء لم تَعْسُر عليه المغانم
ترفعَّ عن طرْقِ الدنايا فمالَهسوى المجدِ والقلبِ الجريءِ سلالم
لقد سرّني أنَّ الزّمانَ الذي سطاعليكَ بحربٍ عاد وَهْوَ مُسالم
وأن ظروفاً ضايَقَتْكَ عوابساًأتتك تُرَجِّي العفْوَ وَهْيَ بواسم
وقد أيقَنَتْ إذ قاوَمَتْكَ كوارثٌبأنَّكَ لا تُسطاعُ حينَ تُقاوم
وَجَدْتُك خشن المسّ تأبى انحلالةًوتَنْحَلُّ في البلوى الجلودُ النواعم
تلقيت يَقْظانَ الفؤادِ حوادثاًيُرَوَّعُ منها في التَّخَيُّلِ حالم
وقد كنتَ نادَمْتَ الكثيرَ فلم تَجدعلى حينَ عَضَّتْ كُرْبةٌ مَنْ تُنادِم
وقد كانتِ الزلفى إليكَ تَزاحُماًفأصْبَحَ في الزُّلفْى عليكَ التزاحُمُ
ولم تُلْفِ لما استيقظ الخطبُ واحداًمن َ المانحيكَ الوُدَّ والخَطْبُ نائم
وأنت عَضَدْتَ الملك يَومَ بدا لهيُهدِّدُهُ قَرْنٌ من الشرّ ناجم
تكفَّلْتَهُ مُسْتَعْصِماً بك لائذاًوليس له إلاكَ واللهُ عاصم
ولم أرَ أقوى منكَ جأشاً وقد عدَتْعليكَ العوادي جمةً تتراكم
وأُفرِدتَ مِثْل السيفِ لا مِنْ مُساعِدٍسوى ثِقةٍ بالنفس أنَّكَ صارم
ولمّا أبَىَ إلا التَّبلُّجَ ناصعٌمن الحق لم تقدِرْ عليهِ النمائم
ولم يجدِ الواشون للكيدِ مَطْمَعاًلديكَ ولم يَخْدِشْ مساعيك واصم
خرجْتَ خروجَ البدر غطَّتْ غمامةٌعليه وسرُّ المجدِ أنَّكَ سالم
فللتُرْبِ أفواهٌ رمتْكَ بباطلٍولا سَلِمَتْ أشداقُها والغلاصم
وحُوشيِتَ عن أيّ اجترامٍ وإنّماتُدَبَّرُ من خَلْفِ الستارِ الجرائم
وصَقْرٍ تحامَتْهُ الصقورُ وراعهامن النظر الغضبانِ موتٌ مُداهم
لقد أحكمت منه الخوافي خؤولةًومتت إلى الأعمام منه القوادم
فتى " الحلةِ " الفَيْحاءِ شَدَّتْ عُروقَهُبناتُ الفراتِ المنجِباتُ الكرائم
فجئن بأوفى من تُحلُّ له الحُباوأمتنَ مَنْ شُدَّتْ عليهِ الحيازم
وطيد الحجى لم تستجدّ له الرُّقَىصغيراً ولم تَعْلَقْ عليه التمائم
وداهية أعلى العراقَ بمجلسٍتصافِحُهُ فيه دُهاةٌ أعاظم
يمثل شعباً يستعدُّ لنهضةٍيُرَدُّ عليها مجدُهُ المتقادم
وألطفُ ميزاتِ السياسيِّ أنّهأديبٌ بأسرارِ البلاغةِ عالم
يؤّيدهُ ذهْنٌ خصيبٌ ومنطقٌمتينٌ كهُدابِ الدِمَقْسِ وناعم
ورنانةٍ في المحْفِلِ الضَّخْمِ فذّةٍتَناقَلُها عن أصغريهِ التراجم
بعيدة مرمى مستفيضٍ بيانُهايجيْ بها عفواً فتَدْوي العواصم
ومحتملٍ للحقِ مستأنسٍ بهيُرَجّيهِ مظلومٌ ويَخشَاهُ ظالم
يَسُدُّ طريقَ الخَصْمِ حتى يردَّهُإلى واضحٍ منْ حُكمِهِ وَهْوَ راغم
وقد أرضت المظلوم والظلمُ مُغْضَبٌمواقِفُهُ المستعلياتُ الحواسم
وإنَّ بلاداً أنجبتْكَ سعيدةٌوشعباً تَسامَى عِزُّهُ بك غانم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:02 pm

أنغام الخطوب ...



ما أحوجَ الشاعرَ الشاكي لمُغضِبَةٍوميزةُ الشاعرِ الحساسِ في الغضبِ
أمّا القوافي فأنغامٌ تُوَقِّعُهايدُ الخُطُوبِ إذا ما هيَّجَتْ عصبي
أصِخْ لتلحينِ روحي وهي ناقمةٌفما يهزُّك لحنُ الروحِ إن تَطِب
شجتْك كربةُ أبياتٍ وجدتَ بهاعلى كآبتها تفريجةَ الكُرَب
ثقافةُ الشعبِ قل لي أين تَنشُدهاأفي الصحافةِ مزجاةً أم الكُتُب
هذي كما اندفعتْ عشواءُ خابطةٌوتلك فيما حوت " حمالةُ الحطب "
أما الشعورُ فإنّي ما ظَفِرْتُ بهفي مجلسِ العلمِ أو في مَحْفِلِ الأدب
لا ثورةُ النفسِ في الأشعارِ ألْمَسُهاإلا القليلَ ولا التأثيرُ في الخطب
باكون ما حُرِّكَتْ في النفس عاطفةٌوضاحكون ولاشيءٌ من الطرب
مُسَخّرون بما توحي الوحاةُ لهمكما تُهَزُّ دواليبٌ من الخشب
لو عالج المصلحون " الجوعَ " ما فَسَدَتْأوضاعُنا ، هذه الفوضى من السغب
شعبي وما أتوقّى من مصارَحَةٍعارٌ على يعربٍ كُلُّ على العرب
ألهاه ماضيه عن تشييدِ حاضرهوعن لبابِ المساعي قِشْرَةُ النَّسَب
عشنا على شرفِ الأجداد نَلصقُهُبنا ، كما عاش قُطَاعٌ على السَّلَب
قامت تُرَوّجُ آداباً عَفَتْ عُصَبٌما أبعدَ الأدبَ العالي عن العُصب
هُزَّ القلوبَ بإحساسٍ تَفيضُ بهثم ادعُ حتى صخوراً صمةً تُجب
شانت أديباً وحطَّتْ عالماً فَهماًمشاحناتٌ على الألقابِ والرُّتَب
قالوا " أِدْ " لركيكٍ غيرِ مُنْسَجِمٍلو في يدي قلتُ عدّ القولَ وانسحب
حتى صديقٌ عن التقليدِ أرفَعُهُمصاخبٌ إذ سوادُ الناسِ في صَخَب
دومي قوافيّ طولَ الدّهْرِ خالدةًإن صحَّ أنّكِ أوتادٌ من الذهب
أوْلا فبيني أدالَ اللهُ من أثرٍتنالُ منه يدُ الأعصارِ والحِقَب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:06 pm

قتل العواطف !...



أغْرَى صِحابي بتقريعي وتأنيبيطولُ اصطِباري على همٍّ وتَعذيبِ
أيسْتُ من كلِّ مطلوبٍ أُؤمِّلُهُوأصبحَ الموتُ من أغلى مطاليبي
إذا اشتهيتُ فزادي غيرُ مُحْتَمَلٍوان ظَمِئْتُ فوِرْدي غيرُ مشروب
جارتْ عليَّ الليالي في تقلُّبِهاوأوهَنَتْ جَلَدي من فَرْطِ تقليبي
عَوْداً وَبَدْءاً على شرٍّ تُعاوِدُهُكأنَّني كرةٌ لِلّعْبِ تلهو بي
يا مُضغْةً بين جنبيَّ ابتُليِتُ بهالا كنتِ من هدفٍ للشرِّ منصوب
ومن مثارِ همومٍ لا انتهاءَ لهومن مَصَبِّ عناءٍ غيرِ منضوب
وقد رددتُ رزايا الدهرِ أجْمَعَهاإلى سِجِلَّيْنِ محفوظٍ ومكتوب
ما بين مُكْتَشَفٍ بالشعرِ مُفْتَضَحٍوبين مُخْتَزَنٍ في القلب محجوب
إني على الرّغْمِ مما قد نُكِبْتُ بهفقد يحزّ فؤادي لفظُ منكوب
شكت إلىّ القوافي فرطَ ما انتبذَتْمني وكنتُ أراها خيرَ مصحوب
وعاتَبَتْني على الهجرانِ قائلةًأكنتُ عِنْدَكَ من بعض الألاعيب!
تلهو بها وإذا ما شئتَ تَطْرَحُهاموقوفةً بين تَبعيدٍ وتقريب
كم ساعدتْك على الجُلِّى وكم دَفَعَتْهواجساً عن فؤادٍ منكَ " متعوب "
سَجَّلْتُها آهةً حرَّى وكم دَفَعَتْطيَّ الرياحِ سُدىً آهاتُ مكروب
فقلتُ حسبي الذي ألهبتكُنّ بهمن لاعجٍ في حنايا الصدرِ مشبوب
ومن قوافٍ بذَوْبِ الدَّمْع نشأتُهاومن قصيدٍ لفرطِ الحُزْنِ منسوب
لو اكتسى الشعرُ لوناً لاقتصرتُ علىشعرٍ بِقاني نجيعِ القلبِ مخضوب
وما اشتكائي إلى الأشعارِ من مُضَضٍإلا شكيَّةَ محروبٍ لمحروب
إنّ الأديبَ وإنَّ الشعرَ قَدْرُهُمامطرَّحٌ بين منبوذٍ ومسبوب
لم يبقَ منْ يستثيرُ الشِعْرُ نَخوَتَهُومن يُحرِّكُهُ لُطْفُ التراكيب
أعلى مِنَ الشّعرِ عندَ القومِ منزلةًنَفْخُ البطونِ وتَطْريزُ الجلابيب
ورُبَّ قافيةٍ غرّاءَ قد ضَمِنَتْأرقَّ معنىً تَرَدَّى خَيْرَ أُسْلُوب
من اللواتي تُغَذِّيهنَّ عاطفةٌجياشةٌ بين تصعيدٍ وتصويب
هززتُ فيها نياطَ القلبِ فانتثرتبها شظايا فؤادٍ جدِّ مشعوب
رهنتُها عند فجِّ الطَّبْعِ محتقنٍبغيرِ صُمِّ العوالي غيرِ مجذوب
ظننتُني صادقاً فيما ادَّعَيْتُ بهاحتى انبرى لؤمُ جانيها لتكذيبي
أرخَصّتُها وهي علقٌ لا كِفاءَ لَهُورُحْتُ أصْفِقُ فيها كَفَّ مغلوب
تشكو اغتراباً لَدَى من ليسَ يَعْرفُهاكما شكَتْ طبعَ راميها بتغريب
عفواً فلولا اضطرارُ الحالِ يُلجئنيلكنتُ أنفَسَ مذخورٍ ومكسوب
قالوا استفدتَ من الأيامِ تَجرِيةًوالموتُ أرْوَحُ من بعضِ التّجاريب
تُعْفي الشدائدُ أقْواماً بلا أدَبٍوتبتلي غيرَ مُحتاجٍ لتأديب
ما كان مِن قبلِها عُودي بذي خَوَرٍللعاجمينَ ولا قلبي بمرعوب
ولا ذُعِرْتُ لشرٍّ غيرِ مُنْتَظَرٍولا نزقتُ لخيرٍ غيرِ محسوب
يا خيرَ موهبةٍ تزكو النفوسُ بهابعداً فانك عندي شرُّ موهوب
يُرضِي الفتى عَيْشُهُ ما دامَ يَغمُرُهُبالطيباتِ ويُغْريهِ بتحبيب
حتى اذا رَمَتِ الويلاتُ نِعَمَتَهُونَغَّصّتْها بتقويضٍ وتخريب
سمَّى مُعاكسةَ الأيامِ تَجْربَةًوراح يَخْدَعُ نَفْساً بالأكاذيب
والعيشُ بالجهلِ أو بالحِلمِ إن خَبُثَتْمِنْهُ الحواشي فشيٌْ غيرُ محبوب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:11 pm

ليلة معها ...



لا أكذبَنّكِ إنّني بَشَرٌجَمُّ المساوي آثِمٌ أشِرُ
لا الحبُّ ظمآناً يُطامِنُ مِنْنفسي وليس رفيقيَ النظَر
ولكم بَصُرْتُ بما أضيقُ بهفودِدْتُ أنّي ليس لي بصر
أو أنني حجر وربتَّمَاقد بات أرْوَحَ منّيَ الحَجَر
لا الشيءُ يُعْجِبُهُ فَيَمْنَعُهُفإذا عداه فكلّهُ ضَجر
ولكم ظَفِرتُ بما بصرتُ بهفحَمِدْت مرأى بعدَهُ ظفَر
شفتاي مُطْبْقَتَانِ سيدتيوالخُبْرُ في العينينِ والخَبَر
فاستشهِدِي النظراتِ جاحِمَةًحمراءَ لا تُبْقي ولا تَذر
ولرغبة في النفس حائرةمكبوتة يتطايرُ الشرر
إنا كلينا عارفان بماحَوَتِ الثّيابُ وضَمَّتِ الأزُر
وبنا سواءً لا حياءَ بناالجذوةُ الخرساءُ تستعر
فعلى مَ تَجتهدين مُرْغَمَةًأن تَسْتري ما ليس يَنْسَتِر
كذب المنافقُ . لا اصطبارَ علىقدٍّ كَقَدِّكِ حينَ يُهتَصَر
ومُغَفَّلٌ من راح يُقنِعُهمنك الحديثُ الحلوُ والسمر
يُوهي الحجى ويُذيبُ كلَّ تُقىًمن مُدّعيهِ شبابُك النَّضِر
ويَرُدُّ حلمَ الحالمين علىأعقابِهِ التفتيرُ والخَفَر
النَّفْسُ شامخةٌ إذا سعُدَتْبك ساعةً والكونُ مُحْتَقَر
وفداء " محتضن " سمحتِ بهما تفجع الاحداثُ والغير
حلم أخو اللذاتِ مفتقدامثالُهُ وإليه مفتقِر
وسويعة لا أستطيعُ لهاوصفاً فلا أمْنٌ ولا حَذَر
يدها بناصيتي ومحْزَمُهابيدي . فمنتَصِرٌ ومندَحِر
فلئن غَلَبْتٌ فَخَيْرُ متَّسَدٍللشاعرِ الأعكانُ والسُرَر
ولئن غُلِبْتُ فغالبي مَلَكزاهٍ . بهِ صافحٌ عني ومغتفر
أمسكتُ " نهديها " وأحسَبُنيأشْفَقْتُ أن تتدحرجَ الأُكَر
عندي من استمتاعةٍ صُوَرٌومِنَ التَّغنُّجِ عندَها صُوَر
قالت وقد باتَتْ تطاوعُنيفيما أُكَلِّفُها وتأتَمِر
أمعانياً حاولتَ تَنْظِمُهاتختارُ ما تَهْوى وتَبْتَكِر
إني وردتُ " الحوضَ "ممتلئاً" شَهْداً " يفوحُ أريجُهُ العَطِر
ولقد صدرتُ وليس بي ظَمَأٌللهِ ذاكَ الوِردُ والصَّدَر
وإذا صدقتْ فانه بدَنٌلأطايب اللذاتِ مُخْتَبَر
يا زهرةً في ريعها قُطِفَتْكأرقِّ ما يتفَتَّقُ الزَّهَر
نِعْمَ القضاءُ قضى بمرتشَفٍلي من " لماك " وحبّذا القَدَر
ما إنْ أخَصِّصُ منكِ جارحةًكلَّ الجوارحِ منكِ لي وطر
يُزرْي بفلسفةٍ مطّولةٍوالعلمُ شيءٌ فيك " مُخْتَصَر"
" ومعبد " لم يبل منهجهبالسالكيه . ولم يَلُحْ أثَر
إني لآسَفُ أنْ يجورَ علىخدّيكِ خدٌّ كلُّهُ شَعَر
وعلى إهابٍ منكِ ممتلئٍمَرحَا إهابٌ مِلؤُهُ كَدَر
هذا الحريرُ الغَضُّ مَلْمِسُهُحَيْفٌ يُخَدِّشُ جَنْبهُ الوبر
عيني فِدى قَدَمَيَكِ سيّدتيعيناكِ قد أضناهُما السَّهَر
لا أكتفي بالروحِ أُزْهِقُهاعُذرا اليكِ فكيف أعتذر
قلبٌ تجمَّعَتِ الهُمُومُ بهنَفَّسْتُ عنه فهو مزدهِر
ضنكُ المنافذِ لا مكانَ بهلمَسَرَةٍ واليومَ ينتشر
لَوْ لَمْ تُحلِّيه على سعةٍمن رُحْبِ صدركِ كانِ يَنْفَجِر
سَحَرٌ زماني كلُّهُ لِهَوَىليلٍ بقربِك كلُّه سَحَر
وأرى لياليَّ الطِوالَ بهاشَبَهٌ ففي ساعاتِها قِصَر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:18 pm

عقابيل داء ...



عقابيلُ داءٍ ما لهُنَّ مطبَّبُّووضعٌ تغشَّاهُ الخَنا والتذَبذُبُ
ومملكةٌ رهنُ المشيئاتِ أمرُهاوأنظمةٌ يُلهى بهنَّ ويُلْعَب
وناهيكِ مِن وضعٍ يعيشُ بظّلهكما يتَمنَّى مَن يخونُ ويكذِب
وقرَّ على الضيمِ الشبابُ فلم يَثُرْوأخلدَ لا يُسدي النصيحةَ أشيب
كأنْ لم يكنْ في الرافدينِ مُغامرٌوحتى كأنْ لم يبقَ فيه مجرِّب
أعُقماً وأُمَّاتُ البلادِ ولودةٌوإنَّكِ يا أُمَّ الفراتينِ أنجب
وما أنكَّ يُزهى منكِ في الصِّيدِ أصيدٌّويَلْمَعُ في الغُلْبِ الميامينِ أغلب
إذا قيلَ مِن أرضِ العراق تطَّلعَتْعيونٌ له وانهالَ أهلٌ ومرحب
يُحكِّمُ في الجُلَّى أغرُّ مُشَّهَرٌويحْتاجُ في البلوى عذيقٌ مرَجَّب
فما لكِ لا بينَ السواعدِ ساعدٌيُحَسُّ ولا بينَ المناكبِ مَنكِب
تنادتْ بويلٍ في دياركِ بومةوأعلنَ نَحْساً في سماكِ مُذَنَّب
وأُلْبِسْتِ من جَورٍ وهضمٍ ملابساًأخو العزِّ عنها وهو عريانُ يرغب
تكاثرت الأقوالُ حَقاً وباطلاًوقالَ مقالَ الصدقِ جلْفٌ مُكذَّب
وشُكِّكَ فيما تدَّعيه تظنِّياًولو أنَّه شحمُ الفؤادِ المذَوَّب
وباتَ سواءً من يثورُ فيغتليحماساً ومن يلهو مُزاحاً فيلعب
فما لكَ من أمرينِ بُدٌّ وإنماأخفهما الشرُّ الذي تتجنب
سكوتٍ على جمرِ الغضا من فضائحٍتُمَثَّلُ أو قولٍ عليه تُعذَّب
تحفَّتْ أُباةٌ حين لم يُلْفَ مركبٌنزيهٌ إلى قصدٍ من العيشِ يُركب
فلا العلمُ مرجوٌّ ولا الفَهمُ نافعٌولا ضامنٌ عيشَ الأديبِ التأدُّب
ومُدَّخَرٌ سوطُ العذابِ لناهضٍومُدَّخَرٌ للخاملِ الغِرّ مَنْصِب
أقولُ لمرعوبٍ أضلَّ صوابَهتَردّي دساتيرٍ تُضِلُّ وتُرْعِب
تداولَ هذا الحُكْمَ ناسٌ لوَ انَّهمأرادُوهُ طيفاً في منامٍ لخُيّبوا
ودعْ عنكَ تفصيلاً لشَتَّى وسائلٍبها مُلِّكُوا هذي الرقابَ وقرِّبوا
فأيسَرُها أنْ قد أُطِيلَ امتهانُهمإلى أنْ أدَرُّوا ضَرعَها وتحَلَّبوا
وأعجبُ ما قد خلَّفتْهُ حوادثٌقليلٌ على أمثالهنَّ التَّعّجب
سكونٌ تَغشَّى ثائرينَ عليهمُيُعَوَّلُ أنْ خطبٌ تجرَّمَ أخْطب
عتابٌ يحُزُّ النفسَ وقعاً وإنهلأنزهُ من صوبِ الغوادي وأطيب
عليكُمْ لأنَّ القصدَ بالقولِ أنتمُوليسَ على كلّ المسيئينَ يُعتب
هَبوا أنَّ أقواماً أماتَ نفوسَهُموألهاهُمُ غُنْمٌ شهيٌّ ومكسَب
قصورٌ وأريافٌ يَلَذُّونَ ظِلَّهاوجاهٌ وأموالٌ ومَوطيً ومَركب
يخافونَ أنْ يَشْقوا بها فيؤاخَذوإذا كشفوا عمَّا يَروَن وأعربوا
فما بالُ محروبينَ لم يحلُ مَطعمٌلهُم ، فيُلهيهمْ ، ولم يصفُ مَشْرَب
خَلِيَّينَ لا قُربى فيُ خْشَى انتقاصُهالديهمْ ، ولا مالٌ يُبَزُّ فيُسْلَب
سلاحُ البلادِ المرهفُ الحدِّ مالهنَبا منهُ في يومِ التَّصادُم مضرب؟
على أنَّني إذ أُسْعُ الأمرَ خِبْرَةًيلوحُ ليَ العذرُ الصحيح فأصْحِب
همُ القومُ نِعم القومُ لكنْ عراهمُذهولٌ به تُصْبي الغَيارى وتُخلَب
تَغوَّلَ منهم حزمَهُم إلْبُ دهرِهمعليهم وقد يُوهي القويَّ التألّب
وكلّ شُجاعٍ عاونَ الدهرَ ضَّدهمرّجيهمُ فهو المضامُ المغلَّب
قليلونَ في حين ِ الرزايا كثيرةٌوطيدونَ في حينِ الأساليبُ قُلَّب
جريئونَ لكنْ للجراءةِ موضعٌوعاقبةٌ ، إنّ العواقبَ تُحْسَب
يُلاقون أرزاءاً يَشُقّ احتمالُهاوليس بميسورٍ عليها التَّغلّب
فهاهم كمَنْ سُدَّ الطريقُ أمامَهوضلَّله داجٍ من الليلِ غَيْهَب
على أنَّهم لا يهتدُونَ بكوكبٍوقد يُرشِدُ الحَيرانَ في اللِّيل كوكب
إلى الأممِ اللاَّتي استَتَمَّتْ وُثُوبَهاتَشَكَّى اهتِضاماً أُمَّةٌ تَتوَّثب
إذا خلصَتْ مِن عَثْرةٍ طوَّحتْ بهاعَواثرُ مَن يُؤخذْ بها فهو مُحْرَب
وإنْ فاتَها وحشٌ صَليبٌ فؤادُهتَعَرَّضَ وحشٌ منه أقسى وأصلَب
يُعينُ سِياسياً عليها تفرُّقٌوَينصُرُ رَجعيّاً عليها تَعصّب
أُريدَ لها وجهٌ يُزيلُ قُطوَبهافزيدَ بها وجهٌ أغمُّ مُقطَِّب
وَرِّبتما لاحتْ على السنِّ ضِحكةٌله تَنفُثُ السمَّ الزعافَ وتَلصِب
يُرى أبداً رَّيانَ بالحِقْدِ صَدرهُكما شالَ لَّلْدغِ الذنابَينِ عَقرب
وتلكَ من المُستَحْدثِ الحُكمِ عادةٌيَرى فُرصةً منه اقتِداراً فيضرِب
وما جِثتُ أهجوهُ فلمْ يبقَ مَوضعٌنَزيهٌ له بالهجو يُؤتى فيُثْلَب
ولكنه وصفٌ صَحيحٌ مُطابقٌيجىءُ به رائي عَيانٍ مُجِرّب
تُشَرَّدُ سُكَّانٌ لسُكنى طوارئوتُؤَخذُ أرضٌ من ذويها فتوَهب
وواللهِ لولا أنّ شَعباً مُغَلَّباًيُلَزُّ بَقرنيهِ كمِعزى ويحلَب
لما عَبِثَتْ فيه أكُفٌّ جَذيمةٌولمْ يَعُلهُ هذا الهجينُ المهلَّب
ولكن رَضوا من حُبّهمْ لبلادِهمْبأنَّهمُ يَبكُونها حينَ تُنكَب
فيا لكَ مِن وضعٍ تعاضلَ داؤهُتُشاطُ له نَفْسُ الأبيِّ وتُلهب
وللهِ تَبريحُ الغَيارى بحالةٍكما يَشتهيها أشعبيُّ تُقَلَّب
يُنَفَّذُ ما تَبغي وتَنهى " عقائلٌ "وتَعزِلُ فينا " غانياتٌ " وتَنصِب
كأندلُسِ لَمَّا تَدَهْوَرَ مُلْكُهامُكَنّى جُزافاً عِندنَا ومُلَقَّب
ورُبَّ وسامٍ فوقَ صدرٍ لو انَّهُيُجازَى بحّقٍ كانَ بالنعلِ يُضرَب
نشا ربُّهُ بينَ المخازي وراقهُوِسامٌ عليها فهو بالخزيِ مُعْجَب
أفي كلِّ يومٍ في العراقِ مؤمَّرٌغريبٌ به لا الأمُّ منه ولا الأب
ولم يُرَ ذا بَطْشٍ شَديدٍ وغِلظَةٍعلى بَلَدٍ إلا البعيدُ المُجنَّب
أكُلُّ بَغيضٍ يُثقِل الأرضَ ظِلُّهُوتأباهُ يُجبى للعراقِ ويجْلَب
وحُجَّتُهم أن كانَ فيما مضى لناأبٌ ، اسمهُ عندَ التواريخِ يَعْرُب
عِديدُ الحَصى أنباؤهُ ولِكلِّهمْمَجالٌ ومَلهىَ في العراقين طَيّب
وقد أصبحوا أولى بنا من نُفُوسِنالأنَّهمُ أرحامُنا حينَ نُنْسَب
فأمَّا بَنُوه الأقربونَ فما لهمْنصيبٌ به إلَّا مُشاشٌ وطَحْلب
فيا أيُّها التاريخُ فارفُضْ مَهازِلاًسَتْرفُضها أقلامُنا حين تُكتَب
وقُلْ إنَّني أُودعتُ شتَّى غَرائبٍولا مثلَ هذي فهي منهُنَّ أغرَب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:22 pm

الذكرى أو دمعة تثيرها الكمنجة ..



ءيا مستثياً دمعةً صَمدتْلطوارئِ الدّنيا فلم تَثُرِ
إنَّ التي صَعُبَتْ رياضتُهاأنزلتَها قسراً على قَدَر
وأسَلْتَها وهي التي عَجَزَتْعن أن تُسيلَ فوادحَ الغِيَر
ردتْ نداءَ كوارثٍ عَظُمَتْودعا فلبَّتْ مَنطِقَ الوَتَر
هل عند أنْمُلَةٍ تُحَرِّكُهاباللطفِ إنَّ الدمعَ بالأثر
وهل الدموعُ ودفعُها وطرٌللناسِ تَدْري أنَّها وطري
ما انفكّتِ البلوى تُضايِقُنيحتى شَرَيْتُ النفعَ بالضرر
وَوَجَدْتُني بالدمعِ مبتهجاًمثلَ ابتهاجِ الزرع بالمطر
غطّى العيونَ فلم تَجِدْ نَظَراًدمعٌ أعزُّ عليّ من نَظَري
يا دمعةً غراءَ غاليةًيَفْديكِ ما عندي من الغُرَر
من قابلاتٍ حكمَ مُنْتَقِدِوشجارِ مفتَخرٍ ومحتَقَر
لغة العواطفِ جلَّ مَنْطِقُهاعن أن يُقاسَ بمنطقِ البشر
فتّشتُ عنكِ فلم أجِدْ أثراًحتى ظننتُ العينَ من حجر
ومَرَيْتُ جَفْني مَريَ ذي ثِقَةٍورجعتُ عنك رجوعَ مُنْدَحِر
وغدوتُ أحْسُدُ كلَّ مكتئبٍذي محجَرٍ بالدمع مُنْفَجِر
كم أزمةٍ لو كنتِ حاضرةًفَرَّجْتِها بمسيلِك العَطِر
لو كنتِ عندي ما ثَقلتُ علىكأس الشراب ومجلس السَّمر
لغسلتُ جَفْناً راح من ظمأٍمُتَلَهباً مُتَطايِرَ الشَّرر
أنا بانتظارِكِ كلَّ آونةٍعلماً بأن الحزنَ مُنْتَظِري
طال احتباسُكِ يسن مُخْتَنَقيومحاجري والآن َ فانحدري
كنتِ الأمينةَ في مخابِئهاوأراكِ بعدَ اليومِ في خطر
واذا امتنعتِ عليّ فاقتنعيأنَّ " الكمنجةَ " خيرُ مُعْتَصَر
سيلي فلا تُبقي على غُصَصٍرانتْ على قلبي ولا تذَري
واستصحبِي جَزَعا يلائِمُنيوخذي اصطباري إخْذَ مُقْتَدر
فلقد أضرَّ بَسحنتي جَلَديفملامحي تُربي على عمري
كم في انكسار القلب من حِكَمٍلا عاش قَلْبٌ غَيرُ مُنْكَسِر
هذي الطبائعُ لا يُطَهِّرُهامثلُ اصطلاءِ الهمِّ والكدر
وَلَرُبَّ نفسٍ بان رَوْنَقُهاجراءَ حُزْنٍ غير مُنْتَظَر
مُسَّ الكمنجةَ يَنْبَعِثْ نَفَسٌيمتدُّ في أنفاسِ مُحْتَضَر
في طوعِ كفكَ بَعْثُ عاطفتيوخَلاصُها من رِبقةِ الضّجر
وأزاحني عن عالَمٍ قَذِرٍنَحْسٌ لآخرَ زاهرٍ نَضِر
بالسمعِ يَفْدي المرءُ ناظِرَهُوأنا فديتُ السَّمْعَ بالبصر
يا قلبُ – والنسيانُ مَضْيَعَةٌ -هذا أوانُ الذِّكْر فادَّكِر
هذي تواقيعٌ مُحَلِّقَةٌبك في سماءِ تَخَيُّلٍ فَطِر
واستعرضِ الأيامَ حافةًمكتظَّةً بِتَبايُنِ الصُّوَر
أذْكُر مسامَرَةً ومجْتَمَعاًمزدانتين بقُبلَةِ الحَذر
مطبوعتين بقلبِ مثريةٍبالمغريات وقلبِ مُفْتَقِر
متفاهمين فما نبا وجللوقوعِ ذنبٍ غير مغتَفَر
أذْكُرْ تَوَسُّدَها ثنيَّتَهاوسنانةً محلولةَ الشعر
معسولةَ الأحلامِ ذاهبةًبِخَيالِها لمدارجِ الصِّغَر
أذْكر يداً مرّتْ على بَدَنٍهي منهُ حتى الآن في ذُعُر
ولُيَيْلَةً بيضاءَ خالدةًمنها عرفت لذائذَ السفر
ثم اعطفِ الذكْرَى إلى جهةٍأُخرى تُرعْ بعوالِمٍ أُخَر
تُذْهلْ لمغتصَبٍ على مَضضأمسى يقلَّبُ في يَدَيْ أشِر
بَدَنٌ بلا قلبٍ لدى أثِرٍعاتٍ على الشَّهَواتِ مُقْتَصِر
ثمرٌ بلا ظلٍ لديك كمافي أسرِهِ ظلٌّ بلا ثمر
كم مثلِ قلبِك ذاهبٌ هدَراًلتحكُّماتِ الدين في البشر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:27 pm

ثورة النفس!...



سكُت وصدري فيه تغلي مراجلُوبعض سكوتِ المرءِ للمرءِ قاتلُ
وبعضُ سكوتِ المرءِ عارٌّ وهُجْنَةٌيحاسَبُ من جّراهُما ويُجادَل
ولا عجبٌ أنْ يُخْرِسَ الوضعُ ناطقاًبلى عجبٌ أنْ يُلْهَمَ القولَ قائل
جزى الله والشعرُ المجوَّدُ نَسْجُهُبأنكد ما تُجْزَى لئامٌ أراذل
مخامِرُ غدرٍ طوَّحَتْ بي وعودُهُفغُِررتُ والتفَّتْ علىَّ الحبائل
وكنتُ امرَءاً لي عاجلٌ فيه بُلْغَةٌسدادٌ ومرجُوٌّ من الخير آجل
رخياً أمينَ السربِ محسودَ نِعمةٍتَرِفُّ على جنَبيَّ منها مباذل
فغُودرتُ منها في عَراءٍ تَلُفُّنيمَفاوِزُ لا أعتادُها ومجاهل
طُموحٌ إلى الحتفِ المدبَّر قادنيوقد يُزهِقُ النفسَ الطُموحُ المُعاجل
كَرِهْتُ مداجاةً فرُحْتُ مشاغباولم يُجدِني شَغْب فرُحْتُ أُجامل
وأغْرقْتُ في إطراءِ من لا أهابُهوساجلت بالتقريع من لا يساجَل
وأصْحَرْتُ عن قلبي فكان تكالُبٌعليّ لإصحاري وكان تواكُل
نزولاً على حكمٍ وحفظاً لغايةيكون وسيطاً بينهن التعاُدل
وما خِلْتُني عبْءا عليهم وأنهميريدون أن يُجتَثَّ متنٌ وكاهل
ولما بدا لي أنه سدُّ مَخْرَجٍوقد أُرتِجَ البابُ الذي أنا داخل
وأخلَتْ صدورٌ عن قلوبٍ خبيثةٍولاحت من الغدرِ الصريحِ مخايل
رجعت لعُش ٍّ مُوحشٍ أقبلتْ بهعلي الهمومُ الموحشاتُ القواتل
وكنتُ كعُصفورٍ وديعٍ تحاملتعليه ممن الستِ الجهاتِ أجادِل
ورَوَّضْتُ بالتوطينِ نفساً غريبةًتراني وما تبغيه لا نتشاكل
وقلتُ لها صبراً وان كان وطؤهُثقيلا ولكن ليس في الحزن طائل
وكَظْمُ الفتى غيظاً على ما يسوؤهمن الأمر دربٌ عبَّدته الأماثل
ولِلعْقلِ من معنى العقالِ اشتقاقُهإذا اقتِيدَ إنسان به فهو عاقل
وكنتُ ودعوايَ احتمالا كفاقدٍحُساماً وقد رَفَّت عليه الحمائل
حبستُ لساني بين شِدْقَيَّ مُرغماًعلى أنه ماضي الشَّبا إذ يناضل
وعهدي به لا يُرسلُ القولَ واهناًولا في بيانٍ عن مرادٍ يعاضل
وبيني وبينَ الشعرِ عهدٌ نكثتُهورثَّتْ حبالٌ أُحكِمَتْ ووسائل
وجهّلتُ نفسي لا خمولا وإنماتيقنت – ان السيّدَ المتجاهل
وما خلت أني في العراق جميعِهسأفقِدُ حراً عن مغيبي يسائل
سَتَرْتُ على كَرْهٍ وضِعْنٍ مَقاتليإلى أن بدتْ للشامتينّ المقاتل
أهذا مصيري بعد عشرين حِجَّةًتحلت بأشعاري فهن أواهل ؟
أهذا مصيرُ الشعرِ ريّانَ تنتميإليه القوافي المغدقاتُ الحوافل!؟
سلاسلُ صِيغتْ من معانٍ مُبَغَّضٍلها الذهبُ الأبريزُ وهو سلاسل
ومن عجبٍ أنّ القوافي سوائلااذا شُحِذَتْ للحَصْدِ فِهي مَناجل
وهنَّ كماءِ المُزْنِ لطفاً ورقةًوهنَّ إذا جدَّ النضالُ مَعاول
فأمّا وقد بانت نفوسٌ وكُشِّفَتْستائرُ قومٍ واستُشِفَّت دخائل
ولم يبق إلا أن يقالَ مساومٌأخو غرضٍ أو ميّتُ النفسِ خامل
فلا عذرَ للأشعار حتى يردَّهاإلى الحق مرضيُّ الحكومةِ فاصل
لأمِّ القوافي الويلُ إن لم يَقُمْ لهاضجيجٌ ولم ترتجَّ منها المحافل
سأقذِفُ حُرَّ القولِ غيرَ مُخاتِلولا بدّ أن يبدو فيُخْزَى المُخاتل
لئن كان بالتهديم تُبْنى رغائبٌوبلخبط والتكديرِ تصفو مناهل
وإن كان بالزلفى يؤمَّلُ آيسٌوبالخُطَّةِ المُثلى يُخيَيَّبُ آمل
فَلَلْجهلُ مرهوبُ الغرارين صائبٌولَلْحِلْمُ رأيٌ بَيّنُ النقصِ فائل
ولَلْغَرَضُ الموصومُ أعلى محلةًمن المرءِ منبوذاً علته الأسافل
أرى القومَ من يُقرَّبْ إليهِمُومن يَجْتَنِبْ يَكْثُرْ عليه التحامل
على غيرِ ما سنَّ الكرامُ وما التقتعليه شعوبٌ جمةٌ وقبائل
فلا ينخدعْ قومٌ بفرط احتجازةٍتَخَيَّلَ أني قُعْدُدٌ متكاسل
فإني لذاكَ النجمُ لم يخبُ نَوُؤهولا كَذَبَتْ سيماؤُه والشمائل
وما فَلَّتِ الايامُ مني صرامةولا زحزحت علمي بانيَ باسل
ولكنني مما جناه تسرُّعٌتوهمت أنَّ الأسْبَقَ المتثاقل
وإنّي بَعْدَ اليومِ بالطيش آخذُّوإني على حكمٍ الجهالةِ نازل
وإني لوثابٌ إلى كل فرصةٍتعِنُّ وعدّاءٌ إليها فواصل
بخيرٍ وشرٍ ان ما ادرك الفتىبه سُؤْلَه فهو الخدينُ المماثل
وأعلَمُ علماً يقطعُ الظنَّ أنَّهلكلِ امرئٍ في كلِّ شيءٍ عواذل
فانْ لم يقولوا إنَّه مُتعنِّتٌعَنُودٌ يقولوا مُصْحِبٌ متساهل
تخالُفَ أذواقٍ وبغياً وإثْرَةًومن آدمٍ في العيش كان التّقاتُل
فما اسطعتَ فاجعلْ دأبَ نفسِكَ خَيرَهاولا تُدخِلَنَّ الناسَ فيما تحاول
فما الحرّ إلا من يُشاورُ عَقْلَهُوأمُّ الذي يستنصِحُ الغيرَ ثاكل
نَصيحُكَ إما خائفٌ أو مغَرَّرٌكلا الرجلينِ في الملماتِ خاذل
وبينهما رأيٌ هو الفصلُ فيهماومعنىً هو الحقُ الذي لا يجادَل
على أنها العقبى – فباطلُ ناجحٍيَحِقُّ . وحق العاثرِ الجَدِّ باطل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:37 pm

لعبة التجارب...






هو الحُكم – إن حقَّقتَ – لُعبةُ لاعبِيُسَمُّونَ ترقيعاتهِ بالتجارِبِ
فتجرِبةٌ للحكمِ خَلقُ موظفٍوتجرِبةٌ للشعبِ تخريجُ نائب
وإنَّ بلاداً بالتجارِب هُدّمتوضُيّعَ أهلوها لإحدى العجائب
وأعجبُ منه أن يُمنِّي رجالُهانفوسَهمُ خيراً بعقبى المصائب
تُعطَّلُ أربابُ المواهبِ ريثمايُتمَّمُ تخريجُ الضِّعاف المواهب
ولو جَرَّبوا أهل المناصب وحدَهملهانَ ، ولكنْ جُربّوا في المناصب
من الظلم أن تأتي قصيدةُ شاعرلتُصلِحَ حالاً أو مقالةُ كاتب
فما دامَ حُكمٌ للتجاريب راهنفليس لنا غيرُ انتظارِ العواقب
ولكنَّ دأبَ الشاعِرينَ تحرُّشٌومن عادةٍ الكُتابِ خلقُ المتاعبّّ
دعوا القومَ أحراراً يؤدُّونَ واجباًولا تحسَبِوا سهلاً قياماً بواجبّ
ولا تحسبوا سهلاً بناءَ دوائرٍوتوقيع أوراقٍ وتوزيعَ راتب!
غزا الجهلُ أرض الرافدْينِ فحلَّهاكثيرَ السَّرايا مُستجاشَ الكتائب
طليعةُ جيشٍ للمصائبِ هدَّدتْكرامتَهُ والجْهلُ رأسُ المصائب
وما خيرُ شعب لستَ تعثرُ بينهعلى قارئٍ من كلِّ ألفٍ وكاتب
تمشَّى يجرُّ الفَقْر ردفاً وراءهُوأتعِسْ بمصحوبٍ وأتعِسْ بصاحب
وراحا على الجُمهور ضيفينِ ألفْيَامُناخاً جميلاً بين هذي الخرائب
فكان لِزاماً أنْ تحوزَ عصابةٌتفيتْ بظلِّ الجاه أعلى المراتب
وكان لزاماً أن تتمَّ سيادةٌعليه لأبناءِ " الذوات " الأطايب
وكان لزاماً أن تُقادَ جموعُهحفاةً عراةً مهطعينَ " لراكب "
وكان لزاماً أن تحاكَ دسائسٌله تحت أستار الخِداع الكواذب
وكان لزاماً أن تعطَّل صنعةٌوأن يُصبحَ التوظيفُ أغلى المكاسب
مشى الشعب منهوكَ القُوى واهنَ الخُطىكواهلُه قد أُثقِلتْ بالضرائب
وقد حِيلَ ما بين الحياةِ وبينهُفللموت منه بين عَينٍ وحاجب
وكُمَّت به الأفواه عن كشف سوءَةٍكأنْ لم يكن من ثَمَّ عتبٌ لعاتب
وأوجعُ ما يُصمي الغيورَ مقْاصرٌأطلَّتْ على مجحورةٍ في الزرائب
يَبينُ على الحيطان شرخُ نعيمهاوتغمُرها اللذاتُ من كلِّ جانب
وتحيي ليالي الرّقْص فيها خليعةٌتكشَّف عن سوق الحسان الكواعب
ويجبى إليها خمرُها من مشارقٍيجادُ بها تقطيرُها وَمغارب
وتلك من الإدقاع تتَّسد الثرىيلاعبُ جنبيها دبيبُ العقارب
وقد ذيدَ عنها الزادُ رَفهاً لآكلٍوحُرّم فيها الماء صفواً لشارب
وإنيَّ في إرضائيَ الشِعرَ حائرٌوإني لمأخوذٌ بهذا التضارب
فقد يُعجِز التفكيرَ ذكرُ محاسنٍوقد يُخجل القرطاسَ ذِكرُ المثالب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:40 pm

وادي العرائش...



يومٌ من العُمْرِ في واديكِ مَعدودُمُستوحِشاتٌ به أيَّاميَ السُودُ
نزلتُ ساحتَكِ الغنَّاءَ فانبعثَتْبالذكرياتِ الشَّجيَّاتِ الأناشيد
واجتَزتُ رغمَ الليالي بابَ ساحرةٍمرَّ الشبابُ عليه وهو مسدود
قامَتْ قِيامتُه بالحُسْنِ وانتشرتْفيه الأهازيجُ والأضواءُ والغيد
ما وحدَهُ غرَّدَ الشادي لِيرْقِصَهُالماءُ والشجرُ المهتزُّ غِرِّيد
واد هو الجَّنةُ المحسودُ داخلُهاأو أنَّه من جِنان الخُلدِ محسود
ثقي " زحيْلةُ " أنَّ الحسْنَ أجمَعَهُفي الكونِ عن حُسنكِ المطبوعِ تقليد
أنتِ الحياةُ وعمرٌ في سواكِ مضىفإنما هو تبذيرٌ وتبديد
أقسمتُ أُعطي شبابي حقَّ قيمتهِلو أنَّ ما فاتَ منه اليومَ مردود
وكيفَ بي ونصيبُ المرء مُرْتَهَنٌبه ، ومَغْنَمُهُ في العُمْرِ محدود
لم يأتِ للجَبَلْينِ العاطفَيْنِ علىواديكِ أبهى وأنقى منهُ مولود
زَفَّتْ له مُتَعُ الدُّنيا بشائرَهاواستقبلَتْهُ مِن الطيرِ الأغاريد
أوفى عليه يَقيهِ حَرَّ هاجرةٍسُرادِقٌ من لطيفِ الظلِّ ممدود
بالحََوْرِ قامَ على الجنبينِ يحْرُسُهُمُعَوَّذٌ من عُيونِ الناسِ مرصود
تناولَ الأفْقَ معتزّاً بقامتهِلا ينثني فَنَنٌ منه ولا عود
يقولُ للعاصفاتِ النازلاتِ بهِإليكِ عنيّ ، فغيرُ " الحَوْرِ " رِعديد
صُنْعُ الطبيعةِ ، بالأشجارِ وارفةًلَهُ ، وبالنَّهَرِ الرّقراقِ ، تحديد
خَصَّتْهُ باللُطفِ منها فهو مُنْبَعِثٌورُبَّ وادٍ جَفتْهُ فهو موءود
طافَ الخيالُ على شَتَّى مظاهرهِواستوقَفَتْني بهِ حتَّى الجْلاميد
تَفَجَّرَ الحجرُ القاسي بهِ وبدافي وَجْنَةِ الصَّخرةِ الصَّماءِ توريد
تجري المياهُ أعاليهِ مُبعَثرَةًلها هُنالكَ تصويبٌ وتصعيد
حتى إذا انحدَرَتْ تبغي قَرارتَهُتَضيقُ ذرعاً بمجراها الأخاديد
استقبلَتْها المجاري يَسْتَحِمُّ بهازاهي الحصى فَلهُ فيهنَّ تمهيد
فهُنَّ في السفحَِّْ عَتْبٌ رقَّ جانبُهُوهن يزفُرْنَ فوقَ الصخرِ تهديد
ما بينَ عَيْنٍ وأُخرى فاضَ رَيِّقُهاأنْ تُلْفَتَ العينُ أو أنْ يُعطَفَ الجْيد
هذي " المسيحيَّةُ " الحسناءُ تكَّ علىشرعِ " المسيحِ " لها بالماءِ تعميد
كأنَّها ، وعُيونُ الماءِ تَغْمُرُها ،مُستْنزَفُ الدَّم مِن عِرْقَيْهِ مفصود
بُشرى بأيلول شَهرٍ الخْمرةِ اجتَمَعَتْعلى العرائشِ تَلْتَمُّ العناقيد
للهِ درُّ العَشِيَّاتِ الحِسانِ بهايُسْرِجْنَ ظُلمتَها الغِيدُ الأماليد
لُطْفُ الطبيعةِ محشودٌ يتّمِمُهُجمعٌ لطيفٌ من الجنسَيْنِ محشود
في كلِّ مُقهىً عشيقاتٌ نزلنَ على" وادي الغرامِ " وعُشَّاقٌ معاميد
تدورُ بينهُمُ الأقداحُ لا كَدَرٌيعلو الحديثَ ولا في العيشِ تنكيد
الرَّشْفَةُ النزرُ من فرط ارتياحِهِمِكأسٌ مُفايَضَةٌ والكأسُ راقود
خَوْدَ البِقاعِ لقد ضُيّعْتِ في بَلدٍتنَاثَرتْ فوقهُ أمثالُكِ الخُود
أُسلوبُ حُسْنكِ مُمتازٌ فلا عَنتٌفي الروح منهُ ، ولا في السَبْكِ تعقيد
نهداكِ والصدرُ " ثالوثٌ أُقدّسُهلو كانَ يُجمَعُ تثليثٌ وتوحيد
الخَمْرُ ممزوجةً بالرِّيقِ راقصةٌوالكأسُ مرَّتْ بثغرٍ منكِ عِربيد
لو يُستجاب رجائي ما رجوتُ سوىأنّي وشاحٌ على كَشْحيكِ مردود
جارَ النِطاقُ عليها في حكومتهِفالرِّدفُ مُنتعِشٌ والخَصْرُ مجهود
وأْعلَنَتْ خيرَ ما فيها مَلابسُهامُنَمَّقاتٌ عليهنَّ التجاعيد
وكشَّفَتْ جَهْدَ ما اسطاعَتْ محاسنَهاولم تدَعْ خافياً لو لا التقاليد
ما خَصرُها وهو عُريانٌ تتيهُ بهِأرقُّ منه إذِ الزُّنَّارُ مشدود
أمَّا البديعانِ من عالٍ ومُنْخَفِضٍفِداهما كلُّ حُسْنٍ أُعطىَ الغيد
فقد تجسَّمَ هذا غيرَ محتَشِمٍمن فرطِ ما ضَيَّقتهُ فهو مشهود
ونطَّ ذيّاك مرتجّاً تقولُ : بهِرِيِشُ النعامِ على الوِرْكَيْنِ منضود
إيَّاكَ والفتنةَ الكبرى فنظرتُهامسحورةٌ ، كلّها همٌّ وتسهيد
إذا رَمَتْكَ بعينَيْها فَلبِّهِماواعلَمْ بأنَّكَ مأخوذٌ فمصفود
وإنَّما الحبُّ زَحليٌّ فلا صِلةٌولا صدودٌ ، ولا بُخْلٌ ، ولا جود
يا موطِنَ السِحرَ إنَّ الشِعر يُنعْشُهفيضٌ من الحُسْنِ في واديكَ معهود
خيالُهُ من خيالٍ فيكَ مأخذهُولطفُ معناه من معناكَ توليد
اهتاجني موعدٌ لي فيك يجمعُنيكأنَّني بالشَّباب الطَّلْقِ موعود
وريعَ قلبيَ من ذكرى مُفارَقَةٍكأنَّني من جِنانِ الخُلْدِ مطرود
لا أبعدَ اللهُ طيفاً منك يؤنسنيإذا احتوتنيَ في أحضانها البيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:46 pm

تحية الحلة..



عفواً إذا خانني شعري وتبِانيفلُطفُكُم لا أوفِّيهِ بشُكْرانِ
وقد يُهوِّنُ عند المرء زلتَهإحساسُه أنه ما بينَ إخوان
غطارفَ الحلةِ الفيحاءِ أنكُمُفي كل مَكرمُةٍ فِرسانُ ميدان
وليس إحسانُكمُ نحوي بمبتَدعٍهنا منابتُ ألطافٍ وإحسان
للعُرْبِ سفرُ نقاباتٍ مُضيَّعةٍباقٍ لديكم عليه خيرُ عُنوان
ملامحٌ عرَبيّاتٌ مُخبِّرةٌبأنكُم خيرُ منسوبٍ لقَحطان
أتيتُ ربةَ أشعاري أُناشدُهاعَوناً على الشعر أو صَفحاً عن الجاني
ورُحتُ منها على وَعدٍ بمغفرةإنْ لم يُسدِّدْ خطايَ اليومَ شيطاني
وجئتُ مَحفِلَكُم أمشي على ثقةٍمن ربّةِ الشعر عندي صَكُ غُفران
أبناءَ بابل للأشعار عندَكُمُعِمارةٌ لم يشيَّدْ مثلَها بانِ
ودولةٌ برجال الشعر زاهرةٌمعمورةٌ بمقاطيعٍ وأوزان
أقمتمُوها عُصوراً في رعايتِكملم تَخلُ من آمرٍ منكُم وسُلطان
طوعَ الأكُفِّ دواوينٌ مشهَّرةوفي الزوايا مُضاعٌ ألفُ ديوان
هنا نَمَتْ عذَبَاتُ الشعر وارفةًغصونُها قبل سوريّا ولُبنان
وعنكُمُ أخَذَتْ مِصرٌ مساهِمةًفي مُعجِبٍ من طريف القول فَينْان
ومن شعور الفراتِينَ قد نَهِلَتأرضُ العراق وعبَّتْ أرضُ بَغدان
لكنني مستميحٌ عفوَكم كَرَماًاذا عَتَبتُ عليكم عَتْبَ غضبان
وان نَكِرتُ عليكم سيرَ متَّئدٍوان طَلَبتُ اليكم سيرَ عَجلان
وإن أردت لكم شِعراً يُجَسُّ بهنَبْضُ السياسةِ من آنٍ إلى آن
يكون منها بمرصادٍ يقابلهاوجهاً لوجهٍ على حدٍ وميزان
وفي العواطف أمواهٌ مُرَقْرَقَةٌوتارةً هو تسعيرٌ لنيران
شعراً تُعالَج أبوابُ الحياة بهيكونُ عن كل ما فيها كإعلان
نَسَجتُمُ بُردةً للشعر ضافيةأتقنتُمُ لُحمَتَيها أيَّ إِتقان
ماشتْ عصوراً طِوالاً وهي زاهيةٌنُوراً لملك وتزييناً لتيجان
ولو أردَتُم لكانَتْ زينةً لكُمُبها يُفاخَرُ ماكرَّ الجديدان
أتاكُمُ عالَم ثانٍ فكانَ لكمأن تُبرزوها بشكل مُونِقٍ ثان
وكان يكفيكُمُ حِفظاً لرَونقِهاأنْ تأخذوها بأصباغٍ وألوان
لا أدَّعي أنني أولَى بتَكرِمةٍوأنني فوقَ أصحابي وأقراني
ولا أُعرضُ اني طائشٌ فرحاًوان تَذكَّرتمُوني بعد نِسيان
لكنما سرَّني أن الفراتَ بهيُقامُ أولُ تكريمٍ لفنّان
ناشدتُكم بالحَمِيّات التي دفعتبكم لذكرِيَ والإِعلاءُ من شاني
وبالمزايا الفُراتِيّات هذَّبهاجورُ الطُغاةِ وكم فضلٍ لطُغيان
ألا اجتهَدْتُم بأن لا تتركوا لَبِقاًأو نابغاً عبقرياً طيَّ كتمان
قد يَبعَثُ الشاعرَ الحَساسَ مزدهراًتقديرُ عاطفةٍ منه ووجدان
وقد تَبوخُ على الأهمال مَوهِبةٌلو أُلْهِبَت لرأيتُم أيَّ بَركان
أنا الدليلُ على قَولٍ أردتُ بهأن لا يكونَ له غَيري كبُرهان
تناوشتْني من الأطراف ناهشةًلحمي عصابةُ أضباع وذُؤبان
كالتْ ليَ الشَتْمَ ما شاءَت مكارمُهاسمحاءَ من دون تطفيف ونُقصان
وحسبُكُم وعليكُمْ شرحُ مُجمَلهأن لم يكن شتمُ إنسانٍ لإنسان
وان صَدَقتُ فما للقوم من غَرَضٍإلا إماتةُ حِسٍ فيَّ يقظان
ولم أجدْ ما يُنَسَّيني مَضاضتَهاإلا عواطفَ خُلاّنٍ وخُلْصان
وانني إنْ رَمَتْني أعينٌ خُزُرٌفانَّ أعينَكُم باللطفِ تَرعاني
في الشعر شَحْذٌ لعَزْماتٍ ومُحتَسَبٌلطارئآتٍ وترويضٌ لأذهان
خذوا بما ضمَّت " الفيحاءُ " من غُرَرٍمْخَلَّداتٍ وما ضَمَّ " الغَرِيّان "
ونوِّهوا باسمِ أهليها لتَسمَعَهم- ولو على الرغم منها – صُمُّ آذان
ودَرِّسوا نشْكم من شِعرِهم قِطَعاًمُصوِّراتٍ لأفراحٍ وأحزان
هنا بـ " بابلَ " قام الفنُّ تُسنِدُهحضارةُ المُلكِ من أزمانِ ازمان
هنا مَشَى الفذُّ " بانيبالُ " مُزدَهياًفي موكِبٍ بغُواةِ الفنِ مُزدان
تَرجَّلَ المُلْكُ إكراماً له ومَشَتْخواشعاً – ساسةٌ غُرٌّ – كرُهبان
مُقَدِّرين من النحّات موهبةًهي النُبُوّةُ من وحيٍ وإيمان
من هاهنا كان تحضيرٌ لأنظمةٍفي المشرِقَينِ وتمهيدٌ لأديان
تشريعُ بابلَ هزَّ الناسَ روعتُهمن قبلِ أن يعرِفوا تشريعَ يونان
للآنَ يُحتاجُ في إصلاحِ مملكةٍنظامُ دولةِ آشورٍ وكِلدان
هنا " حمورابِ" سنَّ العدلَ معتمداًبه على حفظِ أفراد وعمران
شكراً جزيلاً لأفواهٍ تُعطِّرُنيبكل مُمتْدَحِ الأسلوبِ حَسّان
رّيانةً بمُذابِ العاطفاتِ أتَتْتسعى لقلبٍ من الإخلاص رَيان
ولو تمكَّنتُ قدَّمتُ الفؤادَ لكملكنَّ تقديمَ إحساسي بإِمكاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:50 pm

معرض العواطف ...



أبرزتُ قلبي للرماة معرَّضاوجلوت شعري للعواطف مَعرِضا
ووجدتُني في صفحةٍ وعقبيهامتناقضاً في السُخْط مني والرضا
أبرمتُ ما أبرمتهُ مستسهلاًان حانَ موعِدُ نقضِه ان يُنقَصا
ونزلتُ منه على الطبيعة منزلاًالفيتُني فيه على جَمر الغَضا
متجانياً عن خير مَن أبغَضتَهُولشرِّ من أحببتُه مُتعرَّضا
ومدَحْتُ من لا يستحقُّ وراقَ ليتَكفيرتي بهجائِه عما مَضى
ووجدتُني مُستصعِباً إطراءَ مَنأطريتُه بالأمسِ طَوعاً ريِّضا
وحَمِدت أني عبدُ قلبي ما اشتهَىأن ينثني بوِدادِه أو يُمحَضا
وحمدت من هذا اللسان سُكوتَهحتى يُحرِّكَه الفوآدُ فينبضا
فوَّضتُه وحَمَلت ألفَ مصيبةمن أجل أن راح الفوآدُ مفوَّضا
نافقتُ إذ كان النفاق ضريبةًمتحرِّقاً من صَنعتى مترمِّضا
ولكم قَلِقتُ مسهَّداً لمواقفٍحَكَمت عليَّ بأن أداري مُبغِضا
ولَعَنت ربَّ الشعر فيما اختار ليوبما قَضى ، ولَعَنت أحكامَ القَضَا
وصَدَعت فيها بالصراحة مَرةًزمراً تُجوِّدُ ان تقولَ فتُغمِضا
ولقد حَدَوت بأصغَريَّ ليُملياما يطلُبان على اليراع ويَفرِضا
غَلَبَ السرورُ فشعَّ رونقُ بعضِهاوخبا رُواءُ الأخرَيات فغُيِّضا
واسوْدّ بالنِيات سوداً خاطرٌومَشَى على البعضِ الصفاءُ فبيَّضا
وخلا فجفَ من العواطف بعضُهوزها بها بعضٌ فرفَّ وروَّضا
وأتى على عفوٍ فصحَّ نسيجُهبعضٌ وبعضٌ بالتكلف أمرَضا
وضَحِكت من تشبيهِ ما استعجَلتهُبالسَقْط أعجله المخاض فأجهَضَا
ووجدتُ في أثنائها رَجعيَّةًطَفَحَت وكنت لها الدوَّ المُبغِضا
ولكم تبينت الجمودَ مُجسَّماًفي بعض ما قد قلتُه مستنهضا
ولقد حَسِبت مُصارحاً مُتخلِّعاًفي مؤنساتٍ قلتُهن مُعرِّضا
فوددتُ لو أنّي استقيتُ تَرفُّهاًفيها استَقَيتُ من المجونَ تَبرُّضا
وأنفِت من هذي الطبيعة حرةًيعاتقُها التدليسُ أن تتمخَّضا
وخِشيتُها مكبوتةً لتحفُّزٍكالليثِ أرهَبُ ما يُري أن يربِضا
وعَجبِتُ ممن لستُ أبلغُ شأوَهفي الموبقات توغُّلاً وتعرُّضا
عَبَّرتُ في الإحماض عن شهواتهومضى عفيفاً مُنكِراً أن أُحمِضا
وكشفتُ عن هذي الطبائع ثوبَهاوبسطتهنَّ حريصةً أن تُقبَضا
فإذا بها الحشرات تسكن جيفةًمستورةً ، والخزيُ ان تَتَنفَّضا
ورأيتها ملأَى بكل رذيلةٍتجري مع العرق الخبيث تحرُّضا
فإذا استثار الشعرَ بعضُ صفاتهاشوهاءَ ؛ اوجعَها البيانُ وأمعَضا
واستثقلت كشفي لهُنَّ ، ولذَّ ليكوني على ما استَثْقَلتْه مُحرَضا
ووجدتُ في هَتكِ الرياء مخاضَةًوحَلفت أبرحُ ما استطَعت مخوِّضا
وأعادَت الذكرى إليَّ أليمةًلما انبريتُ بجمعِها مستعرِضا
فهنا التي أطريتُ فيها خُلَّباًكَذِباً خُدِعِتُ ببشره إذ أومَضا
اعطيتُه قلبي يفيضُ عواطفاًحتى إذا عَلقَت حبالٌ أعرَضا
واستامَني للمرجفين دريئةًيهدي إليها شامتا او مُغرِضا
حتى إذا كشَّفتُ عن غَدَراتهقالوا تقلَّبَ ناقداً ومقرِّظا
وهنا التي فاضت بجرح ناغِرٍمَضَت السنونَ الجارحاتُ وما مضى
وهنا التي فتَّشتُ عن شَبحٍ لهافذا به مثل الخِضاب وقد نضا
سيسوء بعضاً ما أرى إثباتَهويسُرُّ بعضاً ما أرى ان يُرفَضا
ومزيَّتي وهي الوحيدة أننيجاريتُ طبعي في الكثير كما اقتضى
وجعلتُ آخرَ ما يمرُّ بخاطريتفكيرتي ان يُجتَوى او يُرتَضَى
ولعلَّ احسنَ ما به من صالحٍعن شرِّ ما فيه يكونُ معوِّضا
وهناكَ دَينٌ للبلاد قضاءُهحتمٌ عليَّ ، وقد اعيشُ فيُقتَضَى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:55 pm

الفرات الطاغي !...



طغَى فضوعف منه الحسنُ والخَطَرُوفاض فالأرضُ والأشجارُ تنغمِرُ
وراعت الطائرَ الظمآنَ هيبتُهفمرَّ وهو جبانٌ فوقَه حذِر
كأنما هو في آذيِّه جَبَلٌعلى الضفاف مُطلٌّ وهي تنحدر
رَبُّ المزارعِ والملاّحِ راعَهمابالحول منه عظيمُ البطش مقتدِر
باتت على ضَفَّتيه الليلَ تحرُسُهغُلبُ الرجال لما يأتيه تنتظر
راحو أُسارى مطأطين الرؤوسَ لهوراح طوعَ يديه النفعُ والضرر
مَشَى على رِسْلِه لا الخوفُ يَردَعُهولا عن الفِعلة النكراءِ يعتذِر
ومر يَهزَأ من أيد تقاومهتسعَى لتحكيم أسداد وتبتدِر
فكلُّ ما بلغَ الانسانُ من عَنَتٍقُوى الطبيعةِ تأتيه فيندحِر
وما " الفرات ُ " بمسطاعٍ فمختَضَدٍولا بمستعبَد بالعُنفِ يُقتَسر
كم من معاركَ شنَّ الفنُ غارتَهاعلى " الفرات " ولكنْ كانَ ينتصر
نَموذَجٌ " للأنانيينَ " ليس لهولا عليه ، أفازَ الناسُ أم خسِروا
في حينَ باتَ جميعُ الناس يُرهبُهمفي كل ثانيةٍ عن سَيره خَبَر
ملءُ القلوب خشوعٌ من مهابتِهوملءُ أعينهم من خوفِه سَهر
وراح شُغْل النوادي عن فظاظتهيُجرى الحديثَ وفيه ينقضي السهر
ورُوِّعَ السمعُ حتى بات من ذَهَليود سَمعُ الفتى لو أنه بَصَر
واستُبطِئت عن نَثَا أخباره بُرُدٌواستُنهِضَ البرقُ يُستقصي به الخَبَر
هو " الفرات " وكم في أمره عَجَبٌفي حالتيهِ وكم في آيِه عِبَر
بينا هو البحرُ لا تُسطاع غضبتُهإذا استشاطَ فلا يُبقي ولا يَذرَ
إذا به واهنُ المَجرى يعارِضُهعودٌ ويمنعه عن سيره حَجَر
طَمَى فردَّ شبابَ الأرض قاحلةًبه وعادت إلى رَيعانها الغُدُر
وأشرفت بقعةٌ أُخرى ألَّم بهاعلى الممات فأمسَت وهي تُحتَضر
وودَّعَ الزارعون الزرعَ وانصرفواللماء ما زَرَعوا منه وما بَذَروا
من كان بالامس يعلو وجهَهُ فرحٌبما يُرجِّيه غطَّ وجهَه كَدَر
وقطَّبت بعد تهليل أسرَّتُهوبان فوق خُطاه الضعفُ والخَوَر
صُبَّت عليها بلاياه ونقمتُهأنا " القصورُ " فلا خوفٌ ولا حذَر
طافت عليه حنايا الكوخ واقتُلِعَتْمضارِبُ البيت منه فهي تنتثر
غط الهديرُ فغضَّت منه ثاغيةٌورددت ثغيّها من خلفِها أُخر
واستحكمت ضجةٌ من كل ناحيةجاءت إليها بموتٍ عاجلٍ نُذُر
ورُبَّ طالبةٍ بالماء راضَعَهاورب عاريةٍ بالماء تأتزر
وصفحةٍ من بديع الشعر منظرهُطامي العُباب مُطِلاً فوقَه القَمَر
وقد بدت خضرةُ الأشجار لامعةًمغمورةً بسناه فهي تزدهِر
ومن على ضَفَّتيه انصاعَ منغمرافي الماء نصفٌ فوقَه الشَجر
باتت على خَطَرٍ ناسٌ بثورتهوراح يؤنُسنا في المنظر الخَطَر
وهكذا الناسُ يُغريهم تخيُّلُهمحتى يَجيئوا الى البَلْوى فيختبروا
كما أتى الحربَ فنانٌ ليرسُمَهافي حينَ آخرُ يُصلى جسمَه الشرَر
روحٌ جرت لم يُردْ نَفعا بها بدنٌوعسجدٌ سال إلا أنه هَدَر
هذا المشيِّدُ للعُمران ريِّقَهفي الرافدين به العُمرانُ يندثر
كان العراقُ سواداً من مزارعهعلى بنيهِ يفيءُ الظلُ والثَمَر
تَفيض خيرا على الأقطار غلَّتُهموفورةً لسنين الجوع تُدَّخر
ووزّع الماءَ عدلاً في مسايلهفكلُّ ناحيةٍ يجري بها نَهَر
باسم " الفرات " وتنظيمٍ له خُلقتْدوائرٌ لم يَبِنْ من سعيها أثَر
أغفَت طويلاً ولما هاجَ هائجُهجاءته بعد فواتِ الوقتِ تبتدِر
وهاهو الماءُ موتٌ في زيادتهوفي النقيصةِ مسروقٌ فمُحتَكَر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 9:00 pm

حالنا أو في سبيل الحكم ..



لقد ساءَني علمي بخُبثِ السرائرِوأنّي على تطهيرِها غيرُ قادرِ
وآلمني أني أخيذُ تفكُّرٍبكلَّ رخيص النفسِ خِبٍّ مُماكِر
تمشَّتْ به سَوءاتُ شعبٍ تلاءَمَتوسوءاتُه واستُدرِجَتْ بالمظاهر
وها أنا بالنيّات سوداً معذَّبٌتعاودُني فيهنَّ سودُ الخواطر
وألمحُ في هذي الوجوهِ كوالِحاًمن اللؤم أشباحَ الوحوش الكواسر
وتوحِشُني الأوساطُ حتى كأنَّنيأُعاشِرُ ناساً أُنهِضوا من مقابر
تصفَّحتُ أعمالَ الوَرَى فوجدتُهامخازِيَ غطَّوها بشَتى الستائر
وفتَّشتُ عما استحدَثوا من مناقِبٍتُروِّجُ من أطماعهم ومفاخِر
فكانت حساناً في المظاهرِ خُدْعةعلى أنها كانت قِباحَ المخابر
مشى الناسُ للغايت شتى حظوظهموآمالهم من مستقيم وجائر
وغطَّى على نقصِ الضعيف نجاحُهوراح القويُّ عرضةً للعواثر
وقد حوسب الكابي بأوهَى ذنوبِهولم يؤخَذِ الناجي بأمّ الكبائر
وراحت أساليبُ النفاق مَفاخراًسلاحاً قوياً للضعيف المُفاخر
وحُبِّبَ تدليسٌ وذُمَّت صراحةٌفلا عيشَ إلاّ عن طريقِ التآمر
وألَّفَ بين الضدِ والضدِ مغنمٌوفرَّقَتِ الاطماعُ بين النظائر
مُحيطٌ خَوَتْ فيه النفوسُ وأفسِدتْطباعُ أهاليه بعدوْى التجاور
هَوَت نبعةُ الأخلاق جراءَ ما اعتَدَتْعلى الشعب أطماعُ السَّراةِ الأكابر
وقد صِيح بالإخلاص نَهبْاً فلا تَرَىسوى بؤَر التضليلِ جِسراً لعابر
وباتَ نصيبُ المرءَ رَهناً لِما يَرَىأولو الأمرِ فيه مثلَ لِعبِ المقامر
فإما مُكَّبٌ للحضيض بوجههعلى أنه سامي الذرى في المفاخر
وإما إلى أوجٍ من المجد مُرتَقٍعلى سُلَّمٍ من موبقاتٍ فواجر
ولم يبقَ معنى للمناصب عندناسوى أنها ملكُ القريبِ المصاهِر
وإن ثيابَ الناس زُرَّت جميعُهاعلى عاهةٍ إلاّ ثيابَ المؤازر
تُسنُّ ذيولٌ للقوانين يُبتَغىبها جَلْبُ قوم " الكراسي " الشواغِر
وقد يُضحِكُ الثكلى تناقضُ شارعقوانينُه مأخوذةٌ بالتناحر
أُهينَتْ فلم تُنتَجْ قريحةُ شاعرٍوضيِمَتْ فلم تَنشَ ط يراعةُ ناثر
وهيمَنَ إرهابٌ على كل خَطرةٍتَرَدَّدُ ما بين اللَّهى والحناجر
لقد ملَّ هذا الشعبُ أوضاع ثُلَّةٍغدت بينه مثلَ الحروفِ النوافر
وما ضرَّ أهلَ الحكم أنْ كان ظلُّهمثقيلاً على أهل النُهى والبصائر
فحسبُهمُ هذي الجماهيرُ تقتَفِيخُطى كل مقتادٍ لها : من مناصر
وحسبُهمُ أن يستجدُّوا " دعاية "تُعدِّدُ ما لم يعرفوا من مآثر
وأوجع ما تَلقَى النفوس نكايةًمَعِزّةُ أفرادٍ بذُلِّ أكاثر
لكي ينعُمَ الساداتُ بالحكم ترتويبقاعٌ ظِماءٌ من دماءٍ طَواهر
وكي لا ترى عينٌ على البَغي شاهداًتُغيرُ عمداً ناطقاتُ المحاضر
وأهوِنْ بأرواح البريئين أُزهِقَتوأموالِهم طارت هباً من خسائر
وكانت طباعٌ للعشائر ترتجىفقد لُوِّثَت حتى طباعُ العشائر
وكان لنا منهم سلاحٌ فأصبحواسلاحاً علينا بين حين وآخر
وإنك من هذي الشنائعِ ناظرٌإلى مُخزياتٍ هن شوكٌ لناظر
اذا ما أجَلْتَ الطَرْف حولَك وانجلتبعينيك يوماً مُخَبئاتُ الضمائر
وكشفت عن هذي النفوس غطاءهاوأبرزتَها مثل الاماءِ الحواسِر
وفتَّشتَ عما في زوايا الدوائروغربَلْتَ ما ضمَّت بطونُ الدفاتر
رجعتَ بعينٍ رقرَقَ الحزنُ ماءَهاوأُبْتَ بقلب شاردِ اللُبِّ حائر
وأيقنتَ أنّ الحالَ حالٌ تعسَّرَتعلى كلِّ طَبٍّ بالطبائع ماهر
وقد يملأُ الحرَّ المفكرَ حرقةًتفكُّرُه يوماً بعُقبى المصاير
ولا أملٌ إلاّ على يدِ مُصلحٍحَقودٍ على هذا التدهوُرِ ثائر
وإن عيوباً جلْبَبَ الكِذبُ كُنْهَهافغَطَينَ أضعافَ العيوبِ السوافِر
ولا تحسبنَّ الشعرَ سهلاً مهبُّهبهذي المساوي بين بادٍ وحاضر
فإن عظيماً أن يخلِّدَ شاعرٌمخازيَ جيل بالقوافي السوائر
سنُضحكُ قرّاءَ التواريخ بعدناونبدو لهم فيهن إحدى النوادر
وسوف نُريهم للمهازل مَرسَحاًنَروح ونغدو فيه هُزأةَ ساخر
فإن ترني أُذكي القوافي بنَفثَةٍأُراني على كِتمانها غيرَ صابر
فإني برغم العاصفات التي ترىأُقاسي رُكوداً لا يَليق بشاعر
رجعتُ لنفسي أستثيرُ اهتمامَهاوأُلزِمُها ذنبَ الصريح المجاهر
وأُثقلها بالعَتْب أن كان لي غنىعن الشرِّ لولا حبُّها للمَخاطر
وساءلتُها عما تُريد من التيتُرشِّحها للمُهلكات الجوائر
أأنتِ بعَورات النفوس زعيمةٌمُوَكَّلة عنها بِعَدِّ الجرائر
وما أنتِ والغرمَ الذي راح مَغنَماًلقد غامر الاقوامُ فيه فغامري
خذي وِجهةً في العيش يُرضيك غيُّهاولا تستطيبي منه قِعدَة خائر
وإن شذوذاً أن تُثيري وتصدَعيشَذاةَ مُحيط بالمدجاة زاخر
وأحسن مما تدَّعين صلابةًسماحُ المحابي وانتهازُ المساير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 9:04 pm

عاشوراء ...



هي النفس تأبى ان تذِلَّ وتُقهَراترَىَ الموتَ من صبرٍ على الضيم أيسَرا
وتختارُ محموداً من الذِكرِ خالداًعلى العيش مذمومَ المغَبَة مُنكَرا
مشى ابنُ عليٍ مِشيةَ الليث مُخدِراًتحدَّته في الغاب الذئابُ فاصحَرا
وما كان كالمعطي قِياداً محاولاًعلى حينَ عضّ القيدُ أن يتحررا
ولكنْ أنَوفا أبصَرَ الذُّلَّ فانثنىلأذيالهِ عن أن تُلاَُثَ مُشمِّرا
تسامىَ سموَّ النجم يأبى لنفسهعلى رغبة الأدنَينَ أن تتحدَّرا
وقد حلفتْ بيضُ الظُبا أن تنوَشهوسمرُ القَنا الخطيِّ أن تتكسَرا
حدا الموتُ ظعنَ الهاشميينَ نابياًبهمْ عن مقرٍّ هاشميٍ مُنَفَّرا
وغُيِّبَ عن بطحاء مكة أزهَرٌأطلَّ على الطَف الحزينِ فأقمَرا
وآذَنَ نورُ " البيت " عند برِحلةوغاصَ النَدى منه فجفَّ وأقفرا
وطاف بأرجاء الجزيرة طائفٌمن الحزن يوحي خِيفةً وتطيُّرا
ومرّ على وادي القُرى ظِلُّ عارضٍمن الشُؤْم لم يلبث بها أن تَمطَّرا
وساءَلَ كلٌّ نفسَهُ عن ذُهولهأفي يقَظةٍ قد كانَ أم كان في كَرى
وما انتفضوا إلا وركبُ ابنِ هاشمٍعن الحج " يومَ الحج " يُعجله السُرى
أبت سَورةُ الأعراب إلا وقيعةًبها انتكَصَ الإسلام رَجْعاً إلى الوَرَا
وننُكِّسَ يومَ الطفّ تاريخُ أمةمشى قبلَها ذا صولةٍ متبخِترا
فما كان سهلاً قبلَها أخذُ موثقعلى عَرَبيّ أن يقولَ فيغدِرا
وما زالت الأضغانُ بابن أميَّةٍتراجِعُ منه القَلبَ حتى تحجرا
وحتى انبرى فاجتَثّ دوحةَ أحمدٍمفرِّعةَ الاغصان وارفةَ الذرى
وغطَّى على الأبصار حقدٌ فلم تكنلتَجهَدَ عينٌ أن تَمُدَّ وتُبصِرا
وما كنتُ بالتفكير في أمر قتلهِلازدادَ إلا دهشةً وتحيُّرا
فما كان بين القوم تنصبٌّ كتبُهمُعليه انصبابَ السيل لما تحدَّرا
تكشَّفُ عن أيدٍ تُمَدُّ لبيعةٍوأفئدَةٍ قد أوشكَت أن تَقَطَّرا
وبينَ التخلَّي عنه شِلواً ممزَّقاسوى أن تجيءَ الماءَ خِمسٌ وتُصدِرا
تولى يزيدٌ دَفَّةَ الحكم فانطوىعلى الجمر من قد كانَ بالحكم أجَدرا
بنو هاشمٍ رهطُ النبيِّ وفيهُمُترَعرَع هذا الدينُ غَرساً فاثمَرا
وما طال عهدٌ من رسالة أحَمدٍوما زالَ عودُ الملك رّيانَ اخضَرا
وفيهِمْ حسينٌ قِبلةُ الناس أصيدٌإذا ما مَشَى والصِيدُ فاتَ وغبَّرا
وغاض الزبيريين ان يبصِروا الفتَىقليلَ الحِجى فيهم أميراً مُؤمَّرا
ففي كل دارٍ نَدوة وتجمُّعٌلأمر يُهم القومَ أن يُتدَّبرا
وقد بُثَّت الأرصادُ في كل وِجهةٍتخوف منها ان تُسَرَّ وتُجهَرا
وخَفُّوا لبيت المال يستنهضونَهُوكان على فضِّ المشاكل أقدَرا
وقد أدرك العُقْبى مَعاوي وانجلَتْلعينيه أعقابُ الامور تَبصُرّا
وقد كان أدرىَ بابنه وخصومِهوأدرى بانَ الصَيدَ أجمعُ في الفرا
وكان يزيدٌ بالخمور وعصرِهامن الحكم ملتَفَّ الوشائج أبصَرا
وكانَ عليه أن يشُدَّ بعَزمهقُوَى الأمر منها أن يَجدَّ ويسْهَرا
فشمَّر للأمرِ الجليلِ ولم يكنكثيراً على ما رامَه ان يشمِّرا
ولكنَّه الشيءُ الذي لا معوِّضيعوِّضُ عنه إن تولَّى وأدبَرا
وقلَّبها من كل وجه فسرَّهبأن راءَها مما توَّقع أيسَرا
فريقينِ دينياً ضعيفاً ومُحنَقاًينفِّسُ عنه المالُ ما الحِقد أوغرا
وبينهما صِنفٌ هو الموتُ عينُهُوان كانَ معدوداً أقلَّ وأنزَرا
وماماتَ حتى بيَّن الحزمَ لابنهكتابٌ حوى رأساً حكيماً مفكرا
وأبلَغَه أنْ قد تَتَبَّع جهدَهمواطنَ ضَعفِ الناقمين فخدَّرا
وإن حسيناً عثرةٌ في طريقهفما اسطاعَ فليستغنِ ان يتعثَّرا
وأوصاه شرّاً بالزبيريِّ منذرِاوأوصاه خيراً بالحسَين فأعذَرا
لوَ ان ابن ميسونٍ أرادَ هدايةًولكن غَوِيٌّ راقَهُ أن يُغرِّرا
وراح " عبيدُ الله " يغتلُّ ضعفَهوصُحبَتهُ ، حتى امتطاه فسيَّرا
نشا نشأةَ المستضعفينَ مرجيِّامن الدهر أن يُعطيه خَمراً وميسِرا
وأن يتراءى قرده متقدِّماًيجيءُ على الفُرسان أم متأخِّرا
وأغراه حُبّاً بالأخيطلِ شعرُهُلو اسطاعَ نَصرانيةً لتنصَّرا
وقد كان بين الحزنِ والبِشر وجهُهعشيّةَ وافاه البشيرُ فبشَّرا
تردَّى على كره رداءَ خِلافةٍولم يُلقِ عنه بعدُ للخمرِ مِئزرا
وشقَّ عليه أن يصوِّر نفسَهعلى غير ما قد عُوِّدَت أن تُصوَّرا
وأن يُبتَلى بالأمرِ والنهيِ مُكرَهاوان يَجمع الضِدَّين سُكراً ومِنبَرا
إذا سَلِمت كأسٌ يُروِّحُ مُغبّقاًعليه بها الساقي ويغدو مبكِّرا
وغنَّتهُ من شعر " الاخيطلِ " قَينَةٌوطارَحَها فيها المُغنّي فأبهَرا
فكلُّ أمور المسلمينَ بساعةٍمن المجلِسِ الزاهي تُباع وتُشتَرى
وشاعَتْ له في مجلِس الخمر فَلْتَةٌمن الشِعر لم تَستَثْنِ بَعثا ومَحشَرا
وقد كانَ سَهلاً عندَه أن يقولَهاوقد كانَ سهلاً عنده أن يُكفَّرا
على أنه بالرَغم من سَقَطاتهوقد جاءه نَعيُ الحسين تأثَّرا
فما كان إلا مثلَ قاطعِ كفِّةبأُخرى ، ولما ثَابَ رشْدٌ تَحسَّرا
وأحسَب لولا أنَّ بُعدَ مسافةزَوَت عنه ما لاقَى الحسين تأثَّرا
فما كان إلا مثلَ قاطعِ كفِّةبأُخرى ، ولما ثابَ رشْدٌ تَحسَّرا
وأحسَب لولا أنَّ بُعدَ مسافةزَوَت عنه ما لاقَى الحسينُ وما جرَىَ
ولولا ذُحولٌ قدمت في معاشِرٍتقاضَوا بها في الطَفِّ ديناً تأخَّرا
لزُعزِع يومُ الطف عن مُستقَرِّهوغُيِّرَ من تاريخه فتَطَوَّرا
أقول لأقوامٍ مضّوا في مُصابهيسومونه التحريفَ حتى تغيَّرا
دعوا رَوعةَ التاريخ تأخذْ مَحَلَّهاولا تجهدوا آياتِه أن تُحوَّرا
وخلوا لسانَ الدهر ينطقْ فإنّهبليغٌ إذا ما حاولَ النطقَ عَبَّرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 9:08 pm

أول العهد..



أوَّل العهدِ بالَّتي حَمَّلتنيشططاً في الهوى وأمراً فِرِيّا
وَضْعُ كفّي في كفّها تتلظَّىمِن غرامٍ . كمَنْ يُناوِل شَيّا
رجفَت رَجفْةً قرأتُ التشهّيفوقَها واضحاً . بليغاً . قويّا
ثم قالت بطرفها بعدَ لأيٍ :عن طريقٍ سهلٍ وصَلْتَ إليّا!
وهيَ سمراءُ في التقاطيع منهايجِدُ الحالمونَ شِبعاً ورِيّا
ينفحُ العَطر جِلدُها ويسيلُ الدِفءُفي عِرْقها لذيذاً شهيّا
لو قرأتَ الخطَّ ! الذي واسَطَ النهدينِيستهدفُ الطريقَ السويّا!
لتَمَشَّيْتَ فوقَه بالتمنّيووصلت الكنزَ الثمينَ الخفيّا
وتصبَّاكَ منتهاهُ تصبّيعالَمٍ آخرٍ تقيّاً نَقيّا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 9:23 pm

الصَبر الجَميل ..



ذممَتُ اصطبارَ العاجزينَ وراقنيعلى الضُرِّ صبرُ الواثبِ المتطلِّعِ
له ثِقَةٌ بالنفسِ أنْ ستقودُهلحالٍ يرجِّي خيرَها أو لمصرع
وما الصبرُ بالأمرِ اليسيرِ احتمالُهوإن راحَ ملصوقاً به كلُّ مُدَّعي
ولا هو بالشئ المشرِّفِ أهلَهإذا لم تكنْ عُقباه غيرَ التوجّع
ولكنَّه صبرُ الأسودِ على الطَّوىتغطّي عليه وثبةُ المتجمِّع
مِحَكُّ طباعٍ آبياتٍ وطُوَّعٍوبَلوى نفوسٍ طامحاتٍ ووُضَّع
يُعنَّى به حُرٌّ لإحقاقِ جرئٍ غايةٍويَخرُجُ عنه آخرٌ للتضرُّع
فإنْ كنتَ ذا قلبٍ جرئٍ طبيعةًعلى نكبات الدهر لا بالتطبّع
فبورِكَ نسْجُ الصَّبرِ درعاً مضاعفاًوبوركْتَ من ذي مِرَّةٍ متدرِّع

الشاعر الجبَار ..
وُلد الالمعيُ فالنجمُ واجمْباهتٌ من سُطوع هذا المُزاحمْ
أتُرى عالمَ السموات ينحطُّجلالاً عن واطئات العوالم
أم تظُن السماء في مهرجانٍلقريب من الملائك قادم
أم تُرى جاءت الشياطينُ تختصُّبروح مشكك متشائم
كيفما شاء فليكنْ ، إن فكراًعبقرياً على المَجرة حائم
قال نجمٌ لآخرٍ : ليت أنيلثرى الكوفةِ المعطر لاثم
ولبيتٍ أناره عبقرىٌلم ينوَّر بمثله الأُفقُ ، خادم
ليت أني بريقُ عينيه أو أنيلنور القلب المشعِ مقاسم
أيها " الكوكبُ الجديدُ " تخيرْنيإذا ارتحت ، بسمةً في المباسم
ولقد قال ماردٌ يتلظىفي جحيمٍ على البرية ناقم :
أزعجتْ جوَّنا روائحُ من خبثٍوضَعفٍ على الثرى متراكم
لا أرى رسم بُرثُنٍ بين أظلافٍعجافٍ كثيرةٍ ومناسم
أفنسلُ المَلاك هذا وما كانملاك موكلاً بالجَرائم؟
أفهذا نسلُ الشياطينِ والشيطانُلم يَرْبُ في دُموع المآتم
إنَّ فيه أمراً عجيباً مخيفاًضعفَ مستَغشَمٍ وقسوةَ غاشم
لو ملكنا هذي اللُّحومَ لكانتللذُباب المنحطِّ نِعمَ الولائم
وأُرانا نحتاج خَلقاً كهذاعاصفاً ثائراً قويَّ الشكائم
فَلْنرجّف أعصابهَ وهو يقظانُونزعجْ أحلامه وهو نائم
ولْنُوِّجْههُ قبْلةً لا يلقّىعندها غيرَ حاقدٍ أو مخاصم
ولْنُثرْهُ ليملأ الكونَ عُنفاًنفسٌ يُلهبُ المشاعر جاحم
أيها الماردُ العظيمُ تقبّلْضَرَماً تستشيطُ منه الضرائم
وسأهديكَ ان تقبلتَ منىمِعولاً من لظىً.. فإنك هادم!!
وسلامٌ عليك يوم تُناوِيلؤمَ أطماعِهمْ ويومَ تهاجم
بُشِّر ألمنجبُ " الحسين " بمولودٍعليه من الْخُلود علائم
سابح الذهن .. حالم بلشقاتِشريد العينين بين الغمائم
وانبرت عبقَرٌ تزجِّي من الجنّوفوداً مزهوةً بالمواسم
واتى الكونَ " ضيفهُ " بدويَّ الرعديلقاه لا بسجع الحمائِم
عالماً أنَّ صوت خَلْقٍ ضعفٍغيرُ كفءٍ لمثل هذي الغلاصِم
فارشاً دربَهُ بشوك من الفقرِوجمرٍ من ضِغنةٍ وسخائِم
قائلاً :هذه حدودي تخطاها عظامٌ إلى أمورٍ عظائِم
ربما يفُرشَ الطريقُ بنثر الزَهرلكن للغانيات النَواعم
قُبَل الأمهات أجدرُ ما كانَتْبوجهٍ مُلوَّحٍ للسمائِم
يا صليباً عوداً تحدَّته أنيابُالرزايا فما استلانَ بعاجِم
ورأي المجدَ خيرَ ما كان مجداًحينَ يُستَلُّ من شُدوق الأراقِم
شامخٌ أنتَ والحزازاتُ تنهارُوباقٍ وتضمحلُّ الشتائِم
وحياةُ الابطالِ قد يُعْجِز الشاعرَتفسيُرها كحَلِّ الطَلاسم
ربَّما استضعَفَ القويُّ سَديدَالرأي يأتيه من ضعيفٍ مُسالِم
ايُّ نَفْس هذي التي لا تعُدُّ العمرَغُنْماً إلا بظِلِّ المَغارِم
تَطرَحُ الخفضَ تحت خُفِّ بَعيرٍوتَرى العيشَ ناعماً غيرَ ناعِم
وتَلََذُّ الهجيرَ تحسَب أنَّ الذلَّيجري من حيثُ تَجري النسائِم
وترى العزَ والرجولةَ وصفينِغريبَينِ عن مُقيمٍ ملازِم
كلُّ ما تشتهيهِ أن تَصحب الصارمَعَضْباً وأن تَخُبَّ الرواسِم
هكذا النابغونَ في العُدْمِ لم تُرضِعْهُمُالغُنْجَ عاطفاتٌ روائِم
ونبوغُ الرجال أرفعُ من أنْيحتويه قَصْرٌ رفيعُ الدَعائِم
إنما يَبعَث النبيَّ إلى العالَمِبَيتٌ مُهَفْهفُ النورِ قاتِم
" كندةٌ " أينَ ؟ لم تُبقِّ يَد الدهرِعليها ولا تَدُلُّ المَعالم ؟
لم تخلف كفُّ الليالي من الكوفَةِإلا مُحرَّقاتِ الركائِم
أحصيد دور الثقافة في الشرقِألا يستينُ منهُنَّ قائِم؟
أين بيتُ الجبار باق على سمعِالليالي مما يَقول زمازِم؟
" جُعف " منسيَّةٌ افاض عليها الشعرُما كانَ في " أُمَيٍّ " و " هاشم "
لست أدري " اكوفة " المتنبيأنجبته أم أنجبته العواصِم
غير ان النُبوغَ يَذوي وينموبين جوٍّ نابٍ .. وجوٍّ ملائِم
" حَلبٌ " فتَّقَت أضاميمَ ذِهنٍكان من قبلُ " وردةً " في كمائِم
أيُّ بحر من البيان بامواجِالمعاني فياضةً ، متلاطِم
كَذَبَ المدَّعونَ معنىً كريماًفي قوافٍ مُهلهلاتٍ ألائِم
وَهبِ اللفظَ سُلَّماً فمتى استحسنتِالعينُ واهباتِ السلالم؟
حجةُ العاجزين عن منطق الافذاذِيُخفون عجزَهم بالمزاعِم
روعةُ الحرب قد خلَعتَ عليهاروعةً من نسيجك المتلاحِم
شعَّ بين السطور ومضُ سِنانٍثم غَطَّت عليه لَمعةُ صارِم
ما "ابن حمدان " إذ يقودُ من الموتِجيوشاً تُزجَى لموتٍ مُداهِم
بالغ ما بلَغْتَ في وصفك الجيشَيْناذ يقدحانِ زندَ الملاحِم
إذ يضمُّ القلبُ الجناحَ فترتدّالخوافي مهيضةً والقوادِم
وفرِاخ الطُيور في قُلَل الاجيالتَهدي لها الظنونَ الرواجِم
لك عند الجُرْدِ الاصائلِ دَيْنٌمستَحقُّ الأداءِ في النَسل لازِم
كم أغرٍّ " مُحَجَّلٍ " ودَّ لو يُهديكَما في جَبينه والمعاصِم
واجتلينا شعرَ الطبيعة في شعركتَفْتَّر عن ثُغورٍ بواسِم
شِعْبُ " بَوّان " لا تخيُّلُ فنّانٍغَنٌّ عنه ولا ذِهنُ راسِم
متعهُ الشاعرِ المفكرِ يقظانَومَسْرى خيالِه وهو حالِم
لا تعفَّيْتَ من " مَمَرٍّ " كريمٍخلَّدَتْكَ المُحسَّناتُ الكرائِم
ايه خصمَ الملوك حتى يُقيموالك أمثولةَ النظيرِ المُزاحِم
عَضُدُ الدولة استشارَك بالإعزازِواللُطف يا عدوَّ الأعاجِم
رُحتَ عنه وأنت خَوفَ اشتياقٍلسِواه على فُؤادِكَ خاتِم
إن ذلك الوَداعَ كان نذيراًبحِمامٍ دلَّتْ عليه عَلائِم
فلتُحيِّ الاجيالُ مغناكَ بالريحانِوَلْتَلْتَثِمْهُ وهي جَواثِم
رَمْز قَوميةٍ بَنَتهُ البَواديمُشمخرَّ البِناء ثَبتَ الدعائم
بدويَّ المُناحِ أرهفَ منه الحسَّجوٌّ مُشَعْشَعٌ غيرُ غائِم
لدِمشقٍ يَدٌ على الشِعرِ بيضاءُبما زيَّنَتْ له من مَواسِم
وسلامٌ على النُبوغ ففيماتَسْقُط الذكريات وهو يُقاوِم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:10 pm

المازني وداغر..



"رفائيلُ " دارُك قد أشَرقَتْبأسعدَ داغرَ والمازِني
ففَذٌّ يناضلُ عن أمةٍوفَذٌّ لآدابها حاضِن
وإني لمستأذنٌ أسعداًبما قد يشِقُّ على الآذِن
اذا ما خَصَصْتُ فتى مازنٍبضربٍ من الكَلِمِ الفاتِن
فإنّ السياسةَ قد حَجَّبتْفتى مصرَ بالبرقُعِ الداكِن
وطبعُ السياسيِّ جمُّ الغُموضفلا بالصريح ولا الداهن
أأسعدُ إنَّ حديثي إليكَحديثُ مقيمٍ إلى ظاعِن
حديثُ أخٍ لك مستأنسٍللطفِ مسامِره راكن
أخاف السياسةَ خوفَ اللديغمن أرقمٍ نافخٍ شاحِن
وما زال جدعٌ بليغُ الوضوحمنها يَلوحُ على مارني
فقبلَك طاوعتُ من أهلِهاصديقاً إلى مَصرَعي قادني
أرانيَ مظهرَ ذي نخوةٍكفيلٍ بما أرتجي ضامن
وأسلَمَني عند جِدِّ الخطوبِكأني قلتُ له عادِني
فما كنتُ بالمصطفي وُدَّهولا كنتُ للنفس بالصائِن
وها أنا أرزحُ في كَلكَلًمُنيخٍ على نَفسَي رائِن
فعُذراً فما أنا إذ أتّقيرجالَ السياسة بالمائن
غموضُ السياسة يبدو عليكفي مظهر الهادئ الساكن
على حينَ قد وَضَح المازنيوضوحَ السماوات للكاهن
نظرتُ بعينيكَ إذ يشرُدانووجهِك ذي الدَعَة الآمِن
فأنكرت قولك : ما صاغَنىقبيحاً سوى عبثِ الماجن
وطالعتُ آثارَك الناطقاتِبما فيك من جوهرٍ كامِن
وظاهِر لفظٍ رقيقِ الروُاءِلطيفٍ يَدُلّ على الباطن
لقد شبَّه العُربُ حسنَ البيانِوالشعر في الزمنِ البائِن
يَرْدِ النَمير وصَفو الغديرِيمرَان بالعاطشِ الساخِن
وأحسِنْ بتشبيه قومٍ بُداةتعيش على طرق آسن
فحاولت تشبيهها بالجديدِيُؤخَذُ من وضعنا الراهن
بكأسٍ تَرُدّ شرورَ الجماملذي سَفرٍ مُتعَبٍ واهن
وذائبِ زَهرٍ على سَلْسَلٍيصبُّ على رَهَلٍ بادِن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:12 pm

الزهَاوي..



على رغم أنف الموت ذكُرك خالدُترِنُّ بسَمع الدهر منكَ القصائدُ
نُعيتَ إلى غُرّ القوافي فأعولَتْعليك من الشعر الحسانُ الخرائد
وللعلم فياضاً فماجَتْ مصادرٌعُنيتَ بها بحثاً وجاشَتْ موارد
وفلسفةٌ أطلعتَ في الشعر نُورَهاهي اليومَ ثَكْلى عن جميلٍ تُناشد
حَلفتُ يميناً لم تَشُبْها اختلاطةٌوقلبي على دعوى لسانيَ شاهد
لقد كنتَ فخراً للعراق وزينةًتُزانُ نواديه بها والمعاهد
وكنت على خِصبِ العراقِّي شاهداًإذا أعوزتنا في التباهي شَواهد
وكنت أرقَّ الناس طبعاً ونُكتةًوألطفَ من دارَتْ عليه المقاعد
وأنت ابتعثتَ الشعرَ بعد خُمولهنشيطاً . فخوضُ الشعر بعدك راكد
ثوى اليومَ في هذي الحفيرة عالِمٌباسرارها . لهه بالعقل ناشد
أقامَ على العلم الصحيح اعتقادَهعَدوٌّ لا شباح الخُرافات طارد
وكان نقياً فكرةً وعقيدةًعزيزاً عليه ان تَسِفَّ العقائد
يؤكد أن الدينَ حُبٌّ ورحمةٌوعدلٌ ، وأن اللهَ لا شكَ واحد
وأن الذي قد سخَّر الدينَ طامعاًيتاجرُ باسم اللهِ ، للهِ جاحد
ثوَى اليومَ في هذي الحفيرة شاعرٌعلى الظلم محتجٌّ عن العدل ذائد
وشيخوخةٍ مدّت على الكون ظلَّهاتكافحُ عن آرائها وتجالِد
أبا الشعرِ ، إنَّ الشعر هذا محلُّهفقد نصَّت الاسماعُ والجمع حاشِد
وهذي جيوشُ العلم والشعر تبتغيلها قائداً فذاً فهل أنَت قائد؟
فأين قصيدٌ قد نظَمتَ فريدَهُوأينَ من الشعر البديعِ الفرائد
وأين النكاتُ المؤنساتُ كأنهاحدائقُ تُسقى بالندى وتعاوِد
وأين العيونُ اللامعاتُ زكانةًرغائبُ تبدو تبدو فوقها ومقاصد
جميل أعانَ الرافدينِ بثالثٍمن الشعر تَنميه بحورٌ رَوافد
وكان حياةً للنفوس ورحمةًتُغاثُ بها هذي النفوسُ الهوامد
تطاوعُه غُرُّ كأنهاوصائفُ في زِيناتها وَولائد
أقولُ لرهطِ الشعر يبغون باعثاًعليه . تُثير الشعرَ هذي النضائد
هلمُّوا إلى قبر الزهاويِّ نقتنصْبه نَفَساً من روُحه ونُطارِد
وإن خيالاً يملأُ الشعرَ رَهبةًسكونٌ على قبرِ الزهاويِّ سائد
وحجُّوا إلى بيتٍ هو الفنُّ نفسُهأنارَتْ " فَنيسٌ " ساحَه و " عُطارد"
فإن بيوتَ الشاعرين مناسكٌوإن قبورَ النابغين معابد
أبا الشعر والفكرُ المنبِّهُ أمةٌعزيزٌ علينا أنكَ اليومَ راقد
وأن الذي هزَّ القلوبَ هوامداًوحرَّكَها في التُرب ثاوٍ فهامد
وأن فؤاداً شع نوراً وقوَّةًهو اليوم مسودُّ الجوانب بارد
فهل أنت راضٍ عن حياة خبرتَهاممارسةً أمْ أنت غضبانُ حارِد؟
أضاعوك حياً وابتغوك جنازةًوهذا الذي تأباه صِيدٌ أماجد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:14 pm

أنا !..



ءما حطَّمتْ جَلَدي يدُ النُوَبِلكنْ تَحَطَّمتِ النوائبُ بي
قل للخطوبِ إليكِ فابتعديألمَستِ بي ضَعفْاً لتقترِبي
هتفت لي الأهوال تطلُبنيفبرزتُ حراً غيرَ منتقِب
أنا صخرةٌ ما إن تخوِّفُنيهذي الرياحُ الهوجُ بالصَخَب
إن الليالي حاوَلَت ضَرعَيفوجدْنَني مُتعسَّرَ الحَلَب
وحَمِدْنَ غَرْبَ شَكيمةٍ عَسرَتْعن أن تُنال بعُنف مغتصِب
ومهدِّدي بالشرِّ يُنذرنيإن لم أُطِعْه بسوءِ مُنقلَب
أخْجَلتُه بالضِحك أحسَبهُكمُخوِّفٍ للنَبع بالغَرَب
قلتُ اطَّلِعْ فلقد ترىَ عَجَباًفيه ، فقالَ وأعجَبَ العَجَب
إني أرىَ قلباً يدورُ علىجَيش كموجِ البحر مُضطرِب
ومُناشِدي نَسَباً أمُتُّ بهلم يدرِ ما حَسَبي وما نَسَبي
عندي من الأمواتِ مفخرةٌشمّاء مُريبةٌ على الطَلَب
لكن أنِفتُ بأنْ يعيدَ فميللناس عهدَ الفَخر بالعَصَب
حسبي تجاريبٌ مَهَرتُ بهاوإلى البلايا السودِ مُنتسَبي
وبذي وتلك كِفايتي شَرَفاًيُرضِي العُلا ويَسُرَّ قبرَ أبي
هذا التعنُّتُ في تَبصُّرِهمتوقّداً كتوقُّ اللَهَب
إذ لا يلائمُ مَعدِني بَشَرٌما لم يكُنْ من معدِنٍ صُلُب
الفَضلُ فيه لمَلْبَسٍ خَشِنِعُوِّدتُه ولمَطعَم جَشِب
ولوالدٍ وُرِّثْتُ من دَمِهمحضَ الإباء وسورةَ الغَضَب
عندي من الجَبَروت أصدقُهأُبديه للمتُجبِّرِ الكَذِب
لا أبتغي خصمي أُناشدهعَفْواً ولو أطوي على سَغَب
حربٌ لذي صَلَف . وذو أدبسهلُ القِياد لكلِّ ذي أدَب
ولقد أرى في مدح مُنتَقِصيلرغيدِ عيش أحسَنَ السَبَب
ليُحِلَّني من بَعد مَسغَبةٍفي ذي زُروع مُعشِبِ خَصِب
فتلوحُ لي نَفسْي تهدِّدُنيأشباحُها بالويلِ والحَرب
فأعودُ أدراجي أرى سَعَةًوعِمارةً في عُشِّيَ الخَرب
إني بلَوتُ الدهرَ أعذَبَهوأمَرَّ ه الروَح والنَصَب
فوجدتُني أدْنى إلى ضَجَرلكليهما وأحبَّ للوَصَب
ما بَينَ جنبَّي اللذينِ هُماقَفَصُ الهموم ومَجمَع الكُرَب
قلب يَدُقُّ إلى العَنا طرَباًويحن مشتاقاً الى التَعَب
وأخٍ تلائمُني مشاربُهوطباعُه في الجدِّ واللَعِب
انكَرتُ ضَعفاً في شكيمتِهومرونةً تدعو إلى الرِيَب
فطرَحْتُه أخشَى على شَمَميعَدوى ليانٍ منهُ مُكتَسَب
ودفنتُه لا القَلبُ يُنشدهأسفاً ولا دَمْعي بمنسَكِب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 7 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» نبذه عن حياة الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري
» الشاعر السوداني محمد الفيتوري
» الشاعر محمد نجيب المراد
» السعودية والتدخل في الشأن العراقي
» الشاعر أمل دنقل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الكتب و المخطوطات-
انتقل الى: