الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 8:46 pm

يا فراتي



إي وعيشٍ مضى عليك بَهيِّوشُعاعٍ من شّطِكِ الذهبيِّ
والتفافِ النَّخيل حولَكَ حتَّىلو تقصَّيْتَ لم تجدْ غيرَ في
وانبساطِ السَّفْحِ الذَّي زاحمتهدَفَعاتٌ من مَوجكَ الثَّوْري
وسنا الشَّمس حين مجَّتْ لُعاباًارسلته من نورها الكسروي
فتخالُ الضياءَ والماءُ موجٌفي رواحٍ من جانبٍ ومجي
كخيوطٍ من فضَّةٍ بتْنَ طوع الرّيحبين الشمال والشرقي
وابتسام البدرِ المطلِّ إذا مابات يجلو الدُّجى بوجهٍ وَضي
وزمانٍ حلوٍ كطلِّ ندّيٍلم يَشُبْهُ صفوُ السَّماء بشي
لو تحولْتَ عن مجاريك أو حُلتلما جئتَ بالنكير الفري
يا فُراتي وهل يُحاكيك نهرٌفي جمالِ الضُحى وبردِ العَشِي
ملكتْ جانبيك عُرْبٌ أضاعواإذ أضاعوا حِماكَ عهدَ قُصي
نضجتْ بالصَّغار منهم جلودٌولقد تنضج الجلودُ بِكَي
إي ومجرى الجيادِ يومَ التنّاَديومجرِّ الرماح حول الندي
دنَّسَتْ طُهْرَكَ المطامعُ حتَّىلم تَعُدْ تَنْقَعُ الغليلَ برِيِ
الخَنى ..أين عنه نفسُ أبيّوالحِمىَ.. أ]ن عنه طَرْفُ الحَمِي
لا القنا يومَ تنثني لِمَذَبٍعن حريم ٍ ، ولا الظبى لكمي
آه ..لولا خِصبُ العراق وريفٌهو لولاه لم يكن بمرِي
ما استجاشتْ له المطامعُ والتفَّتْعليه من المَحَلِّ القَصِي
واستخفَّتْ به الشعوبُ ، وباتَتْوهي ترنو له بلحظٍ خفيّ
قد نطقنا حتَّى رُمينا بهُجْرٍوسكتنا حتَّى اتُهِمنا بِعي
ورضِينا حُكْمَ الزَّمانِ وما كانَاحتكامُ الزمانِ بالمَرْضي
فإذا كلُّ يومِنا مثلُ أمسٍوإذا كلُّ رُشدنا مثلُ غَي
وعلمنا ان ليس نملك أمراًفصبرنا على احتكام " الوصي !"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 8:47 pm

النجوى



يقولون : ليلٌ علينا أناخنهارٌ على الغربِ يُعشي العيونا
وأنَّا نسينا عناءَ القلوبلأنَّا بهذى الدُّجى هادئونا
وأنْ ليس في الكون من رحمةٍيواسي بها معشراً آخرونا
فليتَ عيوناً سُهاداً درتْبأنا – كعادتنا – راقدونا
سألناكمُ عن مَثار السَّديمفَعَنْ حُرَقِ الهمِّ لا تسألونا
فانَّ معاملَكمْ والبخاروقلبي وزفرَتهُ مستوونا
أرى أُمماً هي والمالكينمتاعٌ أعدَّ لِمنْ يأكلونا
نظنَّهُمُ خُلقوا للغلابوأنَّا خُلِقْنا لأنْ يغلبونا
وعصرٌ تَناهضَ فيه الجمادُعجيبٌ به يجمُدُ النَّاهضونا
ألا هِزَّةً تستثيرُ الشّعوبفقد يُدْرِكُ النَّهْزَةَ الثائرونا
ألا قبساً من شُعاعِ الكليمتُعيدُ على الشَّرق يا" طُورَ سينا "
خليليَّ أين نبوغُ العراقوأين ذوو حُكْمهِ النابغونا
أذاكَ الذَّي خَلَّفَ الذّاهبونكهذا الذَّي ترك الوارثونا ؟
أغير َ المطامعِ لا تعرفونوغيرَ الهياكلِ لا تعبدونا ؟
زفيفاً وقد حلَّقَ المعتلونوزحفاً وقد أبْعَدَ الرّاكضونا ؟
ولسنا وقد أعجزتنا الحياةعن الموتِ في نيلها عاجزينا
وإن أنسَ لآ أنس حول " الفرات "مناظر تُصبي الحليمَ الرزينا
نسيماً يلاطف رِخوَ النميركما حرَّكَ الوَرَقَ اللاعبونا
وساكن جوٍ يعيدُ الأثيركما الحبُّ شاء شجيّاً حزينا
ونوراً كسا سُدُفاتِ الأثيرجمالاً يردُّ التَّصابي جنونا
يدلُّك يا بدر هذا الجمالَعلى الخَلق لو انصفَ الشاكرونا
كفتنيْ الكرى واجباتُ المِحاقفجئتُ تَماسَحُ مني الجفونا
تَجَلىَّ علينا إلهُ الشعورسجوداً معي أيُّها الشاعرونا
على مَهَلٍ بعضَ هذا الخداعفنُورك قد أوهمَ اللاقطينا
إذا ما اعتلى البدرُ خيطَ الرمالتخيَّلها الطرفُ عِقْداً ثمينا
بامركَ تحريكُ درع الفضاءوان رَجَمَ الخلق فيك الظنونا
سلامٌ على أنفُسٍ رفرفتْمن الحبِّ هام بها المغرمونا
خليليَّ حتى وعورُ الجبالتَهيجُ الصبَّابةَ لي والحنينا
ولي مضغةٌ بينَ عُوج الضلوعتحاولُ أنْ تجعلَ الفَوْقَ دونا
فديتُ المُنى أنَّها رَوحةٌوروحٌ يعيشُ بها الشاعرونا
ولو لا قلوب تحس الاذىلما عرف اللذة العاشقونا
رقاق ٌ ترى أنَّ مَيْل الغصونإذا ما الصبا جالَ في الروضِ هُونا
وإنَّ ممنَ الشّعْر وهو الخيالُعروشاً وأنهمُ المالكونا
خليليَّ إنَّ ادكارَ الصبّايُهَيّجُ من عيشنا ما نَسينا
هَلُمّوا رفاقي فهذا الضياءسينشرُ أعمالَنا إنْ طُوينا
ابن أيُّها البدرُ كيفَ النَّجاةوأين اقتنْصنا ، وأني رُمينا
وكيفَ استحالَ صفاءُ الربيعهموماً تصاحِبنا ما بَقينا
وكيفَ اختفائيَ تحتَ الظلالزمانَ صِبايَ مع اللاعبينا
وكيف إذا البدرُ حتى الوِهادنَخِفُّ لطلعتهِ أجمعونا
نسير على خُطُواتِ الشّعاعكأنا إلى غايةٍ سائرونا
وكيف السَّلامُ عَقيبَ الصِدّاموكيفَ التمازجُ ماء وطينا
أعيدوا الطفولةَ لي إنَّهاتُعيدُ النواهةَ لي والقينا
وليلٍ أراني دبيبُ السَّنابهِ كيف تحيا أمانٍ بَلينا
وقد ذهب الَّليلُ إلاَّ ذَماًكما ردَّدَ النَّفَس َ الجارضونا
وآذنَ بالصبحِ صوتُ الهَزاركما هيَّجَ النَّغَمَ العازفونا
صُداحٌ هو الشّعر زاهي البيانيُكذِّبُ ما زخرفَ المُدَّعونا
وكم هاجَ في شدوهِ الأعجميخواطرَ أعجزتِ المُفصحينا
يهبُّ على نَسَماتَ الصْباحإذا ما استهانَ بها الرّاقدونا
خليليَّ روح الحياة النَّسيمفلولا انتشاقُ الصَّبا ما حيينا
ويوم ٌتضاحكَ فيه الرَّبيعوحيَّتْ ورودُ الرُّبى المجتلينا
تمشَّى على الروض روحُ الالهفمالَ ومِلْنا له ساجدينا
حدائقُ خَطَّ عليها الجمالقصائدَ أعْجَزَتِ النَّاظمينا
كأن جلالَ الهوى شَّفهاففاضتْ دموعاً وسالتْ عيونا
وساقيةٍ باتَ قلبُ الدُّجىيُعيد عليها الصَّدى والأنينا
جرتْ وأجرَّتْ دموع الغرامفلا عَذُبَ الوِرْدُ للشاربينا
عليها رياضٌ كساها الرّبيعمَطارفَ يَعيا بها المُبدعونا
أُحِبُ الحقولَ لأنَّ الجمالتجمَّعَ فيها فنوناً فنونا
فيا ساكني فَجَواتِ البطاحهنيئاً لكمْ أُيُّها الخالدونا
نعيماً فلا الريحُ خاوي المهبّولا الرُّوحُ ذلَّلها الطَّامعونا
خليليَّ أُفٍ لهذي المروجإذا ما استبدَّ بها المالكونا
وليتَ الفداء لكوخ الفقيرقصورٌ أنفَ بها المْترَفونا
إذا ما استدارتْ خطوبُ الزَّمانستعلمُ أيُّهُمُ الخاسرونا
فانَّ الهبوطَ بَقدْرِ الصعّودفانْ شئتَ فَوْقاً وإنْ شئتَ دونا
وَمنْ في البسطةِ يَفدي البسيطويفدي ذَوُو الجَشعِ القانعيا
ألا هَلْ أتى نوَّماً في العراقِأنَّا للأجلِهِمُ ساهرونا
أحبَّتنَا إنَّ همسَ البحارزفيرُ الأحَّبةِ لو تعلمونا
أصيخوا ولَوْ لاهْتزازِ القلوبفليسِ من العدلِ أنْ تُوحدونا
إذا ما وردتمْ نميرَ الحياةوراقَ لكمْ وِرْدُه فاذكرونا
وإن لاحَ صبحٌ لكمْ فاذكُروابأنَّا بليلِ العمى خابطونا
وإنَّ عُضالاتِ هذا المحيطنقائصُ أعوزها المصلحونا
هياكلُ أخنى عليها الجمودفغيرََ الذي وجدوا لن يكونا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 8:48 pm

عاطفات الحب



عاطفات الحبِّ ما أبْدَعَهاهذّبتْ طبعي وصفَّتْ خُلُقي
حُرَقٌ تملاء روحي رقةٍأنا لا أُنكِرُ فضلِ الحُرَق
أنا باهَيْتُ في الهوىلا بشوقي أين من لم يَشْتَق
ثق بأن القلبَ لا تشغَلُهُذكرياتٌ غيرُ ذكراك ثق
لستَ تدري بالذي قاسيتُهُكيف تدري طعمَ ما لم تَذُق
لم تدعْ مِنّيَ إلا رَمَقاًوفداءٌ لك حتى رمقي
مُصبحي في الحزن لا أكرهُهُإنما أطيبُ منه مَغْبَقي
إن هذا الشعر يشجي نقلُهُكيف لو تسمعُه من منطقي
ربّ بيتٍ كسرت نبرتهزفرات أخذت في مخنقي
أنا ما عشت على دين الهوىفهواكم بَيْعةٌ في عنقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 8:50 pm

في بغداد



يا نسمة الريح مِن بين الرياحينِحيي الرُصافة عني ثم حَيّيني
ان لم تمري على ارجاءِ شاطِئهافلَيتَ لم تحملي نشراً لدارين
لا تَعبَقي أبداً إلاّ مُعطّرةًريانةً بشَذَى وردٍ ونِسرين
أهديت لي ذكرَ عَصرٍ قد حَييت بهمن عَلَّم الريحَ أن الذكرَ يُحييني
حيثُ الزمانُ وَريقُ العودِ رَيّقهوالدهرُ دَهرُ صباباتٍ تواتيني
معي من الصحب يسعى كلُّ مُقتَبِلٍنَضْرِ الشباب طليقِ الوجهِ ميمون
خالٍ من الهَمّ لو لامَسْتَ غُرَّتهأعداكَ واضحُ تَهليلٍ وتَحسين
ولي الى الكرخِ من غربيِّها طَرَبيكادُ ُمن هِزَّةٍ للكرخِ يرميني
حيث الضفافُ عليها النخلُ متِّسقٌتنظيمَ أبيات شعرٍ جدِّ موزون
وللنسيم استراقٌ في مرابعهاللخطو مَشْيٌ ثقيلُ القيد موهون
يا ربةَ الحسن لا يُحصَى لنَحصِرهوصفٌ فكلُ معانينا كتخمين
والله لو لا ربوعٌ قد ألِفتُ بهاعيشَ الأليفينِ أرجوها وترجوني
وان لي من هوى أبنائها نَسَباًدونَ العشيرة للأصحاب يَنميني
لاخترتُها منزلاً لي أستظلُّ بهعن الجنان وما فيهن يُغنيني
لخبَّرت كيفَ شوقُ الهائمين بهاوكيفَ صَفْقُ عذولي كفَ معبون
اخوانُنا حيث راقَ الجَسرُ وانتظَمَتْالى مغانيكم أنفاسُ مَحزون
فالشمس كل بروج الافق تصحبهاسيراً وتسري الى برج بتعيين
سقاكُمُ ريِّقٌ من صَوب غاديةٍينهلُّ عن عارض بالبشرِ مقرون
لا تحسبوا أن بُد الدارِ يُذهلنيعنكم ولا قِصرَ الأيامِ يُنسيني
ضِقتُمْ قلوباً لما ضمَّتْ جوانحُنالو كانَ يسمَحُ في نشر الدواوين
ذاوي النبات هشيماً لستُ آمنَ منريح الصَّبا أنها جاءت لتذروني
خلِّ الملامةَ في بغدادَ عاذلنتيعلامَ في شم رَوح الخُلد تَلحيني
هل غيرُ نَفسٍ هَفَت شوقاً لمالئهاشوقاً ، يصعِّد بين الحين والحين
أما النسيمُ فقد حَملتهُ خَبَراًغيرُ النسيم عليه غيرُ مأمون
ما سرَّني وفنونُ العلم ذاويةٌأنَّ الأفانينَ لُفَّتْ بالأفانين
ولا الربوع وان رقَّ النسيم بهاإن كان من خَلفها أنفاسُ تِنّين
هيهاتَ بعد رشيدٍ ما رأت رَشداًكلا ولا أمِنَت من بعد مَأمون
أما اللسانُ فقد أعيا الضِرابُ بهوكان جِدَّ رهيفِ الحدِّ مَسنون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 8:52 pm

عدِّ عنك الكؤوس



عَدِّ عنك الكؤوسَ قد طِبتُ نَفساواسقينيها مراشفاً لك لُعْسا
ان يُحسَّ الغرامَ قلبي فحقٌّخلق اللهُ عَبده لُيحِسّا
لست انسى عيشي ، وخيرُ زَمانٍزَمَنٌ طِيبُ عيشهِ ليسَ يُنسَى
حبذا دجلةٌ وعيشيَ رَهْوٌطيب الرَوحتين مغدىً وُممسْى
حينَ ايامُنا من الدهر يومٌفيه تُستَفرغ الكؤوس وتُحسى
يَحسَب الشَربُ أنهم علموا الغيبوهم يخطئون ظَنّاً وَحدْسا
طاف وهناً بها علينا إلى أنلم يكد أن يعي من القوم حِسا
عيَّ منا اللسانُ فالكل خُرْسٌينقُلون الحديثَ رَمزاً وهَمسْا
رمتُ كأساً ومذ تلجلجتُ اوميتبكفي فظنّني رُمتُ خَمسا
فأتاني بها فلمْ اعترضهاحذراً أن يكونَ مثليَ جبسا
إن ردَّ الكريم عارٌ على النَفسوحاشاي انني صُنتُ نَفسْا
أُفرغَت كالنُضار بل هي أبهىفعليها لم يوجب الشرعُ خُمسا
ولها في العُروقِ نبضٌ خفيٌمثلما يُمسك الطبيبُ المِجَسا
وكأن النديمَ لما جلاهاافقٌ يُطلِعُ المَسرَّةَ شمسا
يا نديمي أمري اليكَ فزدْنياو فدَعني فلستُ أنطقُ نَبسا
لا تقطِّبْ اني ارى الانس جِناًوتبسَّمْ لأحسَبَ الجنَّ إنسا
ما ترى الفجرَ والدجى في امتزاجمثل خيطَي ثوب خِلاطاً وَمسَّا
كم أرادَ الصبحُ المُتاحُ انطلاقاًوأرادت له دَياجيه حَبْسا
ما شربنا الكؤوس الا لانّاقد رأينا فيها لخديكَ عَكْسا
انتَ تدري حرمانَ ذي العقل في الناسِفزدني منها جُنوناً ومَسا
لا تُمِلها عني وفيَّ حَراكٌواسقنِها حتى ترانيَ يَبسا
إن عُمْراً مستلطَفاً باعه المرءبغير الكؤوس قد بيعَ بَخْسا
أنا حِلس الطِلا ولست كشيخخلسَ الدينَ وهو يُحسَب حِلسا
لو يبيع الخَمّار دَيناً بدينِلاشتراها وباع أخراه وكسْا
ان أحلى مما يسبح هذا الحبرُقرْعُ النديم بالكأس جَرْسا
لا تلُم في الطِلا ولا في انتهاكيما أبى الله .. اذ نهى ان تُحسّا
ان نيل الحرام أشهى من الحِلِّوأحلى نيلاً واعذبُ كأسا
قد طويتُ الحديثَ خوفَ رقيبيبتغى فيه مطعناً ليَدُسّا
وهجرنا الكؤوسَ لكن لعُرسٍهو اصفى كأساً واطيبُ أُنسا
وانتقلنا لكن لبُرج سُعودقَرنَ الله فيه بدرْاً وشَمسا
هي جَلَّت عُرساً فزيدت بهاءًدارةُ المجدِ إنهُ جلَّ عُرسا
طاب مُمسى سروره فليبكِّرْأبدَ الدهر مُصبِحاً حيث أمسى
لك عمٌّ احيا مزايا ذويهوأرانا الجدودَ تنفُضُ رمْسا
لا تلمه ان هزَّ للشعر عِطفاًإنّ فيه من دوحة المجدِ رِسّا
هو اصفَى من اللُجينِ وأوفىفي المعالي من الهضاب وأرسَى
وهو إن ينتسِبْ فمن أهل بيتاذهبَ الله عنه عاراً ورِجسا
بيت مجدٍ كالبحر طامٍ ولكنأنت فيه أبا الضيائينِ مَرْسى
يا بنَ بنتٍ البيت الذي كان نَجماًلكَ سعداً وفي أعاديك نَحسا
لستُ انسى مدحَ الجواد ومن كانمن المدح فرضُه كيف يُنسى
مستفيضُ الندى وكم من يَمينٍصخرةٌ زلقَة الجوانب مَلسا
حَيَّرت مادحيكَ رقهُ طبعٍتَحلِفُ الخمرُ أنها منه أقسى
قد بلونا سجليكَ قبضاً وبسطاوخَبَرنا دَهرَيك نُعمى وبُؤسى
فوجدناكَ في الجميع رضيّاًوحميداً مصَّبحاً ومُمَسَّى
وهززنا في الأريحية غُصناًورأينا في الدست رضوى وقُدْسا
وكأن اللغات بتن يفرقنكما تشتهيه نِعمَ وبئسا
فكسونَ الصديقَ شهماً ونَدْباواعدن العَدُوَّ نذلاً ونِكسا
وارتديتَ العلى لباساً وتاجاًوسواك ارتدى الحريرَ الدِمَقسا
لك كفٌ كالركن فينا فأقصىمنيةِ النَفس عندنا ان تُمَسّا
وبليدٍ لا يكتفي من سَنا الناربومضٍ حتى يجرِّبَ لمسا
قال هل القنَّه قلتُ : تَعْيَاقال : حتى غباره قلتُ : نَحسْا
رُوضِّت كُّفه فلولا رجامُالناس اقرى بها الطيور وعسا
رِدْ نداه وبطشَه وتُقساهواتركُنْ حاتِماً وعمراً وقُسّا
وذكرنا في اليوم عُرسَ علىٍّفكأنَّ السرورَ قد كان أمسى
حيث مُدّاحه تجول وثوب النحسيُنضى ومِطرفَ السعد يُكسي
طاب غَرْساً مُصدّقاً لا كمن يُحسَبُنُكراً ان قيل قد طاب غَرْسا
هو قاسٍ ان اغضَبُوه ولكنلو يَهُزّ الصَفَا نَداهُ لحَسّا
لو تكون النجوم بُرداً وتاجاًلكسيناكَهُنّ عِطفاً ورأسا
ان علوتم فحقكم اولستمقد رَفَعتم لكعبةِ الله أسُّا
هزني مدحُكم فقلتُ ولا يصلُحعودُ الغناء حتى يُجَسّا
ايها المقتفُونَ شأْوي هَلمّواوخذوا عَنيَ البلاغةَ دَرسْا
انا آليت ان أُعيد رسوماًمنه أضحت بعد ابن حبوبَ دُرسا
انا لا أدَّعي النبوةَ الاّأنني أرجعُ المقاويلَ خُرسْا
انا في الشعر فارسٌ إن أغالَبيكنِ الطبعُ لي مِجَنّاً وتُرسا
كل ُّ محبوكةٍ فلا تُبصرُ المعنىمُعّمىً ولا ترى اللفظ لَبْسا
واذا ما ارتمت عليَّ القوافينلتُ مختارَها وعِفتُ الأخسا
ان اكن اصغرَ المجيدين سِناًفانا أكبرُ المجيدين نَفْسا
طبقّت شهرتي البلادَ وماجاوز عمري عشراً وسبعاً وخمساً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 8:54 pm

على مجلسي



على مجلِسي مادمت حياً أخطُّهاوفي مرقدي ان مِتُّ خطواُّ نصائحي
فهل غيرَ أن أقضي وعندي بَثّةٌنعم سوفَ اشكوها لأهل الضرائحِ
بعين الهوى لي بالفراتين وَقفةأهاجَت كمينَ الشوقِ بين الجوانح
وقد خَفَت الليل البَهيمُ فما بهسوى هاجساتِ الفكرِ لي من مَطارح
أأبهَجُ من هذا جمالاً ومنظراًفما بالُها سَدَّت علىّ قرائحي
اتعِرفُ امواجَ الفُراتين مُهجتياذا استنشدُوها عن قلُوبٍ طوائح
ابحتُ لكِ الشَكوى فهل تسمعينهاوالا فبَعدَ اليوم لستُ ببائح
أقمنا بجوٍّ كلُّ ما عند أهلهمجالسُ ألهاها صفير المدائح
ألا هل يعودُ الشعر فينا كأنهمن الظهر يملى عن غيُوث رواشِح
فأحسنُ مما رَدَّدَت نبراتكممن الكلم العاري غناءَ المراسِح !
قطعتُ، ولم يبلغ بيَ العمرُ شوطهمن الشعر أشواطاً بِعادَ المطارح
فقل لسنَيحٍ الطير إن لم تتَرُق لهأهازيجُ شعرٍ أين عنه " سوانحي "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:02 pm

الشاعر



لا أريدُ " الناي " إنيحاملٌ في الصدرِ نايا
عازفاً آناً فآناًبالأماني والشَّكايا
ألبلايا أنطَقتْهُسامحَ اللهُ البلايا
حافظاً كلَّ الذيمرَّ عليه كالمرايا
سّيء الحالِ ولكنْحَسُنَت منه النَّوايا
حجزَ الهمُّ علىأنفاسِه إلاَّ بقايا
أفلتت في نَبراتٍشائعاتٍ في البرايا
ترقصُ الفتيانُ إنغَنَّيتُ فيه والفتايا
هو وِردي في صباحيوصَلاتي في مسايا
مُعجِزٌ تهييجُهُ كلَّالمُغَنّينَ سِوايا
أدركتْ ظاهره النّاَسُوأدركتُ الخفايا
رنَّةُ المِعَولِ في الحفرةِصوتٌ لِلمنايا
كومةٌ للرملِ أمجُمجمةٌ طارتْ شظايا
حملَ الناسُ سكوناًوجَلالاً في الحنايا
شاعراً أدركهُ الموتُغريباً في الزوايا
سبرَ الأفق بعينٍأدركتْ منه الخبايا
فانبرى يُوحي إلى النَّاسمنَ الأسرارِ آيا
ثمَّ أغفاها وفي النَّفْسِميولٌ ونوايا
قالَ لمَّا لَقَّنوهُ :أنَا لا أملكُ رايا..
لستُ أدري ما أمامي ..لستُ أدري ما ورايا
لا أرى مَن شيَّعونيمنكمُ إلاَّ مطايا!
رجعتْ ، إذ لم يجدْ سائقهاللسيرِ غايا
حَزِنَ " الشيخُ " ولكنْضحِكتْ منه الصبَّايا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:04 pm

كذب الخائفون



رمق الأُفقَ طرفُه فترامىورأى الحق فوقه فتعامى
كلَّ يوم للحاكمين كؤوسجرَّعوها الشعوب جاماً فجاما
كَذَب الخائفون ما الضيمُ مناأيُّ شعب يُرضيه أن يستضاما!؟
إن حفِظتمْ على الصُّدور وساماًفمن الشعب قد أضعتم وساما
آيتا العرب في ندىً وزِحامطيِّبوا ذكركم ، وموتوا كراما
انا ذاك الحر العراقي إمّاحَنَّ يستنهضُ العراقُ الشاما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:08 pm

سبحان من خلق الرجال



يا للرفاقِ لموطن لجّوا بهحتى ازدرى اخلاقه فتخلقا
فإذا نزت همجٌ الى طمع نزااوصَفّقَتْ فيه قرودٌ صفقا
ترك القريبَ من الصلاح ففاتهورجا البعيدَ من الظنون فأخفقا
دبّت عقاربه الى جيرانهاوما ترى بغداد أعدت جِلَّقا
أهل الخورنق والسدير ولو سعوارفعوا سديراً ثانياً وخورنقا
سبحان من خلق الرجالَ فلم يجدْرجلاً يحق لموطن أن يُخلقا
ما إن يزالُ مرَّشحاً لأُمورهمتجبراً أو طامعاً أو أحمقا
وطني وداؤك أنفسٌ مملوءةجَشَعاً فمن لي أن تُبِلَّ وُتفرقِا
بلوى الشعوب مخادعون إذا ادَّعواللنصح كذَّبتِ الفِعالُ المنطقا
الآن يلتمسون فكّ وَثاقهمن بعد ما نزل البلاء وأحدقا
وطني ومن لك ان تعود فترتقيمن بعد ما أعيا وعزّ المرتقى
ما إن ترى عينٌ لصبْحِك مَصْبحاًللعاشقين ولا كليلِك مَغْبقا
زَهَرْت رياضك واجَتليتَ محَّلثاًوصفت مياهك واحْتسيْتَ مرنقا
أفتلك دجلةُ بالنعيم مرفرفاًتجري وبالعذب الزلال مصَّفقا
باتت تدفقها الرياح وإنماضاقت مسايلُ مائها فتدفقا
وبكت لواردها أسىً وكأنهاأمست تصعِّد منه صدراً ضيِّقاً
أقضى مرامِك أن تَفيضَ فتشتكىظمأ ربوعُك او تفيض فتغرقا
لو يعلم الشجرُ الذي أنبتَّهُما حل فيك منَ الأذى ما أورقا
رَجَعت خلاءً كفُّهم بك ثرةًوَرَجعت انت أبا الخزائن مُملِقا
اشفقت مما قد مُلكت قساوةًان لا ترِقَّ اذا ملكتَ فتُشفقا
مالي وطارقةُ الخطوب اذا دهتفلكم سألت الله ان لا تُطرقا
عزم الرجال اذا تناهى حدهُّمثلُ الكِمام اذا استوى فتفتقا
مَثَلٌ جرى فيما مضى لمحنكٍمن " يعرب " رام السداد فَوُفِّقا
أعيا به جمع العِصي فلم يُطِقتحطيم َوحدتهنَّ حتى فرَّقا
أهدى لكم ، لو تقتفون سبيله ،مَثَلاً به كان السبيلَ الى البقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:09 pm

بم أستهل



بم أستَهِلُّ بِموته ورثائِهِ ؟أم قبل ذاك بعُرسه وهنائِهِ
عيَّ اللسانُ فان سمِعتَ بِمِقولفاعلم بأني لستُ من أكفائه
هو موقفٌ ما بين قلبي والأسىجَلّى ، فكان الصبرُ من شهدائه
سكن الثرى من كان لا يطِأ الثرىوهوى اليه وكان في جوزائه
ولقد خشِيتُ عليه من نَفسَ الصَّباأسفاً لواهُ الموت في نكبائه
نجم هوى من أُفقه فتناقصتولتشهدنَّ عليه شُهْبُ سمائه
من كان يفترش الجْفُون وطاؤهقد وسدته الترب غيرَ وِطائه
بشرى أبيكَ وبورك العُرسُ الذيزفوك فيه الى ثرى بَوغْائِه
ما الموت أطبقَ ناظريكَ وإنمارق الصَّبا فكَرعْتَ من صهبائه
امجانباً عرض البسيط أعيذهمن ان يَضيقَ عليك رحبٌ فضائه
لكن رأى زمراً تمور وعالماًخلط الظلال هديره بِرُغائه
فطواك في أحشائه متخوفاًمن أن يضيع الدُّر في حصبائه
هذا الربيع – وأنت من أزهاره -يَبكيك طيبَ أريجه وهوائه
أسفاً فلا روضُ الحمى زاهٍ ولانُوارُه متفتحٌ بشذائه
ما اهتز نعشك يوم صفف عودهالا لأنك كنت من خطبائه
يَبكيك مِنْبَرُكَ الرفيعُ وإنمايبكى لفقد وقاره وعلائه
قد كان يأمُل أن يبلغ مُنيةٍحتى يراك وأنت من بلغائه
لا توقظوه بالدموع فربّماأغفى لطول سُهاده وعنائه
ولقد خشِيتُ عليه قبلَ حِمامهأن سوف يُحرِقُه لهيبُ ذكائه
غصْن لوته الحادثات فلم يُطِقدفعاً لها فذوى بخضرة مائه
جاذبنه فضل الحياة فقصّرتمنه وما قصُرت فضول رادئه
قالوا أأعوزه الدواء جهالةًولربما مات الفتى بدوائه
يا أيها " السلك " المبلغ نعيَهُهلاّ حملتَ لنا حديث لقائه
ركب تحمل والحِمامُ يسوقهعَجِلاً ووقعُ البرق صوتُ حُدائه
قلت : البشارةُ بالقدوم ، فهذهأوتارهُ هزِجت بلحن غنائه
فإذا على أسلاكه مهزوزةًنبأ يرِن الحزن في أثنائه
عجباً له خِلو الحشا من لوعةوجليلُ رزء الموت في أحشائه
قاسٍ تحمل وقع كل عظيمةجللٍ تحطُ البدر في عليائه
كالعود في أهزاجه ، والسهم فيإصماته ، والطَرفِ في إيمائه
متملكٌ سمعَ المُلوك وإنمايروي فصيح القول في فأفائه
لا يستكنُّ السرُّ بين ضلوعهوتراه محموداً على إفشائه
تتراجع الأفكار رازحةََ الخطىما بين عودته الى إبدائه
ما كنت أعلم " والغريُّ " مَحِلّةٌلك أن ستقضي في ربى " فيحائه "
كنت الهلال تنقلاً وقد ارتدىثوب المِحاق رعايةً لاخائه
لفُّوْهُ في شَطَن الردى ومضى فلميحللْ لغير الله عقد قَبائه
أفديه مصدورَ الفؤاد تقاطرتافلاذُه بالنار من صُعَدائه
أبكيه ريانَ الشباب ، رداؤهنَضِرُ الصبِّا ، شَرِقٌ بحسن روائه
أبكيه منطوياً على نارين منداء النَّوى ، وهو الأمضّ ، ودائه
أبكيه مذعوراً تقسَّمَ طرفُهُما بين أهليه ، الى رفقائه
أو بعدَما بَرَقَتْ أسِرَّتُّه لناوبدت مخايلُ حسنِه وبهائه
تنتاشُه كفُ المنية صارماًعَضْباً يفُلُ العضبَ حدُّ مضائه
ما بعدَ يومك غيرُ عينٍ ثَرّةومدامعٍ سُحٍّ وحِلْمٍ تائه
لا تسألنِّي عن " أبيكَ " فبعض مالاقاه أن بكاءَنا لبكائه
عين تسيل دماً لفقد سوادهاوحشىً يذوب أسىً على سودائه
والمرء سلوة والدٍ متصبرٍّفاذا استقلَّ فصبره بازائه
ولقد عهِدْتُكَ والشمائلُ غضةٌغنيَ النديم بهن عن نُدمَائه
قالوا : " الوباءُ " فقلت من أدوائناوهو القتيل بهن لا بوبائه
رُحْ سالماً ، ودع الحياة لجاهلوغروره ، أو عالم وريائه
والدين ، كلُّ الناس تعرف حَمْلَهُوالفرق كلُّ الفرق عند أدائه
هل كنت لو نُجِّيتَ الا ساخراًمن حكم دهرك ، سادراً بشقائه
صبراً أباهُ وإن دهاك برزئهدهر يذوب الصبر في أرزائه
أخذ الاله واخذُه أجرٌ كماأعطى ، وكان الفضل في اعطائه
ولربما جزِع الفتى من علّةكانت سبيلَ الشكر عند شِفائه
صبراً وشافع من تسمّى " محسنا "أملٌ بحسن الصبر عند بلائه
بالخلد عن هذي الحياة تصبراًيُغنى وعن أكدارها بصفائه
إني نظمت الدمع فيه قصيدةلما وجدت القول دون رثائه
وعلمت أن الخلد ملك " محمد "فعسى أكون هناك من شعرائه
صبراً وإن ذهب " العليُ " وأنتم" بسعيد " هذا الجيل من سعدائه

على حدود فارس
أحبابنا بين مَحاني العراقْكلفتُمُ قلبيَ ما لا يُطاقْ
العيشُ مرٌّ طعمهُ بعَدكموكيف لا والبُعْدُ مرُّ المذاق
أمنيَّةٌ تَستاقُها شقوةآهٍ على أمنيَّةٍ لا تُعاق
كلُّ لياليكُمْ هنيئاً لكمبيضٌ ، ودَهري كلُّه في مِحاق
لي نَفَسٌ كيف بتَصعيدهوالشوقُ مني آخِذٌ بالخِناق
الله يَرعَى " حَمَداً " انهغادرني ذكراه رهنَ السياق
هل جاءه ان أخاه متىيَذكرْه يَشَرقْ بدموع المآق
يكفيكُمُ من لوعتي أننيفي فارس أشتاقُ قُطرَ العراق
لا سوحُها وهي جِنان زَهَتْبكلِّ ما رقَّ جمالاً وراق
ولا الربى مخضّرة تزدهيحسناً حواشيها اللطافُ الرِقاق
خُطَّتْ على أوساطها خضرةٌسبحان من قدّر هذا النِطاق
تنال من شوقي وهل سلوةٌلمن قضى اللهُ له أن يُشاق
صبَّ الشتاء الثلج فوق الرُبىيرفعُه فيها طباقاً طباق
حتى إذا الصيفُ انبرى واغتدتْتُصَبِّحُ الأرض بكأسٍ دهِاق
هبَّ عليلاً ريحُها لاصَحَازماسَ سُكراً روضُها لا أفاق
أحسن ما في وجهِ هذا الثرىعيونُه لا رمُيتْ بانطباق
تجري وتجري أدمعي ثرةًوأدمُعي أولى بشأو السباق
لمُ يحيِ هذا الماءُ مَيْتَ الثَرىلو لم يكنْ ماءُ حياةٍ يُراق
ذكرتكُمْ والنفسُ مسحورةٌوللخُطى بين المروج إستراق
ليس يقي النفْسَ امرؤ من هَوىإلا إذا كانَ من الموت واق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:15 pm

الذكرى المؤلمة



أقول وقد شاقتنيَ الريحُ سحرةًومَنْ يذكرِ الاوطانَ والأهلَ يَشْتَقِ
ألا هل تعودُ الدارُ بعد تشتُّتٍويُجْمَعُ هذا الشملُ بعدَ تفرُّق
وهل ننتشي ريحَ العراقِ وهل لناسبيلٌ الى ماء الفرات المصفَّق
حبيبٌ إلى سمعي مقالةُ " احمدٍ " :" أأحبابَنا بين الفراتِ وجِلَّق "
فو اللهِ ما روحُ الجنان بطيّبٍسواكم ولا ماءُ الغوادي بريق
ووالله ما هذي الغصونُ وإن هَفَتْبأخْفَقَ من قلبي إليكم وأشوق
شرِبنا على حكمِ الزمانِ من الأذىكؤوساً أضرت بالشراب المعتق
فما كان يَهنيه صَبوحٌ ومغبقٌفإن من البلوى صَبوحي ومغبقى
خليليَ لا تُلْحى سهامُ مصائبٍأُتيحت فلولا حكمه لم تُفَّوق
تعنف أحكام القضاء حماقةكأن القضاءَ الحتمَ ليس بأحمق
كفى مخباً بالحال أنْ ليس مُنيةٌلنفسيَ إلا أن نعودَ فنلتقي
وما فارسٌ الا جنانٌ مُضاعةٌويا رُبَّ خمْرٍ لم تجد من مُصفق
هنيئاً فلا مسرى الرياح بخافتٍوبيٍّ ولا مجرى المياهِ بضيّق
اتى الحسنُ توحيه إليها من السمايدُ الغيث في شكل الكمام المفتَّق
مضى الصيفُ مقتاداً من الحسن فيلقاًوجاء الشتا زحفاً إليها بفيلق
كأن الثلوجَ النازلاتِ على الرّبىعمائمُ بيضٌ كُوِّرتْ فوق مَفْرِق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:16 pm

على كرند



خليليَّ أحسنُ ما شاقنيبفارس هذا الجمال الطبيعي
الى الآن تجري مُتون الجبالعلينا بمثل مذاب الدُّموع
هَلُما معي نحو هذي الرياضنجددْ عهوداً بفصل الربيع
فقد أضحتِ الأرضُ مخضرةًتَضاحكُ عن شمل حسن جميع
ومهلاً فظلمٌ لهذا الجمالنمر عليه بلحظٍ سريع
خليليَّ إن جيوش الغَمامعرفن لفارسَ حسنَ الصنيع
ألم تريا كيف ضَرْعُ الغماميرِق لهذا النبات الرضيع ؟
ولِمْ لا تريع بأريافهابلاد تسيل بماء مريع ؟
خليليَّ ما في بِقاع الوجودأبهجُ من وشي هذا البقيع
بني الفرس فارسُكُمْ لا العراقوزاهي رُبوعكمُ لا ربوعي
وما ابهج الشمسَ عند الغروبيحي رُباها وعند الُّطلوع
خليليَّ ما غيرت فارسٌمحل البصير بكم والسميع
ولو شئت حملت برقيةتُزَفُّ لكم من رجيف الضُّلوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:19 pm

الريف الضاحك



كلُّ أقطارِكِ يا " فارسُ " رِيفُطابَ فصلاك : ربيعٌ وخريفٌ
لا عرَتْ أرضُكِ من لطفٍ فقدضَمِنَ الحسنَ لها جوٌ لطيف
يا رِياضاً زهَرَتْ في فارسٍشكرَتْكنَّ عُيونٌ وأُنوف
مثلَّما للقلبِ من حرِّ الجويرفَّةٌ للطيرِ فيكنَّ رفيف
ألشيءٍ غيرَ أنْ نقطِفَهثمراً غضّاً دنتْ منكِ القُطوف
نزلتْ ضيفاً بها أرواحُنافَقَرَتْها خيرَ ما تُقرى الضُّيوف
مِن جمال خُط معناهُ علىفارسٍ واختصَّتِ الأرضَ حروف
وخيَالٍ تُطربُ النفسَ بههِزَّةُ الروضِ ويشجوها الحفيف
صَنعةٌ للفرسِ في الوشيِ ولامثلَ ما وشَّى بها الروضُ المفوف
لذَّ مشتاها فأنسانا بماهزَّ منّا أنَّه لذَّ المصيف
ما لأكنافِ الرُّبى مبيضَّةًأتُراها بُدِّلت منها الشُّفوف
أمْ هو الشيبُ دَهاها عَجباًشيَّبت حتى الرُّبى هذى الصُّروف
إنما جلَّلها الثلجُ الذيغُمِرتْ منه جبالٌ وكهوف
فارِسٌ أينَ وأُلافُ الصِّباأوَ هلْ يبقى على النأيِ أليف ؟
أمن الناسِ تُرجِّي صفوةًعنكَ يا ناشدُ فالحيُّ خَلوف
لا تعُدْ تسلُكُ فيها قفرةًفطريقُ الودِّ في الناسِ مَخوف
كلُّ هذا وهو يومٌ واحدٌكيف لو مرَّتْ مئاتٌ وألوف
قد تَناوَمنْا على رغمِ الكرىلنراكمْ .. أفلا طيفٌ يطوف
سِمةٌ للشوقِ كانتْ سبباًلسؤالِ الناسِ : مَنْ هذا النحيف؟
لا تقولوا وَحدةٌ تُوحِشُهكيف يستوحشُ والشوقُ رديف
أيها الحَضْرُ وفي أبياتكمأوجه تُفدى بما ضم النصيف
لم يفتها ترف الظل ولانال من أوراكها السير الوجيف
حبذا حبُّكُمُ من معهدٍكم نما فيه أديب وظريف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:21 pm

بين قطرين



سقى تُربَها من ريِّقِ المزن هطّالُدياراً بعثْنَ الوقَ والشوقُ قتالُ
خليليَّ أشجَى ما ينغِّص لذتيمَناحٌ أقامته عيالٌ وأطفال
وأيد وأجيادٌ تُمَدّ وتلتويومنهن حال بالدموع ومعطال
خليليَّ لو لم يَنطق الوجدُ لم أقلفقد كذَّبت قبلي لذي الحبّ أقوال
وحيداً فلو رُمتم على الوجد شاهداًلما شَهِدت الا بُكورٌ وآصال
وما برِحت أيدي الخطوب تنوشُنيبفارسَ حتى بغَّضَ الحلَّ ترحال
وما سرني في البُعد حال تحسَّنَتْ ،بلاديَ أشهى لي وان ساءتِ الحال
فمن شاقه بَردُ النعيم بفارسٍفاني إلى حَرِّ العراقين ميّال
أُحب حصاها وهو جمر مؤجَّجوأهوى ثراها وهو شَوكٌ وأدغال
واني على أنَّ البلادَ جميلةٌتروق كما ازدادت من الدلِّ مِكسال
منعَّمة أما هواها فطيّبنسيم وأما الماءُ فيها فسَلسال
يسيل على أجبالها وهو لجّةٌويجري على حَصبائها وهو أوشال
تحيط به خُضرُ الرياض أنيقةًكما رُقِمت فوق الصحائف أشكال
أحنُّ إلى أرض العراق ويعتليفؤادي خُفوقٌ مثلَما يَخفُق الآل
وما الهول غِشيانَ الدروبِ وضيقُهاعراكُ الهوى والوجدُ والذكرُ أهوال
خليليَّ أدنى للبيب رُقيُّهُإلى النجم من أن يَسلَم العزُ والمال
ألا مُبلغٌ عني " المعرِّيَ " أحمداًليسمَعَه والشعر كالريح جوّال
بأني وإيّاه قرينا مصائبٍوان فَّرقت بين الشعورينِ أحوال
واني وإياه كما قال شعره :" مغاني اللوي من شخصكَ اليوم أطلال "
" تمنيت أن الخمر حلَّت لنشوةتُجَهِّلُني كيف استقرَّت بيَ الحال "
احباي بين الرافدين تيقَّنوابأني وان أُبعِدتُ عنكم لسّآل
لئن راقكم ماءُ الفرات وظلِّلتْعليكم من الصَفصاف والنخل أظلال
فانيَ من دمعٍ عليكم أُذيلهشَروبٌ ومن سَوداءٍ قلبي أكّال
لقد كان هذا القلب في القُرب مضغةًوها هو من بعد الأحبَّة أوصال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:23 pm

الأحاديث شجون



جَدِّدي ريحَ الصبَا عهد الصِباوأعيدي فالأحاديثُ شُجونُ
إن أباحتْ لكِ أربابُ الهَوىسِرَّه فالحكمُ عندي أن يصونوا
جدِّدي عهدَ أمانيه التيقُرِنَ العيشُ بِها نِعمَ القرين
يومَ كنّا والهوى غضٌّ ومافُتِحَتْ إلاّ على الطُهْر العُيون
ما عَلِمنا كيفَ كُنّا ، وكذادينُ اهلِ الحبِّ والحبُّ جُنون
أشرقَ البدرُ على هذي الرُبىأفلا يُخسِفُه منكُمْ جَبين
جَلَّ هذا الجِرمْ قدراً فلقدكادَ يهتزُّ له الصخرُ الرزين
كل أوقاتيَ رهنٌ عندَهالدجُى . الفجرُ. الصبحُ المبين
سَألونا كيف كنتم ْ ؟ إن مَنْدأبُه ذكرُكمُ كيفِ يكون !
هوَّن الحبَّ على اهل الهَوىأن تَركَ الحبِّ خطبٌ لا يهون
ما لهُمْ فيه مُعينونَ ومالذَّةُ الحب إذا كان مُعين
ميَّزَت ما بين أرباب الهوىودَعاويهم : وجوٌ وجُفون
وهواكُمْ لا نَقَضْنا عهَدكُمْوَضمينٌ لكُمُ هذا اليمين
ايفى النجمَ فيبقى ساهراًمُحيياً سودَ الليالي ونخون
شَرَعٌ في الناس والدينُ وعودٌعم فيها الخُلْفُ والوعدُ ديون
أين من يُرضيكَ منه حاضِرٌوهو في عِرضِكَ إن غبتَ ضَنين
فعلى الخير يقينٌ ظَنُّهُوعلى الشرِّ فكالظنِ اليقين
جدِّدي كيف اطِّراحي فارساًولمرأى وَطَني كيفَ الحنين
وَسلي قلبيَ لِمْ ضاقتْ بهفارسٌ وهي رياضٌ لا سُجون
ضَحِكَت فيها من الروض وجوة ٌوجَرَت بالسَلْسَلِ العَذبِ عُيون
واكتَسَتْ بالحسنِ هاماتُ الرُبىكيفَما شاءَ لها الغيثُ الهَتون
حبذا فارسُ من مُستوطَنٍعافَه وخلاّه القَطين
أفَهذا قصرُ " فَرهادِ " الذيجمعته مع " شيرينَ" المَنون
مثَّلا للحبِّ دوراً طاهراًلم يَشُبْ أثوابَه البيضَ مُجون
ليس منه غيرُ رسمٍ دارسٍمُخبرٍ أنَّ رَحى الدهرِ طَحون
أولا كسرى ولا أجنادهُخُلِّيَتْ منهم قِلاعٌ وحُصون
سلَفَت فيهم سنونٌ تَرفاًواتَتهْم بالبَلِّيات سنون
وكذا الدهرُ على عاداتِهإن صَفَا حِِينَ نبا والتاث حين
جدِّدي ذكرَ بِلادي إنَّنييهواها أبدَ الدهرِ رَهين
انا لي دينان : دينٌ جامع ٌوعراقي وغَرامي فيه دِين
القوافي أدُمُعٌ منظومةٌوالأناشيدُ بُكاءٌ وحَنين
كيف لا تُحزنكُم أُهزوجةٌكانَ من اوتارها القلبُ الحزين
اكسُ ياربِ بلادي رحمة ًوحناناً مثلما يُكسَى الجنين
امحُ عنها ذُلَّ ارهاقِ العِدىأنها ما عُوِّدَت عاراً يَشين
يا مُدانينَ اضاعُوا وطناًهو للحشرِ بمن فيه مدين
اين كانَ الوطنُ المحبوبُ إذْقَلَّتِ الزينةُ مالٌ وبَنون
ليسَ يخفَى أمركُم من بعِدماقَلِّبَت منه ظُهور وبُطون
كم يُروى منفوخةً أوداجُهُمن نِعاجٍ هُزِلَتْ ، ذئبٌ سمين
تَبخَس الأوطان ظلماً حقَهاثم لا يُسترخَصُ العمرُ الثمين
هذه بغدادُ ، هذا كرخُهاهذه دجلةُ والماءُ المَعين
هذه الدورُ التي شيَّدهاللسَمَا " مستنصرٌ " أو " مستعين "
كلها تُصبحُ إرثاً ضائعاًليَنُح" هارونُ " وليبكِ " الأمين "
ليس تنفكُّ بلادي كلُّهايَبَسٌ أو كلُّها ماءٌ وطين
دجلةٌ والنيلُ والشامُ معاًو" الصَّفا " تندُبُ شجواً و " الحَجون "
قُطِّعَتْ أوصالُها ، وافترقتْفشِمالٌ ليس تدري ويَمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:27 pm

الأحاديث شجون



جَدِّدي ريحَ الصبَا عهد الصِباوأعيدي فالأحاديثُ شُجونُ
إن أباحتْ لكِ أربابُ الهَوىسِرَّه فالحكمُ عندي أن يصونوا
جدِّدي عهدَ أمانيه التيقُرِنَ العيشُ بِها نِعمَ القرين
يومَ كنّا والهوى غضٌّ ومافُتِحَتْ إلاّ على الطُهْر العُيون
ما عَلِمنا كيفَ كُنّا ، وكذادينُ اهلِ الحبِّ والحبُّ جُنون
أشرقَ البدرُ على هذي الرُبىأفلا يُخسِفُه منكُمْ جَبين
جَلَّ هذا الجِرمْ قدراً فلقدكادَ يهتزُّ له الصخرُ الرزين
كل أوقاتيَ رهنٌ عندَهالدجُى . الفجرُ. الصبحُ المبين
سَألونا كيف كنتم ْ ؟ إن مَنْدأبُه ذكرُكمُ كيفِ يكون !
هوَّن الحبَّ على اهل الهَوىأن تَركَ الحبِّ خطبٌ لا يهون
ما لهُمْ فيه مُعينونَ ومالذَّةُ الحب إذا كان مُعين
ميَّزَت ما بين أرباب الهوىودَعاويهم : وجوٌ وجُفون
وهواكُمْ لا نَقَضْنا عهَدكُمْوَضمينٌ لكُمُ هذا اليمين
ايفى النجمَ فيبقى ساهراًمُحيياً سودَ الليالي ونخون
شَرَعٌ في الناس والدينُ وعودٌعم فيها الخُلْفُ والوعدُ ديون
أين من يُرضيكَ منه حاضِرٌوهو في عِرضِكَ إن غبتَ ضَنين
فعلى الخير يقينٌ ظَنُّهُوعلى الشرِّ فكالظنِ اليقين
جدِّدي كيف اطِّراحي فارساًولمرأى وَطَني كيفَ الحنين
وَسلي قلبيَ لِمْ ضاقتْ بهفارسٌ وهي رياضٌ لا سُجون
ضَحِكَت فيها من الروض وجوة ٌوجَرَت بالسَلْسَلِ العَذبِ عُيون
واكتَسَتْ بالحسنِ هاماتُ الرُبىكيفَما شاءَ لها الغيثُ الهَتون
حبذا فارسُ من مُستوطَنٍعافَه وخلاّه القَطين
أفَهذا قصرُ " فَرهادِ " الذيجمعته مع " شيرينَ" المَنون
مثَّلا للحبِّ دوراً طاهراًلم يَشُبْ أثوابَه البيضَ مُجون
ليس منه غيرُ رسمٍ دارسٍمُخبرٍ أنَّ رَحى الدهرِ طَحون
أولا كسرى ولا أجنادهُخُلِّيَتْ منهم قِلاعٌ وحُصون
سلَفَت فيهم سنونٌ تَرفاًواتَتهْم بالبَلِّيات سنون
وكذا الدهرُ على عاداتِهإن صَفَا حِِينَ نبا والتاث حين
جدِّدي ذكرَ بِلادي إنَّنييهواها أبدَ الدهرِ رَهين
انا لي دينان : دينٌ جامع ٌوعراقي وغَرامي فيه دِين
القوافي أدُمُعٌ منظومةٌوالأناشيدُ بُكاءٌ وحَنين
كيف لا تُحزنكُم أُهزوجةٌكانَ من اوتارها القلبُ الحزين
اكسُ ياربِ بلادي رحمة ًوحناناً مثلما يُكسَى الجنين
امحُ عنها ذُلَّ ارهاقِ العِدىأنها ما عُوِّدَت عاراً يَشين
يا مُدانينَ اضاعُوا وطناًهو للحشرِ بمن فيه مدين
اين كانَ الوطنُ المحبوبُ إذْقَلَّتِ الزينةُ مالٌ وبَنون
ليسَ يخفَى أمركُم من بعِدماقَلِّبَت منه ظُهور وبُطون
كم يُروى منفوخةً أوداجُهُمن نِعاجٍ هُزِلَتْ ، ذئبٌ سمين
تَبخَس الأوطان ظلماً حقَهاثم لا يُسترخَصُ العمرُ الثمين
هذه بغدادُ ، هذا كرخُهاهذه دجلةُ والماءُ المَعين
هذه الدورُ التي شيَّدهاللسَمَا " مستنصرٌ " أو " مستعين "
كلها تُصبحُ إرثاً ضائعاًليَنُح" هارونُ " وليبكِ " الأمين "
ليس تنفكُّ بلادي كلُّهايَبَسٌ أو كلُّها ماءٌ وطين
دجلةٌ والنيلُ والشامُ معاًو" الصَّفا " تندُبُ شجواً و " الحَجون "
قُطِّعَتْ أوصالُها ، وافترقتْفشِمالٌ ليس تدري ويَمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:28 pm

وفى الربيع



غَدرَ الصِبا وَوَفى الربيعُ لريفِهشتانَ بين أليفنا وأليفِه
عادت لتفويفِ الصبا أزهارهُأترى صبايَ يعود في تفويفه
سقياً لشرقيِّ الرُصافة اذ صَفَاعيشٌ بمرتَبَع الهَوى ومَصيفه
من سفح دجلةَ حين رق نسيمهُسَحَراً وراقت دانيات قُطوفه
أحبابَنا في الكرخ هل من زورةٍلنَحيل جسم بالفراق نحيفه
أهوَى لأجلكُمُ العراقَ فمُنيتيفي قُربكم لاخصبِه أو ريفه
لي فيكُمُ قَمرٌ يُهيُّجني لهان البِعادَ يَروعُنى بخُسوفه
ومسجفٌ لو لم يُحَجَّبْ كانَ مِنزفراتِ أنفاسي بمثل سُجوفه
متنقلُ الأوفياء شْيَّعَ ركبَهنَفسَي يُناطُ بسَيره ووُقوفه
يَلوي الوعودَ فلا تُزَرُّ جيوبهُإلاّ على نزْرِ الوفاء ضعيفه
ما الطيرُ حامَ على الغدير فراعَهوحشٌ فظَّل يحوطهُ برفيفه
ظمآنَ لاوِردٌ سواه فَينثنىعنه ولا يسطيع خوض مَخوفه
يوماً باولعَ من فؤادي إذ نأواعنه بمجدولِ القَوام رهيفه
لا تُنكروا قلبي الخَفوقَ فانماهي مهجةٌ قد عُلِّقت بشُفوفه
ما هاجَ قلبَ الصبِّ الا الصدغُ فيتشويشَه والشَعرُ في تصفيفه
أرَّقْتَ طَرْفاً لم تَرِقَّ لقَرحهوأخَفْتَ قلباً لم تُرَع لحفيفه
الله يشهدُ أنني القىَ الهوىبلسانِ فاسقِه وقلبِ عفيفه
اني وإن كانَ التصابي هفوةًمني وكم ساع لجلبِ حُتوفه
لأحِنُّ للعهد القديم صبابةًكحنين إلفٍ نازحٍ لأليفه
ولئن سلوتُ ففي التهاني سلوةٌ" بمحمد " صَفْوِ الندى وحليفه
يابن " الحسينِ" وانت تخلُف ذكرَهأكرمْ بمخلوف مضى وخليفه
سرَّت ثراه بروقُ عرسِك فاغتدتعنه وذكر هناكَ أُنسُ مخوفه
بك في " العلي " عن " الحسينِ " تصبرٌبممجدٍّ ثبتِ الجِنان رؤوفه
لا تُجهدنَّ الشعر يا نَظامَهفصفاتُه تُغنيك عن تَوصيفه
جَمَّ النَدى أنساه عن عثراتهِفي الجودِ بذلُ مئاتهِ وألوفه
طَرِبٌ يُغَنِّنيه سَميرُ ضيوفهلا " معبدٌ " بثقيلِه وخفيفه
شَيِمٌ أنافَ تليدُها لطريفهافسما بها بتليده وطريفه
يابنَ النبيِّ وتلك أشرفُ نسبةًومُضافُ مجدٍ ينتمى لمُضيفه
لم يُرغَم الحسّادُ الا مفخراًأغناهُم التنزيل ُ عن تحريفه
شَرَفٌ محلّ الشهب دونَ مَحلِّهومُنيفُ بُرجِ الشمسِ دون مُنيفه
بيت به طاف العُفاةُ ففضلهُباد كفضل البيت في تَطويفه
يَغديكَ من ضربَت به المثلَ الورىنُجلاً فقُرصُ الشمس قُرصُ رغيفه
سَحَّت عطاياه فما من ناظرٍالاتمنىَّ الطيفَ من مَعروفه
لو رام يمحو البخل عنه مُدافعٌعكفت طبيعتُه على تعنيفه
ويقولُ إن قالوا تصرف درهمٌليت الجمودَ عَداهُ عن تصريفه
ولقد أراكَ ولليراعةِ مَرحٌفي القول بين غريبِه ولطيفه
قَلَمٌ سقاهُ فيضُ كفِّك فالتقَتبيضُ الأماني بين سودِ حُروفه
لدنٌ إذا ما الدهرُ جّد فهزَّةفي طِرسه تكفيكَ ردَّ صُروفه
ما جال في جَلبَات طِرسِكَ سابقاًالا وجاءَ من النَدى برديفه
كم مُشكلٍ مُستَنبَط بدقيقهِوسمينِ خطبٍ مُذعنٍ لعجيفه
كالسيلِ في تحديرهِ والسيفِ فيتطبيقِه والرُمحِ في تثقيفه
وكأنه بين السُّطور مدِّبرٌللجيش اعَجَبه انتظامُ صُفوفه
معروفُ شعري في مديح محمدٍأزْرَت بدائعُه على " معروفه "
نَفَسٌ شأى نَفَسَ الكهول وإنماظَرْفُ الشباب يلوحُ في تفويفه
وقصائدٍ رَّقتْ فكان مدبُّهاكالخمر من ثَمِل القَوام نزيفه
أسِفَ الحسودُ بما علون وان أعِشْلأطَولنَّ بهن حزنَ أسيفه
إن زِينَ قومٌ بالقصيد فاننيباسمي يزانُ الشعرُ في تعريفه
دمتُم ودام المجد في تشريفهجُوداً ، ودامَ الفضلُ في تأليفه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:30 pm

تحت الرسم



أ"أحمدُ " م أبْثَثَتُكَ الهمَّ والجوىمكاشفةً إلا لأنك " عارفُ "
ألا لا تَنَلْ شكوايَ منكَ فانهاتُؤلِّمُ حتى الصخرَ هذي القذائف
يقولون " " مطبوعُ القريض لطيفُه "فهل قوبلت باللطف تلك اللطائف
ألا لو يبوحُ الشعر مني بما انطوىلَهَبَّتْ على هذي الطُروس العواطف
سيُغنيك رسمي عن أمور كثيرةفظاهرُهُ عن باطن الأمر كاشف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:34 pm

لولا...



الروح أشْقَتني وجُلُّ صَحابتيما أشقتِ الشعراءِ إّلا الروحُ
توسي الجروحُ وليس يوسي شاعرٌبصميم إحساساته مجروح
في القلب من أثرِ الهُموم ووَسْمِهاسِمةٌ على النَّفسَ الحزين تلوح
فَنِيَتْ قواف ما قرحن وإنماخلدت بذكرى " ذى القروح " قروح
ولَكَمْ طَرِبتُ فما أجَدتُ وحسبكمأني أُجيد الشعر حين أنوح
أما التباريحُ الحِرارُ فإنهاللنَفْس مما تشتكي ترويح
يا موطناً عَزّت به " خرطوشةٌ "ذُلاًّ وهانَ دمٌ له مسفوح
لولا اتقاءُ رواصدٍ مبثوثةٍهتكتْ مُتونَ المجملات شروح
ولقد يَحسُ الشاعرون بأنهمعبءٌ على أوطانِهِم مطروح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:36 pm

ضحايا الأنتداب



سل الأخوين معتنقين غابالأيةِ غايةٍ طَويَا الشبابا
وعن أي المبادئِ ضيَّعوهُدماً لم يألُهِ الناسُ اطِّلابا
أللاؤطان وهي تَعِجُّ شكوىكعهدهما وتصطخبُ اصطخابا
ولو كَدَمَيهما سالت دماءمحرَّمة لما رأت انقلابا
على الأخوين معتنقين صفاكما صفَّفتَ أعواداً رِطابا
عَتَبتُ وغاية في الظلم أنيأحمِّلُ فوق ما لقيا عتابا
أدالَ الله من بيتٍ مُشادٍعلى بيتٍ يخلِّفهُ خرابا
ولاَ هنأتَ بما لَقِيت أناسٌعلى قبريكما رَفَعوا القِبابا
مشى نعش يجرُّ وراه نعشاًسحابٌ مُقلع قَفّى سحابا
وناحتْ خلفه أشباحُ حزنٍيُخفِّي نطقُها الالمَ اكتئابا
بعين الله منتظرينَ أوباًبما يُبكي الصخورَ الصمَّ آبا
دم الاخوين في الكفنين يغليخطاب لو وَعىَ قومٌ خطابا
سيعلمُ من يخال الجَوَّ صفواًبانَّ الجْوَّ مملوء ضبابا
ومن ظن المجالسَ عامراتٍبمدح أنها شُحِنَتْ سِبابا
ويعرفُ من أراد صميمَ شعبيرَميِّاً أيَّ شاكلةٍ أصابا
ويُدرِكَ أينَ صفوُ الماء عنهوريِّقُهُ إذا وَرَدَ اللصابا
ولو عَرَفت بلادي ما أرادَتبها النُواب لم ترد انتخابا
فلا وأبيكَ ما ونَتَ اللياليتُديف لموطني سُمّاً وصابا
حَدَدْنَ لقلبه ظُفراً فلماوَجَدْنَ بقيةً أَنشبْنَ نابا
فيالكَ موطناً واليأسُ يمشيفلو رام الرَجا حُلُماً لخَابا
أرادَ الرأسَ لم يحصلْ عليهمكابرةً ولا لزمَ الذُنابي
لمن وإلى مَ مِن ألمٍ يُناديكَفاَه مذَّلةً أن لا يجابا
وهل طرَقتْ يمينُ الحق باباولم تسدد شِمال الظلمِ بابا
فواأسفاً لمطّلبٍ طلابايخال الموتَ اقربَ منه قابا
وقد اتخذوا لحومَ بنيهِ زاداًوقد لبِسوا جلوَدهُمُ ثيابا
رضُوا من صُبحِهم فجراً كِذاباًومن أنوار شمسهِمُ اللعابا
وقرَّت للأذى منهم صُدورٌفسَمَّوهُنَ افئدةً رِحابا
ووقر من أتاحَ العابَ فيهموقالوا إنهم يأبَون عابا
لقد طاف الخيالُ عليَّ طيفاًرأيتُ به الحمامةَ والغُرابا
فكان العدلُ ممتلئاً سَقاماًوكان الظلمُ ممتلئاً شبابا
فيا وطني من النكبات فَأمَنْفقد وَفََّّتكَ حظَّك والنصابا
وان خَشُنَتْ عليك مكاشفاتٌفحسبُك أن تُجامَلَ أو تحابَى
وان طُوِيت على دَغَلٍ قلوبٌفقد أُعطِيتَ ألسنةً رطابا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:37 pm

ايها المتردون !



أساتذتي أهلَ الشعورٍ الذينَ هُمْمناريَ في تدريبتي وعمادي
أروني انبلاجا في حياتي فانَّنيسئمتُ حياةً جُلّلتْ بسواد
وما الشاعرُ الحسَّاسُ صِنوٌ لِعيشةٍمكرَّرةٍ مخلوقةٍ لجماد
خذوا بِيدَيْ هذا " الغريب ِ" فانَّهلكلِّ يدٍ مُدَّتْ إليه مُعادي
لئن جئتُ عن أزمانِكمْ متأخراًفإنّي قريبٌ منكمُ بفؤادي
لغيرِ زمانٍ كَوَّنَ الدهرُ نزعتيوكوَّنَ أعصابي لغير بلاد
وعنديَ منكمْ كلَّّ يومٍ مَجالسٌترفُّ بها أرواحُكم ونوادي
معي روحُ "بشَّارٍ" وحَسبْي بروحهتقرّبني من حكمةٍ وسَداد
تعّلِمني سُخفَ القوانينِ في الورىوسوءَ نظامٍ لم يجئ برشاد
وطوراً مع الشَّهم الظريف " ابن هانيءٍ "يراوح خمَّاراً له ويغادي
يسجّل ما احصْت يداه بدقَّةٍويمزُج منه صالحاً بفساد
ومن قبلُ " للحاناتِ" كانت ولم تزلْلدى الشعراء النابهينَ أيادي
تعوِّضهمْ عن وحشةٍ بانطلاقةٍوعن يقظةٍ مذمومةٍ برقاد
أساتذتي ، لا تُوحِدوني فانَّنيبوادٍ وكلُّ الشاعرين بوادي
ولا تعجبوا أنَّ القوافي حزينةٌفكلُّ بلادي في ثيابِ حِداد
وما الشعر إلاَّ صفحة من شَقائهاوما أنا إلاَّ صورة لبلادي
فلا تذكروا عيشي فانَّ يراعتيتَرفَّعُ عن تدوينه ومدادي
أمرُّ مَن المِلح الأُجاج موارديوأرجعُ من شوكِ القتادةِ زادي
تقدَّمني مَن لستُ أرضى اصطحابهوطاولني من لم يكنْ بعدادي
وضُويقتُ حتى في شعوري وإنَّماشعوري ّبُقيا عُدَّتي وعتادي
وما لذَّةُ الدُّنيا إذا لم أكن بهاأُمتَّع في تفكيرتي ومرادي
وما أنا بالحُرِّ الذي ينعتَونهإذا لم يكن في راحَتَيَّ قيادي
أُصرِّفُه فيما أروم وأشتهيوأبذلُ فيه طارفي وتلادي
وماذا يريدُ الناسُ مني وإنَّما" لنفسي صلاحي أو عليَّ فسادي "
فلا تَنشُدوا حُريّةَ الفكر إنَّها"ببغدادَ " معنى نكبةٍ وصفاد
فما كان بشَّارٌ بأوَّلِ ذاهبٍضحيَّةَ جهلٍ شائنٍ وعناد
إلى اليوم في" بغداد " خنقُ صراحةٍوتعذيبُ الافٍ لأجل أحاد
مداخلةٌ في مجلسٍ ومساربٍوتضييقةٌ في جِيئةٍ ومَعاذ
وخلّوا اهتضامَ الشعر إنَّ حديثَهشجونٌ ، اقضَّتْ مضجعي وَوِسادي
خلَتْ حَلبةُ الآداب إَّلا هجائناًملفَّقَةً سدَّتْ طريق جياد
تشكَّى القريضُ العابثين بَحقلهكما يتشكَّى الروضُ وقعَ جراد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:39 pm

الأدب الصارخ







ونَفسٍ لاقتِ الصدماتِ عزلىوكانت وهي شاكيةُ السلاحِ
وقد كانتْ سباخاً فاستثيرتوفلَّ صميمَها وقعُ المساحي
وأفراحٍ شحيحاتٍ أديفتبأتراحٍ جُبِلْنَ على السَّماح
أأقرَبُ ما أكونُ إلى انقباضوأبعَدُ ما أكون عن انشراح
وَشتَّان اقتراحات اللياليوما تَبغيه مني واقتراحي
فليتَ حوادثأً ما رفَّهَتْ لينطاقَ العيشِ لم تحصُصْ جناحي
وليتَ مخابراً قَبُحَت دَهَتنيمجرَّدةً عن الصُورِ القِباح
إلى ألَمٍ وعن أَلَمٍ مسيريفما أدري غُدويَّ من رَواحي
وما أختارُ ناحيةً لأنّيرَماني الدهرُ من كل النواحي
وملء القلبِ إذ حبست لِسانيظروفٌ مغرماتٌ باجتياحي
جراحٌ لم تَفِضْ ، فملئن قَيحاًوبعضُ الشر لو فاضت جِراحي
رأيتُ معاشرَ الشعراء قبليتعدُّ الخمر مَجلبةَ ارتياح
وقد أُغرِقْتُ في الأحزان حتىسئمتُ مَنادمي وَذَممتُ راحي
وما سكرانُ يقتحِمُ البلاياكمُقتحِمِ البليةِ وهو صاحي
بعينِ الشعرِ والشعراءِ بيتٌهَتَفْتُ به فطارَ مع الرياح
يَهُبُّ مع الصَبا نَفسَاً رقيقاًومؤتلقاً يطيرُ مع الصَباح
له من وقعهِ نَسَبٌ صريحيمتُّ به إلى الماءِ القراح
ولو في غيرِ أوطاني لجالتْبه نظم القلائد والوِشاح
وقائلةٍ ترى الآدابَ سَفَّتوقد غطّى النُعابُ على الصُداح
وما نفعُ السكوتِ وقد أُضيعتْحقوقُ ذوي الجدارهِ بالصياح:
تقدَّمْ للقوافي واقتَحِمْهافقد يُرجى التقدُّمُ بالكفاح
أقول لها :دعي زَندي فانيأخافُ عليك بادرةَ اقتداحي
وكلُّ حقيقةٍ ستَبينُ يوماًوكل تصنّعٍ فإِلى افتضاح
وما بغدادُ والآدابُ إّلاكما انتفخت طبولٌ من رياح
تُوفّي الحُرَّ من حقٍ مُضاعٍومن عِرضٍ تمزِّقُه مُباح
ولما أنْ رأيتُ الشعرَ فيهاأداةً للتشاحن والتلاحي
أنرتُ ذُبالَ مسرجتي بكفيأفتشُ عن أديبٍ في الضواحي
فكان هناك تحتَ ستارِ بُؤسٍيجلِّله وفي ثوب اطراح
أقول له : ألا وجهٌ حييٌيقيكَ طوارقَ النّوَبِ الوِقاح؟
أما في الحيِّ معترفٌ بفضلٍيناشِد عن غدوِّكَ والرواح؟
فقال وأرعشتْ شفتاهُ : دعنيأقابلْ جِدَّ دهرِكَ بالمُزاح
ومثلي ضحَّت الدنيا كِثاراًفهبني بعضَ هاتيك الأضاحي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:41 pm

الشاعر والعود



ما سَمِع السامعونَ آسىمن شاعرٍ ضَيمَ في العراقِ
ألوى على عوده شَجيّاًيبُثُه فَرْطَ ما يُلاقي
إذا بكى ارتدَّ يبكيشَجْواً لألحانه الرِقاق
في ذمةِ الله ما تُلاقييا عودُ منّي وما أُلاقي
روحانِ مني ومنكَ باتامن وَطأة الهمِّ في الترَاقي
ما ضاق منك الخِناقُ يوماًلو نفَّسَ الدهرُ عن خِناقي
يا دهرُ خُذني واحلُلْ وَثاقاًأرهَقَ عُودي واحلُلْ وَثاقي
أو لا فحِّولْ أنّةَ أسريعنه إلى نغمةِ انطلاق
فَغَمْغَمَ العودُ واستجاشَتأشجانُهُ خطرةً الفِراق
اِسْلَمْ رفيقَ الصِّبا ، ألوفٌتفدِّيك مثلي وأنتَ باق
قبلكَ واسيتَ ألفَ شاكٍوالفَ حاسٍ وألفَ ساق
من فضلِ ما أوحت الرزاياإليَّ مُيِّزت عن رفاقي
أقول لما انبرتْ غُصونٌأعوادَها تبتَغي لَحاقي
أحْملْنَ مثل الذي أُلاقيمن اصطباحي أو اغتباقي
طارِحنَ مثلي أخا شجونٍشاركنَ مثلي اخا اشتياق
ربَّ نهارٍ كنتُنَّ فيهجنباً إلى جنب في اعتناق
قضيته جنبَ ذي شجونٍأخافُ من بثِّه احتراقي
وربَّ ليلٍ سهِرتُ فيهأشدو حزيناً مع السواقي
اصبْر قليلاً يا عودُ إنّاعما قريبٍ إلى افتراق
حملتَ عني ماضي همُوميفاحمل قليلاً من البواقي
وَلَّى شبابي إّلا بقاياضحيةَ القلب والمآقي
والنفسُ تأبى إّلا انطلاقاًوالدهرُ يأبى إّلا ارتهاقي
والحزنُ لم يدخر صُباباًيُبقه في كأسِه الدِهاق
اَلانِطفائي كان اشتعالياَلاحِتراقي كانَ ائتلاقي
وحين جاء الظلامُ يُرخيسِتراً على الأوجه الصِّفاق
ورفَّ روحُ السلامِ يُخفيغريزةَ الحِقْدِ والنِفاق
باتَ بطيّاته فؤادٌيشكُرُ لُطفَ الموت الذعاق
وجنبَه عودُهُ يُناغيحَشرجةَ الصدرِ في السياق
الى التلاقي " عودي" وداعاًوكيف بعدَ الموتِ التلاقي
اقرأْ سلامي على الرزاياأعني سلامي على الرفاق
ذاك أديبٌ مات اضطهاداًذاك هو الشاعرُ العراقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:44 pm

أمان الله



وَداعا ما أردت لكَ الوَداعاولكنْ كانَ لي أملٌ فضاعا
وكمْ في الشرقِ مثلي من مُرَجٍّأرادَ لكَ النجاحَ فما استطاعا
وإنَّ يداً طوتكَ طوتْ قلوباًمرفرفِةً وأحلاماً وِساعا
وقد كانت متى تذكَرْكَ نفسيتَطِرْ –إذْ تمتلي فرحاً – شَعاعاً
فها هيَ بينَ تأميلٍ ويأسٍتُصبَّرُ ساعةً وتجيشُ ساعا
أمان الله والدُّنيا "هَلوكٌ "أبتْ إلَّا التحوُّلَ والخِداعا
بغيرِ رويَّةٍ حُبّاً وكُرهاًإذا كالتْ تُوفّي المرءَ صاعا
تثَّبتْ لا ترعُكَ فليس عدلاًولا عَّودتَ نفسكَ أنْ تُراعا
إلهُ الشرِّ جبارٌ عنيدٌيحبُّ معَ الجبابرةِ الصراعا
وأحكامُ القضاءِ مغفَّلاتٌيُسئنَ إذا انتخبنَ الإِقتراعا
أرى رأسَ " ابنَ سقاءٍ " محالاًيُطيق بتاجكَ الألِقِ اضطلاعا
بلى وأظنّه عمَّا قريبٍسيشكو من تحمّله الصدداعا
لقد أودى بعاطفتي ركودٌفها أنا سوفَ أندفعُ اندفاعا
تقدَّمْ أيها الشرقيُّ وامددْيديكَ وصارعِ الدُّنيا صِراعا
فقد حلَفوا بأنَّك ما استطاعواستبقى أقصرَ الأقوامِ باعا
وأنَّك ما تُشيِّدْ من بِناءٍتَجِدْ فيه انثلاماً وانصداعا
وليس بأوَّلِ التيجانِ تاجٌأرْدنَ له مطامعُهم ضياعا
فيا لِشقاء شعبٍ مَشرقيٌٍّإذا وجدوا به ملِكاً مُطاعا
وهبْ أوفى بـ " أنقرة " وأنعمْرُواءُ المُلك يَزدهرُ التماعا
فلمْ تكنِ " البَنيَّةُ " وهيَ فردٌلتعدِلَ ألفَ بنيانٍ تداعى
سأقذِفُها وإنْ حُسِبَتْ شذوذاًوإن ثقُلتْ على الأذنِ استماعا
فما للحرِّ بدٌّ من مَقالٍيرى لضميرِهِ فيه اقتناعا
إذا لم يشْمَلِ الاصلاحُ دِيناًفلا رُشْداً أفادَ ولا انتفاعا
وأوفقُ منه أنظمةٌ تُماشيحياةَ الناسِ تُبتدَعُ ابتداعا
أتتْ " مدنيَّةُ الاسلام " لمّاًلشعثٍ لا انشقاقاً وانصداعا
ولا لُترى مواطِنُها خراباًولا ليبيتَ أهلوها جِياعاً
ولا لتكونَ للغربيِّ عوناًيهدَّدُ فيه للشرقِ اجتماعا
وإلَّا ما يُريدُ القومُ منَّاإذا ألقتْ محَّجبةٌ قِناعا
أعندَ نسائنا منهمْ عهودٌبأنَّهُمُ يجيدونَ الدِّفاعا
أإنْ حُلِقتْ لحىً مُلئتْ نِفاقاًتَخِذْتُمْ شَعرها دِرْعاً مَناعا
رفعتمْ رايةً سوداءَ منهاوثوَّرتمْ بها ناساً وِداعا
عَفتْ مدنيَّةٌ لدمارِ شعبٍوديعٍ تخدُمُ الهمجَ الرَّعاعا
همُ نفخوا التمرُّدَ في خِرافٍوأغرَوهنَّ فانقلبت سِباعا
ومن خُططِ السياسةِ إنْ أرادتْفساد المُلك أفسدَتَ الطّباعا
على أني وإنْ أدمى فؤاديليومك ما أضيقُ به ذراعا
أُحمِّلكَ الملامةَ في أُموراٍبِطاءٍ قد مشيِتَ بها سِراعا
وقد كانت أناةٌ منكَ أولىوإنْ كنتَ المجرِّبَ والشجاعا
" وخيرُ الأمرِ ما استقبلتَ منهوليسَ بأنْ تتبَعهُ اتباعا"
" ولكنَّ الأديمَ إذا تفرَّىبلىً وتعيُّباً غلبَ الصَّناعا"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20290
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري   الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 07, 2009 9:47 pm

صفحة من الحياة الشعبية أو بيت يتهدم



سألَ شِعري بالرَغم عَنيَّ حزناًأبتغي فَرحةً فما تَتَسَنَّى
كلُّ صَحْبي يشكون شكوايَ لكنْربّما يضحكونِ خُسْراً وغَبنْا
لو لـ" جوتٍ " تبد وتعاسةُ هذا الشعبِيوماً لكانَ أجملَ فنّا
لتناسَى " الآمَ فَرترّ " طرّاًرُبَّ حزنٍ يُنسِي أخا البؤسِ حزنا
من شبابِ العراق تعلو الكآباتُوُجوهاً تفيضُ طُهراً وُحسْْنا
لو تَراها عجبتَ ان لا يَهُزَّ الشرخُقلباً او يُضحِكَ الزهوُ سِنا
أعلى هذه النُّفوسِ – من اليأساستماتت – مستقبلُ الشعب يُبنى
يَتَغَذَّى دمَ القُلوب شبابٌلا يُريدُ الحياةَ ذُلاًّ ووَهْنا
خُدْعةٌ هذه المظاهرُ ما في القومفردٌ يعيشُ عَيشاً مُهَنْا
الثياب الفَرْهاء رفَّتْ عليهمكضمادٍ غطَّ جِراحاً وطَعْنا
والاحاديثُ كلُّها تشتكي " البؤسَ "وفصلُ الخطاب أنّا " يَئِسْنا "
إيهِ أُمّاهُ ما أرابَ شقيقَ النفسِمنّا حتى تَبعَّدَ عنّا
منذ يومينِ ليسَ يَعرِف عمّانحنُ فيه شيئاً ولا كيفَ بِتْنا
جائيا ذاهبا يقسِّم في الأوجهلحظَيهِ من هُناكَ وهَنْا
إيه أُمّاهُ إن نفسي أحسَّتما يُُقذِّي عينا ويُوقِرُ أُذْنا
فانبرت دمعةٌ تُترجم عمافي ضمير الأُمِّ الحنونِ استَكَنّا
اِسمَعي يا عزيزّتي أنَا أوفىمنكِ خُبْراً إذْ كنتُ أكبر سِنا
ولدي مُذْ عَرَفتُه يملأ البيتَبتفكيرِهِ ارتهاباً وحُزناً
ولدي طامحٌ تُعنَيه آمالٌ كِثارٌإن الطَّموحَ مُعَنَّى
يَتَمنَّى كلَّ السُرور ولا يسطيعُنيلاً لبعض ما يَتَمنّى
لو بكفِّي مَنْعتُ جُلَّ القوانينِعلى الحقِ نِقْمةً أن تُسَنَّا
لا نظامٌ حرُّ فيرْعى الكفاءاتِولا مَن يُقيمُ للحر وزْنا
عُكِسَتْ آيةُ الفضائلِ فالأعلىمَقاماً من كانَ في النفس أدْنى
ساكنُ القصر لو إلى ذِمة ِ الحقِاحتكمنا لكانَ يسكُنُ سِجنا
ولكانَ الحريَّ أن تتحاشاهُ البرايالا أن يُبَرَّ ويُدْنى
إنَّ ما يجتنيه من مُنكَرات العيشِمن شَقْوةٍ البريئينَ يُجْنَى
وقناني الخمرِ التي عَصَرُهامن دُموعي ومن دُموعِكِ تُقْنَى
ولدي اختَشي عليه من الموتِانتحاراً وختشِي انْ يُجَنّا
أسمعتيه بالأمس ِ اذ يَتحدَّى الناسَإني عَرَفتُ مَرْمَاهُ ضِمنا
هوَ يشكوُ من النَّذالةِ خَصْماًوهو يشكو من الخيانةِ خِدنْا
ولدي لم يكنْ ليحملَ – لولاان يُلِحُّوا به – على الناسِ ضِغْنا
ما لزَوجي إذا ذَكَرتُ له الأنسَوما أرتجي من العيشِ أنا
انَّّةٌ سرُّها عميقٌ وفيهاألف معنَّى من القُنوط ومعنى
كاسراً جفنَه يخالِسُني اللحظَلأمرٍ في النفسِ يكسِرُ جَفْنا
اتُرى من اشفاقةٍ هذه النظرةُأم ساءَ بي ، وحاشايَ ، ظنّا
خَلَتِ الغُرفةُ الصغيرةُ من توقيعِزوجي فلستُ اسْمعُ لَحنا
أنا واللهِ كنتُ أستشعرُمعنَى الحياةِ إذْ يَتَغَنى
في سوادِ الدُجى وعاصفةِ الأقدارِهبَّت تَجتَثُّ بالعُنفِ غُصنا
من على دجلةٍ تِكَشَّفُ للضيفعزيزاً على الطبيعة – حِضنا
شَبَحٌ لاح من بعيدٍ يَحُثُّالخطوَ طوراً وتارة يتأنَّى
يا لَه موقفاً يمثِّلُ مذهولاًيُعانِي حالَين خَوفاً وأمْنا
زوجتي سوفَ تستفيقُ من النومَصَباحاً فما تَرانيَ وَهْنا
سوف تجتاحُها الظُنونُ ولهفياذ تُنبَّي عن صدق ما تَتَظَنّى
زوجتي ما اقترفتُ إثماً ولكنْكيفما شاءتِ النواميسُ كُنّا
زوجتي أوسِعي النزاهةَ ما اسطعتِسِباباً وأوسعى الحقَ لَعْنا
أُقتلي بنْتَكِ الصغيرةَ لُبنىلا تكابدْ ما كابدت أمُّ لبنى
وعجوزٌ هنا لِكُمْ حسبُها من رحمةِالدهرِ أنْ ستفقِد إبْنا
لو تخيرتُ لي الهاً لما ألَّهْتُإلاّ من هيكل الأم بطنا
و"ربابٌ " شقيقتي بعد موتيأبداً بالحياة لا تَتَهنّا
وسأقِضي فيوسع الناسُ تاريخيبعد المماتِ سّباً وطَعنا
يا لها من نذالةٍ في أحاديثَتُسمِّي شجاعةَ الموتِ جُنبا
اشهَدي دجلةٌ بأني – كما كنتُ -قوياً جسماً وعزماً وذِهنا
شاعرٌ بالوجود أُغمِضُ عمافيه من هذه المناظِرِ جَفنا
كلُّ هذا وسوف أنتحرُ اليوملأنيّ أرى المعيشةَ غَبنا!
احملي " دجلةٌ " سلامي الى الأهلوقولي : قد استراحَ المعنّى
حَمَلوا – بعد أربعٍ – جُثةً لمتتميز منها النواظرُ رُكنا
وانحنَتْ فوقها الأمومةُ خرساءَتُزجّى يُسرى وتَرفع يُمنَى
لم تُطِق أنةٍ فماتت – وقد يدفع -موتاً عن ثاكلٍ أن تئنّا
واستخفَّ الشقيقةَ " الصْرعُ " فهي اليومَنِضوٌ يعالج الموتَ مُضنَى
وحديثُ الأخرى اتركوهُ فقديُغنيكُمُ عن صراحةٍ أن يُكَنّى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» نبذه عن حياة الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري
» الشاعر السوداني محمد الفيتوري
» الشاعر محمد نجيب المراد
» السعودية والتدخل في الشأن العراقي
» الشاعر أمل دنقل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الكتب و المخطوطات-
انتقل الى: