الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:53 pm

الشهيد قيس ...



يا قيسُ : يا لُطفَ الربيعِووقدَ رَونقه الشَبُوبِ
يا قيس : يا همسَ الحبيب يذوبفي سَمع الحبيب
يا قيس : يا هَزَج الرُعاة يَشيعُفي الحقل الخَصيب
يا قيس : يا شَجْوَ " الهزار "يُهيبُ بالغصن الرطيب
يا قيس : يا حُلُمَ " العذاري "يزدَحِمْنَ على " القَليب "
يا قيس : يا ذَوْبَ " الغَضارة "قُطِّرت بأرَقِّ كُوب
يا قيس : يا لَحْنَ الحياةونغمةَ الأمَلِ الرَتيب
يا قيس : يا لمحَ السَنايا قيسُ : يا نفْحَ الطُيُوب
يا قيس : هل تَدري بماخلَّفتَ بعدَك من نُدوب
وبما غَمَرْتَ البيتَ منفَيْض الصَّبابة والوَجيب
وبما جَلَبْتَ لـ " ثاكلٍ "حَرّى ومُحتَسِب حرَيب
الوالدانِ – عليك يا قيسُالمدلَّلُ – في لُغُوب
يتعلَّلانِ بلَمح وجهِكَفي الشُروق وفي الغُروب
ويغالِطانِ النَومَ عنكبطَيِفك المَرحِ الطَروب
ويراجعانِ تَلاوُماًنفْسَيهما ، صُنعَ المُريب
يتبادلانِ أساهُماشَكوى الغريبِ إلى الغريب
يا قيسُ أُمُّك لا تزالُتعيشُ بالأمَل الكَذوب
تهفو لقَرْع الباب في الجِيئاتمنكَ وفي الذهوب
وتظَلُّ تسألُ مَخْدَعاًلك عن هجوعِك والهُبوب
يا قيسُ : يا رمزَ الشهادةِعُطِّرت بدَمٍ خَضيب
كرَّمتَ بالكَفَن المخضَّبمنك والخدِّ التَريب
وطناً بمثلك من بنيهيَستجيرُ من الخُطوب
ويرُد أنصبةً أليهمما حَبوه من نَصيب
بالمجدِ تَخلعُه الحُقوبُعليهِمُ تلوَ الحقوب
والغار تَضفِرُهُ لهمْرَيانَ من طَفَح القلوب
يا قيسُ : يا قيسُ الملوِّحفي شبابك بالحُروب
الشعب يثأرُ من " رُماتِك "في بعيدٍ أو قريب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:55 pm

دم الشهيد ...



خُذوا من يَومكم لغدٍ متاعاوسيروا في جهادِكمُ جِماعا
وكونوا في ادَّراء الخطب عنكميداً تَبني بها العَضُدُ الَّذراعا
ذروا خُلفاً على رأيٍ ورأيٍإلى ان يلقيَ الأمرُ القِناعا
وخلُّوا في قيادتكم حكيماًيدبِّرُها هُجوماً او دِفاعا
رحيبً الصَدر ينهضُ بالرزاياويُحسنُ أن يُطيع وأن يُطاعا
حملتم ثِقْل جائرةٍ عسوفٍتميل بمن يحاولُها اضطِلاعا
ونادَيتم بذائعةٍ هَتوفٍنَمى خَبَرٌ بها لكُمُ وذاعا
تعلَّقَتِ العُيونُ بها احتفاءًوأُتلِعَتِ الرقابُ لها اطلاعا
وأوجفتِ الشعوبُ على صداهاوقد عابَ العِيانُ بها السَماعا
تراهَنُ بينها عن كلِّ شَوطبحلْبتكم ، وتُقتَرعُ اقتراعا
فقد وعَظَتْكُمُ سُودُ اللياليولم تعرفْ بما تعِظ الخِداعا
بأنَّ اشقَّ مطَّلَبٍ رأتهضعيفٌ طالبٌ حقاً مُضاعا
فلا تكِلوا الأمورَ إلى قضاءفما كانَ القضاءُ لكم رَضاعا
ولا تنسَوا بأن لكمْ عدوّاًطويلاً ، وفي ازدراع الخُلفِ ، باعا
يُلوِّي كلَّ يَوم من قناةٍويَبتدِع الشِقاقَ بها ابتِداعا
وانكُمُ بكَعْب السَوطِ منكمقَرَعْتُم " رأس " مَن سنَّ القِراعا
قَرَعَتُم رأسَ مختَبطٍ رؤوساًمماكرةُ ، ومالكَها صُداعا
مسكتُمْ من خِناقةِ أفعُوانٍشديدِ البطش يأبى الإنصِراعا
تعاصى والدُنى من كل حَدْبٍتهزُّ الصُلْبَ منه والنُخاعا
فمُدّوا كفَّكَم هَوناً فهَوناًوجُرّوا منه أنياباً شِناعا
وفكُّوا شِدْقَ مُؤتذِبٍ خبيثوسُلُّوا حَقَّكم منه انتزِاعا
ولا تَنْسَوا بأنَّ له عبيداًشَراهم بابتسامته وباعا
حَباهم شرَّ ما يُحبَى خَؤونٌيغذَّي من كرامته الطِماعا
وعوَّضَهم عن الشَرَفِ المُبَقَّىحُطام المالِ يذهَبُ والضِياعا
احَلَّ لهم دماءكمُ مَخاضاوبؤَّأهم " حقوقَكمُ " رباعا
وملَّكهم رقابَكم فآبٍتملَّكَها وذو خَورَ أطاعا
فسقُّوهُم بكأسهمُ دِهاقاًذِعافَ الهَون والذلِّ اجتراعا
وجُروّهم على حَسَك الخطاياورُدُّوا كَيْدَهم بالصاع صاعا
وزيدوا بالدم العَبِق اتشاحاًوبالوحي الذي يوحي ادِّراعا
وكانوا في احتراشِهمُ ذئاباًفكونوا في ضَراوتكمْ ضِباعا
شَبابَ اليَوم إن غداً مَشوقٌيَمُدُّ لكم ليَحضُنَكم ذِراعا
يُمدُّكُمُ بروح من خُطوبٍ !تعوَّدَ انْ يمدَّ بها الصِراعا
وأنْ يعتاضَ عن جيل بجيلٍبها ، ويفضََّ بينهما النزاعا
رصاص البَغي يفجُرُكم ليجريدمٌ يَزْكو به الوطنُ ازدِراعا
ويُخصِب من رياضِ حقلٌيُراح القادمونَ ! به انتِجاعا
و " سَوطُ " الفاجرينَ يُعيد لحناًله تترنَّحُ الدنيا استِماعا
وقَعرُ السجن حيثُ مشتْ " فرنسا "من " البستيل " ترتَفِعُ ارتفاعا
والوانٌ من " التعذيب"! تَهديسجلَّ " الثورة " الكبرى شُعاعا
واشباحٌ تُراوحكم قِباحٌتَروعُ حَصاتَكم ساعاً فساعا
هي الاشباحُ من عهد تَرامىعلى عهد فترتجفُ ارتِياعا
شبابَ اليوم إنكمُ ثمارٌسيقطفُها الغدُ الآتي سِراعا
جَنى جيلٌ يعبِّئُ للرزايامصايرَه وللذُل اقتناعا
على جيلٍ كأنَّ عليه ممابَنَى البانون من وِزْرٍ قلاعا
بذَوب الفكر يفتتح القَضاياويختِمها بمهجته اندفاعا
دَمَ " الشهداء " لا تذهَبْ هباءًولا تجمُدْ بقارعةٍ ضَياعا
ولا تشكُ الظِماء فان فينادماءً سوفَ تشربُها تِباعا
ولا تَخَلِ الجفاءَ فلم تُغَيَّبْيدٌ تُرعى ، ولا ذمم تُراعى
فما كَدم " الشهيد " اذا تَنادىكثيرٌ ناثِروهُ اذا تَداعى
وما تَهَب الصنائع للبَراياكما يَهَبُ " الشهيد " لها اصطِناعا
انَفقِدُكم ! ولا نَرعىَ حفاظاًوتَرعَى البيتَ فاقدةٌ صُواعا
اذن! فالثَأر نَنشُده كِذاباًوصوتُ الحق نسمعُه خِداعا
اذن! فسَيُوسِعُ التاريخُ رجماًكِلَينا ، من " أطَلَّ " ومن أضاعا
ونحن – اذن – نَسومُ دماً زكيّاًبعاجلةٍ شِراءً وابتِياعا
فالىُّ " زكاً " يُصان – اذن – ويُقْنَىوايُّ شذاة طهرٍ لن تُباعا
ونحن – اذن – على الأشلاء نُزجيرغائبَنا ! ونُسمنُها رِتاعا
فليتَ الحزنَ تُطبقُ فوق سالٍسحابتُه وتأبى الإِنقِشاعا
وليت الليلَ يغمرهُ دخاناًوليت الصبحَ يُمطرُه التياعا
وليت مُنىً يُراودها فِجاراًتُعاوِده لتنهَشَه ضِباعا
وليت ضميرَه يثب افتزاعامن الذكرى وينتفِضُ التذاعا
وليت العارَ يبرحُ مستضيفاًسريرتَه اصطيافا وارتِباعا
وليت امامَ عينيه احتراقاًجَرىَ كالشمع حاضرهُ وماعا
وليت خيالَ ماضيه مَسيخاً !يَلوح على ملامحِه انطِباعا
دمَ " الشهداء " انتَ اعزُّ مُلكاًوقاعُك اشرفُ الدنيا بِقاعا
وانت الخُلدُ بالأنهار يَجريوبالمِسك انتَشَى أرَجاً وضَاعا
دمَ الشهداء كنتَ النارَ شبَّتْعلى الباغين تندَلِعُ اندلاعا
تلُفُ طَغامَهمْ نِكساً فنِكساًإلى يَومٍ تَلفُّهُمُ جِماعا
إلى يوم تُطيح بما أقامواوما اختَطُّوا فتَنسِفُهُ اقتِلاعا
دمَ " الشهداء " اهِدِ الجمعَ يُبصِرْطريقاً منك يزدَهِرُ التِماعا
أهبَّ له الحواضر والبواديوعرِّفْه المَشارفَ والتِلاعا
متى يَقْحَمْ قِطاعاً من شُرورفأقحِمْه بسَوْرتِه قِطاعا
وسدِّدْ من خُطاه اذا توانىوجدِّدْ من قُواه اذا تََداعى
وكن ، إن لفَّه ليلٌ ، شُعاعاًوان طال الطريق به ، متاعا
دفعتَ بما استطعتَ الضُرَّ عنهفزده ما استطعتَ بك انتِفاعا
وزِدْه ما استطعتَ لك انصياعاوعما يُغضِبُ الوطَنَ امتِناعا
وزِده في الخُطوب بك اعتِزازاًوحَوْلَ شعارِك الألِقِ اجتماعا
وكنْ فيما اندفَعْتَ شِعارَ جيلٍحثيثِ الخطو يأبَى الإرتجاعا
وأعلِنْ بانفطامِك عن شَبابٍبه يتعلَّلُ الشيخ ارتِضاعا
عن الشهوات في الحكمِ ازدجاراًوعن حكم يُلاث بها ارتِداعا
دمَ " الشهداء " مهما اسطَعْتَ فادفَعوحَسْبُ الحر جُهداً ما استطاعا
إلى الغَمَرات افئدة تَنَزَّىمن " الغَمرات " تَخْشَى الانخِلاعا
تُحبُّ الموتَ تغمرُه التحاياوتأبَى ان تَطيرَ به شَعاعا
وتَخْشَى الخُلدَ ، مُفزعةً ، نفوساًوتهواه ، مُكرِّمةً طُباعا
وما انفكت على رِجْلٍ وأخرىتُخالفها نُكوصاً وانصِياعا
فأكرِهْها وقُل سيري بسَوطٍيُدَمِّي من أبَى سَيْراً وطاعا
بسَوْطٍ من جُلودٍ ملزماتٍبهَدْي الناس يقتَطِعُ اقتِطاعا
تَوَكَّلَ ان يسودَ الناس حكمٌيُساوي من أُجيعَ بمن أجاعا
ويُسقطُ من شِفاهِهُمُ سَواداًويمحُو من مَعاجِمهم رَعاعا
وقل سيري ولا تقفي انتِكاصاًوانتَ فَسَلْ ولا تقفِ انقِطاعا
وقل سيري فما يَعْيَا دليلٌحَدا من قبلكم فَهَدَى وضاعا
وقل سيري اتباعَ أخي افتِداءٍمَشَت من خَلفه الأمم اتباعا
جلبتُ لها " السُمُوَّ " فأوسعتنيمن النُّكران ما يصِمُ اتضاعا
وذُقْتُ الوحشةَ الكبرى فكانتأنيسَ الناعمين بها اضطجاعا
وكنت لها انا المجهول علماًوأخلاقاً وحكماً واشتِراعا
ومخترعٍ يتيه على كِبراًولو لم أجرِ لم يجدِ اختِراعا
وفذٍ " عبقريّ من نَتاجيتَرَعْرَعَ " صيتُه " ونما وشاعا
تجاهَلَني وكنتُ له خيالاًوأهملني وكنت له يَراعا
وآخرَ ذي فُتوحٍ أشجعيٍّسفحتُ له ليرتبيَ اليَفاعا
تناسى من له اقتادَ السراياومن كانَ الشَّجاعةَ والشُّجاعا
ويا اكفانَهم كوني لواءًوسيعاً يحضُن الهِممَ الوِساعا
وسُدي ثُلمةً من كل خَرْقٍيَزيدُ الخَرقُ شقتَّه اتساعا
وزِيدِي في خضَمِّ المجد مَوْجاًوكوني من سفائِنه شِراعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:56 pm

ذكريات ...



يا " ذكرياتُ " تَحَشَّدي فِرقاتسَعُ الخيالَ وتملأُ الأُفُقا
وتأهَّبي زُمراً تجهزنيمحضَ الأسى ، والذُّعرَ ، والقلقا
هُزِّي الرِّتاجَ عليَّ أُحكِمُهوتقحَّمي البابَ الذي انغلقا
الليلُ صُبِّي في قرارتهِمن وحشةٍ ما يفزَعُ الغَسَقا
والريحُ خلِّيها اذا صفِرَتفي البيت تُوسِعُ من به فَرقَا
خَلِّي الصغار من الأسى فَزَعاًيتساءلون : من الذي طَرَقا
ودَعي الكِبار يرَوْنَ مدخنَةًفيه ولا يجدون محترِقا
والنَوم من فَزَعِ " الرؤى " يبساًرُدِّيه ، او بدمائها غَرِقا
ليعودَ مما " تنفُثين " بهمِسخاً فلا نَوماً ولا أرَقا
والصبحُ رُدِّيه لَمبْسِمهشَرِقاً وبالعبرات مُختنِقاً
ثم اطلِعي من كلِّ زاويةذاك الجبينَ ووجهَه الطَلِقا
حتى إذا انتصف الأصيل بهفتكوّري في صُلبه شَفَقا
ثم اسكُبي نَضْحَ الدماء بهثم ابعَثي من نَشْرها عَبِقا
وتمزّقي قِطَعاً مضرّجةًتمتصُّ من نَضَحاتِه عَلَقا
فكأن فيها الصُلْبَ منغلقاًبجراحه ، والصدرَ منخرقا
يا ذكريات تجسَّدي بَدَناًغضَّ الصِّبَا ، وتعطَّري خُلُقا
عُريانَ : لا خَتَلا ، ولا وَغَراًضَحْيانَ : لا صَلَفاً ، ولا مَلَقا
لم تتركي من كلِّ شاردةٍنَمَطاً ، ولا من نأمةٍ نَسَقا
ثم ابدَهيني كلَّ آونةٍمنها بما يستامُني رَهَقا
يا ذكرياتٌ كلُّها حُرقٌتَطَأ الفُؤادَ ، وتلهبُ الحَدَقا
من لي بشِعرٍ خالقٍ شجناًللناس يُعجزهم بما خَلَقا
هي صُورة حمراءُ من شَجنيتُدمي اليَراع وتُرعب الوَرَقا
ليَرىَ الذين تجاهَلوا برَمَاًأسيانَ : كيفُ يُكابد الحُرَقا
من لي باطيافٍ تُراوحنيبالهمِّ مُصطبَحاً ومُغتبَقا
متسلسلات كلما وَجَدَتْفيها فراغاً ، أفَرغَتْ حَلقا
مستجمعات كلَّ خاطرةٍما جدَّ من عهدٍ وما خَلِقا
ما كان مثلَ القبر مُختفياًتُبديه مثلَ النجم مُنبثِقا
فَرِحاً ومكتئباً ومختلِطاًبهما ، ومُتَّحداً ، ومفترِقا
من لي بها وكأنَّها بشرٌعن نفسه يَروي اذا نطَقا
من لي باشباحٍ أنوءُ بهارَسْفَ السجين بقيَدِه عَلِقا
حتى اذا انصَرَمَت بدا شَبَحٌحُلوٌ يكادُ يُطيرني نَزَقا
طوراً نَروح معاً على ظَمَاًمنها ، وطوراً نستَقي غَدَقا
يوماً بقَعر البيت يُوغرناحَنَقاً ، قضاءٌ مُوغِر حَنِقا
وهُنيهة نرتاد مُرتفِعاًمن هَضْب " لبنانٍ " ومُنْزَلِقا
من لي بها تَعتادُ قارئهافَرَقاً ، كما تَعتادني فَرَقا
وتردُّ – مثلي – عيشَه رَنِقاًوتَسُدُّ – مثلي – حَولَه الطُرقا
من لي بشِعرٍ خالقٍ حُرَقاًتطأ الفؤادَ وتُلهِبُ الحَدَقا
ليريُهم القلبينِ قد لَصِقاصِنويَن ، كيف اذا هُما افتَرَقا
واذا هما – والموت بينهما -مدّا من الجْيدينِ فاعتَنَقا
وتساءَلا : ما ضرَّ لو سلكاكَفَناً معاً ، وبحبله عَلِقا
حتى اذا استبقى احرُّهمارَمَقاً ، واسلَمَ خِدنُهُ رَمَقا
وحثا التُرابَ بوجهه قَدَرٌعبّا لكل مُفارق طَبَقا
وانداحَتِ الدنيا بناظرِهحتى لظَنَّ رحابَها نَفَقا
ومضى حسابُّهما برُمَّتهما انفكَّ من دَين وما انغَلَقا
صَفَقَ اليدين كأنَّ مرتجِعاًيرجُو لصاحِبه بما صَفَقا
وكأنما يُعطي الشقيقَ دماًان الشقيقَ بدمعه شَرِقا
وكأنما انشقَّ الضريحُ لهبـ " رعى السحابُ ضريحَه وسَقَى "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:58 pm

غضبة !...



عَرَتِ الخطوبُ وكيف لاتعروفصَبَرتَ أنتَ ودِرعُكَ الصبرُ
وصَبرتَ أنتَ وأنت ذو ثقةٍأن لو تشاءُ لزُحزِحَ الأمر
لانجاب عُسْرٌ من فرائسهصِيدُ الرجال ولا رتَمى اليسر
ولَدَرَّ ضَرْعٌ رُحتَ تحلِبُهإنْ كان أعوَزَ غيرَكَ الدَرُّ
عَرتِ الخطوب فما خَفَضْتَ لهامن جانحٍ وكذلك النَسْر
ومَضيْت تلتهبُ السما صُعُداًلك عند غُرِّ نُجومها وَكر
وعلى جَناحَيْك ارتَمتْ كِسَراًمثلَّ الضَّباب عواصفٌ صِرُّ
فتجاوَزَتْكَ وراح نَهبتَهانَخْبُ الفؤادِ وخامِلٌ غَمْر
النَفْعُ رِخوٌ لِستَ صاحِبَهوأخوكَ هذا الشامِخُ الضُر
أجررتَ والدنيا فما سَطَرتْالا وعندك فوقَها سَطر
ومضيتُما كلٌ بوطأتهفَرَسَيْ رهانٍ أنت والدهر
عرت الخطوب وكيف لا تعرووطريقُ مثلِكَ ، صامداً ، وعَر
عَدَتِ الضِّباعُ عليك عاويةًطناً بأنك مأكلٌ جَزْر
فتذوَّقَتْك فقال قائلُهاانَ الغَضَنفَر لحمُه مُرّ
وخَلَصت حُرَّ الوَجه ذا ألَقٍووجُوهُهُم مطموسةٌّ عفْر
حَسَدوكَ أنَّكَ دُسْتَ هامَهُمُمُتجبَّراً ولنَعْلِكَ الفَخْر
وحَقَرْتَهم فقُلوبُهْم وَغْرُمن ضِغنةٍ وعيونُهم خُزْر
لا أمرَ عندهَمُ فهمُ هَمَلٌغُفْلٌ وكل حياتِهم خَمْر
وزعيمُ قومٍ كالغُراب بهصِغَرٌ وفي خُطُواتِه كِبْر
يغتَرُّ فيما لا يُشرِّفُهجَهِلَ المُغَفَّل كيفَ يَغْتَّرّ
يغتَرُّ أنْ ألقَوا بمعدتِهعَفْنَ الطعام فراحَ يجتَّر
بادي الغَباء تكادُ تقرؤهبالظنِّ لا خَبرٌ ولا خُبْر
أضحى وزيراً فاغتدَى رَهِقاًمثل الحمار يؤودُه الوِزْر
لله أنتَ مطيةٌ عَرِيَتْمنها الشَوَى وتأكَّلَ الظَهر
ودريئةٍ يرمي الأبيَّ بهاوغدٌ ، ويُصمي البّرَةَ الفُجر
والتفَّ عن أطرافه هََمَجٌمثل النَّعام يسودُها الذُعر
وتحلَّبوه ففي اكُفِّهمشَطرٌ وفي أفواهِهم شَطْر
من فاجرينَ بكل قارعةٍحلّوا تحدَّث عنهم العُهْر
ومُفَرِّقين مذاهباً جُمِعَتوحَنَا عليها الآيُ والذِكر
مثل اللُّصوصِ يلُمُّ شَمْلَهُمُخَيْطُ الدُجى ويَحُلُّه الفجر
يا عبدَ سوء في مزاعِمِهِيشتطُّ حيثُ تحرَّرَ الفِكر
قبليَّةٌ والكونُ وحَدَّهفكر وخطَّ مصيرهُ ذَرُّ ؟!
أفأنتَ كونٌ يُستَظلُّ بهأمْ أنت يا ابنَ جهالةٍ عَصْر
قل " للصحيفةِ " انتَ قائدُهاسَفَهاً وأنتَ زعيمُها الحرُّ
إني – ولي في المجد مُتَّسَعٌ -عَفٌّ عن استغلالِة برُّ
لم ادَّخر منه سوَى نَشَبهو للبلاد وأهلها ذُخْر
غَنِيت به الأجيالُ طاعمةًمنها السمينَ ، وعَضَّني الفقر
لا أستَغِلُّ فأنتَ لي عظةٌفيما أتيتَ ، وأنتَ لي زجْر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 3:01 pm

يا ثمر العار!..




أي جَرَبا تجرَّبي تكتَّلي تحزَّبي

كإبرة البحار في عاصفةٍ تَذبْذبي

وكالطُيورِ في السماءِ حُرَةً تَقَلَّبي

أي جَرَبا ويحَكِ ما أصَلفَ وجهَكِ الغبي

اكلَّ يومٍ تطلُعين للوَرى بكَوكب

مذنَّبٍ من فَضْل ما أُعطِتِه من ذَنَب

فتارةً بمشِرقٍ وتارةً بمغرب

أيْ جَرَبا في كلِّ يَوم حُلةً تَجَلْببَي

أيْ جرَبا كم تَدَّعينَ عفةً لم تُوهَبي

اذ أنت للفَجْرة تمتطين شرَّ مركب

أيْ جَرَبا يا " بَهْلوانَ " الملعَب المجرَّبِ

يا ضُحكةً جاد بها الدهرُ على مكتئِب

يا فرُجةً لمُعدِمين : فرجةً عن كَثِب

يا حَكَّةً من جَرَبٍ في دُمَّلٍ مُلتَهِب

يا ثمَرَ العارِ ويا جريمةَ التَسيُّب

يا " هِرةً " تُريد ان تَحكي دهاءَ ثَعلَب

يا أُمةً مغلوبةً لأجذمٍ مُغَلَّب

يا بُومةً خائفةً من خائِفٍ مُرتَقِب

من سارِقٍ متَّهمٍ وخائنٍ مرتكِب !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 3:03 pm

فلسطين والاندلس .



ناشدتُ جندكَ جندَ الشعبِ والحرساأن لا تَعودَ فلسطينٌ كأندلُسا
ناشدْتُك الله أن تسقي الدماءُ غداًغَرْساً لجَدِك في أرجائِها غُرسا
تلمسِ الجذفَ الزاكي تجدْ لَهثاًمن الشَّكاةِ وتسمعْ للصدى نَفَسا
ناشدْتُك اللهَ والظلماءُ مطبقةٌعلى فلسطينَ أن تُهدي لها قَبَسا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 3:05 pm

فلسطين...



دَلالاً في مَياديِنِ الجِهادِوتيهاً بالجِراحِ وبالضِّمادِ
ورَشْفاً بالثغورِ من المَواضيوأخذاً بالعِناق من الجِهاد
وَعبّاً مِن نميرِ الخُلد يَجريلِمُنْزَفَةٍ دِماؤُهم صَوادي
وَتَوطيناً على جَمرِ المناياوإخلاداً إلى حَرِّ الجِلاد
وَإقداماً وإنْ سَرَتِ السَواريبما يُشجي وإن غدتِ الغوادي
وبذلاً للنفيِس مِن الضحايافَأنْفَسُ منهم شَرفُ البلاد
حُماةَ الدارِ مسَّ الدارَ ضُرٌّونادى بافتقادكُمُ المُنادي
أرادَتْكُمْ لِتكفوها فُلُوْلاًمُعرِّزةٍ كأرتالِ الجَراد
وشاءتْكُمْ لتنهطِلوا عليهاهُطولَ الغيثِ في سَنةٍ جَماد
وطافَ عليكُمُ حُلُم العَذَارَىمُروَّعةً كُحِلْنَ مِن السُهاد
يَشُوْقُ الذائدينَ على المَنايانداءُ العاجزاتِ عنِ الذياد
تطَلعَتِ العيونُ إلى خُيولٍمُحجَّلةٍ مُنشَّرَةِ الهوادي
خبَرْنَ رَحَى الوغَى فعن اعتِسافٍيَدُرنَ مدارَها وعنِ اعتماد
إذا الرِجّلانِ مسَّهما لُغوبٌشأتْ بهما اليدانِ عن ارتِداد
عليها كلُّ أُغلَبَ أرقميٍيَبيسِ العَينِ ريّانِ الفؤاد
زَوَتْ ما بين جَفْنَيْهِ هُمومٌنَفَتْ عن عينهِ دَرَنَ الرُقاد
وشدَّتْ خافِقَيهِ فلن يَرِّفاإذا التقيا على الكُرَبِ الشِّداد
وكلُ مُسَعَّرِ الجَمراتِ يُكسَىمن الغَبَراتِ ثوباً من رماد
تَمرَّسَ بالحُتوف فلا يُبالىأحادَتْ عنهُ أم عَدَتِ العوادي
ويا جُثَثاً يَفوحُ المجدُ مِنهافتَعَبقُ في الجبالِ وفي الوِهاد
سَقَتْكِ الصائباتُ مِن التَّحايامُعطَّرَةً فما صَوبُ العِهاد
أعزُّ الناسِ في أغلى مماتٍوَخيرُ الزرعِ في خيرِ الحَصِاد
ويا مُتَقربين إلى المنايايَشُقُّ عليِهمُ وطءُ البِعاد
رأيتُ الجودَ ملهاةً يُجازَىبها اللاهي بحَمْدٍ مُستفاد
ومُتَّجَراً يدُرُّ المجدَ ربحاًلكُل مُسلِّفٍ بِيضَ الأيادي
يُؤدِّي الناسُ ما وَهَبَتَْ كِرامٌوتدفَعُهُ المحافِلُ والنّوادي
ولكِنْ ثَمَّ للبلوى مِحَكٌّتَميزُ به البخيلَ مِنَ الجواد
هُنالِكَ إذ يَشُقُّ على المفدَّىفَكاكُ إسارِهِ منْ كفِّ فادي
تفيضُ النفسُ لا تدري جزاءً- ولا تبغي – إلى يوم المعاد
ولا يَختَالُ – صاحبُها ازْدِهاءًبما أسدى – على هامِ العباد
وروحٍ من " صلاح الدّينِ " هَبَّتْمن الأجداثِ مُقلَقَةَ الوِساد
تَسَاءَلُ هل أتَتْ دوَلٌ ثمانٍضِخامٌ ما أتاه على انفراد
وما أضفى الحديثُ على قديمٍوما ألقى الطَريفُ على تلاد؟
وما عِند الدُهاة منِ انْتقامٍومن أخْذٍ بثأرٍ مُستقاد؟
وهل ضاقوا وهمْ كُثْرٌ ذِراعاًبداهيةٍ نهضتُ بها دَآد
مَشَيْتُ بطبِّها عَجِلاً فطابتعواقُبها ، وساروا باتِئاد
بلى كانوا ومَنْ عادَوْا تبيعاًوكنتُ المستقِلَّ ومَن أُعادي
ومعتدّاً وما تُجدي حياةٌإذا خلتِ النفوسُ مِن اعتِداد
حَماةَ الدّارِ لم تَتْركْ لشعريفِلَسْطينٌ سوى كَلِمٍ مُعاد
بَكَيْتُ مصابَها يَفَعاً ووافَتْنِهايَتهُا وخَمْسونٌ عدادي
قَدَحْتُ لها رَويَّاً من زِنادِيوصُغْت لها رَّوِيَّا من فؤادي
وألقَيْتُ الظِِلالَ على القوافيعليها يصْطَفقْنَ مِنِ ارتعاد
وهل عندي سوى قلبٍ مريرٍأُذَوِّبُهُ بكأسٍ مِن سُهاد
حماةَ الدارِ إنّي لا أُماريوإن قلتُ الجديدَ ولا أُصادي
وليس تملُّقُ الجُمْهورِ منيولا التَّضْليلُ من شيمي ونادي
حماةَ الدارِ من عشرينَ عاماًتقضَّتْ فاتَنا يومُ التَّنادي
دعانا وعدُ بلفورٍ وثنّىوثلّثَ صائحُ البلدِ المُذاد
ونادتْنا بألسِنَةٍ حِدادٍدِماءٌ في قرارةِ كلِّ وادي
ومَوجاتٌ من الكُرَبِ الشدادِتراوَحُ بانتقاصٍ وازدياد
فكنّا نسْتَنِيمُ إلى قُلوبٍقَدَدْناها من الصُّمَ الصِلاد
وكنّا نستجير إلى زعيمٍكلِيلِ السيفِ لمّاع النِّجاد
كَذوبِ الدَّمع يسمَنُ في الرَّزاياويَدْعَرُ وهو يَرْفُلُ في الحِداد
وكنا نمتطي مُهْرَ الطِرادفِلَسْطيناً إلى يومِ اصطياد
وكانَتْ دَلْوَ نّهازين مدّوابها واستنفدوا ملء المزاد
وَعَدْناها بثأرٍ مستقادِومجدٍ قد أضَعنا مُسْتَعاد
بتصريحٍ وصاحبِه مفادِوتصريحٍ يَظَلُّ بلا مفاد
ومؤتمرٍ تعجَّلَ عاقدوهومؤتمرٍ سيؤذِنُ بانعقاد
حماةَ الدارِ ما النَّكساتُ سِرٌّولا شيءٌ تَلفَّفَ في بِجَاد
ولا لُغْزٌ يَحارُ المرءُ فِيهِفَيَجهلُ ما سُداسٌ مِنْ أُحَاد
ولكِن مِثلَما وَضَحتْ ذُكاءٌونَوَّرَ حاضِرٌ منها وبادي
فما ذَهبَتْ فِلَسطينٌ بسحرولا كُتِبَ الفناءُ بلا مِداد
ولا طاحَ البِناءُ بلا انحرافٍولا بَنَتِ اليهودُ بلا عِماد
وما كنتْ فِلَسْطينٌ لِتَبقىوجيرتُها يُصاحُ بها بَداد
وسِتُّ جِهاتِها أخذت بجوعٍوجهلٍ ، واحتقارٍ ، واضطهاد
شعوبٌ تستَرقُّ فما يُبَقّيعلى أثرٍ لها ذُلُّ الصِّفاد
تُساطُ بها المواهِبُ والمزاياوتُحتَجزُ العقائدُ والمبادي
وتَطْلُعُ بينَ آونةٍ وأُخرى" بحجَّاج " يُزَيَّفُ أو " زياد "
فَيُذوي الخَوفُ منها كُلَّ خافٍويُصمي الجَوْرُ منها كلَّ بادي
وتُنتَهَبُ البلادُ ومِنْ بَنيهايَؤوبُ الناهبون إلى سِناد
وتَنطلِقُ المطامعُ كاشراتٍتُهدِّدُ ما تُلاقي بازدراد
وتَنطبِقُ السُّجونُ مُزمجراتٍعلى شبَهٍ ، وظَنٍّ ، واجتهاد
حُماةَ الدارِ ، ما ميدانُ حَربٍبأعنفَ من مَيادينِ اعتقاد
فَمثلُكُمُ من الأرواح جسمٌّتُقاسي الموتَ من عَنَتِ الجهاد
وأخلاقٌ تضيق بِمُغْرياتٍشدادٍ في خُصومَتها لِداد
تَكادُ تَطيحُ بالعَزماتِ لولارُجولَةُ قادرينَ على العِناد
رُجولةُ صائمينَ ولو أرادوالكانوا الطاعمينَ بأيّ زاد
ومَعركةٍ يَظَلُّ الحقُّ فيهايُسالِمُ أو يُهادِنُ أو يُبادي
وميدانٍ وليس لنازليهِسوى الصَّبرِ المثلَّم من عَتاد
وكانتْ في السُّطوحِ مَزعزَعاتٍخُطوطٌ يرْتَسِمْنَ منَ الفَساد
فها هي فرطَ ما جَنَتِ الجوانيإلى عُمقٍ تَغَّورُ وامتداد
لقَد شبَّتْ عنِ الطَّوقِ المخازيوكانَتْ بنتَ عامٍ في مِهاد
حُماةَ الدارِ ، لولا سُمُّ غاوِأساغَ شَرابَه فَرطُ التمادي
وَلَوْغٌ في دم الخِلِّ المُصافيفقل ما شِئتَ في الجنِفِ المُعادي
ولبَّاسٌ على خَتَلٍ وغَدْرٍثيابَ الواقفينَ على الحِياد
وَخِبٌ لا يُريكَ متى يُواتيفتأمنَ سرَّهُ ومتى يُصادي
تَطلّعُ اذ تَطلّعُ في رَخِيٍّوتَقرَعُ حين تَقرعُ في جَماد
ولولا نازلونَ على هواهسُكارَى في المحبّةِ والوداد!
نَسُوْا – إلا نفوسَهُمُ – وهامُواغراماً حيثُ هامَ بكلِّ واد
أجرّهُمُ على ذَهبٍ ، فَجرّوافِلسطيناً على شوكِ القَتاد
وقادُوها له كَبْشَ افتداءٍصنيعَ الهاربينَ منَ التّفادي
لكنتم طِبَّ عِلَتِها ، وكانتبكم تُحدَى على يدِ خيرِ حادي
حُماةَ الدارِ لم تَزَلِ اللّيالييُطوِّحُ رائحٌ منها بغادي
ولا تَنفكُّ داجيةٌ بأخرىتَعثَّرُ لم يُنِرهْا هَدْيُ هادي
ولا تألو الضلالَةُ وهي سِقطٌتُكابرُ أنّها أمُّ الرَّشاد
حماةَ الدار كلُّ مَسِيلِ ظُلمٍوإن طالَ المدى فإلى نَفاد
وكلُ مُحتَشَّدٍ فإلى انِفِضاضٍوكلُ مُفرَّقٍ فإلى احتشاد
فصبراً ينكشِفُ ليلٌ عميٌوينَحسرِ البياضُ عن السواد
وتَتَضِحِ النفوسُ عن الخباياويُفصِحُ مَنْ يُريدُ عن المراد
وتَندفِعِ الشعوبُ إلى محجٍّمُبينِ الرُشدِ موثوقِ السَّداد
وتُؤذنْ جذوةٌ إلى انْطِفاءٍيَؤولَ مآلُها أم لاتّقاد
ومهما كانتِ العُقبى فَلستُمْبمسؤولينَ عن غيبٍ مُراد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 3:07 pm

أطِل مكثاً ..



عسى أنْ لا يطولَ بكَ الوُقوفُوأنْ يَعتَجَّل الزمنُ الرَّسيفُ
وأنْ ينجابَ عنكَ غُبارُ بُؤسٍيَضيقُ به مُحيَّاك الأسيف
أقِمْ كتِفَيْكَ لا يُثْقِلْكَ ذُلْولا يشمَتْ بكَ القَصْرُ المُنيف
ولا يَقُلِ السَّريُّ هنا شقيٌّيَضيقُ بذُلِّ وَقْفَته الوصيف
تقدَّمْ إنَّ خلفَكَ راسفاتٍجماهيراً يضِجُّ بها الرَّصيف
صُفوفاً للسُجونِ بها تُعَبَّاإذا أزِفَتْ ، وتنتَظِمُ الصُفوف
وأجنِحةً وإن طُويَتْ ففيهاعلى الأجيالِ ، قادِمةً ، رفيف
أطِلْ مُكثاً فانَّكَ عن قريبٍستَنْقُّصُ في الضَّحايا أو تُضيف
وطُفْ دَهْراً فقد كرَّتْ دهورٌعلى الدُّنيا ، وأحرارٌ تطوف
ولم يَبْرَحْ بحيثُ نزلتَ ضيفاًيُنيخُ الرَّحْلَ حُرٌّ مستضيف
هُنا الرأيُ العنيدُ أقامَ سَدّاًعليه البغيُ – والفِكرُ الحصيف
ولا تخجَلْ فحيثُ وقفتَ ظلَّتْإلى غاياتِها تقفُ الأُلوف
ومِنْ حيثُ احتُجزِتَ مشى طليقاًيَهُّزُّ الكونَ جبارٌ عَصوف
وأولاْءِ الذينَ لهمْ وجوهٌتُحَبِّبُ ، أو تُعَطِّفُ ، أو تخيف
وأجفانٌ ترِفُّ على عُيونٍتغورُ كما تَغوَّرَتِ الكهوف
وأسمالٌ لهمْ منها فِراشٌيُلَمُّ بها الثَّرى ولَهُمْ شُفوف
همُ المتقّحِمون الدَّهْرَ بأساًبه مِن وقعِ أرجُلِهمْ وجيف
فلا يُخذَلْ بمظهرِكَ الأليفُولا يَطْمَعْ بِرُفقتكَ " العريف "
أطِلْ مكثاً فسوفَ يُزاحُ ليلٌتَلُفّكَ منه والدُّنيا سُجوف
ومِنْ هذي الكُوى سيُطِلُّ فجرٌضَحوكٌ يملأ الدُّنيا كَشوف
ولم تَزَلِ الدُّنى من ألفِ ألفٍيُصرِّفُ من أعنَّتها " الرَّغيف "
تمرَّغَتِ الخدودُ مُصَعَّراتٍبه ، واستُرْغِمتْ منها الأنوف
وظلَّ ابنُ " المطاحِنِ " مشمَخِراًعليه الهامُ من فَزعٍ عُكوف
يدورُ الفِكرُ جباراً عنيداًبحيثُ يدورُ والقلَمُ الرَّهيف
يُقِضُّ مضاجعَ الباغينَ منهلكلِّ منامةٍ طيفٌ يطوف
وأني عرَّسوا أسرى إليهميُطيلُ عذابَهمْ وجهٌ مُخيف
تَخافُ شُذاةَ غَضبَتهِ أُلوفٌوتستجدي مودَّتهُ ألوف
وتُستاقَ الجيوشُ مُسَخَّراتٍلها من خوفِ زحفتهِ زُحوف
وكم جرَتِ الدّماءُ ، لها هَديرٌعلى حبَّاتِه وبها نزيف
وكم ألوى بها هذا النَّحيفُوهذا المستبِدُّ بنا العنيف
سَلِ التأريخَ كم زخَرَتْ شُجونٌبدفَّته وكمْ شُحِنَتْ حُتوف
وكم غادى ربيعَ الفكرِ فيهمن النَّزَّعاتِ عابرةً خريف
وكمْ ألقى على حيٍّ نزيلٍغُبارَ كِفاحهِ حيُّ خَلوف
وهلْ بالرَّغْمِ من هذا وهذاتأبَّتْ منه ، دانيةً ، قُطوف
وهلْ دهرٌ أتى لمْ يَسْرِ فيهيفيء ظِلالَهُ فِكرٌ وَريف
ولمْ تسحَبْ به الخطَرات ذيلاًله في مسمعِ الدُّنيا حَفيف
أطِلْ مكثْاً إلى يومٍ تُوقّيبه كفَّيكَ ، أو تُلوى كُفوف
ودَعْ رُسْغَيهِما للقَيدِ نَهباًلِنابَيه بلحمهِما صَريف
فمِنْ تأريخِكَ الألِقِ المدَّمىتَبينُ بهذه النُقَطِ الحُروف
ومُلْكُ الدَّهرِ أنتَ بما توفّيمن الألمِ الذبيحِ وما تُعيف
ولَسْتَ مُخَّيراً في زمهريرٍتُشَتَي ، أو بجاحمةٍ تَصيف
ولا في أنْ يِمِسَّ ذويكَ ضُرٌّيَحيقُ بهمْ ومَظْلَمةٌ تَحيف
ولا آيِّ المصايرِ يحتويهمْوأيِّ نوىً تعاوَرهُمْ قَذوف
ولا أيِّ الجنينِ تُدِرُّ أمٌّرَءومٌ في مراضِعها رَءوف
ولا أيِّ الأكُفِّ بها تهاوىولا أيِّ السُمومِ لها تَديف
أطِل مكثاً فلمْ يَبْرَحْ أنيقٌرَشيقٌ في تأطّرهِ ظريف
يَتيهُ بحيثُ تَلتحِمُ الرَّزاياعليكَ ، بحيثُ تَلْتَحِمُ السُقوف
مَشى فتعجَّبَ " الطاووسُ " منهفقد ألوى بِمشيتهِ الزَّفيف
كأنْ لم تَضوِ إخوتَهُ سِياطٌولمْ تَتحَدَّ أهلَهمُ الصُروف
بلى : وكأنَّ بُؤْسَهُمُ تليداًله ولأهلهِ مَجْدٌ طَريف
أطِلْ مكثْاً إلى يومٍ تَلاقىعليكَ بساحةِ الألمِ الصُفوف
أطِلْ مكثاً : وفاخِرْ أنْ خصماًعَسوفاً خَصْمُهُ بغيٌ عسوف
ونَصِّبْ مِنْ جبينكَ فاللَّياليتُحاولُ ان تُخَوِّفَ مَنْ يُخيف
عسى أنْ لا يطولَ بكَ الوقوفُومهما طالَ فالدُّنيا ظُروف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 3:10 pm

باريس...




تعاليتِ " باريسُ " ..أمَّ النضالْ

وأمَ الجمال.. وأمَّ النغم

تَذوَّبَ فوقَ الشِفاهِ الألَم

وسال الفؤادُ .. على كلِّ فم

تَضيعُ الحرارةُ بينَ الوصالْ

وبين التّنائي وبين الملال

كأنّكِ شمسُك بينَ الجبال

تغازلُ حين .. تلوحُ القِمَمْ

وتبدو الغيومُ لها .. من أمَم

فَتخفى كما يتخفّى النَّدَم

تعاليتِ " باريسُ " .. كم تلعبينْ

وكمْ تُلهِمينَ .. وتَستلهِمين

وكمْ تُؤثرين .. وتستأثرين

تعاليتِ " باريسُ " .. كم تشتهين

تَصيحُ من الجوعِ منكِ العُيونْ

وتُطوَى على الحبِّ خُمصُ البُطون

وتَنسَيْنَ ما كان أو ما يكون

بما أنت في لُجِّهِ من فُتون

تعاليتِ " باريسُ " إنّ الجنون

جُنونَ العواطفِ ما تَصْنَعين

تعاليت ِ " باريسُ " .. إن السنينْ

بما تَعْلَمينَ .. وما تَجْهَلين

وما تستلذّينَ إذ تحلُمين

بوَقْع الشَّكاةِ .. ورَجعِ الأنين

ونثرِ الزُّهورِ على الفاتحين

وثلِّ العُروشِ .. وضَرْبِ الوتين

وما سنَّ " روسو " .. و " لامارتَين "

أناختْ طويلاً على عاتقَيْكِ

وألقتْ بريقاً على ناظريك

وهَدْهَدَتِ الموجَ من ناهديك

تعاليتِ " باريسُ " .. في وجنتيك

يلوحُ جميلاً .. دمُ الثائرين

جلَتْ منك " باريسُ " كفُّ الدهورْ

فُتوناً مُضَمَّخَةً بالعُطور

ودنيا تَفور .. بنارٍ ونور

بما يُتَّقى ويُرَجَّى تَمور

صراعٌ مريرٌ فُوَيْقَ الثُّغور

لنَوحِ الأسى .. وابتهالِ الحُبور

تَكادُ جِراحاتُكِ المُثخنَه

تُصفَّق منها .. كؤوسُ المُدامْ

ويبدو على حَجَرِ المدخَنَة

مواعيدُ حُبٍ .. وشكوى غَرام

تُخال نجاواكِ خلفَ السُّتورْ

لفرطِ الجوى .. قِصةً في سُطور

ويُوشِكُ ما اخْتَزَنَتْهُ .. الصُّدور

يرِفُّ على .. " لافتاتِ المرور "

تَكادُ الأحاسيسُ فوقَ الوجوهْ

تُشيعُ الهوى .. والرُّؤَى .. والمنى

وتُوشك مكبوتةً .. أن تَفوه

تَحِلُّ الذي يَعقِدُ .. ألألْسُنا

كأن طُيوفَ الخطايا .. تتوه

مُدىً .. ثم تحتضِنُ الأعينا

كأنكِ " باريسُ " كلُّ الدُّنا

بكلّ " الغموض" .. بكل السّنا

على كلِّ خَصْرٍ تلاقت يدانْ

ألانا مُثَقَّفَهُ فاستلان

وكل فمٍ حَشْوُه وردتان

هما الشفتانِ .. هما الجَمْرتان

أراقَ الزمانُ دماءَ الشباب

لِيَرْويهِما وهما يَلْهَثان

تَمَسّح خدٌّ بخدٍّ يلوبْ

من الحب في وجنتيهِ نُدوب

ولاح كما لاح فوقَ السُّهوب

رؤَى شفقٍ في الوجوه الشحوب

كأنّي رأيت فؤاداً يذوب

على مثلِه بدمٍ يَقْطُرُ

وأمواجَ عاطفةٍ تزخر

بصدرَيْن كالبحرِ مستسلمَيْن

لِكَيْفَ تُريدُ رياحٌ ؟ وأيْن ؟

تعاليتِ " باريسُ " مِنْ فاتنهْ

يُدَغْدِغُ فيها النعيمُ العذابْ

يُزيح بأجوائِها الداكنه

شفيفُ السنا .. مِزقاً من سَحاب

تعاليتِ " باريسُ " مِنْ ماجنه!!

وما في مُجانتها ما يُعابْ

سوى أنّها في .. كؤوسِ الشراب

وجمرِ الشفاه .. وبردِ الرُّضاب

ترى كاذبَ العمرِ مثل الحبَاب

يخادع آونةً .. آونه

ويَنْسَلُّ كالعُهْر تحتَ الثياب

إلى الآنَ " باريسُ " .. في مسمعي

صدى مَرَحِ " العابثاتِ " الحسانْ

ولمحُ العُيونِ لها الشرَّعِ

وزحف الصحافِ .. وعزف " الكمان "

ومقهى تكوّرَ كالبُّعْبُع

تَماوَجُ جُدرانُه .. بالدُّخان

ومعتركٌ .. ببذيءِ الشجار

تصارخَ .. ثُمَّ انتهى بالحِوار

كما اسّاقطتْ بالحصاةِ الثِمار

وعاد " الشجار " .. لنجوى سرار

وَقَرَّ دمٌّ فار كالموقدِ

بمسح الشفاه .. وعصرِ اليد

ومات الذي خِيلَ .. لم يُولَد

وغودر " أمسِ " .. لمثوى غد

وفاحت عطورٌ .. من المضجعِ

تنَزّى لها قفَصُ الأضْلُع

ودبَّ الضِرامُ .. على الأذْرع

فراحت تَشابكُ ناراً بنارْ

وأزَّ الوقيدُ .. وسار القِطار

سجا الليلُ " باريسُ " سجوَ الحمام

تدلَّى " الجناحان " منهُ فنام

ولاحت كُوىً .. من خِلالِ الظّلام

ترِفُّ عليها .. ظِلالُ الغَرام

رفيفَ العواطفِ .. في المقلَتَيْن

وحام رهيباً عليها الغدُ

خليقاً بانجازَ .. ما يُوعَد

فمُدَّت .. إلى كلِّ بابٍ يد

فَأرْخَتْ ستاراً .. مِنَ الّكرياتْ

عذارى من النورِ .. مُسْتَحْيِيات

وراحت .. حنايا ضُلوعٍ تموجْ

بما لم تَمُجْ في الربيع المروج

وضمّت شَتاتَ النجومِ .. " البُروج "

فكلُّ " طَوالِعِها " أسعدُ

على الحبِّ تَنْزِلُ .. او تَصْعَد

ويحنو على " فَرْقدٍ " .. فَرْقَد

كأنَّ مَدارَهُما مَعْبَد

يناجي بهِ المرقدَ .. المرقد

نجومٌ بأحلامها شُرَّد

فلا " الزاجُ " منها .. ولا المرصد

وثَمَّ بصيصُ ضياءٍ .. يلوحْ

ونفحةُ عطرٍ ذكىٍّ ..تَفوح

وصدرٌ يجئُ لصدرٍ يروح

وحاشيةٌ من غطاء السريرُ

واصداءُ نجوى كَسَحْب الحرير

ونهدانِ قاما على الشاطئينْ

يَمُدّانِ نحوَ غريقِ الغرام

يَدَيْنِ يُليحانِ بالبُرْعُّمَتين

تعاليتِ " باريسُ " كلُّ الدّروبْ

تَفايضُ مُفْعَمَةً بالقُبَلْ

تعلّمتِ كيفَ يَشُقُّ الغَزَل

طريقَ الحياةِ إذا أظلما

من اليأس والتاثَ فاستجهما

وكيفَ تحُد الشفاه الأملْ

إذا ما التوى بالمُنَى عُودُهُ

وحُلَّ من اليأسِ معقودُهُ

تعلّمتِ " باريسُ " : أنَّ الضَّجَرْ

إذا لم يُدَفْ .. بلذيذِ السَّمَر

ولحنِ الكؤوسِ .. وسَجْعِ الوَتَر

وما لم تغَصَّ بحُلوِ اللمى

شفاهٌ .. تعودُ لتشكو الظّما

وما لم يَجِدْ مِعْصَمٌ .. مِعْصَما

له في حِمىً مستباحٍ .. حِمَى

أمات الضميرَ .. ولاثَ الدما

ودب دبيبُ الرّدى .. في المُقَلْ

وجرّرَ عداوه .. حيثُ انتَقَل

تعلمتِ " باريسُ " .. كيف الملَل

إذا لم تُقَطَّرْ بكفٍ رفل

على سُمِّه .. قَطْرَةٌ من عسل

لِتَقْتُلَهُ بمزاجٍ .. قتل !

تعلّمتِ " باريسُ " .. كيفَ الفروضْ

تؤدَّى ... وكيف تُوَفَّى .. القروض

تعلّمت : كيف بوشمِ العضوض

على أذرعٍ بضّةٍ يُستدلْ

وكيف ... خُصيَلةُ شعرٍ تُسَل

إذا الشَّعُر عِيثَ به فانسَدل

بها عن " سبائكِ " تبرٍ بَدَل

وأن " حسيساً " كلفٍّ يُفل

لفرطِ الوَنَى .. أو لِفَرْطِ الجَذَل

ووجدٌ تناهى لأوجِ الغموضْ

لأوجِ الوضوحِ .. لأوجِ الوَجَل

فريضٌ .. ودنيا سواه نفَلْ

تعاليتِ " باريسُ " إنَّ الصباحْ

أطلَّ فألقى عليكِ الوِشاح

وضمَّكِ تحتَ خَضيبِ الجَناح

وألفاكِ غافيةً فاستراح

على صدرِكِ العَطِرِ النّاعِمِ

وأنفاسِ بُرْعُمِكِ الحالم

تعاليتِ " باريسُ " من نائم

كانَ الدنا كُلَّها نائمةْ

بمقلتهِ وبهِ حالمه

تعاليتِ " باريسُ " هلْ مِنْ مَزيدْ

على ما لَدَيَكِ وهل مِنْ جَديد

وماذا تركتِ لهذا الوجود

إلى الموتِ يَرجِعُ أوْ للخُلود

وللكائناتِ سواء تُعيد

نماذجَ من حُسْنِكِ المستفيضْ

بماذا يعوِّضُها المستعيض

بماذا يعوض هذي الخدودْ

مزبرةٍ كغصونِ الوُرود

ومثقلة بثمارِ النُّهود

بهذي الوجوهِ .. بهذي العيونْ

بهذا الرُّواءِ .. بهذا البَريقْ

يفيض عليها شُواظ الحريق

كأنّكَ تَعرِفُ عُنْوانَها

ورافقتَ من قبلُ إنسانها

وأصبحتَ تَعْرِفُ ماذا يقولْ

كأنَ عواطفَهُ والميول

خيولٌ أُبيحَ لها أنْ تَجول

بحيثُ تشاءُ وميدانُها

صميمُ القلوبِ وصَفْوُ العقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 23, 2009 3:13 pm

أنيتا...



أنّي وجدت " انيتَ " لاحَ يَهزنيطيفٌ لوجهك رائعُ القسماتِ
ألق " الجبين " أكاد أمسح سطحه!بفمي ، وأنِشق عِطرَه بشذاتي
ومنوَّر " الشفتين " كادت فرجةٌما بين بين تسدُ من حسراتي
وبحيثُ كنتُ تساقطَت عن جانبينظراتُ محترِسين من نظراتي !
نَهب العيون يُثيرها ويزيغهاإطراق أشعثَ زائغ اللفتات
متوزِّع الجنبات يَرقُب قادماً !شقٌّ وآخرُ مال للطرقات
حسبي . وحسبك شقوةٌ ! وعبادةٌ !أن ليس تفرُغُ منك كأسُ ! حياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 24, 2009 2:02 pm

شهرزاد...




إنَّ وجهَ الدُجى "أنيتا " تجلَّى

عن صباحٍ مِن مُقلَتيكِ أطَلا

وكأنَّ النجومَ ألقَيْنَ ظِلا

في غديرٍ مُّرقرَقٍ ضَحْضاحِ

بينَ عينيكِ نُهبةً للرياح

وغياضُ المُروج أهدَتكِ طَلا

إن هذا الطيرَ البليلَ الجَناحِ

المُدوِّي على مُتونِ الرياحِ

والذي أزعجَ الدُّجى بصَباحِ

عبَّ في الليل من " ثُغورِ " الأقاح

رشفَةُ مجَّ عِطرَها وتولّى

حيثُ هذا الرأسُ الجميلُ تدلّى

والفِراشُ الذي به يتمَلّى

وبحيثُ أرتدَّتْ هباءً نَثيرا

تملأ النفسَ والفضاءَ عبيرا

خِصِلاتٌ مِن شَعرِكِ الذَهبيِّ

كنتِ فيهِ الثرىَّ أيَّ ثرِيِّ

إسمعي ، إسمعي " أنيتا " فهنَّا

وهُنا ، صادِحٌ صَبا فتغنَّى

والطريق المهجورُ عادَ فرَنَّا

مِنْ جديدٍ ببعثِه يتهنَّى

فلقد دبَّتِ الحياةُ إليهِ

وتمشّى المعاوِدونَ عليه

إسمعي وقعَ رائِحينَ وغادي

وتَمَلَّيْ مِن الوُجودِ المُعاد

والقَطارَ المجَلَجلَ المُتهادي

في سُفوحٍ مُنسابَةٍ وَوِهادِ

إسمعي ، إسمعي " أنيتا " صَداهُ

تَجِدي عن صَدى الزّمانِ بديلا

وَتَرْينَ الدُّنيا تُجِدُّ رَحيلا

بالأمانيِّ غُدوةً وأصيلا

إنَّ وجهَ الدُجى " أنيتا " يُليحُ

والليالي في " شهرزَادَ " تَصيحُ

ههُنا ، ههُنا يَطيبُ الصَّبوحُ

حُلُمٌ رائِعٌ وطيفٌ لذيذُ

بهما اليومُ مِن غَدٍ يستعيذ

واللّيالي مِن اللّيالي تَلوذ

فطريدٌ مؤمَّل وأخيذ

حُلُمٌ رائعٌ كأن الخيالا

حينَ ضاقَت به الحياةُ مَجالا

مَلِّ أسفارَهُ فحطَّ الرِّحالا

ههُنا ، فهو عن سِواهُ صَدوفُ

وهو في أعيُنِ السُّقاةِ يَطوف

لِجِناحيهِ في الكؤوس رفيف

ورنينُ الأوتارِ منها حفيف

حَلُمٌ رائِعٌ وجوٌّ لطيفُ

والنَّدامَى على الكؤوسِ عُكوف

والأباريقُ نالَ منها النّزيف

غير أنَّا - ورُبَّ صفوٍ يُخيف -

ملكَ الذعرُ نفسَنا والفؤادا

ونسِينا حتى المُنى والمُرادا

وأبَحنْا للعاطِفاتِ القِيادا

أتُرى أنَّ هذه " الشهرَزادا "

ذكرَّتْنا أحلامُها " بغدادا " ؟

يا حبيبي ! وهذه الأطيافُ

عن قريبٍ بيقظةٍ ستْداف

وإلى مثلها انقضتْ ، ستُضاف

يا حبيبي ! وهذه الأعطاف

تتثنَّى على الكؤوسِ دَلالا

كلُّ عِطفِ ، لولا الحياءُ لسالا

سوفَ تنهدُّ بعدَ حينٍ كلالا

حينَ تستامُها الحياةُ النضالا

حينَ تَلقى ما لا تُطيقُ احتِمالا

يا حبيبي : وهذه النظَراتُ

في مُذابِ الفُتورِ مُنكسِرات

والوجوهُ الحيِيَّةُ الخَفِرات

والنفوسُ الفيّاضةُ الخيِّرات

والشِفاهُ النديَّةُ العَطِرات

والشُعورُ المسترسِلاتُ انسيابا

وجفونٌ تستثقِل الأهدابا

والأكُفُّ التي تذوبُ انجِذابا

كلُّ خِصرٍ بكلِّ كفٍّ يَلفُّ

وشِفاهٌ على شِفاهٍ تَرِفّ

وقلوبٌ من صفوها تُستَشَفّ

كلُّ هذا ، وكلُّ ما غيرُ هذا

عن قليلٍ سيستطيرُ رُذاذا

فأفيقي فقد تَناهى المَطافُ

واستردَّتْ هِباتِها الألطاف

هاهُمُ العازِفونَ حولَكِ طافُوا

يستعيدونَ مِن صدى الأجيالِ

وحفيفِ الأحراشِ والأدغالِ

ما يَخالُون أنَّ في مُقلتيكِ

وارتجاجِ المُيول في وجنتيك

ونَثيرِ الجَديلِ عن جانِبيك

صِلةً بينه وبينَ الخَيالِ

لستُ ادري " أنيِتُ " كيف استحالا

وجهُكِ المستَظِلُّ بالأضواءِ

خافِتاتٍ كعاطفاتِ المُرائي

نغَماً سارِباً مع الأنغامِ

يا حبيبي ! وللنديم هُمومُ

يُقعِدُ " الكأسَ " ثِقلُها .. ويُقيم

يا حبيبي ! و " ليتَ .. " شيءٌ عَقيم

ليتَ أنَّ الحياةَ ظِلٌّ مُغيم

هكذا :

ليتَ أنَّ عَيشاً يدومُ

مثلَ هذا،

ليتَ " الشقاءَ " سَرابُ

يرتعي المرءُ ظِلَّه ويهاب

من بعيدٍ :

ليتَ " النعيمَ " شرابُ

كلما ألْهَبَ السَرابُ النّفوسا

نهلَتْ مِنهُ ، تستزيدُ الكؤوسا

ليتَ " دمعَ " الفجرِ الحزينِ الباكي

لفراقِ الدجى ، بعينِ الورودِ

وبذَوبِ الندى ، يعودُ فيرقا

ليتَ أنَّ " الظلامَ " برِتق فتقا

شقَّهُ الصبحُ في " الرُّبى " والسِّكاكِ

ليتَ أنَّ " الدُجى " يعودُ فيُسقى

من كؤوس الندمانِ ، والأقداحِ

ليت هذا الظلَّ الخفوقَ الجَناحِ

يرتمي فوقَها من المِصباحِ

مُشعِراً بانصرامِ حَبلٍ تبقَّى

من حبالِ الدُجى يعودُ فَيرقى

يا حبيبي راحَ " الظلامُ " يُداحُ

والأباريقُ ظِلّها ينزاح

عن مُغِذٍّ في سِيرِه ، وطليحِ

ومُباحٍ لحُكْمِها ومُبيح

و " ظِلالٌ " من الدمِ المسفوح!

بيد " الصُبحِ " في الفضاء الجريح !

راعِشاتٌ على الثرى ، والحُقولِ

وعلى الجدولِ الرتيبِ المَسيل

في مُرَيْجٍ أهدى الصَباحُ إليه

قُبلةً تَخْلَعُ الدلالَ عليه

وتهادى النّسيمُ بين يديه

مُتْعَباً ، ناعساً ، بليلاً ، كسولا !

لم يَجِدْ مثلَه الصباحُ رسولا

للِِقاء السنابلِ المُغْفياتِ

في دِثارٍ ضافٍ من الذِّكْرَيات؟

ولإيقاظِ تلكمُ " المُغرِيات " !

من صبايا الحُقول ، والفتيات!

سالِكاً ذلكَ السّبيلَ الجميلا

في ثنايا الثّيابِ والطيَّاتِ !!

و " ظِلالٌ " من الغُيومِ الرِّقاق

فوق خُضْرِ الربى ، وبينَ السواقي

تتلاقى بمَوعدٍ للتلاقي !

بظلالٍ كأنّهُنَّ خيوطُ

يَتشابكنَ جَيْئَةً ، وَذهابا

من طيورِ تجمَّعت أسْرابا

يَتغازَلْنَ والصبا ، والضَّبابا

تتحدَّى قِناعَه وتُميطُ

يا حبيبي ، ورَغبتي ، ودليلي!

إنَّ لونَ الظلامِ حالَ فَحُولي !

والدّراري بعدَ الصراعِ الطويل

وسنا الفجرِ

ينحدِرْنَ فُلولا

وبناتُ النَعْشِ المُقِلِّ القتيلا

يتَذوَّبنَ حسرةً وعويلا

ويُجَرِّرْنَ من حِدادٍ ذيولا

مُسبَلاتِ على المجرِّ الذليلِ

يا حبيبي ! مالَ الزمانُ فميلي

وأميلي بموضعِ التّقبيل!

يا حبيبي : لم يبقَ لي من مآبِ

من لُباناتِ هذه الأطياب

و " الظلامِ " المزعزعِ الأطناب

ومُجاجاتِ عِطْرهِ المُنساب

غيرُ هذا " الليلِ! " الفسيحِ الرِحاب

بين جَفنيكِ حارَ والأهداب

إي وعَيْنَيْكِ والخيالِ الشَّرودِ

إي وهذا الغورِ السحيقِ البعيد

بين مُوقَيْكِ يَسبقُ الأبعادا

إي و " صحراءَ " صَحصَحٍ .. تتنادى

عندها من " عوالِمٍ " أصداءُ

إي ولمحٍ ..! من السّنا يتهادى

فتسيرُ الاطيافُ والأهواء

خلفَه :

إي وصامتٍ كالجليدِ

ومدوٍّ كقاصفاتٍ الرّعود

منهما :

إي وذلك " الانسانِ " !

هازئاً بالمَلاكِ ، والشيطانِ :

لامتدادُ الفضا ، وعنفُ الدياجي

وخِضَمٌ من بحرهِ العجّاج

دونَ هذا الطرفِ الكحيلِ الساجي

روعةً ، وانبساطةً واقتد

إي ، وعينيكِ حلفةً لا تُمار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 24, 2009 2:06 pm

ذكريات ....




لا تمُرِّي " أنيتُ " طَيفاً ببالي

ما لِطيفٍ يسُمُ لحمي ومالي

أنا عندي مِن مُوحشاتِ الخَيالِ

الطيوفُ المُعرِّساتُ حِيالي

كذئابٍ مسعورةٍ وسَعالي

بل تَعالَيْ إلى يديَّ ، تعالِي

فهُما الآنَ يَحضنانِ الفِراشا

خالياً منكِ يستفيضُ ارتعاشا

ههنا ، ههنا مكانُكِ أمسِ

ههنا ، مسَّ أمسِ رأسُكِ رأسي

ههنا أمسِ ، أمسِ ، ذوَّبتُ نفسي

في يبيسٍ من الشفاهِ الظّوامي

تتساقى مِن القلوبِ الدّوامي

أمسِ كنَّا هُنا هنا نتساقى

من كؤوس الهوى دِهاقاً وِفاقا

أمس كنَّا رُوحاً بروحٍ تَلاقى

ويداً تحتوي يداً ، وفُؤادا:

لأخيهِ يبثُّ نجوى ، وعينا :

تَرتعي أُختَها فكيفَ وأينا :

عادَ ما كانَ أمسِ منَّا طِباقا

وحشةً ، وارتِعاشةً ، وفِراقا

أمس ِ ، أمسِ ، التقت هُنا شَفَتانِ

كانتا من عجيبِ صُنع الزمانِ

ذوَّبَ الدهرُ من مزيج الأماني

فيهما ، كلَّ موحِشٍ ولطيفِ

وبليدٍ ، وحائرٍ ، وعصوفِ

أمسِ ، أمسِ ، التقت هنا شَفَتانِ

يستطيرانِ " وقدةً " واُوارا

ويسيلان في المراشِف نارا

ويُثيران من شَكاةِ الزمانِ

في لهاثِ الأنفاسِ مثلَ الدخان

وكأن العيونَ بُلهاً ، سكارى

من عثارِ اللهاثِ تُكسى غبارا

أمسِ ، راحتْ على الشفاهِ تدور

قُبُلاتٌ من قبلُ كانت أسارى

في شِعافِ الفؤادِ ، حَيرى ، تمورُ

وزوانٍ ! كأنهُنَّ العذارى

أمسِ ، رُدَّتْ إماؤها أحرارا

وأماطتْ عن الضّميرِ ! السّتارا

فبدا ذلك " الحِمارُ !! " الصغير

مثقلاً ، فوقه الخنا ، والفجور!

يأكُلُ الشهوةَ الفظيعةَ ..نارا

ويعُدُّ الصبرَ القبيحَ فخارا

ثُم يَطغى سعيرُها ويثورُ

فوقَ وجهٍ يَضوى ، وعَينٍ تغور

ثم يُلوى بِثقْلِهِ .. ويخور

أمسِ " نعٌ " بين الشفاه طَهورُ

غسَلَ الحِقدَ ، والخنا ، والعارا

ونهى ( الرجسَ ) أن يكون شعارا

أمسِ ، راحت على الشّفاهِ تدورُ

هَمَساتٌ تُصغي لهنَّ الدُهور

وبذيل " المجرِّ " منها عبير!

ههنا أمسِ ، كانَ خيطٌ يَرِقُّ

من نسيجِ الدُّجى ، وفجرٌ يشُقُّ

دربَه ، والنجومُ شِقٌّ وشِقُّ

ههنا أمسِ ، كانَ جَرسٌ يَدُقُّ

ضربَاتٍ سِتَّاً يرنُّ صداها

وتُفيقُ الدُّنيا على نجواها

أمسِ مدَّ الصباحُ كفَّاً فحلاً

من نجومِ السّماءِ عِقداً تحلَّى

بسناهُ الدُّجى ، وفرَّقَ شَملا

أمسِ ، إلاّ نجماً دنا فتدَّلى

يُرغِمُ الشمسَ أن تَرى منهُ ظِلاّ

أمسِ ، هذا النجمُ الغريبُ أطلاَ

مِن على شُرفَةٍ نُطِلُّ عليها

ونُزَجِّي همسَ الشفاهِ إليها

أمسِ ، هذا النجمُ المنوَّرُ كانا

يَرتبي مِن ذُرى السماءِ مَكانا

أمسِ ، والانَ لا يزالُ عِيانا

وسيَرْتَدُّ بُكرةً وعشِيَّا

مائِلا ظِلُّه الخفوقُ لديّا

يملأُ النفسَ لوعةً وحنانا

كان في ظِلِّ غيمةٍ تتهرّى

ترتَديه طَوراً ، وطَوراً تعرَّى

ومشى " سانِحٌ " إليه ، ومرّا

" بارِحٌ " جنبَه ، وكانَ جَناحُ

يلتقي جنبَ آخرٍ ينزاحُ

عنهُ : في حينَ راحَ يبغي مَمَرَّا

بين هذا وذاكَ حتّى استقرّا

أفتدرِينَ أينَ ؟ تدرينَ أينا !!

فلقد كنتِ تَملئينَ العَينا

مِن جمالِ " الشُّجيرةِ " الورفاءِ

تتراءى كقُبّةٍ خَضراءِ

عن يمينِ الحَديقةِ الغنَّاء

بُرهةً ! ثُمَّ راحَ يمشي الهُوينا

والهُوينا ! حتى اضْمَحلَّ فغابا

وانطوى . ثم عادَ أمسِ فآبا

وتمشَّى فُويقَ ، ثُمَّ دُوَينا !

ورآنا – ولا نؤوبُ – انطوينا

ورأى غيرَنا يُجِدُّ مكانا

كانَ في أمسِ مَرْتَعاً لِهوانا

هكذا ، هكذا ، أردنا فكانا

فلنُخَلِّ القضا ! ونُعْفِ الزمانا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 24, 2009 2:09 pm

وداع...








"أنيتُ " نزَلنا بوادي السِباعْ

بوادٍ يُذيبُ حِديدَ الصِراع

يُعَيِّرُ فيه الجبانُ الشُجاع

" أنيتُ " لقد حانَ يومُ الوداع

إليَّ إليَّ حبيبي " أنيتْ "

إليَّ إليَّ بجيدٍ وليت

كأنَّ عُروقَهما النافِرات

خُطوطٌ مِن الكلِم الساحِرات

إليَّ بذاكَ الجبينِ الصَلِيتْ

تخافَقَ عنْ جانبيهِ الشَعَرْ

يبُثُّ إليَّ أريجَ الزَهَر

سيَعبِقُ في خاطري ما حيَيِتْ

ويُذكِرُني صَبوتي لو نَسيِت

إليَّ إليَّ حَبيبي " أنيتْ "

إليَّ إليَّ بذلكَ الذّراعْ

أبضَّ تفايَضُ مِنهُ الشُعاع

أطِلَّي عليَّ بهِ كالشِراع

فقد لَفحَتني سَمومُ العِراقْ

فألهينَ مِنَّيَ جُرحَ الفِراق

إليَّ إليَّ به للعِناق

لغيرِ العِناقِ الذي تَعرِفينْ

بحيثُ يلُزُّ الوتينُ الوتين

عَشِيَّةَ أهتِفُ أو تهتِفين

لنجمِ القَضا ، ولسَهمِ القَدَرْ

وللمُستَقِرِّ بذاكَ المَقَرّ !!!

بأنْ لا يُميِّلَ هذا السَّفينْ

إلى حيثُ أرهَبُ ، أو تَرَهبين

إلى وَحَلٍ من دُموعٍ وطين

إليَّ بصدِركِ ذاكَ الخِضمّ

مِن العاطفاتِ العُجابِ الشِيَمّ

مِن العاصفاتِ بلحمٍ " وَدَمّ "

تُلَوِّنُ وجهَكِ في كلِّ آنْ

بما لم تُلَوَّنْ فُصولُ الزّمان

أحاسيسُ تُعرِبُ عن كلِّ شان

كأنَّ وُجوهاً عِداداً لديكِ

تَرِفُّ ظِلالاً على مُقلَتيك

كأنَّكِ تُلقِينَ من عاتِقيك

بتلكَ الظِلالِ القِباحِ الِلطافْ

وأشباحِهنَّ السِّمانِ العِجاف

عناءَ الضميرِ ، وثِقْلَ السِنين

وجهلَ المصيرِ ، ، وعِلْمَ اليقين :

بلُطفِ الحياةِ

وجُهدِ الظّنين :

بساعاتِها أنّ يروحَ الحِمامْ

إلى الصمتِ ، يدفعُها والظَلام

إليَّ إليَّ حبيبي " أنيتْ "

إليَّ بنبعِ الحياةِ المُميتْ

إليَّ بذاكَ النظيمِ الشّتيت

بثغركِ ذاكَ العبوسِ الطروبْ

يَرفُّ إذا ما علاهُ الشُّحوب

كأنِّيَ أقرأ " سِفرَ " الغُيوب

على شفَتيكِ ، و " سِرَّ " الخفايا

كأنِّيَ أسمعُ عتبَ الذَّنوب

عليكِ ، ووقعَ دبيبِ الرزايا

كأنِّيَ أشربُ كأسَ الخطايا

وسؤرَ دمٍ مُهدَرٍ مِن سِوايا

كأنّيَ أمضُغُ لحمَ الضّحايا

تناثَرُ مِن بينِ تلكَ الثّنايا

كأنَّ الزفيرَ بنفحِ الطُّيوبْ

إذا امتَزجا يَكشِفانِ النّوايا

ويَستصْرِخانِ أثيماً يتوبْ :

على ما تَجَرَّمهُ مِن منايا

إليَّ هواني ، إليَّ هوايا

إليَّ المُنى تُشتَرى بالمنايا

إليَّ إليَّ بتلك البقايا

مِن المُسأراتِ بتلكَ الجُيوبْ

إليَّ بصَفوِ النعيمِ المَشوب

بلَفح أُوارِ الجحيمِ الشَّبوب

إليَّ إليَّ أغيثي ظمايا

فقد نالَ مِن شفتيَّ اللُغوبْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 24, 2009 2:11 pm

بَرمٌ بالشباب..!



برِمْتُ بريَعانِ هذا الشبابِتخارَسَ في الفجرِ صدّاحُهُ
وجاء خِضَمَّ الحياةِ الرهيبوكفَّ عن الجدفِ ملاَّحه
برمتُ فليتَ الرد ى عاصفٌبهذا الشباب فيجتاحه
أموتُ وجهدُ الحياةِ اللذيذتطوفُ بعينيَّ أشباحه
تُهدهِدُ روحيَ أمساؤهوتُنعشُ نفسيَ أصباحه
أموتُ وبي ظمأ للشَّجاتهُبُّ فتعصِفُ أرياحه
فماليْ وللعيشِ لا تُستثارُبنار التحرُّقِ أطماحه
وماليْ وللموتِ إن لم ترِفَّعليَّ من الحُزن أفراحه
سيُطربُني وقعُ زحفِ السنينبسرِّ الحياةِ ، وعُمقِ القِدَمْ
وتفتحُ عينيَّ سُودُ الدياجييُنوِّر منها بريقُ الألم
ستُلهِبُني عاصفاتُ الرِّياحفقد ملَّ سمعي وئيدَ النَّسم
أرى الموتَ نبعَ الحياةِ الجميلَإذا خَضَبته الليالي بدم
وعن وهَج الكأس كأسِ الوجودتُترجِمُ عيناي سرَّ العدم
ألذُّ عناقَ ظِلالِ الحياةِتخالَطَ فيها سرورٌ بهم !
ولا أعرِفُ النومَ حتى ترِفَّعلى جانبيهِ نُسورُ الحُلُم
يُصافِقُ منها الجناحُ الجناحَوتُوشِكُ من زحمةٍ ترتَطِم
ولم أدر ما يقظةٌ لا تُثارُعواصفُها برهيب النَّغم !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 24, 2009 2:13 pm

أطبق دجى !




أطْبِقْ دُجى ، أطْبِقْ ضَبابُأطْبقْ جَهاماً يا سَحابُ
أطبق دخانُ من الضميرمُحَرَّقاً أطبق ، عَذاب
أطبق دَمارُ على حُماةِدمارِهم ، أطبق تَباب
أطبق جَزاءُ على بُناةِقُبورِهم أطبق عِقاب
أطبق نعيبُ ، يُجِبْ صداكَالبُومُ ، أطبق يا خَراب
أطبق على مُتَبلِّدينَشكا خُمولَهمُ الذُّباب
لم يَعرِفوا لونَ السماءِلِفَرْطِ ما انحنَت الرقاب
ولفرطِ ما دِيسَتْ رؤوسهمُكما دِيسَ التراب
أطبق على المِعزى يُرادُبها على الجوعِ احتِلاب
أطبق على هذي المُسوختَعافُ عيشتَها الكلاب
في كلّ جارحةٍ يلوحُلجارحٍ ظُفرٌ وناب
يجري الصدِيدُ مِن الهوانِكأنه مِسكٌ مُلاب
أطبق على الدِيدانِملَّتها فَيافيكَ الرِّحاب
أطبق على هذي الوجوهكأنها صُوَرٌ كِذاب
المُخرَساتُ بها الغُضونُفلا سؤالَ ولا جواب
بُلهاً تدورُ بها العيونُكأنَّ صحصَحَها سَراب
ملَّ الفؤادُ من الضميروضجَّ بالرُّوح الإِهاب
أطبقْ على مُتفرقّينَيَزيدُ فُرْقَتَهم مُصاب
يتبجَّحونَ بأنّ إخوتَهميحُلُّ بهم عَذاب
ندِموا بأنْ طلبوا أقلَّحقوقهم يوماً فتابوا
وتأوَّبوا للذلِّ يأكل رُوحَهمنِعْمَ المآب!
أطبق على هذي الكرُوشِيَمُطُّها شَحْمٌ مُذاب
مِن حولِها بقرٌ يَخورُوحولَه غَرثى سِغاب
أطبق إلى أنْ ينتهيللخاطبينَ بكَ احتِطاب
أطبق على مُتنَفِّجينَكما تَنفَّجت العِياب
مستنوقِينَ ويزأرونَكأنهم أُسْدٌ غِلاب
يَزهوهمُ عَسَلٌ ويُلهيهمعن العلياءِ صاب
يَمشي مِن الأمجادخَلْفَهُمُ بميسَرةٍ رِكاب
فاذا التقت حَلَقُ البِطانِوجدَّتِ النُوبُ الصِّعاب
خفَقَت ظِلالُهم وماعوامِن نُعومَتِهم فذابوا
ونَجَوا بأنفُسِهمْ وراحتطُعمَةَ النارِ الصحاب
أطبق دُجى ، لا يَنْبَلِجْصُبْحٌ ولا يَخْفِقْ شِهاب
أطبق فتحتَ سماكَخَلقٌ في بصائرهِ مُصاب
لا ينفتحْ – خوفاً عليه - !مِن العمى للنور باب
أطبق إلى يومِ النشورويومَ يكتملُ النصاب
أطبق دُجى حتَّى يقئَ خُمولَأهلِ الغاب غاب
أطيق دُجى : حتى يَمَلَّمن السوادِ بهِ الغُراب
أطيق دُجى : حتى يُحَلِّقَفي سماواتٍ عُقاب
غضبانَ أنْ لم تحمِ أعشاشاًلها طير غِضاب
أطبق دُجى : يَسْرَحْبظلّك ناعماً عار وعاب
من لونك الداجي رِياءٌوارتياعٌ وارتياب
يا عِصمةَ الجاني وياسرحاً تلوذُ به الذئاب
يا مَن مشتْ بدمائهافيه الخناجرُ والحِراب
يا مَن يضِجُّ من الشرورِالماخراتِ به العُباب
يا مَن تَضيقُ من الهوامالزاحفاتِ به الشعاب
كُن سِتْرَ مُجرمِةٍ تهاوَتْعن جريمتِها الثباب
أطبق : فأين تفِرُّ إنْتُسفرْ وينحدرِ النِقاب؟!
هذي الغَباوات الكريمةُ !والجمودُ المُستطاب !
هذا النفاقُ تَرُبهُصُحُفٌ ويُسْمِنُه كِتاب!
أطبق دُجى ، حتى تجولَكأنها خيلٌ عراب
هذي المعرَّات الهِجانُلها لظُلمتِك انتساب
أطبق : فأنتَ لهذه السوءاتِ- عاريةً – حجاب
أطبق : فأنت لهذه الأنيابِ- مُشحذةً – قراب
أطبق : فأنت لهذه الآثامِشامخةً - شباب
أطبق : فأنت لصِبغةٍ منها إذانصَلَتْ خِضاب
كُنْ سِتْرَها لا يَنبلِجْصُبحٌ ولا يَخْفِقْ شهاب
أطبق دُجى : أطبق ضَبابأطبق جَهاماً يا سحاب ُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 24, 2009 2:16 pm

حنين ...



أحِنُّ إلى شَبَحٍ يَلْمَحُبِعينَيَّ أطيافُه تَمْرَحُ
أرى الشَّمْسَ تُشْرِقُ من وجهِهِوما بينَ أثوابِه تجنح
رضيِّ السّماتِ ، كأنَّ الضَّميرعلى وَجْهِهِ ألِقاً يَطْفَح
كأنَّ العبيرَ بأردانهِعلى كلِّ " خاطرةٍ " يَنْفح
كأنَّ بريقَ المُنى والهنابعينيهِ عن كوكبٍ يقدح
كأنَّ غديراً فُويقَ الجبينِ عنثقةٍ في " غدٍ" يَنْضَح
كأنَّ الغُضونَ على وَجْنَتيهِيكنُّ بها نغمٌّ مُفرِح
كأنَّ بهامتهِ منْبعَاًمن النُور ، أو جمرةً تجدح
كأنَّ " فَنَاراً " على " كاهل "يُنارُ بهِ عالَمٌ أفسح
وآخَرَ شُدَّتْ عليه يدٌفلا يَسْتَبينُ ! و لا تُفْتَح !
أحنُّ إليهِ بليغَ الصُمُوتمعانيهِ عَنْ نَفْسِها تُفْصِح
تَفايَضَ منهُ كموجِ الخِضمِّأو لحنِ ساجعةٍ تصدَح
جَمالٌ . وليسَ كهذا الجمال !بما بهرَجَتْ زِينةٌ يُصْلَح
كأنَّ الدُّهورَ بأطماحِهاإلى خِلقةٍ مِثْلِهِ تَطْمَح
كأنَّ الأمورَ بمقياسهِتُقاسُ فتؤخذُ أو تُطرح
كأنَّ الوجوهَ على ضَوئهِنلوحُ فتَحْسُنُ أو تَقبح
يُداعِبُني إذ تَجِدُّ الخُطوبَفأمْزَحُ منها كما يَمْزَح
يُشَدُّ جَناني بعَزْماتهِودمعي بِبَسْماتهِ يُمْسَح
ويُبْرِدُ نَفسي بأنفاسهِإذا لَفَّني عاصفٌ يَلْفَح
ويَطْرقُني كلَّما راودَتْضميريَ فاحشةٌ ترشَح
وكِدْتُ أُطاحُ بإِغرائِهافأحْدو ركائبَ مَنْ طُوِّحوا
فيمشي إليَّ وثِقْلُ الشُكوكمُنيخٌ على النَفْسِ لا يَبْرَح
وقد أوشكَ الصَّبرُ أنْ يلتويويَكسِرَهُ المُبْهِضُ المُتْرِح
وحينَ تكادُ شِغافُ الفؤادبِسِكّينِ مُطْمِعةٍ تُجْرَح
وإذْ يُركِبُ النَفْسَ حَدَّ الرَّدىعِنانٌ من الشرِّ لا تُكبَح
وإذْ يعْصُرُ القلبَ حُبُّ الحياة!وكأبوسُ حِرمانها المُفْدِح
فيرفعُ وجهي إلى وَجهِهويقرأُ فيه ويَسْتَوضِح
فأرجفُ رُعباً كأنَّ الحشاتَخَطَّفَهُ أجدَلٌ أجدَح
وأفْهَمُ مِنْ نظرةٍ أنَّنيلشرٍّ فكَرْتُ بهِ أصْلُح !!
وأنَّ الضَّميرَ بغيٌّ يجيءلها " الَّليلُ " ما " الصُّبْحُ " يَستقبِح
وأنْ ليسَ ذلكَ مِنْ دَيْدَنٍلِمَنْ هَمّهُ عالَمٌ أصْلَح
فأنهالُ لثماً على كفّهِوأسألُ عفواً وأسْتَصْفِح
أحِنُّ له : وكأنَّ الحياةَخضراءَ مِنْ دونه ، صَحْصَح
أحِنُّ له : وأحبُّ الكَرَىلسانحةٍ منهُ قد تَسْنَح
أحِنُّ له : ليسَ يَقْوَى النَّعيمُوكُلُّ لذاذاتهِ مُرْبِح
ولا كلُّ ما نَهَزَ الناهِزونمن المُمتِعاتِ وما استَنْزَحوا
ولا كلُّ ما أمَّلَ الآمِلونولا مُخْفِقٌ منهُ ، أو مُنْجَح
لِتَعْدلَ مِنْ ثَغْرهِ بسمةًبها نَسْمةُ الخْلدِ تُسْتَرْوَح
فيا ليتني بعضُ أنفاسهِلأمْنَحَ مِنْهُنَّ ما يُمْنَح
ويا ليتني " ذرّةٌ " عندَهلأسْبَحَ في فَلَكٍ يَسْبَح
أحنُّ إلى شبحٍ يلمحُبعيَنَّي أطيافُه تَمْرَح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 10 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 24, 2009 2:17 pm

تنويمة الجياع



نامي جياعَ الشَّعْـبِ ناميحَرَسَتْكِ آلِهـة ُالطَّعـامِ
نامي فـإنْ لم تشبَعِـيمِنْ يَقْظـةٍ فمِنَ المنـامِ
نامي على زُبَدِ الوعـوديُدَافُ في عَسَل ِ الكلامِ
نامي تَزُرْكِ عرائسُ الأحلامِفـي جُـنْحِ الظـلامِ
تَتَنَوَّري قُـرْصَ الرغيـفِكَـدَوْرةِ البدرِ التمـامِ
وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِسـاحَمُبَلَّطَـاتٍ بالرُّخَــامِ

...
نامي تَصِحّي! نِعْمَ نَـوْمُالمرءِ في الكُـرَبِ الجِسَامِ
نامي على حُمَةِ القَـنَـانامي على حَـدِّ الحُسَـام
نامي إلى يَــوْمِ النشورِويـومَ يُـؤْذََنُ بالقِيَـامِ
نامـي على المستنقعـاتِتَمُوجُ باللُّجَج ِ الطَّوامِي
زَخَّارة ً بـشذا الأقَـاحِيَمدُّهُ نَفْـحُ الخُـزَامِ
نامي على نَغَمِ البَعُوضِكـأنَّـهُ سَجْعُ الحَمَامِ
نامي على هذي الطبيعةِِلم تُحَـلَّ بـه "ميامي "
نامي فقد أضفى "العَرَاءُ"عليكِ أثوابَ الغـرامِ
نامي على حُلُمِ الحواصدِعـاريـاتٍ للحِـزَامِ
متراقِصَـاتٍ والسِّيَـاط ُتَجِـدُّ عَزْفَـاً ﺑﭑرْتِزَامِ
وتغازلـي والنَّاعِمَـاتالزاحفاتِ من الهـوامِ
نامي على مَهْدِ الأذىوتوسَّدِي خَـدَّ الرَّغَامِ
وﭐستفرِشِي صُمَّ الحَصَىوَتَلَحَّفي ظُلَـلَ الغَمَامِ
نامي فقـد أنـهى " مُجِيـعُالشَّعْـبِ " أيَّـامَ الصِّيَـامِ
نامي فقـد غنَّـى " إلـهُالحَـرْبِ" ألْـحَانَ السَّـلامِ

...
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ ناميالفَجْـرُ آذَنَ ﺑﭑنْصِرامِ
والشمسُ لنْ تُؤذيكِ بَعْدُبما تَوَهَّـج من ضِـرَامِ
والنورُ لَنْ "يُعْمِي!" جُفوناًقد جُبِلْنَ على الظلامِ
نامي كعهدِكِ بالكَرَىوبلُطْفِهِ من عَهْدِ "حَامِ"
نامي.. غَدٌ يسقيكِ منعَسَـلٍ وخَمْـرٍ ألْفَ جَـامِ
أجرَ الذليلِ وبردَ أفئدةٍإلى العليـا ظَـوَامِي
نامي وسيري في منامِكِما استطعتِ إلى الأمامِ
نامي على تلك العِظَاتِالغُرِّ من ذاك الإمامِ
يُوصِيكِ أن لا تطعميمن مالِ رَبِّكِ في حُطَامِ
يُوصِيكِ أنْ تَدَعي المباهِـجَواللذائـذَ لِلئـامِ
وتُعَوِّضِي عن كلِّ ذلكَبالسجـودِ وبالقيـامِ
نامي على الخُطَبِ الطِّوَالِمن الغطارفةِ العِظَامِ
نامي يُسَاقَطْ رِزْقُكِ الموعـــــودُ فوقَـكِ ﺑﭑنتظـامِ
نامي على تلكَ المباهجِلم تَدَعْ سَهْمَاً لِرَامِي
لم تُبْقِ من "نُقلٍ" يسرُّكِلم تَجِئْهُ .. ومن إدَامِ
بَنَتِ البيوتَ وَفَجَّرَتْجُرْدَ الصحارى والموامي
نامي تَطُفْ حُورُ الجِنَانِعليـكِ منها بالمُدَامِ
نامي على البَرَصِ المُبَيَّضِمن سوادِكِ والجُـذَامِ
نامي فكَفُّ اللهِ تغسـلُعنكِ أدرانَ السَّقَـامِ
نامي فحِـرْزُ المؤمنينَيَذُبُّ عنكِ على الدَّوَامِ
نامي فما الدُّنيا سوى "جســــرٍ!" على نَكَـدٍ مُقَـامِ

...
نامي ولا تتجادلـيالقولُ ما قالتْ "حَذَامِ"
نامي على المجدِ القديـمِوفوقَ كومٍ من عِظَامِ‏
تيهي بأشباهِ العصامِيّينَ!منكِ على "عِصَـامِ"
الرافعينَ الهَامَ من جُثَثٍفََرَشْـتِ لَهُمْ وهَامِ
والواحمينَ ومن دمائِكِيرتوي شَرَهُ الوِحَامِ
نامي فنومُكِ خَيْرُ ماحَمَلَ المُؤَرِّخُ من وِسَامِ

...
نامي جياعَ الشعبِ ناميبُرِّئْتِ من عَيْبٍ وذَامِ
نامي فإنَّ الوحدةَ العصماءَتطلُـبُ أنْ تنـامي
نامي جِيَاعَ الشَّعْبِ ناميالنومُ مِـن نِعَمِ السلام
تتوحَّدُ الأحزابُ فيـهويُتَّقَى خَطَرُ الصِـدامِ
تَهْدَا الجموعُ بهِ وتَستغنيالصُّفوفُ عَنِ ﭐنقسـامِ
إنَّ الحماقـةَ أنْ تَشُقِّـيبالنُهوضِ عصا الوئـامِ
والطَّيْشُ أن لا تَلْـجَئِيمِن حاكِمِيكِ إلى احتكامِ
النفسُ كالفَرَسِ الجَمُوحِوعَقْلُها مثلُ اللجـامِ
نامي فإنَّ صلاحَ أمرٍفاسـدٍ في أن تنـامي
والعُرْوَةُ الوثقى إذا استيقَظْـــــتِ تُـؤذِنُ بانفصـام
نامي وإلا فالصُّفوفُتَؤُول منكِ إلى ﭐنقِسـامِ
نامي فنومُكِ فِتْنَـة ٌإيقاظُها شـرُّ الأثامِ
هل غيرُ أنْ تَتَيَقَّظِـيفتُعَاوِدِي كَرَّ الخِصـامِ

...
نامي جياعَ الشعبِ ناميلا تقطعي رِزْقَ الأنامِ
لا تقطعي رزقَ المُتَاجِرِ ،والمُهَنْدِسِ ، والمُحَـامِي
نامي تُرِيحِي الحاكمينَمن ﭐشتباكٍ والتحَـامِ
نامي تُوَقَّ بكِ الصَّحَافَةُمن شُكُـوكٍ واتِّهَـامِ
يَحْمَدْ لكِ القانـونُ صُنْعَمُطَـاوِعٍ سَلِـسِ الخُطَامِ
خَلِّ "الهُمَامَ!" بنومِكِيَتَّقِي شَـرَّ الهُمَـامِ
وتَجَنَّبِي الشُّبُهَـاتِ فيوَعْـيٍ سَيُوصَـمُ ﺑﭑجْتِـرَامِ

...
نامي فجِلْدُكِ لا يُطِيقُإذا صَحَا وَقْعَ السِّهَامِ
نامي وخَلِّي الناهضينَلوحدِهِمْ هَدَفَ الرَّوَامِي
نامي وخَلِّي اللائمينَفما يُضِيرُكِ أن تُلامِي!
نامي فجدرانُ السُّجُونِتَعِـجُّ بالموتِ الزُّؤَامِ
ولأنتِ أحوجُ بعدَ أتعـابِالرُّضُـوخِ إلى جِمَـامِ
نامي يُـرَحْ بمنامِـكِ "الزُّعَمَـــــاءُ!" من داءِ عُقَـام
نامي فحقُّكِ لن يَضِيعَولستِ غُفْلاً كالسَّوَامِ
إن "الرُّعَاةَ!" الساهرينَسيمنعونَكِ أنْ تُضَامِ

...
نامي على جَـوْرٍ كماحُمِلَ الرَّضِيعُ على الفِطَامِ
وَقَعي على البلوى كماوَقَعَ "الحُسامُ!" على الحُسامِ
نامي علـى جَيْـشٍ مِنَالآلامِ محتشـدٍ لُهَـامِ
أعطي القيادةَ للقضاءِوحَكِّمِيـهِ في الزِّمَـامِ
واستسلمي للحادثاتِالمشفقـاتِ على النِّيَـامِ
إنَّ التيقظَ - لو علمتِ-طليعـةُ المـوتِ الزؤامِ
والوَعْيُ سَيْفٌ يُبْتَلَىيومَ التَّقَـارُعِ ﺑﭑنْثِلامِ

...
نامي شَذَاةَ الطُّهْرِ نامييا دُرَّةً بيـنَ الرُّكَـامِ
يا نبتةَ البلـوى وياورداً ترعرعَ في ﭐهتضامِ
يا حُرَّةً لم تَـدْرِ مامعنى ﭐضطغانٍ وانتقامِ!
يا شُعْلَةَ النُّـورِ التيتُعْشِي العُيُونَ بلا اضطرامِ!
سُبحانَ رَبِّكِ صُورةًتزهو على الصُّوَرِ الوِسَامِ
إذْ تَخْتَفِينَ بلا اهتمامٍأو تُسْفِرينَ بلا لِثَـامِ
إذْ تَحْمِلِينَ الشـرَّ صابـرةًمِنَ الهُـوجِ الطَّغـامِ
بُوركْتِ من "شَفْعٍ " فإنْنزلَ البلاءُ فمن "تُؤَامِ"
كم تصمُدِينَ على العِتَابِوتَسْخَرينَ مـن الملامِ!
سُبحانَ ربِّكِ صورةًهي والخطوبُ على انسجامِ

...
نامي جياعَ الشعبِ ناميالنومُ أَرْعَى للذِّمَامِ
والنومُ أَدْعَى للنُزُولِعلى السَّكِينَةِ والنِّظَامِ
نامي فإنَّكِ في الشَّدائدِتَخْلُصِينَ من الزِّحَامِ
نامي جياعَ الشَّعْبِ لاتُعْنَيْ بِسَقْطٍ من كلامي
نامي فما كانَ القَصِيدُسوى خُرَيْزٍ في نظامِ
نامي فقد حُبَّ العَمَاءُعَنِ المساوىء والتَّعَامِي
نامي فبئسَ مَطَامِـعُ الواعِيــــــنَ! من سَيْـفٍ كَهَـامِ
نامي: إليـكِ تحيّتِيوعليكِ، نائمةً سـلامي

...
نامي جياعَ الشَّعْبِ ناميحَرَسَتْكِ آلهةُ الطعامِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 10 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10
 مواضيع مماثلة
-
» نبذه عن حياة الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري
» الشاعر السوداني محمد الفيتوري
» الشاعر محمد نجيب المراد
» السعودية والتدخل في الشأن العراقي
» الشاعر عمر أبو ريشة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الكتب و المخطوطات-
انتقل الى: