الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:19 pm

يا بدرداجيَة الخطوب ..







هتفوا فأسنَدَتِ اليدانِ ضلوعيوشَرِقتُ بالحسراتِ قبلَ دُموعي
وأصَخْتُ سَمعاً للنُعاة وليتنَنيمن أجل يومِكَ كنتُ غيرَ سميع
قالوا تماثلَ للشِفاء بِشارةًسَكَنت لها روحي وأُفرِخَ رُوعي
وحَمِدْتُ أن المجدَ غيرَ مبُاحةٍساحاتُه والبيتُ غيرَ صَديع
حتى إذا طارَتْ بأجنحة الهنَاوالبشرِ نفسُ مُغرَّرٍ مخدوع
أبَتِ القوارِعُ أن تُميلَ طريقَهاعني فعدت لسِنِّيَ المقروع
خلعَ الرجاءَ وحل يأسٌ عابسٌجهمٌ مَحِلَّ مُنافسٍ مَخلوع
وتقهقرَتْ زُمَرُ الأماني وانجَلَتْعَرَصاتُها عن مُثخَنٍ وصَريع
فإذا بآمالي وما خادعنَنَيكمؤمِّلٍ سَفَهاً سرابَ بَقيع
وإذا بقلبي يستفيضُ نجيعُهوإذا بعيني تَستَقي بنجيع
كنا نشكِّكُ في البُكاء وصدِقِهإذ كانَ أكثرهُ بغيرِ شَفيع
ونَرىَ الصيانَةَ للدمُوع رجُولةًحتى يُرَ ى سببٌ إلى التضييع
فالآنّ تصدُق دمعةُ الباكي إذانَزَلتْ عليك وأنَّةُ الموجوع
والآنَ ينزِل كلُّ طالبِ حاجةٍفي قفرةٍ ليست بذاتِ زُروع
والآنَ تفتَقِدُ البلادُ مُحنَّكاًيُحتاجُ في التنفيذِ والتشريع
والآن تَلتَمسُ العيونُ فلا ترىأثراً لوجهٍ رائعٍ ومُريع
يا قبرُ من لم يَمتَهِنْ بضَراعةٍباد عليك تضرُّعي وخُشُوعي
يا بدرَ داجيةِ الخطوبِ ونورِهاأعزِزْ بانَّكَ غبتَ لا لِطلوع
خلّفتَ بغداداً عليك حزينةًتستقبِلُ الدنيا بوجهِ هَلوع
تتجاوبُ الأسلاكُ في جَنبَاتهابوميضِ بَرقٍ للنَعِيِّ سَريع
ضَغَطَت هُنا كفٌّ على أزرارهتُنبي بخطبٍ في العراقِ فَظيع
شَكَتِ السياسةُ فقدَ مُضطلِعٍ بهافذٍّ بحلِّ المُشكلات ضَليع
والساسةُ الاقطابُ بعدَك أعوَلَتعن فقدِ فوّام بهم وقَريع
مارستُ أصنافَ الرجال درايةًمن تابعٍ منهم ومن مَتبوع
ونفَدتُ للأعماقِ من أطباعهمإذ كنتُ بالأشكال غير قَنوع
فاخترتُ لي من بينهم مجموعةًووجدتُك المختارَ في المَجموع
لله درُّك من بِناء طبيعةٍمن كلِّ أجزاءِ العُلا مصنوع
مستشرفٍ يُعشِي العيونَ شُعاعُهمُوفٍ على من رامَه مَرفوع
كنتَ الشُّجاعَ طبيعةً وسجيةًإذ ينهضُ الجبناءُ بالتشجيع
كنتَ المقيمَ على التجارِبِ رأيَهويقيمهُ غِرٌ على المَسموع
كنتَ الرزين إذا الحلُوم تطايَرتْوأُعيرَ أهل الصبرِ ثوبَ جَزوع
واذا الخطوبُ استحكَمَتْ حلقاتُهاشنعاءُ تحصِب من تَرى بشنَيع َ
كنت السَميذَعَ تنجلي بشُداتهظلُماتُ مُسودِّ الرُواق هزيع
صَقْرٌ يضيق مَطارُه بجناحهحتى يخالُ الجوَّ غيرَ وسيع
متفرِّدٌ يربو على أقرانهباعزِّ سَمتٍ في السماءِ رَفيع
ردَّتْ مخالبَها إليه فردَّهاحُمْراً مُقلَّمةً من التقريع
نصَبَ القضاءُ لصيده أشراكَهفهَوَى وكلُّ محلِّقٍ لوُقوع
البيت بيتي أُسرِجتْ ساحاتُهبشموعِ ممتدِحيه لا بشموعي
فإذا أسِيت فحرقةٌ لقبيلةٍنكِبَت بأسيافٍ لها ودُروع
أين المصبيحُ الذين كأنهمزُهْرُ النجوم بغَيبة وطُلوع
من كل رَكّاضٍ إلى غاياتِهرَسْلاً بسرّ حدوده مدفوع
ومُفوَّهٍ كالفحل عند هديرهفَذِّ البيان يفيضُ من يُنبوع
هذي القُبور قصيدةٌ مفجوعةٌغنيِت قوافيها عن التقطيع
لم ترمِ بي قَدَمي هنا إلاّ جَرَتمن ذِكرياتِ السالفينَ دموعي
وكأنني بشخوصهم في مَحضرٍدانٍ ، بعيدٍ ، سائغٍ ، ممنوع
شيئانِ تفتقرُ البلادُ إليهماخِصبُ الرجال بها وخِصْبُ ربيع
ملك الجميع حياة فذٍّ واحِدٍكان المصابُ به مُصابَ جميع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:21 pm

المآسي في حياة الشعراء



رَبَأتُ بنفسي ان تظل كما هياتُرَجِّي سراباً او تخافُ دواهيا
واكبرتُ أني لا ازالُ دريئةيجرب فيها المُغرضون المراميا
نظائرُ مما احكم الغدرُ نسجَهاتذكِّرُني ما كنتُ بالأمس ناسيا
تجاريبُ لم أنعُم بعُقبى احتمالِهاعلى أن عندي غيرَها ما كفانيا
فلم ألف من خيرٍ ونُصح مُعوِّضاًلأحمدَ عن شَرٍّ وغدرٍ جوازيا
كَفَى مُخبراً بي ان تكونَ مطامحيمباهجَ أقوام تجيءُ ورائيا
ولم أرَ الا انني غيرَ منطوٍعلى خِسّة لما ابتغيتُ الدواعيا
إذا ما أدَرت الفكر فيما ارومُهوما أبتغيه ان يكون مثاليا
وفي حالةٍ أُرغِمتُ ان أصطلي بهامُحَلِّقَ نفسٍ عاثرَ الجد كابيا
رثَيتُ نفوسَ الشاعرين طموحةًأريدُ لها ان تستَذلَّ جواثيا
عجِبْتُ لشعبٍ يُنجبُ الفَرد نَابغاًحريقاً ، حصيفاً ، واثب النفس واعيا
يريد له نهجاً من المجد لاحِباًوعصراً به يشأى العصورَ الزواهيا
يُزيل الشباب الرِخوَ عن مُستقرِّهِويدفعه دفعَ الأتيِّ الجواريا
ويرهق بالتفكير نفساً عزيزةًليُعتِقَ رِقّاً او ليُرشدَ غاويا
ويستنهض الارواحَ غُفلاً مؤثِّلاًقوادِمَه من شعره والخوافيا
له كلَّ يوم قطعةٌ من فؤادِهيُساقطها للناشئين قوافيا
ولا سائلٌ عن ليلة كيف باتهولا كيف لاقى الصبحَ اسودَ داجيا
تشكَّى الطموحَ من مُحيطٍ أجاعهفاطعمتُه غُرَّ القوافي دواميا
وما هي بالشكوى ولكن أثارةوقد يُحسَب الليثُ المزمجرُ شاكيا
لعَنْتُ الضميرَ الحرّ لعنةَ غاضبٍرأي الغُنْم محموداً فذمَّ التفاديا
لقد كنتُ عما اصطلي في كِفايةلو انيَ كنتَ المستغِلَّ المُحابيا
وقد كنت في بحبوحة لو عَدِمتُهشعوراً حباني العُدمَ فيما حبانيا
لعمريَ أني سَوف اختطُّ خُطّةتُضاعف دائي أو تكونُ دوائيا
وسوفَ أُري الايامَ نقمةَ حاقدٍاذا ما تقاضاها أساءَ التقاضيا
وما أبتغي رَدَّ العوادي منيخةًعلى يدِ من يُزجِي إليَّ العواديا
ولكن بكفٍّ علَّمَ الزندُ كفَّهامُقارعَةً او يسقطُ الزندُ واهيا
ألا هل أراني مُرسِلاً في شكيمتيتُصرَّف كفّي كيف شاءت عنانيا
اذنْ لاستشَفَّ الناسُ نفساً تجلببتْغباراً يغطي اقتمَ الريشِ بازيا
وجدتُ دواءً في الصراحة ناجعاًإذا افتَقَدتْ نفسي طبيباً مُداويا
وقد كان سِلمٌ في التغابي وراحةٌبقلبي لو أنّي أطَقتُ التغابيا
حباني العراق السمحُ أحسنَ ما حبابه شاعراً للحق والعدل داعيا
وجاء كما استمطرتُ في الصيف مزنةًوعيشاً كما اسأرتُ في الكأسِ باقيا
وعيشاً إذا استعرضته قلت عنده :" كفى بك داء ان تَرىَ الموت شافيا"
وأوعدني بعد المماتِ احتفاءةًيجوِّدُ فيها المُنشدون المراثيا
وحَفْلاً ترى فيه اكُفّاً تعجَّلَتظِمائيَ تستسقي عليّ الغواديا
وتلك " يد " أعيا لساني وفاؤهافاوصيتُ اولادي بها وعياليا!
وان " فراتاً " للكفيءُ بشكرهااذا مِتُ فليردُدْ عليها العواديا
مَضَت زَهرةُ العمر التي يحسبونَهاهي العمرُ لا عُوداً مع الشيب ذاويا
وراجعت في هذا السجل فصولَهاقلِّبُ اياماً به ولياليا
أحاسِب نفسي كيف ألفَتْ يبيسةضروعاً سقت وغداً ، وغِرّاً ، وجافيا
وعما أفادت من بلادٍ تكالَبَتْعلى الغُنم ، وارتدَّت سِباعاً ضواريا
الم تجِدي والدهرُ نشوانُ طالِعٌعلى الناس بالأفراح إلاّ المآسيا
يقصُّون احوالََ الحياة تمتُّعاًوأنتِ تقصيِّن الحياة أمانيا
ولمّا أبَتْ عُذراً يقوم بحالهامَضَت تدَّعي إن لم تُجَلبَبْ مخازيا
محاذيرُ يسترضي المغرِّرُ نفسَهبها ويُخلِّيها جَسورٌ تحاشيا
ولا خيرَ في بَغيٍ تحاول نيلَهاإذا لم يُنهِكْ بيِّنَ البطش عاتيا
ولم يَعدُ في قصدي ولا سدَّ مذهبيولم يُنهِكْ الصبرَ المملِّ اعتزاميا
لئن كرهتْ مني الحضارةُ ناقماًفقد حَمِدتْ مني البداوةُ باديا
صَبوراً على بأسائِها لا يخالُهااشدَّ أذى من أن يُداري اعاديا
ولكنَّني آسَي لأخلاق عصبةتعُدُّ المزايا الطيباتِ مساويا
ترى كل مَرهوبِ الشَذاة عدوَّهاوكلِّ رخيِّ العودِ خِلاٍّ مُصافيا
وهذا بلاء يُمطر الشرَّ منذراًوهذا وباءٌ يَجرف الشَعب غاشِيا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:27 pm

تحرك اللحد !..



كِلُوا إلى الغَيبِ ما يأتي به القَدَرُواستَقبلوا يومَكُمْ بالعزمِ وابتدروا
وصَدِّقُوا مُخْبِراً عن حُسْنِ مُنْقلَبٍوآزِرُوه عسى أنْ يَصْدُقَ الخَبَرُ
لا تَتْرُكوا اليأسَ يَلقى في نُفوسكملَه مَدَبَّاً ولا يأخُذْكُمُ الخَوَر
إنَّ الوساوِسَ إنْ رامَتْ مَسارِبَهاسَدَّ الطريقَ عليها الحازِمُ الحَذِر
تَذكَّروا أمس واستوُحوا مَساوئهُفقدْ تكونُ لَكُمْ في طَيَّه عِبَر
مُدُّوا جَماجِمَكمْ جِسراً إلى أملٍتُحاوِلونَ وشُقُوا الدربَ واخْتَصِروا
وأجمِعوا امرَكُم يَنْهَضْ بسعيِكُمُشَعبٌ إلى هِمَمِ الساعينَ مُفْتَقِر
إنَّ الشبابَ سِنادُ المُلْكِ يَعضُدُهُأيّامَ تُوحِدُهُ الأرزَاءُ والغِيَر
أتتْكُمُ زُمرةٌ تحدو عزائِمَهاما خَلَّفت قَبلها من سيّيءٍ زُمَر
ألفتْ على كلِّ شبرٍ من مَسالكهايلوحُ مما جَنى أسلافُها أثر
مُهمةٌ عظُمت عن انْ يقوم بِهافردٌ وأن يتحدَّى امرَها نفر
ما إن لكُم غيرَهُ يومٌ فلا تَهنواوقد أتتكم بما تخشونه نُذُر
طالتْ عَمايةُ ليلٍ ران كَلْكَلُهعلى البلادِ وإنَّ الصُبْحَ يُنتظر
وإنما الصُبحُ بالأعمال زاهيةًلا الوعدُ يُغري ولا الأقوالُ تنتَشِر
وأنتَ يا بن " سليمانَ" الذي لَهِجتْبما جَسرتَ عليه البدوُ والحضر
الكابتُ النفسَ أزماناً على حنَقٍحتى طغى فرأينا كيفَ ينفجر
والضاربُ الضربةَ لصَدمتِهالحمُ العُلوج على الأقدام ينتثر
هل ادَّخرتَ لهذا اليوم إهبَتهأم أنت بالأجل الممتَّدِ مُعتذر
أقدَمتَ إقدامَ من لا الخوفُ يمنَعُهُولا يُنَهنِهُ مِن تَصميمهِ الخطر
وحَسْبُ امرِك توفيقاً وتوطئةًأنَّ الطُغاةَ على الأعقابِ تَندحر
دبَّرتَ أعظمَ تدبيرٍ وأحسنَهتُتلى مآثِرُهُ عُمراً وتُدَّكر
فهل تُحاوِل ان تُلقي نتائِجهيأتي القضاءُ بها أو يَذْهب القَدَر
وهل يَسُرُك قولُ المُصطلين بهوالمُستغِلين أنَّ الأمرَ مبتَسَر
وأنَّ كُلَّ الذي قد كانَ عِندَهمعلى التبدل في الأسماءِ مُقْتَصر
وهل يَسُرُك أن تخفي الحُجُولُ بهما دامَ قد لاحتِ الأوضاحُ والغُرَر
أُعيذُ تلك الخُطى جَبَّارةً صُعِقَتلها الطواغيتُ وارتجَّت لها السُرُر
أنْ يَعتري وقْعَها من رَبكةٍ زَللٌأو أن يثبِّط من إقدامها الحَذَر
ماذا تُريد وسيفٌ صارِمٌ ذَكرٌيحمي الثغورَ و أنتَ الحيَّة الذَكر
والجيشُ خلفَك يُمضي مِن عزيمتهِفَرطُ الحماسِ ويُذكيها فتَستعِر
أقدِمْ فأنتَ على الإقدامِ مُنطَبِعٌوأبطُشْ فأنت على التنكيل مُقتدر
وثِقْ بأن البلادَ اليومَ أجمعَهالما تُرجيِّه مِن مسعاك تَنتظِر
لا تُبقِ دابِرَ أقوامٍ وتَرْتَهمفَهم إذا وَجدوها فُرصَةً ثأروا
هُناك تنتظِرُ الأحرارَ مَجزرةٌشنعاءُ سوداءُ لا تُبقي ولا تَذَر
وثَمَّ شِرذِمةٌ الفَتْ لها حُجُباًمن طُولِ صَفحٍ وعَفوٍ فهي تَستَتر
إنّي أُصارِحك التعبيرَ مُجترئاًوما الصريحُ بذي ذَنبٍ فَيعتذر
إن السماءَ التي ابديتَ رَونَقهايومَ الخميس بدا في وَجهها كَدَر
تَهامَسَ النفَرُ الباكون عَهدَهُمأن سوفَ يرجِعُ ماضيهم فَيزدِهر
تَجري الأحاديثُ نكراءً كعادتِهاولم يُرَعْ سامرٌ مِنهُم ولا سمر
فحاسبِ القومَ عن كلِّ الذي اجترحواعما أراقوا وما اغتلوا وما احْتَكروا
للآن لمْ يُلغَ شبرٌ من مَزارعِهمولا تَزحزح مّمِا شيَّدوا حَجر
ولم يزل لهمُ في كلِّ زاويةٍمُنوِّهٌ بمخازيهم ومُفَتخر
وتلكَ لِلحرَّ مأساةٌ مُهيَّجةٌيَدمى ويدمعُ منها القلبُ والبصَر
فضيِّقِ الحبلَ واشدُدْ مِن خناقِهُمُفَربَّما كانَ في إرخائه ضَرر
ولا تَقُلْ تِرَةٌ تبقى حَزازتُهافَهُمْ على أيِّ حالٍ كُنتَ قد وُتِروا
تَصوَّرِ الأمرَ معكوساً وخُذْ مَثَلاًمما يَجرُّونه لو أنهم نُصِروا
أكانَ للرِفِقِ ذِكرٌ في مَعاجِمهمْأم كانَ عن " حِكمةٍ " أو صحبِهَ خَبَر
واللهِ لاقتِيدَ "زيدٌ " باسم " زائدةٍ"ولأصطلى " عامرٌ " والمبتغى " عُمَر"
ولا نمحى كلُ رَسمٍ من مَعالمكُمولاشتَفَتْ بِكُم الأمثالُ والسِيَر
ولا تزالُ لهم في ذاكَ مأرُبَةٌولا يزالُ لهم في أخذِكُم وطَر
أصبحتُ أحذرُ قولَ الناسِ عن أسفٍمن أن يروا تِلكمُ الآمالَ تَندَثِر
تَحرَّكَ الَلحدُ وانشقَّت مُجدَّدةًأكفانُ قَومٍ ظنَّنا أنَّهم قُبِروا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:33 pm

شباب ضائع!..



ذَخَرتُ لأحداثِ الزّمانِ يَراعايُجيد نِضالاً دونَها وقِراعا
وأعددْتُه للطارئاتِ ذَخيرةًيُزيحُ عن الشرِّ الكمينِ قناعا
وألفيتُني في كلِّ خطبٍ يَنُوبُهأُدافعُ عنه ما استطعتُ دِفاعا
وما في يدي إلاّ فؤادي أنَرْتهلِيُلْقي على سُودِ الخطوبِ شُعاعا
وكلّفْتُ نفسي أنْ تُحَقِقَ سُؤلْهاسِراعاً ، أو الموتَ الزؤامَ سراعا
وما ذاك إلاّ كالمؤدّي رسالةًرأى كَتْمَها حَيْفاً بها فأذاعا
أهبتُ بشبانِ العراقِ وإنَّماأردتُ بشعري أن أهيجَ سباعا
أنفْتُ لهذا النشءِ بينا نُريدهطويلاً على صدّ الكوارثِ باعا
يَدِبُّ الى البلوَى هزيلا كأنهربيبُ خُمولٍ نَشْأةً ورَضاعا
فما استَنْهضتْ منه الرزايا عزائماًولا أحْكَمَ التجريبُ منهُ طباعا
فلا هو بالجَلْدِ المُطيقِ احتمالهاولا بالشُّجاعِ المستميتِ صراعا
فكم زعزعٍ ما حرّكَتْ منه ساكناًوكم فُرَصٍ عنّت له فأضاعا
لقد طبقّ الجهلُ البلادَ وأطْبَقَتعلى الصّمتِ شبانُ البلادِ جَماعا
وإنَّك لا تَدري أنشءاً مهذباًتَسوقُ الرزايا أم تسوقُ رعاعا
بمصرَ ومصرٌ ما تزال طريدةًشرى الظلمُ منها ما أراد وباعا
دويُّ شبابٍ أرْجَفَ الجورُ وقعَهوزعزعَ من بُنيانِهِ فتداعى
لنا كلُّ هيئاتِ الشبابِ تَصَنُّعاًوأزيائهم تمويهةً وخِداعا
وليس لنا إلاّ التطاحنُ بينناعِراكاً على موهومةٍ ونزاعا
هَلُمّوا الى النشء المثقّفِ واكشِفواحجاباً يُغَطّي سَوءةً وقناعا
تروا كلَّ مفتولِ الذراعين ناهداًقصيراً إذا جدَّ النّضالُ ذِراعا
وكلَّ أنيقِ الثوبِ شُدَّ رباطُهإلى عُنُقٍ يُعشي العيونَ لمَاعا
يموعُ إذا مسّ الهجيرُ رداءهكما انحلَّ شَمْعٌ بالصِلاء فماعا
تراه خليَّ البالِ أن راح داهناًوأن قد ذكا منه الأريجُ فضاعا
وليس عليه ما تكاملَ زيُّهإذا عَرِىَ الخَلْقُ الكثيرُ وجاعا
وأن راحَ سوطُ الذُّلِ يُلهب أمةًكراهِيَةً يستاقُها وطَواعا
ولم تُشجِهِ رؤياً وسمعاً قوارعٌيسوء عياناً وقعُها وسَماعا
وربَّ رءوسٍ بَرْزَةٍ عشّشت بهاخُرافاتُ جهلٍ فاشتكَيْنَ صُداعا
وساوسُ لو حققّتَها لوجدتَهامن المهدِ كانت أذؤباً وضباعا
بها نوّمَتَنْا الأمهاتُ تخوّفاًوما أيقظتنا الحادثاتُ تِباعا
ومُرّوا بأنحاءِ العراقِ مُضاعةًوزوروا قرىً موبوءةً وبقاعا
تروا من عِراقٍ ضاع ناساً تسوءكمعراةٌ ، حفاةٌ ، صاغرين ، جياعا
وإنَّ شباباً يرقَبُ الموتَ جائعاًمتى اسطاعَ عن حوْضِ البلاد دفاعا
وإنَّ شباباً في التبذل غاطساًمتى كان درعاً للبلاد مَناعا
غَزَتْ أمم الغربِ الحياةَ تُريدُهاوما زوُدَّت غيرَ الشبابِ متاعا
رأى شعبه مُلكاً مُشاعاً لخيرهفأصبح مُلكاً للبلاد مشاعا
إذا أصحرتْ للخطب كان شبابُهاحصوناً منيعاتٍ لها وقلاعا
فقرَّبتِ الأبعادَ عزماً وِهمّةًوأبدلَتِ الدهرَ المطاولَ ساعا
ونحن ادّخَرْنا عُدّةً من شبابِناهزيلاً ومنخوبَ الفؤاد يراعا
إذا ما ألّمت نكبةٌ ببلادهمضى ناجياً منها وحلّ يفاعا
زوى الشعبُ عنه خيرَه ورفاهَهفلو سِيمَ فَلْساً بالبلاد لباعا
يرى في الصناعاتِ احتقاراً ويزدهيإذا طَمْأنَ التوظيفُ منه طماعا
وها نحن في عصرٍ يَفيضُ صناعةًنرى كلَّ من حاك الحصيرَ صناعا
نقاوِمُ بالعود البوارِجَ تلتظيونعتاضُ عن حدّ البخارِ شِراعا
كَرُبْتُ على حالٍ كهذي زريَّةٍأقول لأحلامٍ حلمتُ وَداعا
على أنّني آسٍ لعقلٍ مهذَّبٍوقلبٍ شُجاعٍ أن يَروحَ ضياعا
وَجَدْتُ جباناً من وَجدْتُ مُهذَّباًوَجَدْتُ جهولاً من وَجَدتُ شُجاعا!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:36 pm

ذكرى الهاشمي ...



وفّاك ما يُقْضَى من التكريمِبَلَدٌ يوفّي حقَّ كلِّ زعيمِ
البصرةُ الفيحاءُ ضاق خِناقُهاومشتْ بقلبِ مقرّحٍ مكلوم
عَطَفَتْ على الذكرى الاليمةِ عطفةًنمّت على شَجَنٍ هناك أليم
ياسين إنّ هضيمةً ما ذقتَهُغدراً ولم تكُ قبلُ بالمهضوم
ما كنتَ بالرجلِ الذي يمشى لهخَتَلاً كمِشيةِ قانصٍ لظليم
أسَفاً فكلُّ عظيمةٍ غلاّبةٌمغلوبةٌ بمقدَّرٍ محتوم
يكفيك فخراً أن تُكادَ بمثلهامستورةً خَفيِتْ على التنجيم
جُبناً وعَجْزاً أنْ تُقابَل جَهرةًشأنَ المُغارِمِ في اطّلاب غريم
هذا مقامٌ لا يليقُ بمثلهقولٌ فطيرُ الرأي غيرُ حكيم
فمن الحَراجةِ أن يُبَدِّلَ زِيَّهُمن كان مرتدياً ثيابَ خصوم
خوفَ الغلو .. وليس من يُزْجي الثنالخصيمه في محنةٍ بمَلوم
قد كنتَ فذاً في الرجال .. نبوغُهموقفٌ على التبجيل والتعظيم
وجهادُهٌمْ خيرُ الجهاد لأمةتُهدى إلى نَهْجٍ أغَرَّ قويم
وسياسة هي ملكُ شعبٍ قولُهفصلٌ لرفضٍ كان أو تسليم
سايرتُ حكمكَ ناقماً لم ادّرعْحزبا ولم أزحَفْ بظلِّ زعيم
حاشا ولم أهتِفْ لغيرك داعياأو أن أخُصَّ سواك بالتقديم
لكن طموحٌ ليس يَرْضي أهلُهُأن تستمرَّ سياسةُ الترميم
كنا نرى المعوجّ من أوضاعنافي حاجةٍ قصوى إلى التقويم
ونُحِسُّ أنّا بالغون أشُدَّناومعلّلون تَعِلةَ المفطوم
ونرى شتاتَ جهودِنا وصفوفناليست على شيءٍ من التنظيم
ووعودَ من يتحضّنون شؤونناملأى من التخدير والتنويم
نبغي المزيدَ وتقتضينا ساسةٌأن نرتضي بنصيبنا المقسوم
ونراك جباراً يكونُ لفكرهفي المعضلات مردُّ كلِّ جسيم
ولقد يكون العذرُ أنا طُمَّحٌولقد تكون وأنت غيرُ ملوم
اما مُقامُك فهو غيرُ منازعٍومدى حجاك فليس بالمكتوم
سايرتُ حكمَك ناقماً ووجدتُنيبازاء شهمٍ في الخصام حليم
رحبٍ بنقد خصومه متفتحٍبالبشر آونةً وبالتفهيم
يُعطيهِمُ نَصَفاً ويعلمُ أنّهرجلٌ يَسوس وليس بالمعصوم
ياسين إن خسارةً أن يغتديذاك الدماغُ الفذُّ محضّ رميم
وفجيعةٌ أن نبتغيك فلا تُرىلجلاء جوٍّ بالبلاد مَغيم
يا درعَ مملكةٍ متينٍ نسجُهاوحسامَ مُلْكٍ ليس بالمثلوم
إن العراقَ وقد نُعيت موكِّلٌمما دهاه يمُقْعِدٍ ومقيم
إنا فقدنا يومَ فقدِك كوكباما ان تعوِّضُ عنه غُرُّ نُجوم
لله طِبُّك في السياسة إنهرَوْح الوَنَى ودواءُ كلّ سقيم
كم فترة دهتِ العراقَ عصيبةٍفرّجَتها بدهائك المعلوم
لله درُّك أيَّ زعزعِ عاصفٍفيما تدبّرُهُ وأيَّ نسيم
تعلوك سيماءُ الخليِّ جلادةًولقد تكونُ نموذجَ المهموم
كنتَ الحفيظَ على السياسة داعماًركنَ المُفاوضِ أيَّما تدعيم
قسطاسَ حكمٍ كان حلمُك وحدهنِعْمَ الضمانُ عن انزلاقِ حُلوم
فيما يولّد حرُّ رأيك تَتّقينزواتِ رأيٍ يستجدّ عقيم
كم موقفٍ معصوصبٍ متلابسجَلّى .. وكم داءٍ به محسوم
كنت المضيءَ سبيلَ كلِّ عَميّةٍتَيَهْاءَ تعتورُ البلادَ بهيم
صُلبَ العقيدةِ لا يردُّك حادثٌفي كل ما تَبْني عن التصميم
واذا البلادُ تفرّقت آراؤهاشِيعاً بلا نَهْجٍ لها مرسوم
أطلعتَ رأيك بينها فتطايحتلك عن مكانِ السيدِ المخدوم
كنا إذا ضاق الخِناقُ وحَشْرَجَتْنَفْسٌ بغيظٍ حانقٍ مكظوم
وبدا لنا الدستورُ وهو مخلَّعٌعريانَ غيرَ تستُّرٍ مزعوم
لذنا بياسينٍ فكانت قوةٌجبارةٌ في وجه كلِّ غَشوم
واليومُ نخشى أن يَضيعَ توازُنٌفي الكِفَّتَيْنِ وأنت غيرُ مقيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:40 pm

إلى الشباب السوري..



حيِّ الصفوفَ لرأبِ الصدعِ تجتمعُوحيِّ صرخةَ أيقاظٍ بمن هجعوا
إنَّ الشبابَ جنودَ اللهِ ألَّفهمْفي " الشامِ " داعٍ من الأوطانِ مُتَّبع
مَشوا على خَطوهِ تنحطُّ أرجلُهمْكما اشتهى " المثلُ الأعلى " وتَرتفع
" دِمَشقُ " لم يُبق منكِ الدهرُ باقيةًإلاّ الذي في توَقي غيرِه ضَرَع
ولو أردتُ بكِ التقريع عن مِقَةٍلقلتُ : أنفُكِ رغمَ العزِّ مُجتدع
فما انتظارُكِ مَيْتاً لا ضميرَ لهُحزماً فلا الخوفُ ذو شأنٍ ولا الطمع
نُبِّئتُ في " الغُوطةِ " الغنّاءِ عاصفةٌتكادُ تجتثُّ ما فيها وتَقتلع
مرَّتْ على " بردى " فالتاثَ مَوردهُوبالغياضِ فلا حُسنٌ ولا مَرَع
فقلتُ : لاضيرَ إنْ كانت عجاجتُهاعن غضبةِ البلدِ المسلوبِ تنقشع
وهل سوى مُتَعٍ زالتْ ستخلِفُهامُخَّلداتٍ . حِساناً . خُرَّداً . مُتَع
أمَّ البلادِ التي ما ضيِم نازِلُهايوماً . ولم يَدْنُ منها العارُ والهَلع
محميَّةً بالأصمِّ الفردِ تحرُسُهغُلْبُ الرِّجالِ على الآجالِ تقترع
مثلَ " النسورِ " إذا ما حلَّقوا رهبواوالموتُ ملءُ خوافيهم إذا وقعوا
الحاسِرونَ كنبعِ السروةِ احتفَلوابالنازلاتِ فلا التاثوا . ولا ادَّرعوا
والرابضونَ كآسادِ الشرى فاذاهِيجوا رأيتَ المنايا كيف تندفع
لا ينطقونَ الخّنا حتى إذا اقتَتلوافمنطِقُ الفتكِ منهم منطقٌ قَذَع
دِمَشقُ يا " أمُّ " إنَّ الرأيَ مُحتَفلٌوالعزمَ مُحتتشَدٌ . والوقتَ مُتسِع
قولي يُجبْ شاحِنُ الأضلاعِ مرتقِبٌواستصرخي ينتفضْ غَيرانُ مُستمع
وأجمعي الأمرَ .. نُجمِعْ لا يُفرِّقناأأنتِ .. أمْ نحنُ فيما ينبغي تَبع
وطوعَ أمركِ أجنادٌ مجنَّدةٌإلى " العُروبِة " بعد اللهِ تنقطع
يُغنيكِ عن وصف ما يَلقونَ أنهمُخوفاً عليكِ ، ولمَّا تُفجعي ، فُجعوا
وقد يكونُ قريباً أنْ ترى " حلبٌ "خيلَ العراقِ قُبيلَ النجعِ تنتجع
"قُبّاً " شوازبُ لا تُلوى شكائمُهاولا يرينُ على " تقريبه " الضلَع
ثقي " دِمَشقُ " فلا حدٌّ ولا سِمةٌولا خطوطٌ – كلعبِ الطفلِ – تُبتدع
تُقصيكِ عن أرضِ بغدادٍ ودجلتهاأمَّا الفراتُ فنبعٌ بيننا شَرع
إذا " الجزيرةُ " روَّت منه غُلَّتهاروَّى الغليلَ الفراتيونَ وانتقعوا
جرى على الكأسِ والأنباءُ مُفجِعةٌدمعٌ هو القلبُ نحوَ العينِ يَندفع
وارتاحَ للبثِّ " خِدنٌ " كادَ يَخنقهذكرى " دمشقَ " وما تلقى وما يَقع
فقلتُ : ليتَ " فرنسا " ها هُنا لترىكيف القلوبُ على الأرزاءِ تَجتَمع
هذي مباهجُ " بغدادٍ " ونشوتُهاوجداً عليكِ . فكيف الحزنُ والهلع
دارتْ دمشقُ بما اسطاعتْ فما قدرتعلى سياسةِ خبّ داؤها الجشَع
كانت " أناةٌ " فلم تَنجع .. ولا جنَفٌوكانَ ريثٌ فلم ينفعْ .. ولا سرَع
بعدَ الثلاثينَ عاماً وهي رازحةٌحسرى .. تطلَّعُ للماضي وترتجع
كانت محافِلُ " باريسٍ " لها سنَداًواليومَ منها يحين الحَينُ والفزع
" اليومَ " ضاقتْ بشكواها وآهتِهاو " أمسِ "كانت على " عثمانَ " تتسع
حتى كأنْ لم يكنْ للعُربِ مطَّلبٌولا استقلَّ بحملِ القومِ مضطلِع
ولا مشتْ " بُرُدٌ " والموتُ يحملهاولا سعتْ " رُسلٌ " والموتُ يتَّبع
ولا المشانقُ في أعوادِها ثمرٌغضٌّ منَ الوطنِ المفجوعِ يُقْتطع
لئن تكن خُدَعٌ ساءتْ عواقبهافكم أنارتْ طريقاً مُظلِماً خُدَع
كانتْ دُروساً لسوريا وجيرتِهامن فرطِ ما طبَّقوها فيهمُ برعوا
يا ثورةً قرَّبَ الظلمُ اللِّقاحَ بهاسيلمسُ المتجِّني شرَّ ما تضع
قالوا : السياسةُ شرعٌ ما به نصفٌفهل تكونُ جنوناً ما به وَرَع ..؟
وهل يُريدونَ بعدَ اليومِ تجربةًوفي تذكُّرِ ما قد فاتَ مُرتَدَع
قلبَ العُروبةِ هل بُشرى نُسرُّ بهاأنَّ " السُّويداءَ " بُرْءٌ ما به وجع
و " اللاذقيةُ " هل " ربٌّ " يقوم بهاأم ربُّها العَلمُ المحبوبُ يرتفع
وفي " الجزيرةِ " هل زالت وساوسُهاوهل توَّحدتِ الآراءُ والشِّيَع
يا " جنَّةَ الخُلدِ " لو لم يؤذِ نازلهاضيفٌ ثقيلٌ عليها ، وجهُه بَشع
بادي المخالبِ " وحشٌ " لم يلدهُ أبٌلكنَّه في ديارِ الغربِ مُختَرَع
" دمَشقُ " إنَّ معي قلباً أضيقُ بهيكادُ من خلجاتِ الشوقِ ينخلع
جمَّ النزيِّ .. إلى مغناكِ مُتَّجهٌكأنه من رُباكِ الخُضْرِ مُنتزَع
ناغي خيالُكِ " أطفالي " فيقظتُهمذكرى ، وطيفُكِ مغناهم إذا هجعوا
" فراتُ " أشبهُ كلِّ الناسِ بي ولعاًفيما أُحِبُّ .. تبنَّاهُ بكِ الوَلع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:42 pm

يوم فلسطين



هبت الشامُ على عاداتهاتملأ الأرضَ شباباً حَنِقا
نادباً بيتاً أباحوا قُدْسَهُفي فِلَسْطينَ . وشملاً مِزَقا
بَرَّ بالعهد رجالٌ أُنُفٌأخذ الشعبُ عليهم مَوْثقا
شرَفاً يومَ فِلسطينَ فقدبلغ القِمَّةَ هذا المرتقى
ألبس الملكَ رداءً وازدهتروعةُ التاريخِ منه رَوْنقا
اسمعي يا جِلَّقٌ !! إن دماً !في فِلَسْطينَ هضيماً نطقا
عربياً سال من أفئدةٍعربياتٍ تلظت حُرَقا
صبغ الأرضَ وألقى فوقهامن فداءٍ وإباءٍ شفقا
تَحْمِلُ الريحُ إلى أرجائهامن زكّياتِ الضحايا عَبَقا
اسمعي يا جلقٌ !! إن دما !في فِلَسْطينَ ينادي جِلَّقا
اسمعي : هذا دمٌ شاءت لهنخوةٌ مهتاجةٌ أنْ يُهْرقا
شدَّ ما احتاجت إلى أمثالهأممٌ يُعوِزُها أن تُعْتَقا
شاهدٌ عدلٌ على الظلم إذاكَذَبَ التارِيخُ يوماً صدقا
احملي ما اسطَعْتِ من حبّاتهواجعليها لعيونٍ حَدَقا
يسقطُ الطفْلُ على والدهوارداً موردَه معتنِقا
وتمر الأمُّ غضبى ساءهافي سباق مِثلِهِ أن تُسبَقا
نَسَقٌ للموت لم نسمعْ بهليتنا نَعْرِفُ هذا النسقا
هكذا تُعْلِنُ صرعى أمةٍأن شعباً من جديدٍ خُلِقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:43 pm

شاغور حمانا ...



عاودتُ بعد تغيُّبٍ لُبناناونزلتُ رَحْبَ فِنائه جَذلانا
ودَرَجتُ اقتنصُ الشباب خَسِرتُهذا رِبحةٍ ورَبِحته خسرانا
فوجدتُ رَيْعان الجمالِ ولم أسَأأني أضعت من الصبا ريعانا
ووجدتُ في مرح الحياة طفولتيوشبيبتي وكهولتي سِيّانا
ونقضتُ بيني والكوارثِ مَوثِقاًوأخذت من عَنَتِ الزمان أمانا
وأقَمت من يَومي لأمسيَ حاجزاًوضَرَبت سَداً بينَنا النِسيانا
وطلَبتُ عونَ قريحتي فوجدتُهاسمحاءَ تبذُل خيرَها مِعوانا
وأثرتُ هاجعةَ القوافي لم تجدفي الراقدين لركضة ميدانا
قام الجفافُ بعذرها واستامَهاخِصبُ الجبال مرونةً ولِيانا
وأريتها " حَمّانة " فرأتْ بهامَلَكاً يمُدُّ الشعرَ لا شيطانا
وأردتُها تَصِف الحياة رقيقةًوجليلةً وتُجيدها إتقانا
فشكَتْ إلى لُغىً تضيقُ حروفُهاعن أن تُسيغ السجعَ والأوزانا
" شاغورُ حمانا " ولم يَرَ جنةًمن لم يشاهدْ مرةً " حمانا "
مرْجٌ أرادتْه الطبيعةُ صورةًمنها على إبداعها عُنوانا
فحبتْه بالمُتَع الروائعِ كلِّهاورَمَت عليه جمالَها ألوانا
المنتقاةَ من الحياة طبيعةًوالمصطفاة من البلاد مكانا
والخافقاتِ ظلالُها عن سَجسَجٍيَشفى الغَليل ويُثلجُ الظمأنا
والغامراتِ عيونُها وديانَهاوجبالَها وبقيعَها الفينانا
والغارقاتِ مروجُها في سُندُسٍخُضرٍ تَفوح من الشَذا أردانا
وادٍ تَلَفَّت ناشئاً فاذا بهبين الجبال تكفَّلَته حَنانا
واذا بها بمياهه وغياضِهجاءَت تحوِّطُ مَرْجه بستانا
انظر إلى الجبل الأصمِّ بزرعِهمتبختراً وبضرعِه رَيّانا
لامستِ بالشك اليقينَ وزعزعَتْمرآكِ نفساً تنشُدُ الإيمانا
أمِنَ الجنان وخمرها لكِ صورةٌصوِّرَت عنكِ الجنانُ جنانا
عاودتُ ماءَكِ ناهلاً وحسبتُنيعاودتُ بعدَ تعفُّفٍ إدمانا
يا اختَ " لا مرتين " ارهفَ جوُكالإحساسَ منه ولطَّفَ الوجدانا
هذي الينابيعُ الحسانُ تفجَّرتْمنها ينابيعُ البَيان حِسانا
الخالداتُ خلودَ شمسك طلقةًوالسامياتُ سموَّ هضبِك شانا
والباعثاتُ من العواطف خيرَهاإيناسةً . وأرقَّها أحزانا
وحيٌ تنزَّلَ والندى ورسالةٌهَبَطتْ وأضواء النجوم قِرانا
في ساعةٍ أزَليةٍ بهباتِهاشأت الوحاة وبَزَّتِ الأزمانا
يا أيها النهرُ الذي بخريرهوَعَتِ العصورُ نشيدَهُ الرنّانا
يا أيها الجبلُ المَهيبُ بصمتهمترهِّباً يستلهمُ الأكوانا
يا أيها الشجَرُ الذي بحفيفِهوفَّى الحياة ونورها شُكرانا
ما ضرَّ انك ما مَلَكتَ لساناولأنت أفصحُ مَنطِقاً وبيانا
" شاغور حَمّانا " أثارَ بلُطفهقِممَ الجبال وأرقَصَ الوديانا
فرشت له صُمُّ الصفا أذيالهاوتفتحَّت ثَغَراتُها أحضانا
ومَشَى عليها مالكاً ادراجهامتشوقاً لمسيله عَجْلانا
غَنِنَتْ به غُرُّ الضِفاف فخورةًوزَهَا به يَبَسُ الثَرى جذلانا
وكسا الحشائشَ رونقاً لم تُعطَهُوجلا رُواءُ نميره العيدانا
وبدا الحَصَى اللمّاعُ في رَقراقهدُرراً غواليَ تزدهي وجُمانا
تَرَكَ الجبالَ وعُريَها وهَجيرَهاوتقمَّصَ الاشجارَ والأغصانا
ورمى الخيالَ بمعجزٍ من حُسْنِهِفي حالتَه كاسياً عُرْيانا
واستقبلته على الضِفاف بلابلٌنَشْوى تُغَنِّى مثلَه نَشْوانا
مُتَلوِّياً يُعطيك في لَفتاتهبين المسارب تائهاً حيرانا
ألقت عليه الشمسُ نُوراً باهتاًزان الظلال رقيقةً وازدانا
وارتد إبّان الظهيرة غائماًكالفجر يُعلن ضجةً اِيذانا
أوغَلتُ في أحراجه وكأننيأصبحت أولَ مرَّةٍ فنّانا
وكأنني فيما أُحاولُ ، هاربٌحَذِرٌ مخافةَ ان يَرَى إنسانا
ووجدتُ نفسي والطبيعة ناسياماذا يضمّ العالمان سوانا
ورميتُ أثقال المطامحِ جانباًووجدت عن خُدُعاتِها سُلوانا
وحسِبت عصفوراً يُلاعب ظلَّهفي الماءِ ينعمُ راحةً وأمانا
واستسلمتْ نفسي لاحلامِ الصباولمَسْت طيف خيالها يقظانا
ومَزَجْتُ بين الذكريات خليطةًفوجدتُني متلذِّذاً أسيانا
وتسلَّلتْ بالرَغم مني مرَّةًصُورُ الحقائق تبعثُ الأشجانا
فإذا الخيال المحضُ يلمعُ زاهياًوإذا الحقيقةُ تُطفىءُ اللمَعَانا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:45 pm

ناجيت قبرك ...



في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُأهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ
قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدواعنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا
تَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبَعُهارأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد
أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُماذا يخِّبي لهمْ في دَفَّتيهِ غد
طالَ التَمحْلُ واعتاصتْ حُلولُهمولا تزالُ على ما كانتِ العُقَد
ليتَ الحياةَ وليت الموتَ مرَحمَةٌفلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لبَد
ولا الفتاةُ بريعانِ الصِبا قُصفَتْولا العجوزُ على الكّفينِ تَعتمِد
وليتَ أنَّ النسورَ استُنزفَتْ نَصفاًأعمارُهنَّ ولم يُخصصْ بها أحد
حُييَّتِ " أُمَّ فُراتٍ " إنَّ والدةبمثلِ ما انجبَتْ تُكنى بما تَلِد
تحيَّةً لم أجِدْ من بثِّ لاعِجِهابُدّاً ، وإنْ قامَ سدّاً بيننا اللَحد
بالرُوح رُدِّي عليها إنّها صِلةٌبينَ المحِبينَ ناذا ينفعُ الجَسد
عزَّتْ دموعيَ لو لمْ تَبعثي شَجَناًرَجعت مِنه لحرِّ الدمع أبترِد
خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُيوبانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِد
بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُنيونُحتُ حتَّى حكاني طائرٌ غَرِد
كما تَفجَّرَ عَيناً ثرَّةً حجَرٌقاسٍ تفَجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَلد
إنّا إلى اللهِ ! قولٌ يَستريحُ بهِويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحدوا
مُدَّي إليَّ يَداً تُمْدَدْ إليكِ يدُلابُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نتَّحِد
كُنَّا كشِقَّينِ وافي واحداً قدَرٌوأمرُ ثانيهما مِن أمرِهِ صَدَد
ناجيتُ قَبرَكِ استوحي غياهِبَهُعن ْحالِ ضيفٍ عليهُ مُعجَلا يفد
وردَّدَتْ قفرةٌ في القلبِ قاحِلةٌصَدى الذي يَبتغي وِرْداً فلا يجِد
ولَفَّني شَبَحٌ ما كانَ أشبَههُبجَعْدِ شَعركِ حولَ الوجهِ يَنعْقد
ألقيتُ رأسيَ في طيَّاتِه فَزِعاًنظير صُنْعِيَ إذ آسى وأُفتأد
أيّامَ إنْ صناقَ صَدري أستريحُ إلىصَدرٍ هو الدهرُ ما وفى وما يَعِد
لا يُوحشِ اللهُ رَبعاً تَنزِلينَ بهِأظُنُ قبرَكِ رَوضاً نورُه يَقِد
وأنَّ رَوْحكِ رُحٌ تأنَسِينَ بهاإذا تململَ مَيْتٌ رُوْحُهُ نَكَد
كُنَّا كنبَتةِ رَيحانٍ تخطَّمَهاصِرٌّ . فأوراقُها مَنزوعَةٌ بَددَ
غَّطى جناحاكِ أطفالي فكُنتِ لهُمْثغراً إذا استيقَظوا ، عِيناً اذا رقَدوا
شّتى حقوقٍ لها ضاقَ الوفاءُ بهافهلْ يكونُ وَفاءً أنني كمِد
لم يَلْقَ في قلبِها غِلٌّ ولا دَنَسٌلهُ محلاً ، ولا خُبْثٌ ولا حَسد
ولم تكُنْ ضرةً غَيرَى لجِارَتِهاتُلوى لخِيرٍ يُواتيها وتُضْطَهد
ولا تَذِلُّ لخطبٍ حُمَّ نازِلُهُولا يُصَعِّرُ مِنها المالُ والولد
قالوا أتى البرقُ عَجلاناً فقلتُ لهمْواللهِ لو كانَ خيرٌ أبطأتْ بُرُد
ضاقَتْ مرابِعُ لُبنانٍ بما رَحُبَتْعليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُد
تلكَ التي رقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُهاأيامَ كُنَّا وكانتْ عِيشةٌ رَغَد
سوداءُ تنفُخُ عن ذِكرى تُحرِّقُنيحتّى كأني على رَيعانِها حَرِد
واللهِ لم يحلُ لي مغدىً ومُنْتَقَلٌلما نُعيتِ ، ولا شخصٌ ، ولا بَلَد
أينَ المَفَرُّ وما فيها يُطاردُنيوالذِكرياتُ ، طرُّيا عُودُها ، جُدُد
أألظلالُ التي كانتْ تُفَيِّئُناأمِ الِهضابُ أم الماء الذي نَرِد؟
أم أنتِ ماثِلةٌ ؟ مِن ثَمَّ مُطَّرَحٌلنا ومنْ ثَمَّ مُرتاحٌ ومُتَّسَد
سُرعانَ ما حالتِ الرؤيا وما اختلفَتْرُؤىً ، ولا طالَ – إلا ساعةٍ – أمَد
مررتُ بالحَورِ والأعراسُ تملؤهُوعُدتُ وهو كمثوى الجانِ يَرْتَعِد
مُنىً - وأتعِسْ بها – أنْ لا يكونَ علىتوديعها وهيَ في تابُوتها رَصَد
لعلَّني قارئٌ في حُرِّ صَفْحَتِهاأيَّ العواطِفِ والأهواءِ تَحْتَشِد؟
وسامِعٌ لفظةً مِنها تُقَرِّظُنيأمْ أنَّها – ومعاذَ اللهِ – تَنْتَقِد
ولاقِطٌ نظرةً عَجلى يكونُ بهاليْ في الحياةِ وما ألقى بِها ، سَند
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:46 pm

الإقطاع...



ألا قُوَّةٌ تسطيعُ دفع المَظالِمِوإنعاشَ مخلوقٍ على الذُّلِّ نائِمِ
ألا أعينٌ تُلقى على الشَّعْبِ هاوياًإلى حَمْأةِ الإدقاعِ نظرةَ راحم
وهَلْ ما يرجِّي المُصلحونَ يَرونهُمواجَهَةً أمْ تلكَ أضغاثُ حالم
تعالَتْ يدُ الاقطاعِ حتَّى تعطَّلَتْعنِ البتِّ في احكامِها يدُ حاكم
وحتَّى استبدَّتْ بالسَّوادِ زعانِفٌإلى نَفْعِها تستاقُهُ كالبهائم
إذا رُمْتُ أوصافاً تليقُ بحالةٍتعرَّفْتُها ضاقَتْ بطونُ المعاجم
ألا نستحي منْ أنْ يُقالَ بلادُهُمْعليها مِنَ الإذلالِ ضربةُ لازم
هي الأرضُ لم يَخْصُصُ لها اللهُ مالكاًيُصَرَّفُها مُسْتَهْتَراً في الجرائم
ولم يَبْغِ منها أنْ يكونَ نَتاجُهاشَقاوةَ مظلومٍ ونعمةَ ظالم
عجِبتُ لخلْقٍ في المَغارِمِ رازِحٍيُقدِّمُ ما تجني يداهُ لغانم
وأنكا من هذا التغابُنِ قُرْحَةًغباوةُ مَخْدومٍ وفِطنةُ خادم
وكمْ مِن خُمولٍ لاحَ في وجه متْرفٍوكمْ من نبوغٍ شعَّ في عينِ عادِم
لو اطَّلَعتْ عيناكَ أبصرتَ مأْتَماًأُقيمَ على الأحياءِ قبلَ المآتم
وإلاّ فما هذا الشَّقاءُ مُسَيْطِراًلهُ في جباهِ القومِ مثلُ المياسم
إذا أقبلََ " الشيخُ المُطاعُ "وخَلْفَهُمنَ الزارعين الأرضَ مِثْلُ السَّوائم!
مِنَ المُزهَقي الأرواح يَصلي وجوهَهُمْمَهَبُّ أعاصيرٍ ، ولفحُ سمائم
قِياماً على أعتابهِ يُمطِرونهاخُنوعاً وذُلّاً بالشّفاهِ اللواثم
رأيتَ مثالاً ثَمَّ لابنِ ملائكٍتَنَزَّلَ مِن عَليْائهِ وابنِ آدم!
حَنايا مِنَ الأكواخِ تُلقي ظِلالَهاعلى مِثْلِ جُبٍ باهتِ النُور قاتم
تلوَّتْ سِياطٌ فوقَ ظهرِ مكرَّمٍمِن اللُؤمِ مأخوذٍ بسوطِ الألائم
وباتَتْ بطونٌ ساغِباتٌ على طَوىًوأُتخِمَت الأخرى بِطيبِ المطاعم
أهذي رعايا أُمَّةٍ قد تهيَّأتْلِتسْقَبْلَ الدُّنيا بعزمِ المُهاجم!؟
أهذا سوادٌ يُبتغىَ لِمُلِمَّةٍونحتاجُهُ في المأزِق المتلاحِم ؟
أهذي النفوسُ الخاوياتُ ضَراعةًنُباهي بها الأقرانَ يومَ التَّصادم؟
أمِنْ ساعِدٍ رِخوٍ هَزيلٍ وكاهلٍعجوزٍ نُريدُ المُلْكَ ثَبْتَ الدَّعائم!
مِنَ الظلْمِ أنَّا نَطْلُبُ العزمَ صادقاًمن الشعبِ منقوضَ القُوى والعزائم
وأنْ نَنْشُدَ الاخلاصَ في تضحياتهِونحنُ تركناهُ ضحيَّةَ غاشم
وأنْ نبتغي رِكضاً حَثيثاً لِغايةٍنُحاوِلُها مِن راسِفٍ في أداهم
لنا حاجةٌ عندَ السَّوادِ عظيمةٌسنفقِدُها يومَ اشتدادِ الملاحِم
هُناِلكَ لا تُجدي فتيلاً عِصابةٌإذا جَدَّ خطبٌ فهي أوَّلُ راجم
وإنَّ سواداً يحمِلُ الجَوْرَ مُكْرَهاًفقيرٌ لِهادٍ بَينِ النُصْحِ حازِم
يَشُنُّ على الاقطاعِ حرباً مُبيدةًولا يَختشي في الحقِّ لَوْمَةَ لائم
يَمُدُّ يداً تُعطي الضّعافَ حُقوقَهُمْويَسْطو بأخرى باطشاً غيرَ راحم
ويجتَثُّ إقطاعاً أقَرَّتْ جُذُورَهُسياسةُ تفريقٍ وحَوْزُ مغانم
سياسةُ إفقارٍ ، وتجويعُ أُمَّةٍوتَسليطُ أفرادٍ جُناةٍ غَواشم
لقد قُلْتُ لو أصغى إلى القولِ سامعٌوما هوَ مِّني بالظُنونِ الرّواجم
ألا إنَّ وضعاً لا يكونُ رفاهُهُمُشاعاً على أفرادهِ غيرُ دائم
أمبترِداتٌ بالخُمورِ تثلَّجَتْوبالماءِ يَغلي بالعُطورِ الفواغِم
ومُفترِشاتٌ فضلةً في زرائبٍيُوَسّدُها ما حولَها مِن رَكائم
أمِنْ كدحِ آلافٍ تفيضُ تَعاسةًيُمَتَّعُ فردٌ بالنعيمِ المُلازِم
وما أنا بالهيَّابِ ثورةَ طامعٍولكنْ جِماعُ الأمرِ ثورةُ ناقم!
فما الجوعُ بالأمرِ اليسيرِ احتمالُهُولا الظُلْمُ بالمرعى الهنيءِ لِطاعِم
نَذيرَكَ مِن خَلْقٍ أُطيلَ امتهانُهوإنْ باتَ في شكلِ الضَّعيفِ المُسالم
بلادٌ تردَّتْ في مهاوٍ سحيقةٍوناءتْ بأحمالٍ ثِقالٍ قواصِم
تَبيتُ على وعدٍ قريبٍ بفتنةٍوتُضحي على قَرْنٍ من الشرِّ ناجم
ولو عُولِجَ الاقطاعُ حُمَّ شِفاؤهاومَنْ لي بطَبٍّ بّينِ الحِذْقِ حاسم؟
ولم أرَ فيما ندَّعي مِن حضارةٍوما يَعتري أوضاعَنا مِن تلاؤم
وها إن هذا الشَّعْبَ يَطوي جَناحَهُعلى خَطَرٍ من سَورةِ اليأس داهم
غداً يستفيقُ الحالمونَ إذا مَشَتْرواعدُ من غضبابتهِ كالزمازم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:52 pm

لبنان...



أرجِعي ما استطعتِ لي من شَبابييا سُهولاً تَدَثَّرَتْ بالهِضابِ
غسَلَ البحرُ أخْمَصَيْها ، ورشَّتْعبِقاتُ النَّدى جِباهَ الرَّوابي
واحتواها " صِنّينُ " بينَ ذِراعيهعجوزاً له رُواءُ الشَّباب
كلَّلتْ رأسَهُ " الثّلوجُ " ، ومسَّتْهُبأذيِالها مُتونُ السَّحاب
وانثنى " كالاطار " يحتضِنُ الصّورةَتُزْهَى ، أو جَدْولٍ في كتاب
كلَّما غامَ كُربةً من ضَبابٍفرَّجَتْ عنه قُبْلةٌ من شِهاب
وبدَتْ عندَ سفحِه خاشِعاتُالدور مثل " الزٍّميت " في مِحراب
وحواليَهِ من ذَراريهِ أنماطٌلِطافٌ ، من مُسْتَقِلٍّ وكابي
و " القُرَيَّاتُ " كالعرائس تُجْلىكلَّ آنٍ تلوحُ في جِلباب
منْ رقيقِ الغُيوم تحتَ نِقابِومِنَ الشَّمسِ طلقةً في إهاب
وهي في الحالتين فِتنةُ راءٍبينَ لونينِ من مُشِعٍّ وخابي
والبيوتُ المُبَعْثراتُ " نَثارُ "العُرس مبثوثةً بدونِ حساب
وتراها بينَ الخمائلِ تلتفُّعليها ، عمارةً في غاب
وتماسَكْنَ – والطبيعةُ شِعرٌ -كقوافٍ يَلْمَعْنَ غيرَ نوابي
زهوُ حُمْرِ القبِاب في الجبَلِ الأخضرِيَسبي كزهو أهلِ القباب
و " الكرومُ " المُعرِّشاتُ حُبالىمُرضِعاتٌ كرائمَ الأعناب
حانياتٌ على " الدوالي " تُحَلِّينَعناقيدَ زينةً للكعاب
رافعاتُ الرءوسِ شُكْراً ، وأُخرىساجداتٌ شُكْراً على الأعتاب
سِلْنَ في الحَقْل مثلَ رُوحٍ لجسمٍوتمدَّدْنَ فيهِ كالأعصاب
وتصايَحْنَ: أين .أينَ النَّدامى ؟وتغامَزْنَ ثَمَّ للأكواب
وتخازَرْنَ والمَعاصِرُ أبصاراًحِداداً مَلِيئةً بالسّباب
نَظَراتٍ كانت خِطاباً بليغاًولدى " العاصرينَ " فحوى الخطاب
إنَّ خيرَ الشُهورِ إرثاً لشهرٍما تَلقَّى " أيلولُ " من شهرِ " آب"
كيفَ لا ترقصُ الطبيعةُ في أرضٍثراها مُخَضَّبٌ بالشراب
غاضَ " نبعُ " النَّهارِ يُؤْذنُ ضوء البدرِقد فاضَ نبعهُ بانسِكاب
وانزوَتْ تلكُمُ الخليعهُ ! طولَ اليومِ" عُريانةً " وراءَ حجاب
وأتتْ في غَيابةِ " الشَّفَقِ "الأحمرِما تشتهي مِنَ الألعاب
أي لونٍ ألقتْ على الأرضِ حَلَّىكلَّ ما فوقَها ، وأيَّ خِضاب
هدأ الحَقْلُ والمدينةُ والغابُودوَّى الصَّدى ورَجْعُ الجواب
ثمَّ سدَّ الدُروبَ جيشُ " الكَدودين "طَوالَ النَّهارِ في أتعاب
حبَّذا منظرُ " الفؤوس " استراحتْفي " نِطاقِ " الفلاَّحِ والحطَّاب
واستقلَّ الجبالَ " راعي " غُنَيْماتٍيُدَوّي " بزجلَةٍ " و " عتاب"
يا مَثارَ الأحلامِ ، يا عالَمَ الشّعرطريّاً ، يا جَنَّةً من تراب
يا خيالاً لولا الحقيقةُ تُنبيعنه كنَّا من أمرهِ في ارتياب
حسبُ نفسي من كلِّ ما يأسِرُ النَّفْسَاغتِراراً من الأماني العِذاب
هجعةٌ في ظِلال " أرزِكِ" تَنفيمِن هُمومي ووَحشتي واكتئابي
وصديقي وحشٌ أعزُّ وأوفىمن حسودٍ ، ومن صديقٍ محابي
لا أقولُ " العدوُّ " إنَّ عِداتي" نَسَبٌ " واضحٌ من الأنساب؟!
كلَّما شاقني التأملُ لفتَّني مجاريالمياهِ بينَ الشِّعاب
بينَ صفَّيْ " صَنَوْبرٍ " كشُعورِ الغيدلُمَّتْ على قُدودٍ رِطاب
آيةُ اللهِ عندَ لُبنانً َ هذا الحسنُفي عامرٍ له وخراب
رُبَّ " وادٍ " بادي المقاتِلِ تعلوهُالأخاديدُ كالجروح الرِّغاب
كانَ في سِحرهِ كآخَرَ زاهٍمستفيضِ المياهِ والأعشاب
وفِجاجٍ مَغْبَرّةٍ كُنَّ أبهىروعةً من مُفَيَّحاتٍ رِحاب
قلتُ إذ حِرتُ : أيُّ أرض لها الفضلُعلى غيرها وحارَ صِحابي !
أدْخُلوا " جنَّةَ " النَّعيم تُلاقواألفَ " رضوانَ " فاتحاً ألفَ باب
غيرَ أنّي أنكرتُ في جنَّةِ الفِردوسِ"ربّاً " مُوَكَّلاً بعذاب!
إيهِ " لُبنانُ " ، والحديثُ شجونٌهل يُطيقُ البيانُ دَفعاً لما بي ؟
حارَ طيَّ الَّلهاةِ مّني سؤالٌأنا أدرى بردِّهِ والجواب!
ما تقولونَ في أديبٍ " حريبٍ!"" مُسْتَقلٍّ " يلوذُ بـ " الانتداب" ؟
خلتُ أني فررْتُ مِن " جوِّ بغدادَ "وطُغيانِ " جَوْرها " الَّلَّهاب
ومِنَ البغيِ والتَّعَسّفِ والذُّلِّفظيعاً مُحَكَّماً في الرّقاب
ومِنَ الزّاحفينَ كالدُودِ " هُوناً "تحتَ رِجليْ " مسْتَعْمِرٍ " غَلَّاب
ومنَ" الصَّائلينَ " في الحُكْمِ زُوراًكخيولٍ " مُسوَّماتٍ " عراب
خِلْتُ أنّي نجوتُ مِنْ ذا ومنبَطشةِ عاتٍ ، وخائنٍ كذّاب
غانماً " سَفرتي " وها أنا في حالٍتُريني غنيمتي في الإياب
أفيَبْقَى " الأحرارُ " مِنَّا ومِنكُمبينَ سَوْطِ " الغريبِ " والإرهاب؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:54 pm

أجب أيُّها القلب



أُعيذُ القوافي زاهياتِ المطالعِمزاميرَ عزّافٍ ، أغاريدَ ساجعِ
لِطافاً بأفواه الرُّاة ، نوافذاًإلى القلب، يجري سحرهُا في المسامع
تكادُ تُحِسّ القلبَ بين سُطورهاوتمسَحُ بالأردانِ مَجرى المدامع
بَرِمْتُ بلوم الَّلائمين ، وقولِهم ْ :أأنتَ إلى تغريدةٍ غيرُ راجع
أأنتَ تركتَ الشعر غيرَ مُحاولٍأمِ الشعرُ إذ حاولتَ غيرُ مطاوع
وهْل نضَبتْ تلك العواطفُ ثَرَّةًلِطافاً مجاريها ، غِرارَ المنابع
أجبْ أيّها القلبُ الذي لستُ ناطقاًإذا لم أُشاورْهُ ، ولستُ بسامع
وَحدِّثْ فانَّ القومَ يَدْرُونَ ظاهراًوتخفى عليهمْ خافياتُ الدوافِع
يظُنّونَ أنّ الشِّعْرَ قبسةُ قابسٍمتى ما أرادُوه وسِلعةُ بائع
أجب أيُّها القلبُ الذي سُرَّ معشرٌبما ساءهُ مِنْ فادحاتِ القوارِع
بما رِيع منكَ اللبُّ نفَّسْتَ كُربةًوداويتَ أوجاعاً بتلكَ الروائع
قُساةٌ مُحبّوك الكثيرونَ إنَّهمْيرونكَ – إنْ لم تَلْتَهِبْ – غيرَ نافع
وما فارَقَتْني المُلْهِباتُ وإنَّماتطامَنْتُ حتّى جمرُها غيرُ لاذعي
ويا شعْرُ سارعْ فاقتَنصْ منْ لواعجيشوارِدَ لا تُصطادُ إنْ لم تُسارِع
ترامْينَ بعضاً فوقَ بعضٍ وغُطّيتْشَكاةٌ بأخرى، دامياتِ المقاطع
وفَجِّر قُروحاً لا يُطاقُ اختِزانُهاولا هي مما يتقى بالمباضع
ويا مُضْغَةَ القلبِ الذي لا فَضاؤهابرَحْبٍ ولا أبعادُها بشواسِع
أأنتِ لهذي العاطفاتِ مفازَةٌنسائِمُها مُرْتْجَّةٌ بالزعازِع
حَمَلْتُكِ حتَّى الأربعينَ كأنَّنيحَمَلْتُ عَدُوّي من لِبانِ المراضع
وأرْعَيْتِني شَرَّ المراعي وبِيلةًوأوْرَدْتِني مُسْتَوَبآتِ الشَّرائع
وَعَّطْلت مِنّي مَنْطِقَ العقلِ مُلقياًلعاطفةٍ عَمْيا زِمامَ المُتابِع
تَلفَّتُّ أطرافي ألمُّ شتائتاًمن الذكرياتِ الذّاهباتِ الرواجع
تحاشَيْتُها دَهْراً أخافُ انبعاثَهاعلى أنَّها معدودةٌ مِنْ صنائعي
على أنَّها إذ يُعْوِزُ الشِّعْرَ رافِدٌتلوحُ له أشباحُها في الطلائع
فمنها الذي فوقَ الجبينِ لوقعهِيدٌ ،ويدٌ بين الحشا والأضالع
فمنها الذي يُبكي ويُضحِك أمرُهُفيفتُّر ثغرٌ عِنْ جُفونٍ دوامع
ومنها الذي تدنو فتبعدُ نُزَّعاًشواخِصُهُ مِثْلَ السَّرابِ المُخادع
ومنها الذي لا أنتَ عنهُ إذا دَنابراضٍ ولا منهُ – بعيداً – بجازع
حَوى السِجنُ منها ثُلَّةً وتحدَّرَتْإلى القبرِ أخرى ، وهي أمُّ الفجائع
وباءتْ بأقساهُنَّ كَفّي وما جَنَتْمِن الضُرِّ مما تَتَّقيهِ مسامعي
ومكبْوتةٍ لم يشفَعِ الصَّفْحُ عندَهامددتُ إليها مِنْ أناةٍ بشافِع
غَزَتْ مُهجتي حتَّى ألانَتْ صَفاتَهاولاثَتْ دمي حتى أضَرَّتْ بطابَعي
رَبتْ في فؤادٍ بالتشاحُنِ غارِقٍمليءٍ ، وفي سمَّ الحزازاتِ ناقع
كوامِنُ مِنْ حِقْدٍ وإثمٍ ونِقْمَةٍتَقَمَّصْنَني يَرْقُبْنَ يومَ التراجُع
وُقْلتُ لها يا فاجراتِ المَخادِعتَزَيَّيْنَ زِيَّ المُحصَناتِ الخواشع
وقَرْنَ بصدْرٍ كالمقابر مُوحشٍولُحْنَ بوجهٍ كالأثافيِّ سافِع
وكُنَّ بريقاً في عُيوني ، وهِزَّةًبجسمي ، وبُقْيا رَجفَةٍ في أصابعي
وأرعَبْنَ أطيافي وشَرَدْنَ طائفاًمِن النوم يَسري في العيون الهواجع
ودِفْنَ زُعافاً في حياتي يُحيلُهاإلى بُؤرةٍ من قسوةٍ وتقاطُع
وعلَّمْنَني كيفَ احتباسي كآبَتيوكيفَ اغتصابي ضِحكةَ المُتَصانِع
وثُرْنَ فظيعاتٍ إذا حُمَّ مَخْرَجٌوقُلْنَ ألسنا من نَتاجِ الفظائع
ألسنا خليطاً مِنْ نذالةِ شامتٍوَفْجرَةِ غَدّارٍ وإمْرَةِ خانع
تحلَّبَ أقوامٌ ضُرُوعً المنافِعورحتُ بوسقٍ من " أديبٍ " و " بارع "
وعَلَّلتُ أطفالي بَشرِّ تعلِّةٍخُلودِ أبيهم في بُطونِ المجامع
وراجعتُ أشعاري سِِجَّلاً فلم أجِدْبهِ غيرَ ما يُودي بِحِلْمِ المُراجِع
ومُسْتَنْكرٍ شَيْباً قُبيلَ أوانهِأقولُ له : هذا غبارُ الوقائع
طرحتُ عصا التِّرحالِ واعتَضتُ متْعباًحياةَ المُجاري عن حياةِ المُقارِع
وتابَعْتُ أبْقَى الحالَتْينِ لمُهجتيوإنْ لم تَقُمْ كلْتاهُما بِمطامعي
ووُقِّيتُ بالجبنِ المكارِهَ والأذىومَنْجى عتيقِ الجُبن كرُّ المَصارِع
رأيتُ بعيني حينَ كَذَّبْتُ مَسْمَعيسماتِ الجُدودِ في الحدود الضَّوارع
وأمعنتُ بحثاً عن أكفٍُّ كثيرةٍفألفيتُ أعلاهُنَّ كَفَّ المُبايع
نأتْ بي قُرونٌ عن زُهيرٍ وردَّنيعلى الرُّغمِ منّي عِلْمُهُ بالطبائع
أنا اليومَ إذ صانعتُ ، أحسنُ حالةًوأُحدوثةً منّي كغير مصانع
خَبَتْ جذوةٌ لا ألهبَ اللهُ نارَهاإذا كانَ حتماً أنْ تَقَضَّ مضاجعي
بلى وشكرتُ العْمرَ أنْ مُدَّ حَبْلُهإلى أنْ حباني مُهلةً للتراجُع
وألْفَيتُني إذ علَّ قومٌ وأنهلواحريصاً على سُؤرِ الحياةِ المُنازَع
تمنَّيتُ مَنْ قاسَتْ عناء تطامُحيتعودُ لِتَهْنا في رَخاءِ تواضعي
فانَّ الذي عانَتْ جرائرَهُ مَحَتْضَراعتُهُ ذَنْبَ العزيزِ المُمانِع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:56 pm

تطويق!..



نوري ولم يُنعمِ علىّ سواكاأحد ونعمةُ خالق سَوّاكا
إني وجدت المكرُماتِ مَتاجراًيبغي ذووها مربحاً إلاّكا
بل لو أشاء لقلت كم من وردةلي عند جِبس ردَّها أشواكا
جاء القريضُ مطوَّقاً بك لائذاًوانزاح عنهم مُعرِضاً وأتاكا
طوَّقْتْنى طوقَ الحَمام مبرَّةًونصبتَ لي من مِنَّةٍ أشراكا
كم من يد بيضاءَ ضِقْتُ بشكرهاذرعاً وعاشت – لا تضيق – يداكا
نوري تحيةَ معجب بك مثقلبجميل صُنعك واثقٍ بعُلاكا
حاشايَ لم أدلِف اليك تزُّلفاًكّلا ولستَ تُريدهُ حاشاكا
للشعر منزلةٌ لديَّ أُجَّلهاوأُحلها – لو أقدِر – الأفلاكا
لكن وجدت الشعرَ مهنةَ عاجزإن لم يَقُمْ عني بشكر نَداكا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 1:57 pm

يراع المجد



جدع الجبارُ أنَفَ المعجَبِواصطلى الطاغي بنيران الأبي
ورأى التاريخُ ما لم يرهمن نضالِ الصابرِ المحتسِبِ
يا يراع المجدِ هذي صفحةٌاَمْلِ ما شئتَ عليها واكتُب
خَبِّرِ الاجيالَ كيف افتخرتساحةُ الموتِ بشيخٍ وصبي
وفتاة بالردى هازئةٍأمسِ كانت نجمةً في ملعب
امةٌ تنفح عن " معتقد "وبلادٌ تدّري عن " مذهب "
عانق الموت زؤاماً سادرظنَّها " باريسَ " بنْتَ الطرب
واراها كيف رجسُ المعتديفأرتْه كيف طُهْرُ المُغضَب
ثم تلته يدٌ " كادحةٌ "تُحْسِنُ الصَّفعةَ للمغتصِب
يا رجاءَ الكونِ في محنتهيا شُعاعَ الأملِ المستعذَب
يا بُناة الحقِ والعدلِ علىملعب من قيصريٍ خرب
سجدَ ابنُ العقلِ والفقرِ بهمرغماً لابنِ الخنا والذهب
يا ينابيعَ رجاءٍ فُجَّرتْلظِماءٍ وجياعٍ سغّب
يا نقاءَ الفكرِ في جوهرهلم يُدَلَّسْ بالكُنىَ والرُّتَب
تأنف القدرةُ في ذِرْوَتِهاوإلهٌ في السما أن تُغْلَبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 2:00 pm

سواستبول



يا "سواسبولُ " سلامُلا يَنَلْ مجدّكِ ذامُ
لا عرا السيفَ حساماًذَرِبَ الحدِّ انثِلام
لا يَنَلْ منكِ بماأوذيْْتِ في اللهِ اهتضام
لكِ فيما يُنقِذُ العالَمَرَوْحٌ وجِمام
في الضَّحايا الغُرِّ من آلِكِللحقِّ دِعام
كلُّ شِبْرٍ فوقَهُ مِنجُثَثِ القتلى وِسام
يذهبُ الدَّهرُ ويبقىمن تفانيكِ نِظام
الحِفاظُ المرُّ ما انتِعليهِ والذِّمام
والحِفاظُ المُرُّ – أُغرمْتِ به -موتٌ زُؤام
يا " سواسبولُ " سَقاكِالدَّمُ
أعَلَى الذَّبْحِ استباقٌ ؟أعلى الموتِ ازدحام ؟
أهيَ سوقٌ لمبارةِالَّلذاذاتِ تُقام؟
ألرَّدى والمجدُ والأشلاءُوالصُلْبُ رُكام
قلعةٌ شرقيَّةٌ فيكُرْبَةِ الأرض ابتِسام
يَهرَمُ الدَّهرُ فانْ عَنَّتْله فهوَ غُلام
شامخٌ ممَّا أتىأبناؤها الصيِّدُ الكِرام

شُعْلَةٌ للحقِّ غطَّها مِنِ الظُلْمِ ضِرام
يا " سواسبولُ " سلامُوانحناءٌ واحتشام
ما عسى يَبلُغُ – مِنهذا الذي جئتِ – كلام
وعلى أرضِكِ آياتٌبلِيغاتٌ " عِظام"
هيَ في السَّلْمِ حياةٌوهيَ في الموتِ احترام
حولَ أسوارِكِ مِن أطياف ِ" أنصارٍ " زِحام
مُنْهَكاتٌ فقعودٌمِن وَجيْبٍ وقِيام
نُثِرَتْ كَرْهاًسُجَّداً حولَكِ هام
يا " سواسبولُ " ووجهُالدَّهرِ يَصْحُو ويُغام
وسنا البدرِ انتكاساتٌفنَقْصٌ وتَمام
ومنَ السُقْمِ علاجٌومنَ البُرْْءِ سَقام
يا مناراً يُرشِدُ العالَمَوالدُّنيا ظَلام
مرَّ عامٌ ، كلُّ يومٍمنهُ في التأريخ عام
كلُّ آنٍ يَسألُ العالمُ :ماذا يا عِصام؟
كيفَ " خَرْكوفُ " وهلْ بَعْدُعِتابٌ أو مَلام؟
كيفَ " رُستوفُ " لها بـ " الأسودِ "الطَّامي اعتصام
وهَلِ القَفْقاسُ – كالعهدِجيادٌ وَسوام
وأغانيُّ ، وأرباضٌ، وكَرٌّ ، واقتحام
لبنيهِ والذُّرى الشُمِّعلى الموتِ اعتِمام
صهوةُ الأدهمِ ،والفارسُ يُزهَى ، والحُسام
زُبُرُ " الفولاذِ " قدْ أفرغَهاقيْنٌ هُمام
أُمةٌ لا صَدْعَ فيهالا ارتجاعٌ ، لا انقسام
إنَّهُ " الايمانُ " إيثارٌوعدلٌ ، ووئام
مُثُلٌ زالَ بها جُوعٌ، وجهلٌ ، واحتكِام
هكذا تُنْبتُ أرضٌهيَ بالحقِّ اقتسام
يَملِكُ الزَّارِعُ ما يزرَعُلا عَبداً يُسام
صرَّحَ الشرُّ وجَلَّىوانجّلى عنهُ الّلِثام
وبدا الغدرُ شَتِيمَ الوجهِيعلُوهُ القَتام
وَخُمَ المرتَعُ بالباغيوحَلَّ الاِنتقام
جَرَتِ الفُلْكُ مُلِحَّاتٍوحانَ الارِتطام
دُوْنَكِ الغارِبَ جُبِّيهِفقد جُبَّ السَّنام
بَيَّتَ الجاني على " الفَعْلَةِ "فالصَّفْحُ أثام
واستوى الحالُ فمعنىأن يَعِفّوا أنْ يُضاموا
فالدمُ الغالي حَلالٌوتحاشيهِ حَرام
بَرَّرَ " الفَجْرَةَ " واستامَالخَنا ، جيشٌ لُهام
فالقُرى ، والشِّيبُ ، والرّضَّعُ، للنَّارِ طعام
أهيَ ذي القُوَّةُيعتَزُّ بها هُجْنٌ طَغام
أيُّ سُخْرِيَّةِ أهواءِأُناسٌ أمْ هَوام؟
الحْديدُ الضَّخْمُ يَختارُأحَرْبٌ أمْ سلام؟
والخَنا والنُبْلُ يقضيفيهما هذا الحُطام؟
ما لهذا الوحشِ مِنناهٍ ؟ وللخيلِ لجام
فَسلُوا المعطاشَ للدَّمَّأمَا بُلَّ الأُوام؟
وسلُوا الحُبلى لَقاحَالشَّرِّ هلْ بعدُ وِحام؟
بشِعَ الفنُّ وذابتْصُوَرُ الرّفْق الوِسام
وانبرى أشنعَ ماخَطَّ وشَطَّ الاِجترام
جَمَدَ الطفلُ على الثَّديفهلْ هذا انسجام؟
وهَلِ البَتْرُ ابتداعٌوهَلِ السَّمْلُ التزام؟

وهل الألوانُ ، والأضواءُُ ، سِيقانٌ وهَام؟
وهل الحِيطانُ بالأحياءِتُبنى وتُقام؟
فِكْرةٌ مِنَ وحْيِ أهلِالكَهْفِ ، إذ مَلّوا فناموا
يا سواسبولُ : سلامُوهيامٌ ، غرام
وتسابيحٌ تَغنَّىبكِ ما غَنى حَمام
يا سواسبولُ : سيَنْجابُمِن الشَّرِّ قَتام
وستستيقِظُ أجيالٌعلى الذُلِّ نِيام
وسيَنْجَرُّ على شوكِالجْماهيرِ عُرام
يا سواسبولُ : مصيرُ البغيِما دََّوى رَغام
وحديدٌ صُبَّ في مُستَنْقَعِالعُهْرِ كهام
يا سواسبولُ : سلامُلا يَنَلْ مجدَكِ ذام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 2:02 pm

أمم تجدُّ ونلعَب ..



أُممٌ تَجِدُّ ونَلعبُويُعذَّبون ونَطرَبُ
المَشرِقُ الواعي يَخُطمَصيرهُ والمَغرب
فهُنا دمٌ يَتعهَّد الجيلَالجديدَ فَيُسكب
وهنا كِفاحٌ – في سبيلِتحرُّرٍ – وتوثّب
وهنا جماهيرٌ يخُبُّبها زعيمٌ أغلَب
ونعيشُ نحنُ كما يعيشُعلى الضفافِ الطُحْلُب
مُتطفِّلينَ على الوجودِنعومُ فيه ونَرْسُب
مُتذبذِبينَ وشرُّ ماقتلَ الطُموحَ تَذبذب
نُوحي التطَيرَ كالغُرابِإلى النفوس وَتْعَب
ونبُثُّ رُعباً في الصفوفِبما ندُسُّ ونكذِب
نَدعو إلى المستعمرينَلسوِطهم نَتَحبَّب
نَهوى تَقَربَهم وفيهحتفُنا يتقرّب
متخاذلينَ كما يشاءُتعنّتٌ وتعصّب
إنَّ العراقَ بما نُحَشِّدُضِدَّه ونؤلَّب
بيتٌ على يدِ أهلهِمِمَّا جَنَوا يَتخرَّب
إنَّ الحياةَ طريقُهاوعرٌ بعيدٌ مُجدِب
عرَقُ الجبينِ علىالدماء فويَقها يتصببَّ
ومِنَ الجماجم ما يَعيقُالواهنينَ ويُرْهِب
يَمشي عليها الآبِنُيُنجِزُ ما تَرَسَّمهُ الأب
ولكَم تخلَّفَ مَعشرٌعنها وشُرِّدَ مَوكب
ووراءها الواحاتُ طابَمراحُها والمَشرَب
ونُريدُ نحنُ لها طَريقاًمنهجاً لا يُنْصِب
الجَاهُ ينْعَمُ تحتَظِلِّ جِهادِنا والمنَصِب
قُلْ للشبابِ تحفَّزواوتيقَّظوا وتألَّبوا
وتأهِّبوا للطارئاتِفانَّها تَتأهَّب
سيَجِدُّ ما سيطولُإعجابٌ به وتعجّب
سيزولُ ما كنَّانقولُ مُشرِّقٌ ومُغرِّب
ستكونُ رابطةَ الشعوبِمبغَّضٌ ومُحَبَّب
سِيروا ولا تستوحشواورِدُوا ، ولا تَتَهيَّّبوا
لا تَظمأوا إن الحياةَمَعينُها لا يَنْضُب
سِيروا خِفافاً ، نَفْسُكمْوصَفاؤها ، والمذهب
لا تُثقلوها بالعويصِوبالغريبِ فتتعَبوا
وتَلَمَّسوا أُفقاً تلبَّدَغَيَمُهُ ، وترقَّبوا
يَنْهّضْ لكُمْ شَبحٌبمسفوحِ الدماءِ مُخَضَّب
غضِرُ الصِبا وكأنَّهمِمَّا تغبَّرَ أشيب
ذو عارضتَينِ فمؤنسٌجَذِلٌ . وآخر مُرعِب
يَرنو إلى أمسٍ فيعبِسُعندهَ ... ويُقطِّب
ويلوحُ فجرُ غدٍ فيركُضنحوه ويُرحَّب
يأوي إليهِ مُعمَّرويخافُ منه مُخرّب
مخضَ الحياةَ فلم يُفُتْهُمُصرَّحٌ ومُرَوَّب
وانزاحَ عنْ عينيهِ مايُطوى عليه مُغَيَّب
فاستلهِموهُ فخيرُ منرَسَمَ الطريقَ مُجرِّب
لا تجمُدوا إنّ الطبيعةَحُرَّةٌ تتقلَّب
كونوا كرقراقٍ بِمَدرجةِالحَصى يتسَرَّب
نأتي الصخورُ طريقَهفيجوزُهنَّ ويَذهب
وخُذوا وُجوهَ السانحاتِمنَ الظروفِ فقلِّبوا
فاذا استوَتْ فتَقحََّّمواوإذا التوَتْ فتَنكبَّوا
وإذا وجدتُم جذوةًفضعوا الفتيلَ وألهِبوا
مُدُّوا بأيديِكم إلىهذا الخليطِ فشذِّبوا
وتناولوا جَمراتِكمآناً وآناً فاحصِبوا
لا تَحذَروا أن تُغْضِبوامَن سرَّهُ أنْ تُغضَبوا
كُونوا كعاصفةٍ تُطَّوحُبالرمالِ وتَلعب
وتطلَّبوا بالحتفِ مَنلحتُوفِكُمْ يتَطلَّب
لا يُؤيسَنَّكُمُ مُقلُّعَديدكم أنْ تَغْلِبوا
إنْ لم يكنْ سببٌ يَمُدُّخُطاكُمُ فتسبَّبوا
لا تَنْفروا إن الحياةَإليكمُ تتقرَّب
لكمُ الغدُ الداني القُطوفِوصَفْوُهُ المُستَعْذَب
إنّ النضالَ مُهِمَّةٌيَعيا بها المُتَرهِّب
سَيرى الذينَ تدَّثرواوتزمَّلوا وتَجَلْببوا
وتحدثَّوا نَزْراً كمِعْزاةٍبجدب تُحلب
وتَنادَروا هَمْساً كماناغَى " جنيدبَ " جُنْدُب
خطواتُهمْ وشِفاهُهمورْوسُهم تَترتَّب
نَسَقاً كما الآجُرُّ صَفَّفَهُصَناعُ مُدَرَّب
إنّ الحياةَ سريعةوجريئة لا تُغْلَب
تَرمي بأثقالِ السنينَوراءها وتُعَقِّب
وتدوسُ مَن لا يستطيعُلَحاقها وتؤدِّب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 20, 2009 2:05 pm

بنت بيروت ...



يا عَذبَةَ الرُوح يا فتّانَة الجَسدِيا بنتَ " بيروتَ " يا أنشودةَ البَلدِ
يا غيمةَ الشَعرِ مُلتاثاً على قَمريا بَسمةَ الثغر مفترَّاً عن النَضَد
يا رَوعةَ البحرِ في العينينِ صافيةًيا نشوةَ الجبَلِ الملتّفِ في العضُد
يا قَطرةً من نِطاف الفجر ساقطهامن " أرز " لبنانَ خفَّاقُ الظلالِ ندى
يا نَبتة الله في عَليا مَظاهرِهآمنتُ بالله لم لم يُولَد ولم يَلِد
يا تلعةَ الجيدِ نصَّته فما وقَعَتعَينٌ على مِثله يَزدانُ بالجَيَد
يُطِلُّ منها بوجهٍ أيِّ مُحْتَملٍويَستريحُ بصدرٍ أيِّ مقتعَد
يا جَوهرَ اللُطفِ يا معنىً يضيقُ بهلَفظ فيقذِفُهُ الشِدقانِ كالزَبَد
أعِيذُ وجهَكِ أن أشْقى بِرقَّتِهوفَيْضَ حُسنِك إن يَعيا برِيِّ صدى
ولا يليقُ بأجفانٍ أنشِّرُهاعلى جمالكِ أن تُطوى على السُهد
يَدٌ مَسحتُ بها عَيني لأغمِضَهاعلى الهوى ، ويدي الأخرى على كَبِدي
وَرَدتُ عن ظمأٍ ماءً غَصِصتُ بهفليتَ أنَّيَ لم أظَمأْ ولم أرِد
قالَ الرِفاقُ ونارُ الحُبِّ آكلةٌمِن وَجنْنتَّي أهذا وجهُ مُبَترِد
لمْ أدرِ أذكُرُ " بيروتاً " بأيِّكماأأنتِ . أم لَوعتي ياليلةَ الأحد
عَجّ الرصيفُ بأسرابِ المها وهَفاقلبي بزفرةِ قَنَّصٍ ولم يسِد
فمِن مُوافيةٍ وعداً ، وراقبةٍوعداً ، وأين التي وَّفت ولم تَعِد؟
فُويقَ صدرِكِ من رفق الشبابِ بهأشهى وأعنفُ ما يُعطى لمنتهد
كنزانِ مِن مُتَع الدُنيا يُقِلُّهُماجمُّ الندى سَرِفٌ في زيِّ مُقتَصِد
قالوا تَشاغَلَ عن أهلٍ وعن ولَدٍفقال نهداك : لم يَشغَلهْ من أحد
سوى رَضيِعي لبانٍ توأمٍ حُبِسارهنَ الغِلالة إشفاقاً مِن الحَسَد
راجَعتُ نَفسي بما أبقى الشبابُ لهاوما تخلَّف من أسئاره بِيدي
فما أمرَّ وأقسى ما خرجتُ بهلولا بَقيةُ قلبٍ فيَّ مُتَّقِد
أمسى مَضى بلُبانات الهوى . وأتىيَومي يُمهِّد بادي بَدءةٍ لِغَدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 2:53 pm

ستالينغراد...



نضت الروح وهزتها لواءوكسته واكتست منه الدماء
واستمدت من إله الحقل . والبيتوالمصنع . عزما ومَضَاء
رمتِ الزرعَ بعين أثلجَ الدَمعُفيها ضرمَ الحِقدِ اجتواء
أعجلت عنهُ فآلت قَسَماًأن ستسقيه دمَ الاعداءِ ماء
ومشت في زَحمةِ الموتِ علىقدمٍ لم تخشَ مَيلا والتواء
اقسمت باسم عظيمٍ كرمتباسمِه أنْ لا تهين العظماء
يا " ستَالينُ " وما أعظمَهافي التهجي أحرُفاً تأبى الهجاء
أحرف يستمطرُ الكونُ بهاإنعتاقاً وازدهاراً وإخاء
خالق الامة لم يمنُنْ ولميبغِ – لولا أرَجُ الزهر – ثناء
وزعيمٌ شعَّ فيمنْ حولَهقبسٌ منه فكانوا الزعماء
زَرَّ بُردْيهِ على ذي مِرّةٍفاض إشفاقاً وبأساً وعناء
مسّه الظلمُ فعادى أهلهوامترى البؤسَ فَحَبَّ البوساء
وانبرى كالغيمِ في مُضْحِيَةٍفسقى دهراً وأحيا وأفاء
بُوركَ الباني وعاشت أمةٌوفتِ الباني حقوقاً والبناء
قيل للعيشِ ففاضت امناءوإلى الموت ففاضت شهداء
ومشى التاريخُ موزونَ الخُطىما انحنى ذُلاً ولا ضجّ ادعاء
هذه التربهُ لا ما سُمِّيتوطناً يُنبِتُ جوعاً وعراء
وهي ذي الحفرة إذ طارت عَجاجاًالفُ نفسٍ معها طارت فداء
وهو ذا العِرضُ فهل تبغي وقاةًمثلَهم أو مثل ذا تبغي وقاء
قف على " القَفْقاس " وانظرموكبَ المجدِ والعزةِ يمشي خُيَلاء
وسلِ ( القوزاقَ ) هل كان دماًلمعانُ السيف أم كان طلاء
وجدَ الغادرُ من قسوتهاما رأى من لطفها الضيفُ سخاء
والعتاقُ الجردُ هل لاقت بماعاقها من جثث القتلى عناء
نفخت من وَدَجَيْها أن رأتْمُمْتطَى فارسِها أمسى خلاء
فهي والغيظُ مرى أشداقهاتعرِكُ اللُّجْمَ وتجتّر الغثاء
واحتواها رهَجُ الحربِ فماتُبصر الأرضَ عتواً وازدهاء
من على صهوتِها يمنحُهاشرف " الفارسِ " عزماً وفتاء
ياعروسَ " الفلغِ " والفلغا دمٌساءت البلوى فاحسنت البلاء
صبغ " الدونَ " دماءين همابُعدُ بين الرجس والطهر التقاء
وجرت امواجُه حاملةًفوقها الضدينِ صبحاً ومساء
وعلى الجرفين " عظمان " همارمزُ عهدَيْنِ انحطاطاً وارتقاء
يا ابنة النهرين دومي شَبَحاًلقويٍّ وضعيفٍ يتراءى
للمهينين عقاباً وجزاءوالمهانين انتفاضاً وإباء
كنتِ اسمى مثلاً من ظَفَرٍلم تلده خططُ الحربِ دهاء
غلب الغالبُ فيه وانثنى الطوقُ– كالحبل – على الطوق انثناء
كنت رمزاً ألْهَمَ الجيلَ الفداءوهدى الأعقاب ما شاءت وشاء
حسِبوا أمرك ما قد عودواصعقَ الحربِ اتقاداً وانطفاء
وابتداء من حديدٍ ودمٍيمهَرُ الفتح به ثم انتهاء
واستجاشوا – فيلق الموت علىظمأ للدم منَّوه ارتواء
ومضوا فيما أرادوا خطوةأوشك اليأس بها يمحو الرجاء
وجف الغربُ على وطأتِهاوأمالت كلكلَ الشرقِ فناء
وتلوت جيرةٌ طماحةٌأفناء تَتَلَقّى أم بقاء
حملت حاضرَها واثقةًأنَّ في مستقبلٍ آتٍ عزاء
وانبرى التاريخُ في حَيْرتِهِأأماماً يتخطّى ام وراء
وسرت انباءُ سوءٍ تَدّعيأن ريحاً تُنِذرُ الدنيا وباء
حُلُمٌ حلوٌ مُمرٌّ مؤنسٌمُوحشٌ سرَّ بما جاء وساء
طاف بالكون فأغفى اهلهُتعساءً و أفاقوا سعداء
فاذا العزة في عليائهاتتضرّى فتدوسُ الكبرياء
وإذا الأنقاض في كُرْبتِهاتُفْعِمُ المكروبَ كالرَّوض شذاء
واذا المنقضُ من أحجارهالمح النجمَ تعالى فاضاء
وإذا الطاغوتُ في أعراسهيملأ الدنيا نحيباً وبكاء
أنتِ امليت على تاريخهطافحا بالكبر ذلاً واختذاء
ومحوتِ العجب من اسطارهوملأت الصَّلَفَ المحضَ ازدراء
وصفعتِ الدنَّ في يافوخِهِصفعة لم تُبْقِ خَمْراً وانتشاء
حسب من ضاقت ثناياكِ بهأنه يبغي فلا يَقوى النَّجاء
وكفى المحتلَ هَوناً أن يُرىالاسرون الغلبُ منه اسراء
نحنُ أهلَ الأرض لو نقْوى وفاءلرفعناكِ على الأرض سماء
لجعلنا كلَّ عينٍ – مثلماكلَّ قلب – تتملاكِ اجتلاء
نَعْمَ ما أسدَتْ يدٌ آثمةٌكشفت عن وجهِكِ الحرِّ غطاء
عاصفٌ مر فجلّى وانجلىبدت الشمسُ به أبهى سناء
وضح الحق الذي طال خفاءوتولى زَبَدُ الكِذبِ جُفاءا
وحّدَ العدلُ شعوباً خلطاءعمروا الأرضَ وعاشوا خلصاء
وجدوا في تربة تجمعُهمْكلّ ما يُطْلبُ في الخُلْدِ اشتهاء
ورأوا في السّلمِ ديناً يُقْتَضىورأوا في الحربِ للدَّين اقتضِاء
اترجي – أن تنجي وطنامن يد الموت – جنوداً فقراء
إن للحرب رجالا ليتَهُمْخبّرونا أنَّ للحرب نساء
وغيورات أبى تاريخهاأن ترى دون الغيورين غَناء
زانها الطهرُ رُواءً وارتمتْفي مُثار النقعِ فازدادت رُواء
ذادت الامُّ عن البيت وقاءوارتمى الطفلُ على الامِّ افتداء
وتعزَّت حين أخلت طُنفالم تَصُنْه – أنها صانت فِناء
" أم غوركَي " ليت عندي وحيهلأوفى ( بنتَك ) اليومَ الثناء
لو يعود اليومَ حياً لرأىمثلَها ألفْاً تهزّ البُلَغاء
بل ولولا أن غوركي أمهمثلُ هذي لم يُبزَّ النبغاء
يا " تولستوي " ولم تذهبْ سدىثورةُ الفكر ولا طارت هَباء
يا ثرياً وهبَ الناسَ الثراءقُمْ ترَ الناسَ جميعا أثرياء
قُمْ تَجِدْهم ما لكِي غلّتهِمْمن على عهِدك كانوا الأجَراء
هكذا ( الفكرةُ ) تزكو ثَمَراًأن زكت غرساً ، وأن طابت نماء
قد محصتَ حقاً وادعاءكلم يخترق السمع سواء
ووجدت الناسَ من جهلِهِمُلا يَميزون ثُغاء ورُغاء
استُغلوا فهُمُ من بأسِهمْلا يكادون يَعون الأنبياء
فحملت " البعثَ " باليمنىَ لَهموعلى اليسرى هناء ورخاء
وشجبت الرفقَ والرحمةَ مننفر ليسوا بحق رُحَمَاء
ينشُدون الناس أحراراً وهمملأوا البيتَ عبيداً وإماء
وكَسَوْا كلبهُمُ الخزَّ ومنْحولهمْ يلتحفُ الجمعُ العراء
ووجدت الذئبَ في حالاتِهربما رافق معزاة وشاء
قد يكون الكذب مفضوحا هراءويكون الصدقُ مدسوسا وباء
ويكون الحقُ – ما بينهما -باطلاً والطالحون الصلحاء
يا ابنةَ النهرين هذا نَسَبٌمن ولاءٍ لو تقبلتِ الولاء
بَعُدَ المَرْمى بما استهدفتِهواختذى السهمُ فقصرتِ عياء
وارتمى الحسُّ على الحسِّ فمايستطيع اللفظُ للوعي اداء
ومن الظلم – الذي تابَيْنَهأن تسومي المعجزاتِ الشعراء
عاطفاتٌ حُوَّمٌ عاجت علىأبْحُرِ الشعر فردتها ظماء
وهي ما كانت لتدلي سببالك ، لولا أنها كانت بَراء
لم تُثِرْها نزوةُ النفس ، ولميُزهها العُجْبُ ولم تنبِضْ رياء
جُلُّ ما يسعفني بهأن يلبي " الفمُ " للقلبِ نداء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 2:59 pm

يوم الجيش الأحمر ..



بلادٌ مُفَدّاةٌ وجيشٌ مظفرُوقائدُ جيشٍ في البلاد موقّرُ
وفتحٌ مُبينٌ يَقْصُرُ الشعر دونَهُوللنثرُ عما يعجز الشعر أقصر
وحراس حق يرقب الكون كلّهمصيراً على أيديهم يتقرّر
اذا خَطَروا فالبِيضُ تنطفُ بالدِّماءتحييّ خُطاهم . والجماجمُ تنشر
وذكرى كأن الدهرَ في جَريَانهيُقاسُ بها والشمسَ منها تَنَوَّر
ستالينَ يا لحنَ التخيّل والمنىتغنيه أجيالٌ وتَرْويه أعصُر
ويا كوكباً في عالَمٍ غَمَّ جوُّهُبلألائه يَسْترشِدُ المتحيّر
أرد خطةً تَقْدِرْ وتَنْجَحْ فانناعَرَفْناك تُمضي ما تُريد وتَقْدِر
كأنَّ بناتِ الفكرِ في كُل خُطةٍتَخُطُّ ورأيٍ عبقريٍ تُدبِّر
حظايا ترجى نظرةً منك أيَّهاتُريدُ وأيَّاً تنتقي وتَخَيَّر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:02 pm

تونس..



رِدي يا خيولَ اللهِ مَنْهَلَكِ العَذْباويا شرقُ عُدْ للغربِ فاقتَحمِ الغَرْبا
ويا شرقُ هَلْ سَرَّ الطواغيتَ أنَّهافويقَكَ أشلاءٌ مبعثرةٌ إربا
يدٌ جَذَّ يومُ القيروانِ عُروقَهاوظهرٌ على القفقاسِ مستعلِياً جُبَّا
ويا طارقَ الجيلِ الجديدِ تلفُتاًإلى جبلٍ إجتازه طارقٌ دَرْبا
أثرتَ لنا في غَمرةِ النصرِ خَطْرَةًمن الذكرِ فيها ما نحبُّ وما نأبى
هزَزْنا بها ذِكرى ، وتِهنا بزهوهابُدوءاً ، ونُحنا من تصوَّرها عُقْبى
لمثلِ الذي تَبْغي من الحقِّ قادَهاإلى الموتِ ، لم تسألْ به السَّهْلَ الصَّعبْا
حَدا من جيوشِ الوحي والنصر ما حداوعَبَّا من الإيمانِ بالنصر ما عَبَّا
كنارِ " ابن عمرانَ " التي جاءَ قابساًسناها حريقٌ في سفائنهِ شبَّا
وألواحُها " الألواحُ " لولا " رسالةٌ "على " قُرَشيٍّ " لم تُرِدْ عينُه الربَّا
تخطَّتْ إلى مَحْميَّةِ الغربِ أُمَّةٌحمتْ فأجادت قبلَها عن حِمّى ذَبَّا
تحدَّتْ عُبابَ البحرِ تُزعجُ حُوتَهُومن قبلهِ في البرّ أزعجتِ الضَّبَّا
أولاءِ " البُداةُ " الغامطُ النّاسِ حقَّهموتلكَ التي منها العربَ العَرْبا
لَتِلكَ قلوبٌ نَنشُدُ اليومَ مِثْلَهاأبى دينُها أنْ تجمعَ اللهَ والرُّعبا
سرَتْ كشُعاعِ النورِ في فَحمةِ الدُّجىومثلَ النسيم الرَّخْو في يَبَسٍ هبَّا
وفي ذلَّةٍ عزّا ، وفي ضَلَّةٍ هُدىًوفي جَنَفٍ عدلاً ، وفي جَدَبٍ خصبْا
وفي عصبيَّاتٍ غِلاظٍ تسامُحاًوفي مُلْتوٍ مِنْ نهجها منهجاً لحَبا
أطلت على " مدريدَ " تُسمِعُ دعوةًوسارتْ إلى " باريسَ " تَسمعُ من لَبَّى
ودبَّتْ مَدَبَّ الروحِ في الكونِ رحمةًوشدَّتْ لجسمٍ خائرٍ مُتْعَبٍ صُلبا
ومدَّتْ برفقٍ كفَّها فتلَمَّسَتجراحَ بني الدُّنيا فآستْ لهم نُدْبا
وآوتْ من الأديانِ شتَّى وأطْلَعَتْمِن الخطراتِ النيّراتِ بها شُهْبا
وحامَتْ يَراعاً جالَ في جَنَباتِهاوصانَتْ – عليها أو لها – مِقولاً ذَرْبا
وما سَمَلَتْ عيناً ، وما قَطَعَتْ يداًولا حجزتْ رأيا ، ولا أحْرَقَتْ كتبا
نظرتُ إلى ما كانَ منها . وما جرىعليها ، وما يأتي الشقاقُ إذا دَبَّا
وكيفَ أفاءَتْ ما أرادتْ ظِلالَهاوكيفَ اغتدَتْ مستثقلاً ظِلّها ، نُهْى
فقلتُ : وبعضُ القولِ عُتْبى وبعضُهعتابٌ ، وشرُّ القولِ عتبٌ بلا عُتَبى
أساءَت صنيعاً أُمَّةٌٌ مستكينةٌصبورٌ على البلوى إلى أُمَّةٍ غَضْبى
سقى " تونساً " ما يدفعُ الخَطْبَ ، إنَّهابخُضْرَتِها تُكْفَى الذي يدفعُ الجَدْبا
وحَيَّاً القِبابَ البيضَ رَوْحٌ كأهلهارقيقُ الحواشي يَمسحُ الماءَ والعُشْبا
ورافقَها نورٌ من الوعيِ مُسْفِرٌكأنوارِ أسحارٍ ترقرقها سكبا
نَحنُّ لِذكراها ، ونشكو افتقادَهاكما شَكَتِ العينُ التَّي افتقدَتْ هُدْبا
ويا" مونتكُمري " لو سقى القولُ فاتحاًسقَتْكَ القوافي صفَوها السلسلَ العذْبا
ولو كانَ ذَوْبُ العاطفاتِ نِثارةًنَثْرنا لكَ الإعجابَ والشكرَ والحُبَّا
نضتْكَ لدَرْءِ الشرِّ عَضْباً " صياقلٌ "أعَدَّتْ لِلُقْيا كلِّ مستكبرٍ عَضْبا
حلَلْتَ على " روميلَ " كَرْباً ، وقبلَهاأحلَّ بأدهى منه " ولنِكْتِنٌ " كربا
وأنتَ انتزعتَ النصرَ من يدِ قادرٍعليهِ ، ولم ترحَمْ معنّىً به صَبَّا
ودحرجتَهُ عن " مِصْرَ " وهوَ مُعرِّسٌبأحلامهِ ، يُحصي الخراجَ الذي يُجْبى
وغرَّتْهُ من ريحِ الصحاري قَبُولُهافكيفَ رآها وهي مُعرِضةٌ نَكْبا
دَحَا أرضَها ، وانصَبَّ كالموتِ فوقَهاولُحْتَ له مَوتاً على الموتِ مُنصَباً
تركتَ الَّذي رامَ السَّما يلمِسُ الثَّرىومنْ كانَ يشكُو بِطنَةً يشتكي السَّغْبا
وبَصَّرْتَهُ لَّما تَصَعَّرَ خدُّهُبأنَّكَ أعلْى من أخادِعِهِ كَعْبا
قصَصْتَ جناحَيْه فقَرَّتْ شَذاتُهُوعادتْ " نوازي " شَرِّه أفرخاً زُغبا
كشفتَ لهُ ضَعْفاً وغطَّيْتَ قُوَّةًفكنتَ ، ولولا خُدعةٌ لم تكن ، خِبَّا
أرادَ الَّتي من دونِها أنت ، والوغىوعدلُ القَضا ، تَبّاً لِما رامهُ تَبَّا
سددتَ عليه الرأيَ حتى تركتَهيَرى من سَدادِ الرأيِ ما عدَّه سبَّا
وحتى رأى ذُلَّ الفِرارِ غنيمةًوحتى رأى الداءَ الذي يشتكي طِبَّا
وضاقتْ عليه الأرضُ فهوَ مهوِّمٌعليها نهَتْهُ أنْ يُريحَ بها جَنْبا
تمنَّى عليهِ " رَبُّهُ " مِصْرَ مَنْحةًوكادَ على " القطَّارِ " أنْ يُرضيَ الربَّا
وكادَ على " القَطَّارِ " يُرْسِلُ حاصباًعلى " الشرقِ " لولا أنْ قذفتَ به حَصْبا
تراءى له نَهْباً ، ولمَّا صَدَمْتَهُتراءتْ له الأحلامُ صيْحَ بها نَهْبا
ومدَّتْ لهُ الأطماعُ في نَزواتهِإلى أنْ غَدَتْ كَلاً على نَفْسْهِ حَرْبا
وداعَبَتِ " الاسكندريَّةُ " عينَهُوخادَعَ منه " النيلُ " في طميْهِ اللُبَّا
ولاحَ له " الاسكندرُ " الصِّدْقُ فانثنتْتُزَيَّفُ منه النفسُ إسكندراً كذِِبْا
ومَنَّى بيَنْبوعِ الفراتِ حصانَهُوعلَّل " بالزّابَيْنِ " عسكرَهُ اللّجبْا
فيا لَكَ زَوراً ذادَ عن عينهٍ الكَرىوشَرَّدَ عنْ أجفانهِ حُلُماً رَطْبا
فلمْ يَرَ إلاَّ مَغرِزَ الرَّجْلِ يَقْظَةًوكانَ يناغي حالِماً عالَماً رَحْبا
من " العَلَمَيْن " استَقْتَهُ محكَمَ القُوىوفي " تونسٍ " أدركتَهُ رازحاً لَغْبا
نثرتَ لهُ شُمَّ المتالعِ والقُرىكما نَثَرَ الصيَّادُ للطَّائرِ الحَبَّا
وأغريتَهُ بالقرب حتَّى إذا دَنَاإليكَ رأى منكَ الَّذي بَغَّضَ القُرْبا
عنودٌ ، تأبَّى الوَثْبَ في نكَساتهِمن الكِبْرِ ، لولا أنْ تُطاردَهُ وَثَبْا
ولو غيرُ " رُوَميلٍ " لقُلْنا كغيرِهاسُقاةُ الرَّدى عاطَتْ بأكؤسُها شَرْبا
ولكنَّه نَدْمانُ موتٍ إذا سَقىألحَّ وعاطى مَنْ ينادمُهُ عَبَّا
وقد خَبَّأ السَمَّ الزُّعافَ فَبزَّهُخبيرٌ بما أبدى ، بصيرٌ بما خَبَّا
ولمَّا التقى الجمعانِ غُلْبٌ أشاوسٌدَهَتْ مثلَها شُوْساً مُدَجَّجةً غُلْبا
وحُم الحديدُ الضخمُ ، والصبرُ ، والحجىكِلا المعدِنين استَنجدا معدِناً صُلبْا
مشى الحقُّ في الصفَّينِ يدمَغُ باطلاًويغمُرُ بالريحان أوفاهما كَسْبا
تَفادى بـ " أرنيمٍ " وفَرَّ بنفسهوأبقى لك الأهلَ الأعزَّةَ والصَّحبا
وأهداكَهم أسرى وقتلى كأنهبهم يستميحُ العفوَ ممَّا جنى ذَنْبا
تَلَظَّى بهمْ بالنارِ بَرٌّ ، وقاءهُمْخِضمٌّ ، وراحَ الجوُّ يُمطرهم عَطْبا
كأنَّكَ إذ تُحصي رُكاماً حُطامَهُتُصَحِّحُ أغلاطاً فتوسِعُها شَطْبا
فمن يَرَ في الصحراءِ نَثْراً قبورَهُمْيخَلْها من الأجداثِ مجنونةً رُعْبا
ومن يُبصرِ الأسرى يُقادونَ هُطَّعاًيَجِدْ حادياً يحدو إلى سَقَرٍ رَكْبا
وخَلَّى لكَ " الطليانَ " يحتَكُّ بعضُهاببعضٍ كما تحتَكُّ منَجَربٍ جَرْبا
أتى بهمُ إلْباً عليكَ سَفاهةًفكانوا عليهِ في تَغَنُّجِهِمْ إلبا
أرادَ لخوْضِ الموتِ أغراسَ نِعمةٍغذاها وليُّ الأمرِ فاكهةً أبَّا
حَسِبْنَ لاِزعاجِ ابنِ آوى بنادقِاًوخلْنَ لمِضمار الهَوى شُزَّباً قُبَّا
وضاعَفْنَ نسجاً من حريرٍ ولأمةًوجرْنَ بيضَ الهندِ والوشيَ والعَصْبا
ورُحْنَ كأسراب القطا نُعَّمَ الخُطَىوقىَ اللهُ - من شَرٍّ يرادُ به - السِّرْبا
وجازى بشَرٍّ من أرادَ بجَورْهِوجُوهَ الحسان الغيدِ أن تْلمِس الترْبا
وأن تهبِطَ الوديانَ ليلاً لريبةٍوأن ترتقي صُبحاً على عَجَلٍ هُضْبا
وأن تَشْهَدَ الأشلاء تنقضُّ حولَهاوفي دَمِها الفرسانُ مخضوبةً خَضْبا
ولم ترتِكبْ إثماً سوى أنَّها دُمًىولم تأتِ – إلَّا أنَّها عورة – ذَنْبا
فلو كنتَ يومَ النَّقْعِ شاهِدَ أمرِهاوقد خَبَّأتْ تِرْبٌ بأثوابها تِرْبا
وسدَّتْ ثقوبَ الأرضِ مُحجرةً بهافما غادرَتْ مأوىً لضبٍ ولا ثقبا
دعوتَ على مَنْ شَقَّ عنها حجابَهاوأقحَمَها ما ليسَ من شأنِها غْصبا
إذن لسألتَ اللهَ فَّلاً لغَربِهجزاءً على ما فلَّ من سترِها غَرْبا
فرِفْقاً باشباهِ القواريرِ صُدِّعَتْوما اسْطعتمُ فاسَتدركوا صدعها رأبا
فيالكِ بُشرى ما أرقَّ وما أصفَىأغاثَتْ نفوساً ما أحنَّ وما أصبي
ويا حُلفاءَ اليومِ والأمسِ إنَّنالكُمْ – ما اردتُم – في مودَتِنا قُرْبى
أريدوا بنا خيراً نَعِدْكُمْ بمثِلهِوكونوا لنا حِزْباً ، نَكُنْ لكُمُ حِزبا
وظَنُّوا بنا خَيراً فَفينا كَوامِنٌمن الخير إنْ تُبعث تَزدْكمْ بنا عُجْبا
ولا تذكروا عَتْباً فانَّ مُوطّداًمن الودِ زِدْنا فيه ما يرفعُ العتبا
وإلا فكيلوه عتاباً بمثلهلنا . وكلانا مُعْتِبٌ بَعْدُ من أرْبى
ولا تَخْلِطوا شَغباً عليكم مُبغَّضاإلينا وحقاً لا نريدُ به شغْبا
وآخوا بنا شعباً وهانَتْ أُخوَّةٌإذا كنتَ تَلقى عندها الفردَ لا الشَعبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:06 pm

نشيد العودة ..



للهِ دَرُّكِ من وليدِفي عيد مولِده السعيدِ
حَيَّتْْهُ ممطرةُ الدَّماربمثل قاصفةِ الرُّعود
وأظَله من كل قاذفةٍغرابٌ من حديد
ومشى بهذا المَهدْ مايحدو المهودَ إلى اللُحود
يا أختَ امسِ المالىءِالدنيا بجبارٍ عنيد
أسدَى وقد جَحَدَ الخلودَيداً ترِفُّ على الخُلود
أومَى الى زُمرَ المناقِبمن طَريف او تَليد
من كلِّ شاك ما استَباحله المؤرّخُ من حدُود
فاتَتهْ رازحةُ الخُطىتَشكو من الجَهد الجهيد
يبدو على شَمَمٍ وإيثارٍوإقدامٍ وجُود
جُرْحٌ بليغٌ في الفؤادولطمةٌ فوقَ الخدود
فأقرَّها في أي أنصِبِةٍومصطَلحٍ وطيد
من هذه الأرواحِثائرةٌ على ضَنْك الجلود
مما يُحشِّده نضالُكللفضيلة من جُنودُ
من هذه الأشلاء نافحةُالأريج على الصَعيد
بالأُمِّ هاويةٌ على البَعلالكريم على الوَليد
إنّا قرأنا فيكِمعنى لفظِ تاريخٍ مجيد
فضلتِ " أمسِ " على " غدٍ "وطغى " القديم " على " الجديد "
يا أختَ مُحترِس الحَماموامَّ مقتنص الأُسود
فوُزي بعُقْبى ما وُعِدتِفقد صَبْرتِ على الوعيد
ولقد صَبَرت على التييَعيَا بها صَبْرُ الجَليد
فلقد صَبَرت على رِباحالموت تَعصِفُ بالحصيد
وعلى جحيمٍ منك عَبَّأما تَخَيرَّ من وَقود
وعلى – امرَّ من الجحيم -شَماتة النِمَر الحقود
صُغتِ السُدودَ من الصدورترُدُّ عادية السدود
ومشيتِ انتِ الى الردىفاخذتِ منه بالوريد
بَليَ باشدَّ منهشكيمةً يومَ الوُرود
عودي فقد حَنَّ العرينُلعودة الأسَد الطريد
عودي كواسطةِ الجُمانتَعود للعِقد الفريد
عودي نشيداً خالداًولأنتِ ملهمةُ النشيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:08 pm

إلى الرّصافي



تمرَّستَ " بالأولى " فكنتَ المُغامِراوفكَّرتَ " بالأخرى " فكنتَ المُجاهِرا
وفضَّلتَ عيشاً بين تلك وهذهبه كنتَ ، بل لولاهُ ، ما كنتَ شاعرا
وما الشِّعرُ إلاَّ ما تفتَّقَ نُورهُعن الذهنِ مشبوباً ، عن الفكر حائرا
عن النفس جاشت فاستجاشت بفيضهاعن القلبِ مرتجَّ العواطفِ زاخراً
وما زجَّ في شتَّى المَهاوي بربِّهوقحَّمهُ " النَهجينِ " قصداً ، وجائرا
وما هو بالحبلِ الذي رُحتَ مرغِماً" أوائلَه " أنْ تلتقي و " الأواخرا"
وكنتَ جريئاً حين يدعوكَ خاطرٌمِن الفكر أن تدعو إليك المَخاطرا
على ثقةٍ أنْ لستَ في الناس واجداًعلى مِثله – إلاَّ القليلَ – مُناصراً
وكنتَ صريحاً في حياتكَ كلِّهاوكانَ – ومازالَ – المصارِحُ نادراً
فانْ شابَها ما لم تجدْ عنه نُدحةًشَفَعْتَ به حُكم الظروف مُسايرا
فقد كنتَ عن وحي الضرورةِ ناطقاًوقد كنتَ عن محضِ الطبيعة صادراً
وقد كنتَ في تلك " الأماديحِ " شاتماًمحيطاً " بأربابِ " القرائحِ كافرا
وإلاَّ فأنتَ المانعُ الصُغرِ " عن يدٍأبتْ أنْ تُحلَّى في الجِنان أساورا"
وإنَّكَ أنقى من نُفوسِ خبيثةٍتُراوِدُ بالصَّمت المريبِ المَناكرا
تَعيبُ على الشِّعرِ التَّحايا رقيقةًوتلثُم من " بغلٍ هجينٍ " حوافرا
تُريدُ القوافي المؤنساتِ غفيفةًوقد أشغرتْ – للفاحشاتِ – الضمائرا
وتُنكر أنْ يُستنشقَ الشعرُ " نفحةً "وقد فَغرتْ أشداقَها والمناخرا
وتطوي على " أُمِّ الدَّنايا " مَباطناًوتُلقي عليها من إباءٍ مظاهرا
كما أسدلتْ ليلاً " هلوكٌ " مُلحَّةٌعلى مخدعِ العُهرِ الحريرَ ستائرا
من العارِ أنْ نرضى التذبذبَ صامتاًدنيئاً ، خبيثاً ، والغاً ، متصاغرا
على حينَ نأبى أن تحرِّكَ شاعراًضرورةُ حالٍ بدَّلَتْ منه خاطرا
وإنيّ إذْ أُهدي إليكَ تحيَّتيأهزُّ بكَ الجْيلَ العَقوقَ المُعاصِرا
أهزُّ بكَ الجيلَ الذي لا تهزُّهنوابغُه ، حتى تزورَ المقابرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:09 pm

الأصيل في لبنان ..



أأنتَ رأيتَ الشمسَ إذ حُمّ يومُهاتَحَدَّرُ في مهوىً سحيقٍ لتغربا
تَحدَّرُ في مهوىً تلقفَ قُرْصَهاتلقُّفَ تَنُّورٍ رغيفاً محصبا
وما خلفت في الجو من خطراتهاوما خلعت من مرقصات على الربى
وما بدلت من زرقة البحر ألهَبَتْبحمرتها آذيَّهُ فتلهبا
تغيّر حتى حِوَّمَ الطيرُ فوقهيحاذر أن يدنو إليه ليشْرَبا
وقد صَمَتَ الكونَ الرهيبُ ضجيجُهعلى أنّهُ في صمتهِ كان أرهبا
وهيمنَ رَوحٌ من جِمام ورقةٍعلى الشاطئين استيقظا فتوثّبا
أأنت رايتَ الغيمَ يلتَمُّ فوقهايجاذِبُ متنَْها رداءً مذهَّبا
يغازلها ما غازلتْهُ ، اخو هوىًيلاعبُها ما استمتعتْ منه ملعبا
تجَمع من أطرافها ثم مسّهبروعته لالاؤها فتشعبا
أأنت سألت الكون عن أي باعثبدا في غروب الشمس جذلان معجبا
وأيّ يد مرت عليه كريمةٍصناعٍ . فردَّتْهُ أديما مخضّبا
وما هذه الأشباحُ تترى ؟ اغيمةٌتولّد أظرفا ، ونابا ، ومخلبا
غرابٌ تصبّاه غرابٌ ، وثعلبٌيطارد في جَوْز السمواتِ ثََعْلبا
وثمَّ سنامٌ مُستَجدٌّ وغاربٌيناديك أن تسعى إليه فتركَبا
وثَمَّ سفينٌ من دخانٍ قلوعُهونوتيُّهُ رَوح رخيٌّ من الصبا
واولاءِ رهطُ الجنَّ بين نديّهميُقيمون من سحرٍ رواقا مطنّبا
كأني أرى المزمارَ في فَم عازفٍوأسْمَعُ – لو أقوى – الغناءَ المشببا
وتلكمْ على النادي تطوفُ عرائسٌبدا سافراً رهطٌ . ورهطٌ تَنَقَّبا
وهاتيك اقزاعٌ لطافٌ كؤوسُهاوخَمْرَتُها جَوْنُ السَّحاب تذوَّبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:10 pm

أبو العلاء المعري



قِفْ بالمعَرَّةِ وامسَحْ خَدَّها التَّرِباواستَوحِ مَنْ طَوَّقَ الدُّنيا بما وَهَبا
واستَوحِ مَنْ طبَّب الدُّنيا بحكْمَتَهِومَنْ على جُرحها مِن روُحه سَكَبا
وسائلِ الحُفْرةَ المرموقَ جانِبُهاهل تبتَغي مَطْمَعاً أو ترتجي طلَبا ؟
يا بُرجَ مفْخَرةِ الأجداث لا تهِنيأنْ لم تكُوني لأبراج السَّما قُطُبا
فكلُّ نجمٍ تمنَّى في قَرارتهلو أنَّه بشُعاعٍ منكِ قد جُذبا
والمُلْهَمَ الحائرَ الجبَّارَ ، هل وصَلَتْكَفُّ الرَّدى بحياةٍ بَعْدَه سَبَبا؟
وهل تَبدَّلْتَ رُوحاً غيرَ لاغبةٍأم ما تزال كأمسٍ تشتكي اللَّغَبا
وهل تخبَّرْتَ أنْ لم يألُ مُنْطَلِقٌمنُ حرّ رأيكَ يَطْوي بعْدكَ الحقَبا
أم أنتَ لا حِقَبلً تدري ، ولا مِقَةًولا اجتواءً ، ولا بُرءاً ، ولا وصَبا
وهل تصَحَّحَ في عُقْباكَ مُقْتَرحٌممَّا تفَكرتَ أو حَدَّثْتَ أو كُتِبا ؟
نَوِّر لَنا ، إنَّنا في أيّ مُدَّلج ٍممَّا تَشكَّكْتَ ، إنْ صِدقاً وإنْ كذبا
أبا العلاءِ ، وحتى اليومِ ما بَرِحتْصَنَّاجهُ الشَعر تُهدي المترفَ الطَّربا
يَستنزلُ الفكرَ من عَليا مَنازلهِرأسٌ ليمسحَ من ذي نعمةٍ ذنَبا
وزُمرةُ الأدبِ الكابي بزُمرتهِتفرَّقَتْ في ضَلالاتِ الهوى عُصَبا
تَصَّيدُ الجاهَ والألقابَ ناسيةًبأنَّ في فكرةٍ قُدسيَّةٍ لقبا
وأنَّ للعبقريّ الفذِّ واحدةًإمَّا الخُلودَ وإمَّا المالَ والنَّشبا
من قبلِ ألفٍ لَو انَّا نبتغي عِظةًوعَظْتَنا أنْ نصونَ العلمَ والأدبا
على الحصيرِ .. وكوزُ الماء يَرفدهُوذِهنُه .. ورفوفٌ تحمِلُ الكتبا
أقامَ بالضَّجَّةِ الدُّنيا وأقعدَهاشيخٌ أطلَّ عليها مُشفقاً حَدِبا
بَكى لأوجاعِ ماضيها وحاضرِهاوشامَ مُستقْبَلاً منها ومرتقبَا
وللكآبةِ ألوانٌ ، وأفجعُهاأنْ تُبصرَ الفيلسوفَ الحُرَّ مكتئِبا
تناولَ الرثَّ من طبعٍ ومُصطَلحٍبالنقدِ لا يتأبَّى أيَّةً شجبا
وألهمَ الناسَ كي يَرضَوا مغبَّتهمأن يُوسعوا العقلَ ميداناً ومضطَربا
وأنْ يَمدُّوا به في كلِّ مُطَّرحٍوإنْ سُقوا مِن جَناه الويلَ والحرَبا
لِثورةِ الفكرِ تأريخٌ يحدّثُنابأنَّ ألفَ مسيحٍ دونَها صُلِبا
إنَّ الذي ألهبَ الأفلاكَ مِقولُهوالدَّهرَ .. لا رَغَباً يرجو ولا رهَبا
لم ينسَ أنْ تشمَلَ الأنعامَ رحمتُهُولا الطيورَ .. ولا أفراخَها الزُغُبا
حَنا على كلّ مغضوبٍ فضمَّدهوشجَّ منْ كان ، أيّاً كان ، مغتصِبا
سَلِ المقاديرَ ، هل لازلتِ سادرةًأمْ أنتِ خجلى لِما أرهقتهِ نصبا؟
وهل تعمَّدتِ أنْ أعطيتِ سائبةَهذا الذي من عظيمٍ مثْلِه سُلبا
هذا الضياءَ الذي يَهدي لمكمنّهلِصّاً ويُرشدُ أفعى تَنفُثُ العَطَبا
فانْ نَخَرتِ بما عوَّضتِ من هبةٍفقد جنيتِ بما حمَّلتهِ العصبا
تلمَّسَ الحُسنَ لم يمدُدْ بمُبصرةٍولا امتَرى دَرَّةً منها ولا حلبا
ولا تناولَ من ألوانها صُوراًيَصُدُّ مبتعِدٌ منهنَّ مُقتربا
لكنْ بأوسعَ من آفاقها أمداًرَحْباً ، وأرهفَ منها جانباً وشَبا
بعاطفٍ يتبنَّى كلَّ معتلِجٍخفَّاقه ويُزكّيهِ إذا انتسبا
وحاضنٍ فُزَّعَ الأطيافِ أنزلهاشعافَه وحباها معقِلاً أشِبا
رأسٌ من العَصَبِ السامي على قفصمن العظام إلى مهزولةٍ عُصِبا
أهوى على كُوَّةٍ في وجههِ قدَرٌفسَدَّ بالظلْمةِ الثُقْبينِ فاحتجبا
وقال للعاطفات ِ العاصفاتِ بهِألآنََ فالتمسي مِن حُكْمهِ هربا
ألآنَ يشربُ ما عتَّقتِ لا طفَحاًيُخشى على خاطرٍ منه ولا حبَبا
ألآنَ قولي إذا استوحشتِ خافقَههذا البصيرُ يُرينا آيةً عَجبا
هذا البصيرُ يُرينا بين مندرِسٍرثِّ المعالم، هذا المرتَعَ الخصِبا
زنجيَّةُ اليلِ تروي كيف قلَّدهافي عُرسها غُرَرَ الأشعار ..لا الشهبا
لعلَّ بين َ العمى في ليلِ غُربتهوبين فحمتَهِا من أُلفَةٍ نسبا
وساهرُ البرق والسُمَّارُ يُوقِظهمبالجزع يخفق من ذكراه مضطرِبا
والفجرُ لو لم يلُذْ بالصبح يَشربهمن المطايا ظِماءً شُرَّعاً شُربا
والصبحُ ما زال مُصفرّاً لمقرّنَهِفي الحُسْن بالليل يُزجي نحوه العتبا
يا عارياً من نَتاجِ الحُبِّ تكرمةًوناسجاً عَفَّةً أبرادَهُ القشُبا
نعوا عليكَ – وأنت النور – فلسفةًسوداءَ لا لذَّةً تبغي ولا طرَبا
وحمَّلوكَ – وأنت النارُ لاهبةً -وِزرَ الذي لا يُحسُّ الحُبَّ ملتهبا
لا موجةُ الصَّدرِ بالنهدينِ تدفعهولا يَشقُّ طريقاً في الهوى سَربا
ولا تُدغدِغُ منه لذَّةٌ حُلُماًبل لا يُطيقُ حديثَ اللذَّةِ العذِبا
حاشاك ، إنَّكَ أذكى في الهوى نفسَاًسََمْحاً ، وأسلسُ منهمْ جانباً رطِبا
لا أكذبنَّكَ إنَّ الحُبَّ متَّهمٌبالجَور يأخذ مِنَّا فوقَ ما وَهبا
كم شيَّعَ الأدبُ المفجوعُ مُختضَراًلدى العيونِ وعندَ الصدر مُحتَسَبا
صَرعى نَشاوى بأنَّ الخَودَ لُعبتُهمحتى إذا استَيقظوا كانوا هُمُ اللُعَبا
أرتهُمُ خيرَ ما في السّحْرِ من بُدءٍوأضمرتْ شَرَّ ما قد أضمرتْ عُقبا
عانَى لَظَى الحُبِّ " بشَّارٌ " وعُصبتُهفهل سوى أنَّهم كانوا له حَطبا
وهل سوى أنهم راحوا وقد نذرواللحبِّ ما لم يجب منهم وما وَجبا
هل كنتَ تخلدُ إذ ذابوا وإذ غَبرُوالو لم ترُضْ منِ جِماحِ النفس ما صَعُبا
تأبى انحلالاً رسالاتٌ مقدَّسةٌجاءت تقوِمُ هذا العالَمً الخَربا
يا حاقِرَ النبعِ مزهُوّاً بقوَّتهِوناصراً في مجالي ضعفهِ الغَرَبا
وشاجبَ الموت من هذا بأسهمهِومُستمِنّاً لهذا ظِلَّهُ الرَّحبِا
ومحرِجَ المُوسِرِ الطاغي بنعمتهِأنْ يُشرِكَ المُعْسِرَ الخاوي بما نهبا
والتَّاجُ إذ تتحدَّى رأسَ حاملهِبأيِّ حقٍّ وإجماعٍ به اعتصبا
وهؤلاءِ الدُّعاةُ العاكفونَ علىأوهامهم ، صنماً يُهدون القُرَبا
الحابطونَ حياةَ الناس قد مَسخواما سنَّ شَرْعٌ وما بالفطرة اكتُسِبا
والفاتلونَ عثانيناً مُهرّأةًساءتْ لمحتطِبٍ مَرعى ومحتطَبا
والمُلصِقونَ بعرش اللهِ ما نسجتأطماعُهم : بِدعَ الأهواءِ والرِيّبا
والحاكمونَ بما تُوحي مطامعُهممؤِّولينَ عليها الجدَّ واللَّعبا
على الجلود من التدليس مَدرعةٌوفي العيون بريقٌ يخطَف الذهبا
ما كان أيُّ ضلالٍ جالباً أبداًهذا الشقاء الذي باسم الهُدى جُلبا!
أوسَعْتَهم قارصاتِ النقدِ لاذعةًوقلتَ فيهم مَقالاً صادقاً عجبا
" صاحَ الغرابُ وصاحَ الشيخُ فالتبستْمسالِكُ الأمر: أيٌّ منهما نعبا "
أجللتُ فيك من الميزات خالدةًحُرَّيةَ الفكرِ والحرمانَ والغضبا
مجموعةً قد وجدناهُنَّ مُفرَدةًلدى سواكَ فما أغنيننا أربا
فربَّ ثاقبِ رأيٍ حطَّ فكرتَهغُنمٌ فسَفَّ .. وغطَّى نورَها فخبا
وأثقلَتْ مُتَعُ الدُّنيا قوادِمَهُفما ارتقى صُعُداً حتَّى ادَّنى صَبيا
بَدا له الحقُّ عُرياناً فلم يَرهُولاحَ مقتلُ ذي بغيٍ فما ضَربا
وإنْ صدقتُ فما في الناس مُرتكِباًمثلُ الأديب أعان الجورَ فارتكبا
هذا اليراعُ ، شواظُ الحقّ أرهفهسيفاً . وخانعُ رأيٍ ردَّه خشبا
ورُبَّ راضٍ من الحرمان قِسَمتهفبرَّر الصبرَ والحرمانَ والسغبا
أرضى ، وإنْ لم يشأ ، أطماحَ طاغيةٍوحالَ دونَ سوادِ الشعب أن يثبا
وعوَّضَ الناسَ عن ذُلٍّس ومَتربَةٍمَنَ القناعةِ كنزاً مائجاً ذهبا
جيشٌ من المُثُلِ الدُّنيا يَمُدُّ بهذوو المواهبِ جيشَ القوَّةِ اللَّجبا
آمنت بالله والنورِ الذي رسمَتْبه الشرائعُ غُرّاً منهجاً لَحِبا
وصُنتُ كَّل دُعاةِ الحقِّ عن زَيغٍوالمُصلحينَ الهداةَ ، العُجْمَ والعَرَبا
وقد حَمِدتُ شفيعاً لي على رَشَديأُمّاً وجدتُ على الإسلامِ لي وأبا
لكنَّ بي جنَفَاً عنِ وعي فلسفةٍتقضي بأنَّ البرايا صُنِّفتْ رُتَبا
وأنَّ مِن حِكمةٍ أنْ يجتني الرُّطَبافردٌ بجَهد ألوفٍ تعلكُ الكَرَبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 8 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 3:12 pm

أحيِّيك طه ..



أُحَيّيكَ " طه " لا أُطيلُ بكَ السَّجْعاكفَى السَّجع فخراً محضُ إسمك إذ تدعي
أُحَيّيكَ فَذّاً في دِمشقَ وقبلَهاببغدادَ قد حيَّيتُ أفذاذَكم جَمْعا
شكرناكَ : أنَّا في ضيافة نابغٍنُمتّعُ منه العينَ والقلبَ والسمعا
ذرفتُ – على أنْ لا يرانا بطرفهوإنْ حسنَّا بالقلب – من أسفٍ دمعا
وكنَّا على آدابك الغُرِّ قبلَهاضُيوفاً فما أبقيتَ في كرمٍ وُسْعا
نهضتَ بنا جيلاً وأبقيتَ بعدَنالأبنائنا ما يَحمدَون به المسعى
أبا الفكرِ تستوحي من العقل فذّهوذا الأدبِ الغضِّ استثيرتَ به الطَّبعا
ويا سِحرَ موسى – إنَّ في كلّ بقعةٍلما تجتلي من آيةٍ حيَّةً تسعى
لكَ اللهُ محمولاً على كلّ خاطرٍومِن كلّ قلبٍ رُحْتَ تحتلُّهُ ترعى
أُنَبّيكَ أنَّ " الرافدينِ " تطلَّعتْضِفافُهما واستَنْهضَ الشَّجرُ الزرعا
نمى خبرٌ أنْ سوف تسَعى إليهمافكادَ إليك النخلُ من طربٍ يسعى
وقد نذَرَ الصَّفصافُ وارفَ ظلَّهعليك وأوصى – أنْ يساقيَكَ – النبعا
هلمَّ لشُطئانِ الفراتينِ واستمِعأهازيجهَا تستطرفِ المعجِزَ البَدعا
وطارِحْ به سجعَ الحَمام فانَّهلُهاثٌ على الجْرحى نُواحٌ على الصَّرعْى
ووأسِ عليه الرازحينَ من الهوىوطّببْ هناكَ النازعاتِ بهِ نزعا
هناك تلمَّسْ " ضائعَ الحبّ " وافتقِدضحاياه وارأبْ للقُلوب به صَدعا
وجدِّدْ لنا عهدَ المْعريِّ : إنَّهقضى ، وهوى بغدادَ يلذعُه لذعا
وكَّنا إذا ضاقتْ بلادٌ برائدٍأتانا فلا المُرتادَ ذمَّ ولا المراعى
إلى الآنَ في بغدادَ نستافُ مِسكةًلناقتهِ مما أثارت بها نقعا
ونمزجُ من ماء الفراتينِ جَرعةبذكراهُ مما عبَّ من صفوه جرْعا
ونهوى السفينَ الحائراتِ كأنْهاسفينتُه إذ تشتكي الأينَ والضَّلْعا
أجلْ ، قد خطفناها مخافةَ فُرقةٍوخشيةَ إزماعٍ نضيقُ به ذرعا
هلمَّ به ذرعاً إلى بغدادَ لا تخشَ خاطفاًفانَّا نسجنا من " فريدٍ " لك الدرعا
سنحجزهُ نرتادُ ذكراك عندهوينفَخنا من طيب أنفاسك الردعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 8 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» نبذه عن حياة الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري
» الشاعر السوداني محمد الفيتوري
» الشاعر محمد نجيب المراد
» السعودية والتدخل في الشأن العراقي
» الشاعر أمل دنقل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الكتب و المخطوطات-
انتقل الى: